بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، فبراير 19، 2012

مصورو التليفزيون المصري و تصاعد الغضب

مصورو التليفزيون المصري و تصاعد الغضب

في المراجل البخارية ، يظل الماء يغلي و ضغط بخاره يتصاعد ، و في ذات الوقت يستمر ركاب القاطرات في درجاتهم الأولى و الثانية و حتى العالقين في عربات البضائع بين استمتاعهم بالرحلة أو تشوقهم للوصول إلى غاياتهم دون أن يأخذوا في الاعتبار أن ضغط البخار يمكن أن يؤدي يوماً إلى انفجار المراجل و انقلاب القاطرة بركابها .

هذا تقريباً هو الوصف المناسب لحال المصورين في التليفزيون المصري ، ما وصلت و ما يمكن أن تصل بهم إليه .

المصور العامل للتليفزيون المصري يعرف و يدرك تماماً أنه الأكثر تخصصاً و الوحيد الذي لا يوجد بين صفوفه دخلاء وصلوا إلى عملهم بالواسطة أو التسلق أو غير ذلك من الأساليب غير الشريفة ، المعروفة في التليفزيون و غيره من الجهات الحكومية و تؤدي بأصحابها إلى الحصول على الوظائف أو إرتقاء المناصب العالية . بين هؤلاء يأتي المصور بعد إنهاء دراسته الجامعية في كلية الفنون التطبيقية أو المعهد العالي للسينما ، يؤدي خدمته العامة أو يُعفى منها و يلتحق بالعمل ، ثم يفني سنوات عمره ، يغلي لتظل القاطرة تسير و الآخرون يصلون بغيتهم ، يرحلون و يأتي غيرُهم و هو على حاله .

الآن ، بلغ التوتر مبلغه ، فلم يعد بمقدور هؤلاء المثابرين الاستمرار في عملهم بينما يرون تجاهلاً تاماً من المسئولين عن وزارة الإعلام ، يتصارع الآخرون من أجل اللوائح و زيادة الأجور و هذا حقهم ، و لا يزال المصور يعمل دون أن يعرف موضعه مما يحدث ، يخرج نظامٌ للمهندسين و الفنيين فلا يضم المصور لأنه ليس منهم ، ثم تقترح لائحة للبرامجيين و الإداريين فلا يشار فيها من قريب أو بعيد للمصور الذي لم يعد يدرك لأي فصيل ينتمي .
يتساءل المصورون الذين درسوا الإنتاج التليفزيوني بكل دقائقه من الفكرة إلى الشاشة طوال سنوات الدراسة الخمس بكليتهم ، لماذا لا يلتفت إلينا مسئولو التليفزيون و هل حقاً لا يستطيعون إدراك أننا الوحداء بهذا المبنى القادرين على القيام بكل الأدوار الموكولة لنا و لغيرنا كما نفعل ذلك عندما نترك التليفزيون المصري للعمل في قنوات أجنبية ؟
و إذا كان الأمر كذلك ، و كان لدى المسئولين ضغينةٌ تجاه وظيفة المصور في حد ذاتها ، لماذا لا يحولونا مثلاً للعمل في وظائف الإخراج ؛ نحن متخصصون فيها و أولى بها من مئات العاملين خريجي كليات لا علاقة لها بالعمل التليفزيوني من الأساس . إذاً ، فلينقلونا و يتركوا وظيفة المصور ( و العياذ بالله ) التي يكرهونها خالية ؛ فإن لم يفعلوا ، و لن يفعلوا ؛ يبقى عليهم أن يعيدوا النظر في وضع المصور . المصور الذي يتركونه لسنوات دون زيادة أجره . المصور الذي يفرضون عليه إنجاز ساعات و ساعات إنتاجية يحاسب الجميع على وحداتها و يحاسب هو بالأوردر . المصور الذي يرجو فقط أن يضعوا له حداً أدنى للأجر بينما يتجادل الآخرون حول الحد الأقصى الذى لا يفكر معظم المصورين أنهم سيصلونه يوماً .

إضافة تسمية توضيحية
في النهاية ، المصور الذي لازالت طاقته تجر القاطرة دون كلل ، و الذي لا يريد أن يصل حد الإنفجار لأنه حينها لن تصبح الخيارات أمام الركاب مفتوحة .

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

٣٠ يونيو أخر موعد لإستقبال سيناريوهات مسابقة ممدوح الليثي بالإسكندرية السينمائي

  أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة في وقت سابق عن فتح باب إستقبال السيناريوهات للمشاركة بمسابقة ممدوح اللي...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله