بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أكتوبر 23، 2017

دائرة الضوء و الخروج من البلاتوة

دائرة الضوء و الخروج من البلاتوة


  ربما الفكرة ليست جديدة، لكن المبادرة تستحق التقدير.. خرج التليفزيون أخيراً من بلاتوهاته إلى الشارع. و ليس المقصود هنا شارع الكورنيش على بعد خطوات من المبنى، كما أنه ليس خروجاً عشوائياً لاستطلاع آراء بعض المتجولين والمتسكعين والموظفين المزوغين من أعمالهم، أو للاحتفال بعيد قومي أو مولد سيدي فلان أو تغطية حدث أياً كان في أي مكان. لا، بل هو خروج منظم كما أعلنه الناقد الرياضي إبراهيم حجازي مقدم برنامج دائرة الضوء.. بدأ البرنامج خطة رائدة بنقل بثه كاملاً ليتم من محافظة مصرية جديدة كل شهر، لمدة أسبوع كامل ستصبح المحافظة المستهدفة محوراً لمواضيع الحلقات، و مركزاً لبث البرنامج، من الهواء الطلق، من أحد المواقع المميزة بالمحافظة و كأنها محطة بث تليفزيوني تتفرد بها كل محافظة و تستأثر بمعظم وقتها، فتتاح الفرصة لتقديم نقاط النور و بث روح التفاؤل و ترويج منتجات المحافظة دون ضوابط الإعلانات التقليدية التي تعوق عمل التليفزيون الرسمي دائماً.

البداية كانت من بورسعيد، و هو اختيار إلى حد بعيد موفق، فما أجدر هذه المحافظة التي لازالت تعتبر قاطرة للتنمية، أن يلقى الضوء عليها، ليس لإضفاء رونق أو لتحقيق رواج لمنتجاتها؛ فهي حقاً ليست بحاجة إلى شهرة، لكننا نحن المشاهدون في كل مكان بحاجة فعلاً لذلك الوهج، هذا الأمل الذي يشع على نفوسنا حينما نعرف أن الصورة ليست قاتمة كما يشاع. بل إن بريقاً لازال في ربوع مصر الذاخرة بمن لازالوا يؤمنون بالعمل و يثابرون عليه.

  بداية موفقة نرجو أن تستمر، كما نرجو ألا يركن القائمون على البرنامج إلى ما حققوه من نجاح مشهود، بل عليهم الاستمرار في تطوير الفكرة. أيضاً نرجو من السادة المحافظين و رجال الأعمال الاقتداء بما قدمته محافظة بورسعيد و محافظها اللواء عادل الغضبان، و رجال الأعمال بالمحافظة من دعم للفكرة، و للتليفزيون الرسمي، و ليس ذلك دعما جزافياً، كما يمكن أن يظن البعض؛ فأنت لن تقابل في بورسعيد إلا رجالاً عمليين لا يسقط القرش من أيديهم إلا في موضعه.. و هذا معناه الوحيد أنهم حسبوا حسبتهم مرة و ألف مرة، و عرفوا أن دعمهم سيعود عليهم و على أعمالهم بنفع عاجلاً و ليس حتى آجلاً.

  أخيراً، و نحن نهنئ القائمين على الهيئة الوطنية للإعلام وعلى رأسهم الأستاذ حسين زين رئيس الهيئة، و الأستاذ مجدي لاشين رئيس التليفزيون، لا بد من أن نهمس في آذانهم أن نجاح هذا البرنامج القائم بكفاءات جلِّها من رجال الهيئة، و مبدعيها، يجب أن يكون حافزاً لدراسة عناصر النجاح و تكييفها مع برامج الهيئة الأخرى. و هي كما يبدو واضحة جلية. بعضها مثلاً أن البرنامج يضع حاجات المواطن/المشاهد نصب الأعين. كما أن البرنامج يذاع و يعاد في ثلاث قنوات تليفزيونية و محطة إذاعية على الأقل، كما أن فريق السوشيال ميديا يعمل بدأب لإتاحة المواضيع و التقارير و اللقاءات مجزأة بما يناسب مشاهد الإنترنت على اليوتيوب و الفيسبوك و غيرها أولا بأول. مما يمنح المشاهد و المواد الإعلامية فرصة أكبر و ضوءاً أكثر سطوعاً و هو أساس للنجاح الإعلامي لا يستهان به و ينقص معظم برامج التليفزيون الأخرى بشكل ملحوظ مما يقلل فرصتها في المنافسة.. أيضاً خنق البرامج الأخرى بضوابط الرقابة و الإعلانات التي غالباً ما تكون مجرد معوقات بيروقراطية لا معنى لها، لكن الجميع دأبوا على اتباعها و السلام. إضافة إلى ذلك خروج البرنامج من خنقة الجدل داخل جدران الاستوديوهات، لابد سيضفي عليه رونقا لا يضاهى.

  لازال الطريق طويلاً، لكن للنجاح بهاء.

أحمد صلاح الدين طه






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

مهرجان كين (المرأة) السينمائي الدولي بأرمينيا يستقبل المشاركات بالأفلام القصيرة والطويلة

  الغرض من مهرجان KIN السينمائي الدولي ( KIN تعني "امرأة" باللغة الأرمنية) هو مناقشة مشكلة المساواة بين الجنسين من خلال الأفلام و...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله