بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أكتوبر 23، 2017

اللواء طارق المهدي و أكذوبة ماسبيرو الذي لا يراه أو يسمعه أحد



طبعاً غنيٌ عن التعريف. و أيضاً طلته الكاريزمية و روحه الودودة و تواضعه الجمُّ الذي يتقدم ذكاءً و دقة و حسماً؛ كل ذلك غني عن التعريف، هذا ما سمعته كثيراً ممن تعاملوا معه بشكل مباشر، و لا أنكر أنني بطبعي لا أميل لتصديق ما يبلغني بالسمع، و لا حتى من خلال وسيط بصري . لكنني أجزم الآن أن ما قيل عنه صادق، و بعض الحقيقة ما يذكر في سيرته الطيبة ، التي تعطر دائماً أحاديث أبناء ماسبيرو، و دعونا نتذكر أن القليلين جداً هم من يذكرون بمحاسنهم في أروقة ماسبيرو. هذه حقيقة لا داعٍ لإنكارها، و هي توضح بجلاء ما للرجل من فضل و ما يُشهد عنه من إخلاص و تفانٍ و حسن قيادة ما أحوجنا إليها اليوم.
إنه اللواء طارق المهدي الذي تولى زمام ماسبيرو في وقت عصيب، لا في تاريخ ماسبيرو فقط بل في تاريخ الأمة كلها، و كان نعم القائد، لم يغادر ماسبيرو إلا بعدما ترك محبته في كل استوديو، و كل مركز بث، و في كل مكتب.
قادتنا الظروف الحسنة للقائه، حيث توجهنا كفريق برنامج أطيب قلب لتصوير لقاء معه، و ما أنسبه من بطل لإحدى حلقات هذا البرنامج. عرفنا في لقائه كم يحب المبنى و يفخر به، و هو الذي لم يترك موضعاً إلا و أعلن فيه أن "ماسبيرو أمن قومي" حتى بعد سنوات من مغادرته المبنى لتولي بعض المسؤوليات الأخرى التي كلفته بها الإدارة السياسية، لم يتخل عن المبنى، و لازال يعلنها صدقاً و يقيناً: إن ماسبيرو مؤسسة إعلامية (بكل ما تحمله كلمة مؤسسة من معانٍ) سنخسر كثيراً لو تخلينا عنه أو تجاهلنا دوره.
سألناه في الكواليس –من باب الفضول- عن سبب إيمانه هذا  الذي لا يتزعزع رغم ما يقال عن أن التليفزيون الرسمي لم يعد يشاهده أحد؛ فأجابنا ببساطة أنه رجل عملي، و هو لا يعرف إلا لغة "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، لذلك عندما بدأت الحرب ضد المبنى، و قيل نفس هذا الكلام أثناء توليه المسؤولية؛ لجأ إلى تجربة بسيطة، أمر بإذاعة  أغنية لأم كلثوم بين الأخبار، و في "عز المعمعة" كما يقال؛ فانقلبت الدنيا، و جاءته ردود فعلٍ كثيرة فهم من خلالها  أن ما يقال ليس إلا حرباً موجهة هدفها النيل من عزيمة من داخل المبنى، و القضاء على الصلة بين جماهير الشعب و الحكومة التي كان يمثلها باقتدار ماسبيرو على مدى عقودٍ طويلة، و من هذه اللحظة قرر عدم الالتفات لكل ما يقال، فالسلاح الوحيد الذي يجب الاعتماد عليه في هذه الحرب هو الاستمرار بنفس القدر من الجدية و الالتزام و الإخلاص.
حديث سيادة اللواء طارق المهدي لفت نظرنا للحظات لم نكن ندرك أهميتها في حينها، عندما توقف إرسال إحدى قنوات التليفزيون المصري الرسمي (ماسبيرو)  للحظات أو دقائق معدودة فانقلبت الدنيا، ليس في مصر فقط، بل على مستوى جميع دول العالم المهتمة بالمنطقة. هذا بينما في نفس الفترة تعثرت بعض الفضائيات الخاصة الشهيرة، بل و اختفت  تماماً من المشهد دون أن يلاحظ ذلك أحد إلا بعدها بشهور، فلو صح ما كانوا يرسمونه لأنفسهم من أهمية مدعاة، لالتفت أحد لذلك.. الأمر الذي لم يحدث أبداً.
إذاً، أيها الزملاء، لا تسمحوا لادعاءات المبطلين أن تحول دونكم و دون استمرار المسيرة. هذا هو الدرس الذي تعلمته اليوم من سيادة اللواء الذي لن تغيب عني ابتسامته الودودة، قبل أن نغادر مكتبه و هو يسألني:"أخبار الناس في المبنى أيه".
أحمد صلاح الدين طه









هناك تعليق واحد:

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

دعوة لصانعي الأفلام المصريين لإقامة فنية في الولايات المتحدة لمدة أسبوع

      دعى مهرجان أسوان لأفلام المرأة بالتعاون مع موسسة " فيلم انديبندنت" وسفارة الولايات المتحدة في القاهرة صانعي الأفلام المصريين...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله