بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أكتوبر 23، 2017

الجمعية الجغرافية المصرية و المتحف الإثنوجرافي .. التاريخ الذي لا تجده دائماً في الكتب

الجمعية الجغرافية المصرية و المتحف الإثنوجرافي .. التاريخ الذي لا تجده دائماً في الكتب



  ليس كل التاريخ محفوظاً في الكتب، و ليست كل الآثار مردها إلى الفراعنة، هناك تاريخٌ حيٌ، و آثار صنعها المُحدثون لا تقل أهمية عن آثار الأقدمين. يكفيك لإدراك أهميتها أن تعرف أن خرائطها كانت ضمن الأدلة التي حسمت قضية طابا، فحررتها دون نقطة دم، و أعادتها لمصر، كما أن كلمة من هذه الجمعية أسهمت في مغادرة صنافير و تيران إلى أحضان وطن جديد حديث النشأة، و هجر أحضان العتيقة مصر إلى الأبد.

  أيضاً، يكفيك لمعرفة الخطر المحدق بها أن ترى المبنى المتهالك الذي تشغله، و تعرف أنه يقع بين مبنيين لا يقلان تاريخاً و عراقة و أهمية عن مبنى الجمعية، الأول احترق عن بكرة أبيه، و قضى الشعب المصري ليلة مأسوية يتابع عبر شاشات التليفزيون هلاك المبنى الذي كانت لازالت تسكنه أرواح عظماء مصر من أساطين و أعلام ذوي العزة و السعادة و الفخامة و الفَخار.. سياسيي البلد و أعيانها.. ذلك هو مبنى مجلس الشورى القديم الذي مهما أعيد بناؤه ما استقام أن يعود كما كان.

 أما المبنى الآخر الذي يبعد خطوات عنه و لا يقل أهمية عن جاريه، فقد كان مبنى المجمع العلمي، الذي أشعلت فيه النار هو الآخر ليلقى نفس المصير، ويضيع الكثير من كنوزه التي أكلتها النار بفعل فاعل.

  لماذا تهون علينا كنوزنا إلى هذا الحد؟

  هل تساءل أحد من مسؤولي الدولة، و قادتها السياسيين و العلميين، و الاقتصاديين، عن سبب وحيد جعل الجمعية الجغرافية المصرية بمقتنياتها التي لا تضاهى، و تاريخها الذي يعود إلى عام 1875م. أي قبل أكثر من مائة و اثنتين و أربيعين سنة، و هي الجمعية الجغرافية الأولى خارج أوروبا و الأمريكتين، و التاسعة عالمياً، كل هذا و لا تحظى بتغطية إعلامية و لا يعرفها عوام المصريين، و لا يؤمها الطلبة و الرواد، و حتى عندما تبحث عنها على الإنترنت لا تجد إلا نذراً يسيراً من الصور أو الفيديوهات ذات الجودة المحدودة، هذا بينما نظيراتها في العالم، تملأن السمع و البصر، بمشروعات التوثيق، و دعم رحلات كبار المصورين الفوتوغرافيين و السينمائيين و الفيديويين العالميين الذين تدعم رحلاتهم حول العالم و تدرس إنتاجهم، و تستعين بهم لدعم الباحثين و الرحالة و المستكشفين، و تبث قنوات تليفزيونية و تطبع مجلات شعبية عالمية بكل لغات الأرض تقريباً. كل هذا و جمعيتنا العريقة العتيقة لا تجد دعماً حتى لترميم مبناها، مبناها الأثري الذي كان يوماً مدرسة لبنات الخديوي إسماعيل، ثم مقراً لوكالة حكومة السودان.

  بصراحة حال المبنى و مقتنياته لا أقول "إنه يصعب على الكافر" لأن الكافر بنعمة الله و فضل الوطن لن يصعب عليه أبداً أن يرانا ندمر أثراً و مركزاً علمياً هاماً مثل هذا، بالتأكيد سيجد سعادته حيث حزننا و تراجعنا و تذيلنا أهل الأمم ممن فقناهم يوماً، و السؤال أخيراً: هل خلت مصر من أمثال كليبير هانم زوجة محمد راتب باشا سردار الجهادية ( وزير الحربية قديماً ) و التي أوقفت 590 فداناً في بسيون بمحافظة الغربية، و أرضاً أخرى بحلوان، و قصراً، كل هذا للإنفاق على الجمعية الجغرافية المصرية و نشاطها العلمي، النشاط الذي أصبح حالياً مرهوناً بتمويل ضعيف من مؤسسات الدولة؟!

  هل سنتجاهل هذا الصرح - كما تجاهلنا غيره - حتى نفيق يوما أو ربما نقضي السهرة و نحن نتفرج عليه ينهار أو يحترق كما حدث مع مجلس الشورى و المجمع العلمي قبل ذلك، ثم بعد ذلك نلتفت لأهميته و لثرواته التي لا تُثَمَّن و لا يمكن أن نحييها إذا انعدمت؟!


أحمد صلاح الدين طه
_____________________________
هامش: زُرت الجمعية الجغرافية والمتحف الإثنوجرافي لتصوير برنامج "نفسي أكون" من برامج الطلائع بالتليفزيون المصري إعداد أسامة العجمي و إخراج حسن العسال.





لوحة نادرة لفنانة تدعى فتحية ذهني من رائدات الفن التشكيلي في مصر مطلع



المحمل الشريف حيث كانت كسوة الكعبة تحمل كل عام من القاهرة إلى مكة و عه



صندوق الدنيا الذي طالما أمتع أجيالا بنوع خاص من فنون الفرجة


الزفة تتقدم التختروان حيث كانت تحمل العروس





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

٣٠ يونيو أخر موعد لإستقبال سيناريوهات مسابقة ممدوح الليثي بالإسكندرية السينمائي

  أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة في وقت سابق عن فتح باب إستقبال السيناريوهات للمشاركة بمسابقة ممدوح اللي...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله