بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، أكتوبر 23، 2009

صحافة الفيديو بديلاً للصحافة التليفزيونية التقليدية

بداية ، ما هي صحافة الفيديو ؟
صحافة الفيديو باختصار هي الصحافة التليفزيونية و لكن عندما يصبح فريق العمل التليفزيوني المكون من حوالي ثمانية أو تسعة أفراد شخصاً واحداً يقوم بالتصوير و المونتاج و الكتابة و التعليق الصوتي ثم أحياناً إضافة الترجمة على التقرير و بثه عن طريق تقنيات الاتصال الحديثة إلى محطات التليفزيون أو مواقع الإنترنت و الصحف الإلكترونية ، و هذا الأسلوب في العمل التليفزيوني لا يعتبر حديثاً للغاية فالبعض يرجعه إلى ستينيات القرن العشرين عندما كان مراسلو بعض المحطات التليفزيونية في الولايات المتحدة يقومون بالتصوير ، أيضاً ليست الجرائد السينمائية القديمة التي كان مراسلوها بالأساس هم المصورون ببعيدة عن هذا النمط ، لكن المؤكد أن البداية الحقيقية للإنتاج بهذا الأسلوب بشكل كامل و التوسع فيه كانت مع بدايات الألفية الميلادية الثانية ، و يعتبر الصحافي التليفزيوني ميشيل روزنبلوم الرائد و المعلم الذي دفع بالكثيرين لاحتراف صحافة الفيديو ، كما اعتمدت عليه منظمات تليفزيونية عريقة مثل مؤسسة الإذاعة البريطانية لتدريب طواقمها للعمل بهذا الأسلوب .

كانت بداية روزنبلوم أثناء تغطيته لبعض الأحداث المهمة في قطاع غزة و كان معه حينها طاقم تليفزيوني تقليدي ، كما كان بحوزته كاميرا فيديو من النوع المنزلي المنتشر حينها في الأسواق ، و بكاميرته تلك حاول ان يصور كل شيءٍ صادفه دون أن يخطر بباله أن ما يقوم به سيكون ذا أهمية كبيرة ، فحينها ما كان يمكن اعتباره مصوراً محترفاً و الكاميرا التي يستخدمها لا تزيد عن وسيلة للهواة لتصوير المناسبات العائلية بجودة محدودة ، و ما كانت محطة تليفزيونية لتغامر بإذاعة مثل هذه اللقطات ، لكن المصادفة أن توتر الصراع في الأراضي المحتلة كان على أشده ، و المادة المصورة التي عاد بها إلى أمريكا كانت مطلوبة بشدة بصرف النظر عن الجودة ، و من هنا بيعت بآلاف مؤلفة من الدولارات . كانت تلك مفاجأة له جعلته يعيد حساباته و جعلت كاميرته لا تفارقه أبداً في جميع التغطيات .
لكن حتى هذه اللحظة لم تكن ثورة الفيديو الحقيقية ظهرت بعد و احتاج الأمر لعدة سنوات حتى أواخر القرن العشرين و بدايات القرن التالي حيث انتشرت تقنيات الفيديو الرقمي و أصبحت متاحة للجميع و سهلة الاستخدام بدءاً من التصوير و حتى البث إلى أرجاء العالم في زمن قياسي .
لقد أنتج الانقلاب الرقمي كاميرات ذات جودة عالية للغاية إذا ما قورنت بالكاميرات التليفزيونية التقليدية بينما حجمها لا يزيد كثيراً عن كاميرات الهواة الحديثة ، و أقل كثيرا أيضاً من كاميرات الهواة التقليدية . هذه الكاميرات توفر سهولة كبيرة في الاستخدام حتى إن مشغلها ما عادت تؤرقه كثيراً المسائل الهندسية كضبط الإضاءة و الوضوح بقدر ما يشغله المحتوى .
بالإضافة للكاميرات الحديثة المتطورة ، ظهر أيضاً المونتاج اللاخطي ، و تطورت أجهزة الحاسب حتى أصبح في الإمكان بسهولة فائقة عمل المونتاج و تصحيح أي عيوب بالصورة و مكساج الصوت كل هذا على جهاز حاسوب شخصي متنقل لا يزيد سعره عن 1500 US$ بينما كانت غرف المونتاج التقليدية تكلف عدة مئات الآلاف كل هذا اختصر في حاسوب نقال و كاميرا صغيرة يمكن حملهما إلى أي موقع للتصوير و المونتاج في موقع الحدث ثم بث المادة الإعلامية إلى أي مكان في العالم عن طريق الإنترنت الذي هو ثورة إضافية ، حيث جعل الإنترنت و تطوره السريع و سرعته الحالية الفائقة و التي تزيد يوماً بعد يوم ، إضافة لتطور برامج ضغط الفيديو ، و التي انتهت لتصغير حجم الملفات بشكل ملحوظ مع الحفاظ على الجودة العالية للصورة و الصوت كما يحدث عند استخدام صيغ للضغط مثل MPEG4 ، كل هذا أضاف و زاد من أهمية صحافة الفيديو التي أصبحت مهمة ليس فقط لمحطات التليفزيون بل أيضاً لمواقع الإنترنت و الصحف التي سارعت بإصدار نسخ إلكترونية تزيد حالياً معدلات قراءتها عن معدلات بيع النسخ الورقية مما حدا ببعض الصحف العالمية لتحديد ميعاد لوقف طبع النسخ الورقية و الاكتفاء بالإلكترونية . هذه المواقع تتيح للصحف إمكانية وضع تقارير فيديوية ضمن أبوابها لتكتسب ميزة طالما انفردت بها محطات التليفزيون تضيفها إلى ميزاتها التقليدية كصحيفة مقروءة ، و لكم أن تعرفوا إن صحيفة شهيرة كالواشنطن بوست توظف حالياً ستة صحافيي فيديو ضمن طاقمها .
هيئة الإذاعة البريطانية عندما اتجهت لتحويل طواقمها المختصة بالتغطية المحلية إلى صحافيي فيديو ، كان لديها 84 طاقماً يغطون المملكة المتحدة ، لكن الآن لديها أكثر من 750 صحافي فيديو مجهزين بكاميراتهم و حواسبهم المحمولة و يستطيعون تغطية أي حدث وقت حدوثه . لأنهم ببساطة فصلوا الطاقم الذي يضم على الأقل مصورا و مقررا ( مراسل ) و مساعد صوت و أحيانا محرر فيديو ( مونتير ) قاموا بتدريب كل واحد من هؤلاء على القيام بدور الآخرين إضافة إلى دوره هو الذي يجيده بطبيعة الحال ، فالمصور يتم تدريبه على البحث عن الأخبار و قراءة الحدث و التعليق عليه و المونتاج الرقمي ( اللاخطي ) و المراسل يتم تدريبه على التصوير و فنياته و المونتاج .. إلى آخره
.


هذا ما حدث على المستوى العالمي ، ماذا تطور عندنا نحن في عالمنا العربي ؟

أولاً ، لا بد من الإشارة إلى أن العالم العربي و مصر تحديداً أصبح فيه من يعمل كصحافي فيديو ، و فيه أيضاً صحافة فيديو تبنتها المواقع الصحافية الإلكترونية و المحطات التليفزيونية الإخبارية ، لكن المصطلح لازال غير مطروح في أوساط العامة مما سيشكل عقبة في سبيل صحافيي الفيديو المحترفين خلال الفترة القادمة ، فمثلاً في مصر لا توجد أية جهة مسئولة عن صحافي الفيديو الذي يعمل غالباً بشكل حر بعيداً عن المؤسسات الكبرى ، لا نقابة كنقابة الصحفيين مثلاً ستضمه إليها ، و لا نقابة السينمائيين - التي تضم في مصر كلاً من التليفزيونيين و السينمائيين – مسئولة عن العمل الصحفي ، و لا أي جهة أخرى مسئولة عنه حتى المركز الصحفي التابع للهيئة العامة للاستعلامات لا يختص بالمساعدة و إصدار التصاريح إلا للصحافيين الأجانب أما المصريون فيبدو أنهم ليس من حقهم ممارسة العمل الصحفي في مصر . مما يعني إن فوضى حتمية ستحدث في هذا المجال خاصة مع أسلوب التضييق الأمني و وضع العقبات أمام العمل الصحفي بشكل عام ، أي أن كل صحافي فيديو حر لن يجد من يعطيه التصاريح اللازمة لعمل التغطيات و ذلك لن يمنعه بحال من الأحوال أن يؤدي عمله فالحرية تطور طبيعي للحياة الإنسانية لن يستطيع أحد إيقاف تدفقها ، و بالتالي سيعمل و لكن متسللاً عبر الأبواب الخلفية .
المشكلة الثانية التي تواجه صحافة الفيديو العربية ، هي عدم تفهم القائمين على المواقع الإخبارية للفكرة القائمة على تقديم تقارير و أفلام تسجيلية واقعية الأسلوب بشكل احترافي و لكن باختصار عدد المتعاونين في العمل إلى شخص واحد ، و بذلك تجمع بين العمل الجيد ( المصنوع جيدا من الناحية الفنية ) و في نفس الوقت يؤدي العمل الفردي إلى سهولة الوصول إلى مناطق غير مطروقة تتعلق بالقضايا العامة المطروحة أمام الرأي العام ، لكن المواقع العربية تتخبط بين استخدام أفراد غير مدربين جيداً على التصوير و المونتاج ليقدموا مجرد لقطات غير جيدة من موقع الحدث ربما تكون مصورة بكاميرات غير معدة للمحترفين و في بعض الأحيان بكاميرات هواتفهم النقالة ، و هذه ليست صحافة الفيديو التي تعتمد بشكل أساسي على الصورة التي لا بد أن تكون على قدر كبير من الجودة و الجمال الذي لن يتأتى إلا بدراسة جادة و هو ما جعل المؤسسات الغربية تنفق وقتاً ليس بالقصير في تدريب و تعليم صحافيي الفيديو لديها قبل أن تدفعهم لبدء العمل .
و في المقابل تجد بعض المواقع الأخرى و قد ألحق بالخبر تفصيلات تقول إنه من إعداد فلان و تعليق فلان و تصوير و مونتاج بل و إخراج فلان ، ذلك التجمع لإنتاج عمل واحد يعيدنا مرة أخرى إلى أسلوب العمل التليفزيوني التقليدي ، و هو ما ترفضه صحافة الفيديو لأن هذا الأسلوب يحد من حركة الفريق و يعيق الوصول إلى مناطق جديدة غير مكتشفة و يفرق دم العمل بين العاملين فلا يصبح أحدهم مسئولاً عن شيء ، كما إنه مضيعة للوقت ، فمثلا فريق من خمسة صحافيي فيديو قام بتغطية خمس غرف للطوارئ في خمس مستشفيات أمريكية لينتج عملاً وثائقياً رائعاً في بضعة أيام كان يمكن إنجازه في عدة شهور ، كما أن صحافي فيديو واحداً كان بإمكانه إنتاج فيلم عن حياة مدمنة مخدرات بريطانية بشكل واقعي بعد أن ظل في صحبتها لعدة شهور تناول خلالها كل ما يتعلق بحياتها بتفصيل دقيق ما كان أي فريق تليفزيوني تقليدي لينتجه أبداً .
أما المشكلة الثالثة فهي التقسيم الإداري للعاملين في معظم القنوات التليفزيونية العربية و الذي يفصل المصورين في جانب الفنيين و المقررين أو المراسلين في إدارات مختلفة ذلك رغم أن المصور مثلاً يقوم فعلاً بالعمل الصحفي كجزء من مهامة ، لكن الإدارة الخاصة بالمراسلين هي ما ينتهي إليه شأن التدريب الصحفي ، فإذا أرادت التوجه لاستخدام أسلوب صحافة الفيديو في إنتاج التقارير الإخبارية ، تمنح مراسليها دورات تدريبية في هذا المجال يعود بعدها المراسل للعمل في نفس محيط العمل التقليدي و بنفس الأسلوب فلا يكون التدريب الذي حصل عليه إلا مضيعة من جديد للوقت و المال .

صحافي الفيديو أو VJ يطلق عليه أيضاً عدة أسماء مثل :

Solo VJ

One Man Band , OMB

Multimedia Journalist , MMJ

Backpack Journalist

Solo Journalist , Sojo




السبت، أكتوبر 03، 2009

دينـــــــــــــا .. حرب المراهقين


هل سمعت اسم دينا هذه من قبل ، دينا التي يتحدث عنها الكثيرون الآن لأنها أهانت القرآن . هل تعرف إن الضجة كلها كانت مجرد رد فعل لما نشرته صحيفة من رأي لأحد المشايخ و اعتبرته فتوى تمثل الأزهر رغم إن الشيخ الموقر ليست له أية صفات رسمية تتبع الأزهر غير صفات سابقة ، و رغم إن الجريدة لم تنشر ما يعتبر نصاً للفتوى ، و حتى لم تذكر أي اعتراف رسمي بهذه الفتوى لا من قبل الأزهر و لا من دار الإفتاء التي تعتبر الهيئة الرسمية الوحيدة المختصة بالإفتاء في مصر .
رغم ذلك أثار الخبر الذي تكلم عن وجود فتوى بإهدار دم الفتاة الألمانية ( دينا ) شهية أعداء الإسلام لمهاجمة ما اعتبروه دليلا على عدم قبول المسلمين للرأي الآخر و حب المسلمين لإراقة الدماء و أشياء من هذا القبيل .. طبعا ذلك ما يريدون بالضبط و قد جاءهم على طبق من فضة و بالتالي لم يفكر أحد في صحة الخبر أو هل مقولة الشيخ نقلت بأمانة و هل تزيد المسألة عن كونها عنواناً مثيراً لجلب القراء ؟ كل ذلك لا يهم أمام فرصة مواتية لشن حرب على الإسلام .. حتى الفتاة الألمانية التي قيل إن الفتوى تهدر دمها راحت تنشر على عدة مواقع إلكترونية إن المسلمين ينوون قتلها و تدعو الناس للتحالف معها ضد هؤلاء الذين يريدون القضاء على حرية التعبير التي يتمتع بها الأوروبيون ، و لاحظ هنا إنها قالت قتلها و لم تقل إهدار دمها و هو – كما يعرف أي عربي – لا يعني القتل ، لكني هنا لا ألومها ، فقد سبقها إلى هذا اللبس ، أو مثله ، الصحفي الذي صاغ الخبر ، و ربما الشيخ إذا كان المنسوب إليه صحيحاً فعلا ً ؛ فمن الأساس إهدار الدم لا يكون إلا لشخص واقع تحت وصايتك ، فأنت من يحميه و يمنعه من الآخرين ، فإذا فعل ما وجدت به إنه غير جدير برعايتك ، أخرجته من حمايتك ، أي أهدرت دمه و بالتالي لو اعتدى عليه أي شخص لن تتقدم لا للدفاع عنه و لا للقصاص من قاتله . هذا هو ما يعنيه إهدار الدم . بما يعني إننا لا يمكننا إهدار دمها لأنها أصلاً غير محكومة بقوانيننا ، و هو ما يشير إليه الشيخ في عبارة مقتطعة بدت غير مفهومة في بداية الخبر الذي سبب الأزمة ؛ لذلك أعتقد إن كاتب الخبر هو من وقع في الخطأ .

أصل الموضوع

أصل الموضوع إن فتاة ألمانية أعتقد إنها لم تتخط سنوات المراهقة أو في أفضل ترجيح تخطتها بسنوات قلائل . هذه الفتاة كونت مجموعة للأصدقاء على موقع الفيس بوك يتحدث عن استخدام ورق تواليت يحمل آيات القرآن الكريم . طبعا ذلك كفيل بإغضاب أي مسلم و هذا بالضبط ما تريده المراهقة الألمانية التي تذكر في صدر مجموعتها إنها تهاجم الإسلام بهذه الطريقة نظرا لوجود فتوى – كما تدعي هي – تدعو لاستخدام أوراق الإنجيل و التوراة للاستنجاء ( مع العلم إن الفتاة تذكر إنها ملحدة لا تعتنق أي دين ) و تورد موقعا إسلامياً يحمل الفتوى المدعاة .
طبعاً . عندما تزور الموقع المذكور ستكتشف كم هذه المراهقة إما مغرر بها من قبل شخص ما يترجم لها باقتطاع ما يريد حتى لا تفهم المجمل .. أو إنها تعرف عربية ركيكة لا تتيح لها فهم النصوص بالكامل ، أو يكون الاحتمال الثالث إنها تعتمد في معلوماتها على مواقع من تلك المتخصصة في مهاجمة الإسلام و التي تحاول تشويه النصوص الإسلامية لتغيير معانيها و بالتالي لخلق صورة سيئة عن الإسلام لدى غير المسلمين أو ضعيفي الثقافة من المسلمين . و كلنا يعرف بوجود ترجمات كاملة من القرآن صنعت في أوروبا منذ قرون لتشويه صورة الإسلام و إثناء الأوروبيين عن اعتناقه .
الفتوى التي تتحدث عنها الفتاة الألمانية هي إجابة عن استفسار هل يكفـَّـر من يهين الإنجيل و التوراة و فيها بعض كلام الله ؟ و إجابة المفتي هي إن من يهين الإنجيل أو التوراة " غير المحرف أو المحرف " و فيها شيء معظم فقد أتى كفرا و العياذ بالله .. و لكن المفتي كالعادة يتخذ صيغة التخيير فيقول " وأما ما علم تحريفه وتبديله منهما وليس فيه شيء معظم، فلا حرج في إهانته " و طبعا نظراً لأنه لا يوجد إنجيل أو توراة ليس فيهما شيئ معظم عند المسلمين لأن فيهما أسماء أنبياء و قصصهم و مواعظهم و بعض كلام الله .. كل ذلك يفهم منه إن إهانة الإنجيل أو التوراة يوجب تكفير من فعلها . فأين ما دفع المراهقة الألمانية للسخط على الإسلام ؟
أيضا الفتوى الأخرى التي تتعلق بالاستنجاء و التي أشار إليها من قال بالفتوى السابقة لأنها تحوي نفس رأيه و بنفس الأسلوب أيضاً فتتكلم على و جوب احترام الكتب المقدسة إلا في حالة " خلوهما عن اسم معظم " و طبعا مرة أخرى لا توجد كتب سماوية لا تحوي اسما معظما عند المسلمين الذين من مقتضيات إيمانهم الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله :
" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
سورة البقرة الآية 285
نعود إلى مجموعة الفيس بوك و مدونات المراهقة الألمانية لنكتشف مزيدا من المغالطات التي تعتمد أسلوب اقتطاع جزء من النص لتغيير المعنى ، فمثلا تقول إن القرآن يصف اليهود بأنهم قردة و خنازير .. و تبدي تعجبها لأنها ترى اليهود كأناس عاديين و ليس قردة أو خنازير . تقول ذلك و تغفل إن القرآن لم يصف اليهود بحال بهذا الوصف و إنما كان يتكلم عن عقاب نزل ببعض اليهود نظرا لإدمانهم الكفر و مخالفتهم كلام الله .
كما تقول إن الله يقول اقتلوا الغير مؤمنين أينما تجدوهم ، و أعتقد إنها تقصد جملة : اقتلوهم حيث ثقفتموهم ، و هي طبعا جملة أخرى مقتطعة من النص الذي يقول :
" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ ۚ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) سورة البقرة
فالجملة التي توردها المراهقة الألمانية يسبقها و يليها تأكيدات أكثر من مرة بأن الله يأمر المسلمين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم و يخرجوا الذين أخرجوهم ( يعني ليس من الباب للطاق ) ، و يؤكد : و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ، و يؤكد : فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم .. كل هذا و من لا يفهم من بعده فالذنب يكون له وحده .

مرة أخرى تقول أشياء تؤكد إنها لا تعرف الكثير عن الإسلام ، فمن أين جاءت بأن ( التقية ) هذا شيء موجود في القرآن و أن القرآن يعلمنا إياه ، ومصطلح التقية هو مصطلح شيعي ، تؤمن به طائفة من طوائف الشيعة ، و هو لا يشير بحال إلى الكذب على غير المسلمين و إنما يدعو المؤمنين به إلى عدم مهاجمة النظام الحاكم الذي يخالف فكرة الإمامية التي يقوم عليها مذهبهم رغم اعتبارهم للنظام هنا مغتصبا للحكم ، و أكاد أجزم إن هذا المفهوم هدفه انخراط الشيعة في المجتمعات غير الشيعية و عدم الإضرار بمصالح المجتمع الذي يعيشون فيه مهما اختلف مع عقيدتهم و هو نفس ما يطالب الغرب المسلمين به ، إذا فاختلاط الأفكار لدى المراهقة الألمانية أدى إلى جعلها تهاجم نفس الأفكار التي تتبناها .

موقف المراهقين من المسلمين

من الواضح إن هدف المراهقة الألمانية تحقق ، فقد أثارت غضب مراهقين مسلمين بما كتبته و بالتأكيد هم مراهقون و ذلك واضح من صورهم التي توردها في مواقعها و واضح أيضا من كلامهم الذي يسوقه الغضب على خلاف ما ينصحنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم عندما يقول للمسلمين إن الصرعة " من ملك نفسه عند الغضب " .
لكنهم لم يملكوا أنفسهم و أعطوها أكبر من حجمها و وجهوا لها تهديدات من قبيل : سأقتلك . أود أن تموتين ميتة بطيئة و مؤلمة . و أنا من القاعدة و سوف آتي إلى ألمانيا لأقتلك . كلها تهديدات لا تصدر إلا عن مراهقين متأثرين بأفلام الرعب الأمريكية . من يريد القتل لا يعلن ذلك .. لكن الفتاة اتخذت هذه التهديدات وسيلة جيدة للدعاية لنفسها و هي كأي مراهقة تبحث عن دور وجدت إن تمثيلية المناضلة هذه تروقها و لو تركناها لبحثت لنفسها عن شيء آخر أو تمثيلية أخرى .
هذه حرب عادية بين المراهقين الخطأ الوحيد فيها هو الزج باسم الأزهر في صراع كهذا .. و حتى الآن لا أحد يعرف حقيقة الفتوى التي صنعت من المراهقة الألمانية شهيدة و هي على قيد الحياة تهلل تحية لقاتل شهيدتنا مروة الشربيني و تتخذه بطلا و تدلل على صحة موقفه بمواقفنا نحن تجاهها .
لو كانت هذه الفتوى صحيحة فذلك معناه إن الشيخ أساء إلى الأزهر و إلى الإسلام و على الأزهر و دار الإفتاء إعلان قواعد محددة لمن له الحق في تمثيلهما عند إصدار الفتاوى لأن الخبر ينسب هذه الفتوى أساسا للأزهر رغم إن مُصدرها لا يحمل أي منصب رسمي و الأزهر هو مؤسسة رسمية . أما إذا كانت الفتوى مجرد سوء فهم من كاتب الخبر فعلى الجريدة أن تعلن ذلك و لا تخفيه تاركة الفتنة تنتشر .

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

٣٠ يونيو أخر موعد لإستقبال سيناريوهات مسابقة ممدوح الليثي بالإسكندرية السينمائي

  أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة في وقت سابق عن فتح باب إستقبال السيناريوهات للمشاركة بمسابقة ممدوح اللي...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله