لم تفاجئني ابنتي عندما تظاهرت بأنها تحلق في الهواء كبطل خيالي ) سوبر ( و تقول لي : أنظر أنا جاسوسة .
كان ردي جاهزاً ؛ فقلت لها : جاسوسة ! حد يقول على نفسه كدة ؟
هنا بدا عليها تعبير بين التعجب و التفهم لجهل أبيها ففسرت لي : جواسيس يعني أبطال .. دول جواسيس طيبين ، انت مش فاهم ؟
هذه تماما النتيجة التي توقعتها من متابعتي لقنوات الأطفال التي تشاهدها ابنتي و ملايين الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج . ثمة محاولة لا تبدو خفية لتغيير مفاهيم دأبنا على اعتبارها مسلمات ؛ فالجاسوس الذي اعتبرناه دائماً شخصاً خطيراً يهدد أمن الوطن و سلامة الأهل أصبح في مسلسلات الكرتون المدبلجة بطلاً رائعاً يساعد الضعفاء و يهدد الأشرار .. يحبه الأطفال و من ثم يقلدونه .
هذا بعض من كل .
فمنذ فترة حاولت متابعة قنوات الأطفال على القمر الصناعي المصري Nile Sat محاولاً معرفة أي القنوات أو البرامج مناسب أكثر لابنتي ذات الأربعة أعوام ففوجئت بأن أغلب القنوات العربية لا تصلح للمشاهدة لأسباب مختلفة إليكم بعضها :
مما سبق يظهر أن علي القائمين على إدارة هذه القنوات مراجعة المادة المطروحة و السياسات التي تحكمها بما يوافق الأخلاق لأن أطفالنا ليسوا لعبة في أيديهم بل أمانة لا يحسن بهم تبديدها خاصة و معظم هذه القنوات تبث من دول عربية و بأموال عربية لا يجب استغلالها في تكوين عقول مرتبكة أو في أحسن الأحوال تابعة لثقافات أخرى .
كان ردي جاهزاً ؛ فقلت لها : جاسوسة ! حد يقول على نفسه كدة ؟
هنا بدا عليها تعبير بين التعجب و التفهم لجهل أبيها ففسرت لي : جواسيس يعني أبطال .. دول جواسيس طيبين ، انت مش فاهم ؟
هذه تماما النتيجة التي توقعتها من متابعتي لقنوات الأطفال التي تشاهدها ابنتي و ملايين الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج . ثمة محاولة لا تبدو خفية لتغيير مفاهيم دأبنا على اعتبارها مسلمات ؛ فالجاسوس الذي اعتبرناه دائماً شخصاً خطيراً يهدد أمن الوطن و سلامة الأهل أصبح في مسلسلات الكرتون المدبلجة بطلاً رائعاً يساعد الضعفاء و يهدد الأشرار .. يحبه الأطفال و من ثم يقلدونه .
هذا بعض من كل .
فمنذ فترة حاولت متابعة قنوات الأطفال على القمر الصناعي المصري Nile Sat محاولاً معرفة أي القنوات أو البرامج مناسب أكثر لابنتي ذات الأربعة أعوام ففوجئت بأن أغلب القنوات العربية لا تصلح للمشاهدة لأسباب مختلفة إليكم بعضها :
- تبث بعض القنوات رسوماً متحركة مستوردة بشخصيات و أجواء و تقاليد غريبة عنا تماماً مما يجعل الطفل مع اعتياده مشاهدتها غريبا في مجتمعه منفصلاً عن الحياة حوله ، و عندما يلجأ البعض إلى دبلجة هذه المواد يزيد الطين بلة ؛ لأن عرض هذه النوعية من البرامج بالعربية يجعلها أكثر قرباً من عقل الطفل و نفسه ، و هو ما يوسع الفجوة على الجانب الآخر بينه و مجتمعه .
- يستغل البعض البرامج المقدمة للأطفال في الترويج لأديان أو مذاهب تلقَّن للطفل من خلال أغان و أفلام و ألعاب بطريقة تخلو من الشفافية و النزاهة مما يثير الريبة تجاه المواد المطروحة كلها .
- يلجأ المسئولون عن كثير من قنوات الأطفال العربية إلى استغلال ارتباط الطفل بشخصيات أو برامج معينة للترويج لمنتجات استهلاكية و أغذية ضارة صحياً .
- تخلط كثير من القنوات العربية الموجهة للطفل بين برامج منتجة لأعمار مختلفة فتجد برامج الأطفال ما دون الحضانة تليها برامج خاصة بالمراهقين .
مما سبق يظهر أن علي القائمين على إدارة هذه القنوات مراجعة المادة المطروحة و السياسات التي تحكمها بما يوافق الأخلاق لأن أطفالنا ليسوا لعبة في أيديهم بل أمانة لا يحسن بهم تبديدها خاصة و معظم هذه القنوات تبث من دول عربية و بأموال عربية لا يجب استغلالها في تكوين عقول مرتبكة أو في أحسن الأحوال تابعة لثقافات أخرى .