بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أكتوبر 23، 2017

الباكي و المبكي عليه

الباكي و المبكي عليه

 احتفاء غير عادي بشاب ظهر على شاشات التليفزيون و هو يبكي أثناء مباراة مصر و الكونغو التي انتهت بفوز مصر. . الإعلام أو بالأحرى رجال الأعمال حولوه لأيقونة تتداولها القنوات و المواقع و سارعوا بتقديم الهدايا و الجوائز له باعتبار ما قام به شيئاً استثنائياً يستحق التقدير، لا بأس في ذلك؛ فمن حكم في ماله ما ظلم.

  المفارقة هنا لا تمس الشاب المتحمس المحب لبلده و الذي تأثر بشكل عفوي لطيف باللحظات الحاسمة في المباراة، أو هكذا بدا، المفارقة فقط - التي تخصنا - جاءت عندما تساءلنا عن مصور اللقطة الذي تقريباً لم يعرفه أو يشر إليه أحد، ربما لأن اللقطة صورها مصور تليفزيوني، و فيما يبدو أن المصور التليفزيوني يعتبره البعض من المغضوب عليهم أو الضالين.. ألا يبدو لكم ذلك صحيحاً؟ ألا تتحدث المواقع الآن عن كاميرات التليفزيون" التي "التقطت الصورة" و كأن الموضوع يأتي صدفة دون مهارة أو ترقب أو احتراف!!

  حتى المصورين الصحفيين يجدون من يحتفي بهم إذا حققوا إنجازا ما، من داخل مؤسساتهم الصحفية، و أيضاً من القنوات الفضائية. لكن المصور التليفزيوني عادة يواجه التجاهل، بل و نسبة عمله لآخرين غالباً لا يزيد إنجازهم عن كونهم كانوا برفقته أثناء التصوير.. أنا نفسي واجهت هذا الإحساس عندما خاطرت بنفسي يوماً لتصوير موقع حادث كان استثنائياً حينها، و احتفت بالتغطية وسائل الإعلام، و كانت اللقطات التي تداولها العالم إنجازاً حينها، و بعد ذلك شاهدت بنفسي المخرج الذي كان برفقتي و الذي كان دون شك عائقاً بالنسبة لي أثناء التصوير لأنه أراد انتظار أن تأتي الأوامر بالتصوير من رؤسائه الذين أحالوه للوزير الذي لم يكن هاتفه متاحاً، و بعد ذلك برامج التوك شو تستضيف المخرج للحديث عن (اللقطات) التي بالتأكيد لا تخصه، و هو نفسه يعرف ذلك، و ربما كان إحساسه ذلك هو ما جعله ( يندمج في الدور ) و يدعي أنه هو من صور اللقطات، و أن المصور - الذي هو أنا - كان "بيصلي" على حد قوله. و طبعاً لا أنسى حينها مداخلة الوزير على أشهر برامج التوك شو وقتها و هو يتحدث عن إنجازه في التغطية الإخبارية فور وقوع الحادث، و هو الذي كان وزيراً جديداً لازال، و في الغالب أثناء التغطية كان "في سابع نومة".

  نحن - مصورو التليفزيون سواء في ماسبيرو أو الفضائيات الخاصة - لا نريد من أحد مكافأة و لا عمرة. نحن نريد فقط بعض التشجيع لنستمر في حماسنا الذي تستفيدون أنتم منه، أنتم كجمهور أو حتى مسؤولين عن القنوات التليفزيونية.

أحمد صلاح الدين طه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

اليوم افتتاح مهرجان برلين للفيلم العربي.. روائع السينما العربية في برنامج حافل من 24 إلى 30 أبريل

      " مرت خمسة عشر عاماً قدم فيها مهرجان “الفيلم” المئات من القصص العربية على شاشات برلين.   خمسة عشر عاماً شهدت فيها المنطقة العرب...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله