بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، نوفمبر 27، 2009

عيد الأزمات .. كل أضحى و أنتم بخير



أضحى سعيد
عيد مبارك
كل عام و أنتم بخير
هذه التهاني و التبريكات .. هل تجوز هذا العام كالأعوام السابقة ( إذا جازت فعلاً في أعوام سابقة ) بينما عالمنا الإسلامي المثير دائماً و الزاخر بالأحداث لا زال يرزح تحت أعباء و أزمات مفتعلة لا سبيل إلى الخلاص منها ؛ لأنها لم تقع بمنطق معقول نستطيع فهمه لمعالجتها و ربما كان كل شيء معقولاً تبعا لمنطق خفي لا يظهر لنا نحن العامة بل تحتكره صفوة ما تسعى سعيها في الخفاء ثم تفاجئنا نتاجات سعيهم هذا على غفلة منا .. نعجب و نستنكر ثم ننتظر بصبر نافد من يحل المشكلة أو يكاشفنا بالحقائق التي لا نراها رغم ما تدعيه حكوماتنا من شفافية و نزاهة نسمع عنها ولا نراها .
الجزائر و مصر تتصارعان فيما يبدو بسبب مباراة كرة ، و هو ما لا يستطيع تصديقه كثيرون من أصحاب العقول في البلدين كلتاهما .. جنوب السعودية و على الحدود مع اليمن الذي خدعونا قديما بتسميته سعيداً و داخله يغلي و يدفق صهده إلى السعودية التي تحارب المتسللين إليها و تتهم إيران بالسعي لزعزعة الاستقرار في أراضيها .. الموقف يعجب الحكومة اليمنية التي تجد من يؤازر مساعيها لتثبيت وحدة أصبح الكثيرون من مواطنيها يرفضونها لأنها جلبت لهم الشقاء و لم تجعلهم أكثر ثراء أو تحضراً . لم تعضد وحدتهم سلطة الشعب بل رسخت ديكتاتورية الحكم و  كممت أفواه المعارضين . أما إيران فلا زال الصراع الداخلي فيها محتدماً بين من يسمون بالإصلاحيين و السلطة التي تعتبر نفسها منتخبة في إنتخابات نزيهة ، على الأقل هي الأكثر نزاهة في المنطقة ، لكن أزمة الداخل لم تمنعها من إثارة المشاكل بتصلب موقفها تجاه موضوع التخصيب للوقود النووي و حقوقها التي تنكرها و تستنكرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية و هي ليست مشكلتها الوحيدة مع الخارج فحتى جيرانها العرب يعتبرونها عدوهم الأول بعد - و أحيانا قبل - إسرائيل . إسرائيل التي لم يهمها و لن يشغلها يوماً إثبات قدرتها على تحريك العرب على رقعة شطرنج هي اللاعب الوحيد عليها و العالم جمهورها لا يتدخل إلا لمساعدتها بأفكار شيقة و جديدة تضمن بقاء الوضع على ما هو عليه .
سوريا تواجه مشكلات أيضاً كنصيرتها إيران مع منظمة الطاقة الذرية . العراق و أفغانستان و باكستان نسمع أنباء التفجيرات فيها لازلنا كل يوم . السودان تواجه صراع الوحدويين و الانفصاليين و صراعاً آخر خفياً على الحدود مع مصر هذا الصراع القديم الجديد بشأن مثلث حلايب و شلاتين كلتا البلدين تعلن أنه جزء من أراضيها بينما تمارس الأخرى سيادتها عليه و الوضع خامد لكنه ينتظر يداً ما تؤججه إثر أي أزمة ربما تكون مفتعلة كمباراة قدم . ذلك بينما تواجه البلدان صراعاً آخر يجمعهما في معسكر واحد حيث تواجهان  دول حوض النيل الأخرى التي ينبع منها هذا النهر و التي تستكثر على البلدين نسبتهما في مائه ، طبعا يحدث هذا في حين تنتظر المنطقة أزمة حادة في المياه ربما تجعل الماء أغلى حتى من البترول و وداعاً للمقولة القديمة التي كنا نرددها : " هي المية بفلوس ؟ " نعم ستكون بفلوس ، و فلوس كثيرة في المستقبل القريب .
أما أغنياء المسلمين في الخليج ، فقد أبوا إلا أن يشاركوا المسلمين الآخرين في أزمات ما قبل العيد ، بالإعلان قبل العيد مباشرة عن أزمة تلم بإمارة دبي فيما يتعلق بتسديد ديونها للبنوك العالمية و التي تبلغ حوالي 59 مليار دولار أمريكي يستحق منها 3,5 مليار في الشهر المقبل ، ذلك الخبر الذي أثر سلباً على  معظم الأسواق الأوروبية يوم الخميس الموافق لوقفة عرفات .
هذا ، و لا أريد التحدث عن موضوع انفصال ليبيا عن المسلمين باحتفالها بالعيد قبل جميع المسلمين ، و لن أتحدث عن فلسطين و أزماتها الحاضرة في جميع الأعياد و حتى الأيام العادية ، أو الصراعات و الحركات الانفصالية المعتادة في المغرب .
كل هذا ، و ماذا أيضاً ؟
حتى الطبيعة أبت إلا أن تشارك أزماتنا ببعض السيول و بعض الوفيات جرائها .

عيد - يا رب يكون -  سعيد .





الخميس، نوفمبر 05، 2009

Sacrifice day in Egypt


VJ Movement

Hi

Please personalize and forward this email to your friends, family, colleagues, contacts and local press who you want to share  with.


Sacrifice Day in Egypt

August 25, 09



Theme(s): Religion, Human Interaction
 Egypt

Go and see it here...

 You can unsubscribe here. © Copyright VJ Movement. All rights reserved.


قصص فيديوية من كل أرجاء العالم www.vjmovement.com

**** 

******

هذا هو أحدث المواقع الخاصة بالأخبار المرئية و رسوم الكارتون ، و هو يعتمد أساساً صحافة الفيديو كوسيلة أعمق من التليفزيون التقليدي في تتبع الأحداث و شرح أبعادها و تأثيراتها على المواطنين العاديين في كل بقاع الأرض ، فأنت هنا لن تجد لقاءات مع أوباما و لا تتبعاً لحياة مشاهير السياسة العالمية و إنما الناس العاديون في حياتهم اليومية حيث يتأثرون بالأحداث و يؤثرون فيها .. هنا نعتمد رأياً ثابتاً و هو أن كل شيء نسبي فما تراه حقاً يعتبره أخرون ظلماً و عدواناً لذلك وضع الموقع شعاراً له يقول " ثمة أكثر من حقيقة واحدة There is more than one truth "
شاهد و ادل بدلوِك يمكنك بنفسك وضع أجندة الأخبار على مستوى العالم ، و يمكنك أيضاً أن تجعل عالمك جزءاً من المشهد المرئي .











الأحد، نوفمبر 01، 2009

.. صحافة الفيديو و العقبات التي ستواجهها في مصر



للمتابعة اقرأ المقال السابق
http://dedalum.blogspot.com/2009/10/blog-post_23.html



أؤكد إيماني التام بأن الفيديو الرقمي سيكون الوسيلة الأكثر تواجداً في مجال نقل الأخبار خلال عقد أو عقود مقبلة ما لم يظهر بديل أقوى ، و ذلك بسبب اشتماله على الصورة بقوتها ، و الصوت الأصلي المسجل في موقع الحدث و الذي يؤكد على أصالة المادة المنقولة فيخلق نوعاً من المصداقية لدى المتلقي ( لاحظ أننا غالباً لم نعد نستخدم لفظ القارئ و لا المشاهد و لا المستمع ، فقد تطور التلقي بحيث امتد ليشمل كل أساليب نقل و استحضار الحدث ) ، أضف إلى ذلك اعتماد أساليب سينمائية تساعد في تقديم الخبر أو القصة أو الفيلم في شكل ذي جاذبية دون الحاجة لاستخدام معدات ضخمة أو ذات تكلفة عالية ، لا في إيجار أو شراء المعدات و لا في صعوبة تشغيلها و حملها في كل مكان ( يعني المسألة لا تزيد كثيراً عن ما كان يحمله صحفي تقليدي يعمل لصحيفة ورقية في القرن العشرين ، و في نفس الوقت شخص واحد يقوم بكل شيء أي لن تكون ثمة مصاريف إضافية على المحطة أو الصحيفة الإلكترونية كانتقالات أو معيشة في مكان الحدث و لو لمدة طويلة ، كما سيستطيع الصحفي المنفرد الانتقال بسهولة أكبر لجمع معلومات أعمق عن قصته ) .
أضف - أيضاً - إلى ذلك سهولة بث القصة / التقرير عن طريق الإنترنت و الذي تطور بشكل هائل في مدى زمني قصير ، و ربما عايش البعض معنا تجربة بعض المنتمين لإحدى الوكالات الإخبارية العربية عندما حاولوا بث مادتهم الفيديوية عن طريق الإنترنت و كنا حينها نغطي الأحداث اللاحقة بغرق العبارة السلام في سفاجا و كان ذهولهم الذي تحول سريعا لطرفة مهنية تناقلها جميع العاملين في الجمع الإخباري عندما وجدوا أن عليهم انتظار تحميل اللقطات القصيرة التي أرادوا إرسالها عدة أيام أو شهور تبعاً للتقدير المبدئي لموقع الإنترنت الذي يستخدمونه ، و طبعاً كان ذلك مستحيلاً ، و سارع البعض حينها لإعلان فشل النقل عن طريق الإنترنت ، و قيل إننا أمامنا سنوات طويلة حتى نستطيع استخدامه لنقل القصص الفيديوية ، و رغم ذلك أؤكد لك أنني استخدمته لنقل بعض القصص الفيديوية التي تناهز مدتها العشر دقائق بجودة عالية في بضع ساعات ، لموقع إخباري مقره أوروبا ، مع العلم أن السيرفر الذي يتلقى هذه القصص مقره في الولايات المتحدة .
التقنيات في المستقبل القريب لن تكون عقبة أمام انتشار هذا النوع من الصحافة ، و التدريب أيضاً لن يكون عقبة لأنني أعتقد أن كثيراً من المحترفين في مجال الأخبار سيستطيعون إنشاء معاهد للتدريب على هذا الشكل الصحفي في القريب سواء كان ذلك بشكل مستقل أو من خلال وكالاتهم التي يعملون معها .
لكنني في الوقت نفسه أتوقع مشكلات أخرى ، فمثلاً إذا أنشئت أقسام تختص بتدريس صحافة الفيديو التي تجمع في ممارستها بين الجانبين التقني و الفني من جهة و الصحفي من جهة أخرى ، من ستكون الكلية الأجدر بإنشاء هذا القسم ، هل هي كلية الإعلام التي تدرس الصحافة طوال أربعة سنوات ( منهم سنتان للتخصص ) و تتناول النواحي الخاصة بفنيات التصوير و المونتاج كمواد مدعمة ما كانت لتخرِّج مصوراً أو مونتيراً و إنما مذيعاً أو منتج أخبار ، و لو كان الأمر كذلك فماذا عن كلية الفنون التطبيقية التي تخرج المصورين و التي يقضي فيها الطالب خمس سنوات ( سنة إعدادية و أربع سنوات تخصص ) يدرس فيها النواحي الفنية ( التشكيلية ) و التقنية المتعلقة بالتليفزيون و السينما و التصوير الفوتوغرافي ، و يتناول فيها الصحافة كمادة أو ما شابه ، و يمارسها بشكل عملي أثناء دراسته و التي يغطي فيها بعض الأحداث العامة .
لا أعرف كيف يكون الحل لهذا الموضوع ، لكنني اظن الأجدر بنا هو ضم الكليتين أساساً في كلية واحدة أو إنشاء كلية أو معهد جديد يعتمد هذا التداخل بل و التماهي في أدوار طالما لعبها أشخاص منفصلون .
و طبعا لا أريد أن ألتفت لمقولات من قبيل أن الصحافة عامة في مصر لا تعتمد على أصحاب التخصصات ، أو الدراسة العلمية ، ذلك صحيح لكنه لا ينكر دور الكليات و الجامعات كبوابات رسمية إلى الحياة العملية توفر مشواراً كبيراً يقطعه غير المتخصص رغماً عنه ، كما أن وجود المتخصص بين الآخرين يسهم في نشر خبرته العلمية بينهم و بالتالي رفع المستوى العام للمهنة .
هذا من جانب ، و من جانب آخر أتوقع ظهور مشكلة أخرى تحدثت عنها في المقال السابق ، و هي عدم وجود قالب قانوني لممارسة صحافة الفيديو المختلفة عن الصحافة التليفزيونية و المطبوعة في آن ، خاصة فيما يتعلق بمن يريد العمل بشكل حر بعيداً عن سلطة المؤسسات الكبيرة ، فذلك سيواجه الجهات الأمنية التي لن تمنح شخصاً - مجرد شخص لا ينتمي لمؤسسة ما - تصريحا للتصوير في الشوارع أو الأماكن العامة ، و بالتالي عليه أن يصبح طريدة للجهات الرسمية ، و عليه أن يعمل متسللاً عبر الشوارع الخلفية كأصحاب التكاتك .
أما الحل الآخر هو الانتماء لنقابة أو جمعية ما تتولى تنظيم هذا العمل و رعاية محترفيه حتى لا تضيع حقوقهم من جهة و لا يعتدوا رغماً عنهم على حقوق الآخرين .
و من الواضح حتى الآن أن النقابات الموجودة لن تؤدي هذا الدور ، فإذا كانت نقابة كنقابة الصحفيين لا تضم معظم الممارسين للصحافة التقليدية - رغم أن المنطق يقول إن ممارسة المهنة يجب أن تكون لاحقة لالتحاق العامل بنقابة مهنية تحاسبه إذا أخطأ و تؤازره إذا أسيء إليه و تساعده لتأدية عمله كما يجب - كما أن نفس النقابة لازالت تناقش ضم المدونين و صحفيي الإنترنت ، و كأن هؤلاء ظهروا فقط بالأمس القريب في غفلة من الزمن ؛ فهل ننتظر منهم ضم صحفيي الفيديو الذين لم يتعرف المجتمع عليهم بعد ، لكان أولى بهم ضم مصوري الأخبار التليفزيونية الذين يمارسون عملاً لا يمكن اعتباره إلا تصويراً صحفياً طيلة ما يقارب الخمسين عاماً دون أن تفكر النقابة في ضمهم رغم إنها تضم المصورين الفوتوغرافيين الذين يعملون لصالح الصحافة الورقية .

الجمعة، أكتوبر 23، 2009

صحافة الفيديو بديلاً للصحافة التليفزيونية التقليدية

بداية ، ما هي صحافة الفيديو ؟
صحافة الفيديو باختصار هي الصحافة التليفزيونية و لكن عندما يصبح فريق العمل التليفزيوني المكون من حوالي ثمانية أو تسعة أفراد شخصاً واحداً يقوم بالتصوير و المونتاج و الكتابة و التعليق الصوتي ثم أحياناً إضافة الترجمة على التقرير و بثه عن طريق تقنيات الاتصال الحديثة إلى محطات التليفزيون أو مواقع الإنترنت و الصحف الإلكترونية ، و هذا الأسلوب في العمل التليفزيوني لا يعتبر حديثاً للغاية فالبعض يرجعه إلى ستينيات القرن العشرين عندما كان مراسلو بعض المحطات التليفزيونية في الولايات المتحدة يقومون بالتصوير ، أيضاً ليست الجرائد السينمائية القديمة التي كان مراسلوها بالأساس هم المصورون ببعيدة عن هذا النمط ، لكن المؤكد أن البداية الحقيقية للإنتاج بهذا الأسلوب بشكل كامل و التوسع فيه كانت مع بدايات الألفية الميلادية الثانية ، و يعتبر الصحافي التليفزيوني ميشيل روزنبلوم الرائد و المعلم الذي دفع بالكثيرين لاحتراف صحافة الفيديو ، كما اعتمدت عليه منظمات تليفزيونية عريقة مثل مؤسسة الإذاعة البريطانية لتدريب طواقمها للعمل بهذا الأسلوب .

كانت بداية روزنبلوم أثناء تغطيته لبعض الأحداث المهمة في قطاع غزة و كان معه حينها طاقم تليفزيوني تقليدي ، كما كان بحوزته كاميرا فيديو من النوع المنزلي المنتشر حينها في الأسواق ، و بكاميرته تلك حاول ان يصور كل شيءٍ صادفه دون أن يخطر بباله أن ما يقوم به سيكون ذا أهمية كبيرة ، فحينها ما كان يمكن اعتباره مصوراً محترفاً و الكاميرا التي يستخدمها لا تزيد عن وسيلة للهواة لتصوير المناسبات العائلية بجودة محدودة ، و ما كانت محطة تليفزيونية لتغامر بإذاعة مثل هذه اللقطات ، لكن المصادفة أن توتر الصراع في الأراضي المحتلة كان على أشده ، و المادة المصورة التي عاد بها إلى أمريكا كانت مطلوبة بشدة بصرف النظر عن الجودة ، و من هنا بيعت بآلاف مؤلفة من الدولارات . كانت تلك مفاجأة له جعلته يعيد حساباته و جعلت كاميرته لا تفارقه أبداً في جميع التغطيات .
لكن حتى هذه اللحظة لم تكن ثورة الفيديو الحقيقية ظهرت بعد و احتاج الأمر لعدة سنوات حتى أواخر القرن العشرين و بدايات القرن التالي حيث انتشرت تقنيات الفيديو الرقمي و أصبحت متاحة للجميع و سهلة الاستخدام بدءاً من التصوير و حتى البث إلى أرجاء العالم في زمن قياسي .
لقد أنتج الانقلاب الرقمي كاميرات ذات جودة عالية للغاية إذا ما قورنت بالكاميرات التليفزيونية التقليدية بينما حجمها لا يزيد كثيراً عن كاميرات الهواة الحديثة ، و أقل كثيرا أيضاً من كاميرات الهواة التقليدية . هذه الكاميرات توفر سهولة كبيرة في الاستخدام حتى إن مشغلها ما عادت تؤرقه كثيراً المسائل الهندسية كضبط الإضاءة و الوضوح بقدر ما يشغله المحتوى .
بالإضافة للكاميرات الحديثة المتطورة ، ظهر أيضاً المونتاج اللاخطي ، و تطورت أجهزة الحاسب حتى أصبح في الإمكان بسهولة فائقة عمل المونتاج و تصحيح أي عيوب بالصورة و مكساج الصوت كل هذا على جهاز حاسوب شخصي متنقل لا يزيد سعره عن 1500 US$ بينما كانت غرف المونتاج التقليدية تكلف عدة مئات الآلاف كل هذا اختصر في حاسوب نقال و كاميرا صغيرة يمكن حملهما إلى أي موقع للتصوير و المونتاج في موقع الحدث ثم بث المادة الإعلامية إلى أي مكان في العالم عن طريق الإنترنت الذي هو ثورة إضافية ، حيث جعل الإنترنت و تطوره السريع و سرعته الحالية الفائقة و التي تزيد يوماً بعد يوم ، إضافة لتطور برامج ضغط الفيديو ، و التي انتهت لتصغير حجم الملفات بشكل ملحوظ مع الحفاظ على الجودة العالية للصورة و الصوت كما يحدث عند استخدام صيغ للضغط مثل MPEG4 ، كل هذا أضاف و زاد من أهمية صحافة الفيديو التي أصبحت مهمة ليس فقط لمحطات التليفزيون بل أيضاً لمواقع الإنترنت و الصحف التي سارعت بإصدار نسخ إلكترونية تزيد حالياً معدلات قراءتها عن معدلات بيع النسخ الورقية مما حدا ببعض الصحف العالمية لتحديد ميعاد لوقف طبع النسخ الورقية و الاكتفاء بالإلكترونية . هذه المواقع تتيح للصحف إمكانية وضع تقارير فيديوية ضمن أبوابها لتكتسب ميزة طالما انفردت بها محطات التليفزيون تضيفها إلى ميزاتها التقليدية كصحيفة مقروءة ، و لكم أن تعرفوا إن صحيفة شهيرة كالواشنطن بوست توظف حالياً ستة صحافيي فيديو ضمن طاقمها .
هيئة الإذاعة البريطانية عندما اتجهت لتحويل طواقمها المختصة بالتغطية المحلية إلى صحافيي فيديو ، كان لديها 84 طاقماً يغطون المملكة المتحدة ، لكن الآن لديها أكثر من 750 صحافي فيديو مجهزين بكاميراتهم و حواسبهم المحمولة و يستطيعون تغطية أي حدث وقت حدوثه . لأنهم ببساطة فصلوا الطاقم الذي يضم على الأقل مصورا و مقررا ( مراسل ) و مساعد صوت و أحيانا محرر فيديو ( مونتير ) قاموا بتدريب كل واحد من هؤلاء على القيام بدور الآخرين إضافة إلى دوره هو الذي يجيده بطبيعة الحال ، فالمصور يتم تدريبه على البحث عن الأخبار و قراءة الحدث و التعليق عليه و المونتاج الرقمي ( اللاخطي ) و المراسل يتم تدريبه على التصوير و فنياته و المونتاج .. إلى آخره
.


هذا ما حدث على المستوى العالمي ، ماذا تطور عندنا نحن في عالمنا العربي ؟

أولاً ، لا بد من الإشارة إلى أن العالم العربي و مصر تحديداً أصبح فيه من يعمل كصحافي فيديو ، و فيه أيضاً صحافة فيديو تبنتها المواقع الصحافية الإلكترونية و المحطات التليفزيونية الإخبارية ، لكن المصطلح لازال غير مطروح في أوساط العامة مما سيشكل عقبة في سبيل صحافيي الفيديو المحترفين خلال الفترة القادمة ، فمثلاً في مصر لا توجد أية جهة مسئولة عن صحافي الفيديو الذي يعمل غالباً بشكل حر بعيداً عن المؤسسات الكبرى ، لا نقابة كنقابة الصحفيين مثلاً ستضمه إليها ، و لا نقابة السينمائيين - التي تضم في مصر كلاً من التليفزيونيين و السينمائيين – مسئولة عن العمل الصحفي ، و لا أي جهة أخرى مسئولة عنه حتى المركز الصحفي التابع للهيئة العامة للاستعلامات لا يختص بالمساعدة و إصدار التصاريح إلا للصحافيين الأجانب أما المصريون فيبدو أنهم ليس من حقهم ممارسة العمل الصحفي في مصر . مما يعني إن فوضى حتمية ستحدث في هذا المجال خاصة مع أسلوب التضييق الأمني و وضع العقبات أمام العمل الصحفي بشكل عام ، أي أن كل صحافي فيديو حر لن يجد من يعطيه التصاريح اللازمة لعمل التغطيات و ذلك لن يمنعه بحال من الأحوال أن يؤدي عمله فالحرية تطور طبيعي للحياة الإنسانية لن يستطيع أحد إيقاف تدفقها ، و بالتالي سيعمل و لكن متسللاً عبر الأبواب الخلفية .
المشكلة الثانية التي تواجه صحافة الفيديو العربية ، هي عدم تفهم القائمين على المواقع الإخبارية للفكرة القائمة على تقديم تقارير و أفلام تسجيلية واقعية الأسلوب بشكل احترافي و لكن باختصار عدد المتعاونين في العمل إلى شخص واحد ، و بذلك تجمع بين العمل الجيد ( المصنوع جيدا من الناحية الفنية ) و في نفس الوقت يؤدي العمل الفردي إلى سهولة الوصول إلى مناطق غير مطروقة تتعلق بالقضايا العامة المطروحة أمام الرأي العام ، لكن المواقع العربية تتخبط بين استخدام أفراد غير مدربين جيداً على التصوير و المونتاج ليقدموا مجرد لقطات غير جيدة من موقع الحدث ربما تكون مصورة بكاميرات غير معدة للمحترفين و في بعض الأحيان بكاميرات هواتفهم النقالة ، و هذه ليست صحافة الفيديو التي تعتمد بشكل أساسي على الصورة التي لا بد أن تكون على قدر كبير من الجودة و الجمال الذي لن يتأتى إلا بدراسة جادة و هو ما جعل المؤسسات الغربية تنفق وقتاً ليس بالقصير في تدريب و تعليم صحافيي الفيديو لديها قبل أن تدفعهم لبدء العمل .
و في المقابل تجد بعض المواقع الأخرى و قد ألحق بالخبر تفصيلات تقول إنه من إعداد فلان و تعليق فلان و تصوير و مونتاج بل و إخراج فلان ، ذلك التجمع لإنتاج عمل واحد يعيدنا مرة أخرى إلى أسلوب العمل التليفزيوني التقليدي ، و هو ما ترفضه صحافة الفيديو لأن هذا الأسلوب يحد من حركة الفريق و يعيق الوصول إلى مناطق جديدة غير مكتشفة و يفرق دم العمل بين العاملين فلا يصبح أحدهم مسئولاً عن شيء ، كما إنه مضيعة للوقت ، فمثلا فريق من خمسة صحافيي فيديو قام بتغطية خمس غرف للطوارئ في خمس مستشفيات أمريكية لينتج عملاً وثائقياً رائعاً في بضعة أيام كان يمكن إنجازه في عدة شهور ، كما أن صحافي فيديو واحداً كان بإمكانه إنتاج فيلم عن حياة مدمنة مخدرات بريطانية بشكل واقعي بعد أن ظل في صحبتها لعدة شهور تناول خلالها كل ما يتعلق بحياتها بتفصيل دقيق ما كان أي فريق تليفزيوني تقليدي لينتجه أبداً .
أما المشكلة الثالثة فهي التقسيم الإداري للعاملين في معظم القنوات التليفزيونية العربية و الذي يفصل المصورين في جانب الفنيين و المقررين أو المراسلين في إدارات مختلفة ذلك رغم أن المصور مثلاً يقوم فعلاً بالعمل الصحفي كجزء من مهامة ، لكن الإدارة الخاصة بالمراسلين هي ما ينتهي إليه شأن التدريب الصحفي ، فإذا أرادت التوجه لاستخدام أسلوب صحافة الفيديو في إنتاج التقارير الإخبارية ، تمنح مراسليها دورات تدريبية في هذا المجال يعود بعدها المراسل للعمل في نفس محيط العمل التقليدي و بنفس الأسلوب فلا يكون التدريب الذي حصل عليه إلا مضيعة من جديد للوقت و المال .

صحافي الفيديو أو VJ يطلق عليه أيضاً عدة أسماء مثل :

Solo VJ

One Man Band , OMB

Multimedia Journalist , MMJ

Backpack Journalist

Solo Journalist , Sojo




السبت، أكتوبر 03، 2009

دينـــــــــــــا .. حرب المراهقين


هل سمعت اسم دينا هذه من قبل ، دينا التي يتحدث عنها الكثيرون الآن لأنها أهانت القرآن . هل تعرف إن الضجة كلها كانت مجرد رد فعل لما نشرته صحيفة من رأي لأحد المشايخ و اعتبرته فتوى تمثل الأزهر رغم إن الشيخ الموقر ليست له أية صفات رسمية تتبع الأزهر غير صفات سابقة ، و رغم إن الجريدة لم تنشر ما يعتبر نصاً للفتوى ، و حتى لم تذكر أي اعتراف رسمي بهذه الفتوى لا من قبل الأزهر و لا من دار الإفتاء التي تعتبر الهيئة الرسمية الوحيدة المختصة بالإفتاء في مصر .
رغم ذلك أثار الخبر الذي تكلم عن وجود فتوى بإهدار دم الفتاة الألمانية ( دينا ) شهية أعداء الإسلام لمهاجمة ما اعتبروه دليلا على عدم قبول المسلمين للرأي الآخر و حب المسلمين لإراقة الدماء و أشياء من هذا القبيل .. طبعا ذلك ما يريدون بالضبط و قد جاءهم على طبق من فضة و بالتالي لم يفكر أحد في صحة الخبر أو هل مقولة الشيخ نقلت بأمانة و هل تزيد المسألة عن كونها عنواناً مثيراً لجلب القراء ؟ كل ذلك لا يهم أمام فرصة مواتية لشن حرب على الإسلام .. حتى الفتاة الألمانية التي قيل إن الفتوى تهدر دمها راحت تنشر على عدة مواقع إلكترونية إن المسلمين ينوون قتلها و تدعو الناس للتحالف معها ضد هؤلاء الذين يريدون القضاء على حرية التعبير التي يتمتع بها الأوروبيون ، و لاحظ هنا إنها قالت قتلها و لم تقل إهدار دمها و هو – كما يعرف أي عربي – لا يعني القتل ، لكني هنا لا ألومها ، فقد سبقها إلى هذا اللبس ، أو مثله ، الصحفي الذي صاغ الخبر ، و ربما الشيخ إذا كان المنسوب إليه صحيحاً فعلا ً ؛ فمن الأساس إهدار الدم لا يكون إلا لشخص واقع تحت وصايتك ، فأنت من يحميه و يمنعه من الآخرين ، فإذا فعل ما وجدت به إنه غير جدير برعايتك ، أخرجته من حمايتك ، أي أهدرت دمه و بالتالي لو اعتدى عليه أي شخص لن تتقدم لا للدفاع عنه و لا للقصاص من قاتله . هذا هو ما يعنيه إهدار الدم . بما يعني إننا لا يمكننا إهدار دمها لأنها أصلاً غير محكومة بقوانيننا ، و هو ما يشير إليه الشيخ في عبارة مقتطعة بدت غير مفهومة في بداية الخبر الذي سبب الأزمة ؛ لذلك أعتقد إن كاتب الخبر هو من وقع في الخطأ .

أصل الموضوع

أصل الموضوع إن فتاة ألمانية أعتقد إنها لم تتخط سنوات المراهقة أو في أفضل ترجيح تخطتها بسنوات قلائل . هذه الفتاة كونت مجموعة للأصدقاء على موقع الفيس بوك يتحدث عن استخدام ورق تواليت يحمل آيات القرآن الكريم . طبعا ذلك كفيل بإغضاب أي مسلم و هذا بالضبط ما تريده المراهقة الألمانية التي تذكر في صدر مجموعتها إنها تهاجم الإسلام بهذه الطريقة نظرا لوجود فتوى – كما تدعي هي – تدعو لاستخدام أوراق الإنجيل و التوراة للاستنجاء ( مع العلم إن الفتاة تذكر إنها ملحدة لا تعتنق أي دين ) و تورد موقعا إسلامياً يحمل الفتوى المدعاة .
طبعاً . عندما تزور الموقع المذكور ستكتشف كم هذه المراهقة إما مغرر بها من قبل شخص ما يترجم لها باقتطاع ما يريد حتى لا تفهم المجمل .. أو إنها تعرف عربية ركيكة لا تتيح لها فهم النصوص بالكامل ، أو يكون الاحتمال الثالث إنها تعتمد في معلوماتها على مواقع من تلك المتخصصة في مهاجمة الإسلام و التي تحاول تشويه النصوص الإسلامية لتغيير معانيها و بالتالي لخلق صورة سيئة عن الإسلام لدى غير المسلمين أو ضعيفي الثقافة من المسلمين . و كلنا يعرف بوجود ترجمات كاملة من القرآن صنعت في أوروبا منذ قرون لتشويه صورة الإسلام و إثناء الأوروبيين عن اعتناقه .
الفتوى التي تتحدث عنها الفتاة الألمانية هي إجابة عن استفسار هل يكفـَّـر من يهين الإنجيل و التوراة و فيها بعض كلام الله ؟ و إجابة المفتي هي إن من يهين الإنجيل أو التوراة " غير المحرف أو المحرف " و فيها شيء معظم فقد أتى كفرا و العياذ بالله .. و لكن المفتي كالعادة يتخذ صيغة التخيير فيقول " وأما ما علم تحريفه وتبديله منهما وليس فيه شيء معظم، فلا حرج في إهانته " و طبعا نظراً لأنه لا يوجد إنجيل أو توراة ليس فيهما شيئ معظم عند المسلمين لأن فيهما أسماء أنبياء و قصصهم و مواعظهم و بعض كلام الله .. كل ذلك يفهم منه إن إهانة الإنجيل أو التوراة يوجب تكفير من فعلها . فأين ما دفع المراهقة الألمانية للسخط على الإسلام ؟
أيضا الفتوى الأخرى التي تتعلق بالاستنجاء و التي أشار إليها من قال بالفتوى السابقة لأنها تحوي نفس رأيه و بنفس الأسلوب أيضاً فتتكلم على و جوب احترام الكتب المقدسة إلا في حالة " خلوهما عن اسم معظم " و طبعا مرة أخرى لا توجد كتب سماوية لا تحوي اسما معظما عند المسلمين الذين من مقتضيات إيمانهم الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله :
" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
سورة البقرة الآية 285
نعود إلى مجموعة الفيس بوك و مدونات المراهقة الألمانية لنكتشف مزيدا من المغالطات التي تعتمد أسلوب اقتطاع جزء من النص لتغيير المعنى ، فمثلا تقول إن القرآن يصف اليهود بأنهم قردة و خنازير .. و تبدي تعجبها لأنها ترى اليهود كأناس عاديين و ليس قردة أو خنازير . تقول ذلك و تغفل إن القرآن لم يصف اليهود بحال بهذا الوصف و إنما كان يتكلم عن عقاب نزل ببعض اليهود نظرا لإدمانهم الكفر و مخالفتهم كلام الله .
كما تقول إن الله يقول اقتلوا الغير مؤمنين أينما تجدوهم ، و أعتقد إنها تقصد جملة : اقتلوهم حيث ثقفتموهم ، و هي طبعا جملة أخرى مقتطعة من النص الذي يقول :
" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ ۚ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) سورة البقرة
فالجملة التي توردها المراهقة الألمانية يسبقها و يليها تأكيدات أكثر من مرة بأن الله يأمر المسلمين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم و يخرجوا الذين أخرجوهم ( يعني ليس من الباب للطاق ) ، و يؤكد : و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ، و يؤكد : فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم .. كل هذا و من لا يفهم من بعده فالذنب يكون له وحده .

مرة أخرى تقول أشياء تؤكد إنها لا تعرف الكثير عن الإسلام ، فمن أين جاءت بأن ( التقية ) هذا شيء موجود في القرآن و أن القرآن يعلمنا إياه ، ومصطلح التقية هو مصطلح شيعي ، تؤمن به طائفة من طوائف الشيعة ، و هو لا يشير بحال إلى الكذب على غير المسلمين و إنما يدعو المؤمنين به إلى عدم مهاجمة النظام الحاكم الذي يخالف فكرة الإمامية التي يقوم عليها مذهبهم رغم اعتبارهم للنظام هنا مغتصبا للحكم ، و أكاد أجزم إن هذا المفهوم هدفه انخراط الشيعة في المجتمعات غير الشيعية و عدم الإضرار بمصالح المجتمع الذي يعيشون فيه مهما اختلف مع عقيدتهم و هو نفس ما يطالب الغرب المسلمين به ، إذا فاختلاط الأفكار لدى المراهقة الألمانية أدى إلى جعلها تهاجم نفس الأفكار التي تتبناها .

موقف المراهقين من المسلمين

من الواضح إن هدف المراهقة الألمانية تحقق ، فقد أثارت غضب مراهقين مسلمين بما كتبته و بالتأكيد هم مراهقون و ذلك واضح من صورهم التي توردها في مواقعها و واضح أيضا من كلامهم الذي يسوقه الغضب على خلاف ما ينصحنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم عندما يقول للمسلمين إن الصرعة " من ملك نفسه عند الغضب " .
لكنهم لم يملكوا أنفسهم و أعطوها أكبر من حجمها و وجهوا لها تهديدات من قبيل : سأقتلك . أود أن تموتين ميتة بطيئة و مؤلمة . و أنا من القاعدة و سوف آتي إلى ألمانيا لأقتلك . كلها تهديدات لا تصدر إلا عن مراهقين متأثرين بأفلام الرعب الأمريكية . من يريد القتل لا يعلن ذلك .. لكن الفتاة اتخذت هذه التهديدات وسيلة جيدة للدعاية لنفسها و هي كأي مراهقة تبحث عن دور وجدت إن تمثيلية المناضلة هذه تروقها و لو تركناها لبحثت لنفسها عن شيء آخر أو تمثيلية أخرى .
هذه حرب عادية بين المراهقين الخطأ الوحيد فيها هو الزج باسم الأزهر في صراع كهذا .. و حتى الآن لا أحد يعرف حقيقة الفتوى التي صنعت من المراهقة الألمانية شهيدة و هي على قيد الحياة تهلل تحية لقاتل شهيدتنا مروة الشربيني و تتخذه بطلا و تدلل على صحة موقفه بمواقفنا نحن تجاهها .
لو كانت هذه الفتوى صحيحة فذلك معناه إن الشيخ أساء إلى الأزهر و إلى الإسلام و على الأزهر و دار الإفتاء إعلان قواعد محددة لمن له الحق في تمثيلهما عند إصدار الفتاوى لأن الخبر ينسب هذه الفتوى أساسا للأزهر رغم إن مُصدرها لا يحمل أي منصب رسمي و الأزهر هو مؤسسة رسمية . أما إذا كانت الفتوى مجرد سوء فهم من كاتب الخبر فعلى الجريدة أن تعلن ذلك و لا تخفيه تاركة الفتنة تنتشر .

الاثنين، سبتمبر 28، 2009

آخر فتن اليوم السابع



عراك في موقف ميكروباص تحوله لفتنة طائفية
و فتوى مفتراة ، عن إهدار دم فتاة ألمانية


لا زلنا نتابع أخباراً من اليوم السابع ( الموقع الإلكتروني المصري ) و لازال كاتبو الأخبار و صحفيو الموقع يتبنون الإثارة على حساب الصدق ، و يفقدون رويدا مصداقيتهم لدينا كما لدى آخرين .. و يبدو إن الجريدة و موقعها لا يهتمان إلا بفئة المراهقين الذين تعجبهم هذه الأخبار الساخنة و يزيدونها سخونة بتعليقاتهم التي تؤجج النار و تشعل صراعاً يشل قوائم وطن فيه ما يكفيه من أزمات ، و غير محتاج للمزيد من نزق مراهقيه .
الموقع يورد خبراً عن عراك ليس غريبا عن مواقف الميكروباصات تدخل فيه الجهل ليظهر سلاحا أبيض يحملة الكثيرون من سائقي الميكروباصات الذين اعتادوا اعتماد العنف ، و الفتونة إذا جازت التسمية ، وسيلة للحوار ، و أترككم مع الخبر الذي يقول :

" بدأت الأزمة عندما نزل المجنى عليه من السيارة التى كان يستقلها والتى لم تكن قد أكملت عدد ركابها، وحاول اللحاق بالسيارة التى كان عليها الدور فى موقف السيارات، وقام سائق السيارة التى نزل منها "نايل منصور سحرب 28 سنة "، بالجرى وراءه محاولا منعه من ركوب السيارة الأخرى، مما أدى إلى وقوع مشادة كلامية بينهما تطورت إلى أن تعدى كل منهما على الآخر فأسرع السائق وأخرج آلة حادة وطعنه بها فى الوقت الذى كان أشقاؤه بجوار موقف السيارات فهرعوا إلى شقيقهم فوجدوه غارقا فى دمه واشتبكوا مع السائق الذى كان يحتمى فى سلاحه وأصابهم بعدة طعنات، وتم نقلهم على إثرها إلى المستشفى، وفر المتهم هاربا" .

هذا ما يذكره الخبر ، فأين الفتنة الطائفية التي يتحدث عنها العنوان و هذا نصه :
" بوادر فتنة طائفية بالمنيا بعد مصرع سائق قبطي "

أولا : هناك تناقض بين الخبر و العنوان الذي يذكر إن من لقي مصرعه كان السائق بينما الخبر يقول إن السائق هو من هاجم راكباً .
ثانيا : أين الفتنة الطائفية في حادث كهذا يعرف كل مصري إنه ليس غريباً و يكاد يحدث كل يوم .

هل الهدف من هذا الموضوع إثارة تعليقات القراء الاعتيادية التي ستتناول الدين و التدين كمباراة كرة ، و يحاول مشجعو كل فريق كالعادة نصرة فريقهم على حساب أي شيء سوى الفوز الوهمي ؟

أم يكون كل هدف حشر المسألة الطائفية هو ذكر عبارة كالتي ذيل بها المقال و التي تحمد مساعي الأمن العظيمة :

"من جانبها انتقلت على الفور قوات الأمن لمنع حدوث المصادمات بين أهالى القرية التى تشهد احتقانا طائفيا بسبب أحداث عنف سابقة بين المسلمين والمسيحيين " .

و ربما كانت المسألة لا تتعدى حسن النية في صياغة الخبر ، و هنا لا بد أن يتمتع كاتب الخبر أو مراجعوه بإحساس بالمسؤولية تجاه ما يكتبون .


أما الخبر الثاني فيتناول فتوى ، كما يذكر الخبر و ينسبها إلى أحد الشيوخ ، و هو كما يذكر الخبر أيضا رئيس ( سابق ) للجنة الفتوى و مستشار ( سابق أيضاً ) لشيخ الأزهر . يعني من الواضح إن الرجل لا يحمل أي منصب رسمي ، هذه نقطة ، أما النقطة الأخرى تتعلق بالفتوى و التي هي طبعا غير رسمية فلا يوجد نص مكتوب و منشور بها و إلا لماذا لم تنشر اليوم السابع نص الفتوى ؟
يبدو الأمر لي و كأنه كالعادة مجرد سؤال توجه به أحد صحفيي الجريدة للشيخ ، و أجاب الشيخ برأيه الشخصي و طبعا هرع الصحفي المتحمس و الذي ظن نفسه حصل على سبق ما و أعلن إن لديه فتوى كما يذكر عنوان الخبر :

" فتوى أزهرية تهدر دم الألمانية التى أهانت القرآن "

طبعا موضوع الخبر شائك و ليس من السهل طرحه بهذه البساطة ، لأنه و كما حدث فعلا من المتوقع أن يفتح شهية المحاربين للإسلام ، و يبدأ كل من يحب السقطات في كيل الاتهامات ، رغم إن الموقع نفسه يأخذ آراء أزهريين آخرين لم يعتبر آراءهم فتاوى و هم جلهم يرفضون هذه الفتوى .

إذا فالتساؤل الآن : لماذا اعتبر الموقع و صحفيُّه إن رأي الشيخ الأول هو فتوى تناقش من هذا المنطلق بينما الآراء الأخرى هي مجرد آراء ؟
و التساؤل الأهم إذا كان صحفي الجريدة من البداية يريد فتوى " أزهرية " لماذا لم يذهب إلى شيخ الأزهر و هو الشخص المخول بالحديث باسم الأزهر ، و إلا فكان الشيخ ليرشح من يتكلم باسمه و هذا أولى طبعاً من أن يختار بنفسه من يجعله ممثلا للأزهر . و بالمناسبة فشيخ الأزهر هو مفتٍ سابقٌ أيضا إذا كان كاتب الخبر محبا أكثر للسابقين .. و إلا لماذا لم يوفر الصحفي على نفسه و يذهب مباشرة إلى مفتي الجمهورية و هو رأس الجهاز الرسمي للإفتاء في مصر .

الأحد، سبتمبر 27، 2009

7-7-2007 أغنية للعجائب و المتعجبين

حتى التاريخ الذي بقي لنا نفاخر به الآن لا يرانا العالم جديرين بالاحتفاظ به ، إنهم غيروا عجائب الدنيا السبع فأقصونا حتى عن أن تبقي لدينا عجائب و تبقى بلدنا العجيبة الوحيدة .

السبت، سبتمبر 26، 2009

اليوم السابع ، كالعادة يثير فتنة جديدة


كعادة موقع اليوم السابع الإلكتروني ، و هي عادة شبه يومية ، خرج علينا بفتنة جديدة يبدو أن صحفييه و مسؤلي التحرير يعتبرون مثل هذه التحقيقات - إذا جازت هذه التسمية - نوعا من السبق أو الحرفية أو التفوق الصحفي ، و ذلك لو شئنا الإنصاف تفكير يحاسبون عليه لو كان في مصر من لازال يريد أن يحافظ عليها من الفتن و نزق المراهقين الذي لاشك آخذ بيدها إلى الهاوية .
تقول اليوم السابع :

"أزهريون" يؤيدون الفتوى الإيرانية بحجاب "المانيكان" ويعتبرون تعريتها من مقدمات الزنا.. ومطالب بالتشديد على "حشمتها" ومعاقبة المحلات المخالفة بالغلق أو الغرامة

و التساؤل هنا : لماذا ذهب صحفيو اليوم السابع ليسألوا مشايخ الأزهر عن الفتوى الإيرانية التي أصدرها علماء الشيعة ، و من الواضح إن إصدارها كان لتحقيق فائدة معينة في المجتمع الإيراني ؟
السؤال الثاني و الأكثر أهمية : لماذا يصور عنوان الخبر أن أزهريين تقدموا بإصدار تأييد للفتوى أو عقدوا مؤتمراً صحفياً و ربما أصدروا بياناً ، رغم إن الأمر لا يتعدى إن صحفيا ذهب إلى بعض الأزهريين و ربما هاتفهم ، و سألهم عن الموضوع فأخبروه بآرائهم الشخصية التي تأثرت دون شك بثقافتهم الدينية الأزهرية المعتدلة .
و هنا نأتي للسؤال الثالث و الأكثر أهمية : إذا جاءك من يسألك عن رأيك في المانيكانات التي توضع في محلات وسط البلد و جذع البلد و كل أطراف البلد ، و التي تعرض بشكل فج و خالٍ من الذوق و اللياقة ملابس أنثوية داخلية ، و ملابس أخرى يصفها مصمموها بأنها مثيرة ، ماذا سيكون رأيك ؟
أعتقد إنك لو سئلت هذا السؤال قبل أن تشهد الضجة المثارة حول اليوم السابع و خبرها ، لكانت إجابتك بتأييد منع هذه الصور المسيئة من شوارعنا ، و هذا الرأي سمعته من كثير من الناس قبل ذلك بسنين ، فالجميع يتفقون إن الطريقة التي تعرض بها هذه البضائع خالية من أي التزام بالذوق أو الأخلاق التي تربى عليها المصريون بمختلف طوائفهم الدينية و الإجتماعية . بل إنني أذكر هاهنا إن هذا الرأي سمعته من أجانب رأوا ذات الفجاجة في عرض تلك المنتجات الشخصية في الفتارين و على مانيكانات ، و هؤلاء تربوا غير تربيتنا ، و عاشوا في مجتمعات شديدة الانفتاح و عظيمة التطور و رأوا نفس الرأي .
إذا لماذا نعترض على علمائنا و قد أجابوا نفس السؤال بإجابات كنا لنقولها نحن بأنفسنا لو كنا مكانهم ؟
الإجابة في أن الموقع الإلكتروني صنع سبقا ، صنع ضجة ، على حساب الدين و هي ليست المرة الأولى و لن تكون الأخيرة لأن صحفيي اليوم السابع الشبان يريدون صنع أي مجد حتى و لو كان ذلك بالانتصار للإثارة على حساب الصدق و المصداقية .

منير الوسيمي أنا باكره اسرائيل


الجمعة، سبتمبر 25، 2009

مصر و العرب .. صراع الديكة


مصر ، لا تحتاج لتعريف ، أما حالها فوصفه صعب .
تلك البلد التي ظلت لعقود محوراً يلتف حوله العرب و يدافعون عن هويتهم بوجوده ، أصبحت و الضعف يدب في أوصالها . تطالعنا أخبارها كل يوم بنكسة جديدة ، خسارة تدفع خسارة ، و كأن عناصر الطبيعة و الاقتصاد و السياسة اجتمعت لتقول شيئاً لبلدٍ عتيق و شعبٍ قديمٍ لم يفنه الدهر لكنه أثقل كاهله بهموم حنت عوده و هددت لقمة عيشه و وجوده .
مع هذا لا يعجب المرء لذلك الوضع ، فكما قيل دائماً واختبر على مر العصور : الأيام دول . صحيح ، و تلك المقولة يستطيع المصريون تصديقها و الإيمان بها ، لأن بلدهم تلك مرت بكل المراحل التي يمكن أن تمر بها أمة ، فشهدت ازدهارات و انكسارات ، قاومت المجاعات و الحروب و الفتن و الاحتلال ، و نعمت بكونها سلة غذاء العالم و كنانة الله في الأرض ، و موطن الملوك و الحضارات .
لكن ما يضايق حقاً هو موقف الإخوة العرب مما تمر به شقيقتهم الكبرى ، فلو تابعت تعليقاتهم على مواقع الإنترنت المختلفة إزاء أي خبر يتعلق بمصر و إخفاقها في أي شيءٍ تجد فرحة غريبة لا يتأتى لمصري أن يتوقعها من شقيق في العروبة التي وقفت مصر إزاءها لزمن طويل مدافعة عنها و عن أبنائها ، كانت و شهداؤها حائط الصد الوحيد أمام أعدء هذه الأمة ، و كان للمصريين في كل بلد عربي يد في البناء و النهضة و التحرر ، ثم يكون رد الفعل العربي على خلاف ما خدعونا في المدارس و علموناه من أن العربي يتسم بالاعتراف بالجميل ، إذاً لماذا يقابلون جميل الصنع بالنكران و الجحود بل و الشماتة الواضحة ؟
إنهم الآن و بعد هذه السنين ما عادوا يعترفون أننا قدمنا لهم أي شيء ، خاصة الأجيال الجديدة ؛ فشهداؤنا الذين ماتوا فوق مختلف الأراضي العربية فقدوا أرواحهم دفاعا عن مصر ، و الموظفون المصريون الذين قضوا أعمارهم بين الصحاري العربية من كتاب و مهندسين و مدرسين و غيرهم ، و الذين أسسوا أول أشكال الحضارة في هذه المناطق القاحلة التي لم تكن ترد في الحسبان كدول يعترف بوجودها هم كذلك فعلوا ذلك فقط من أجل المال ، و غير ذلك الكثير و في ذلك حدث و لا حرج .
و السؤال هنا لماذا ، و لا أقصد لماذا ينكرون الجميل و لا يعترفون بأي فضل لنا ، لا ، السؤال فقط هو لماذا يشمتون في أي كبوة لنا ، و يفرحون لأي عثرة حتى لو كانت خطأ بسيطاً في مسلسل لن يلاحظه إلا واحد من ألف من مشاهدي هذا المسلسل ؟
هل استطاع أعداء فكرة القومية فصل مصر عن العرب إلى هذه الدرجة التي تتحول معها كل مواجهة بين المصريين و العرب إلى صراع ديكة الفائز فيه دائما هو أحد المتفرجين ؟
أعتقد إن ذلك إلى حد ما صحيح ، لكنَّ هناك سبباً آخر ، لقد بلغ العرب سناً قبل الرشد بقليل ؛ فهم الآن يعيشون ثورة المراهق الذي يرى نفسه أفضل من أبويه و من إخوته الأكبر منه أيضاً ، إن خبرته في الحياة بقدر ما يراها الآخرون قليلة يراها هو كل الحياة و أقصى ما يمكن بلوغه لذا فهو حانق على الجميع يسعى للتقليل من شأنهم و يفرح كلما جاءه خبر يؤكد وجهة نظره عنهم . لكن ذلك دون شك يزول إذا بلغ رشده ، لذا فعلينا أن ننتظر ، و علينا أيضا أن نتبع المثل القائل : إن كبر ابنك خاويه ، فمن كانوا قبل قليل بدواً يعيشون في الصحراء و لا خبرة لهم بالتحضر أصبحوا الآن يقضون صيفهم على شواطئ فرنسا و أمريكا و ينشئون الجامعات الحديثة و المدن المتطورة و يتعاملون بسلاسة مع التقنيات الحديثة . إن علينا التعامل معهم كأنداد لا يحتاجون وصاية من أحد ، أما مساوئ المراهقين هذه فسوف يتخلصون منها مع الوقت و حينها سيعترفون بفضلنا و أفضال آخرين أيضاً عليهم .

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

٣٠ يونيو أخر موعد لإستقبال سيناريوهات مسابقة ممدوح الليثي بالإسكندرية السينمائي

  أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة في وقت سابق عن فتح باب إستقبال السيناريوهات للمشاركة بمسابقة ممدوح اللي...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله