طبعاً الكل يعرف تلك الأوبرا الشهيرة حتى لو لم يكن من هواة فن الأوبرا .
كما أن محبي هذا الفن ، و المتيمون بقصة العشق و التضحية المؤثرة ، تبهرهم العروض التي دأبت الأوبرا المصرية على عقدها بين حين و آخر عند سفح الهرم فيمتعهم ليس فقط أداء فناني الأوبرا لكن أيضاً الجو العام المحيط من إطلالتهم على الأهرام الشامخة ، و ترقبهم أبي الهول يحدق نحو الشرق بنظرته الهائمة و وجهه شبه المبتسم القديم .
لكن ماذا يحدث عندما تأتي من آخر بلاد الدنيا و تكلف نفسك تذاكر طيران و حجوز فنادق و تذاكر لدخول العرض ثم تجد أمامك في مواجهة عينيك منصات فوقها مصورون تليفزيونيون بكاميرات نقل خارجي ضخمة لا يستطيعون إزاحتها من أمامك ، و حتى لو استطاعوا لحجبوا الرؤية عن زوجك التي تجلس بجوارك أو شخص آخر في نفس الصف ؟!
بالأمس كنت أنا واحداً من هؤلاء ، و شاركت في تنغيص المشاهدين و تكدير صفوهم رغماً عني ، و رغم أن الحفل كان رائعاً أشاد به المختصون .
منذ اللحظة الأولى لدخولى ساحة العرض مع المصورين الآخرين تعجبت من مكان وضع الكاميرات و وجدت أن الزملاء الآخرين لهم نفس الرأي ، لكن أحداً لا يستطيع تغيير الواقع في الساعات الأخيرة ببساطة لأن المشكلة ليست فقط في أماكن الكاميرات ، المشكلة الحقيقية في أن تصميم المسرح من الأساس كان يجب أن يحدد فيه أماكن كاميرات النقل الخارجي ، و أيضاً كاميرات القنوات الإخبارية التي ستقوم بتغطية الحفل ، طبعاً بناء على دعوات من المنظمين ( مسئولي الإعلام ) الذين يهمهم دون شك أن توضع أخبار الحفل في كل نشرات الأخبار العالمية .
المشكلة بوضوح أشد هي في الانفصال بين عمل كل عنصر عن الآخرين ، و هي ثقافة أصيلة عندنا ؛ نصنع دائماً مارش الفوضى* و نعتمد أن تسير أمورنا " ببركة دعاء الوالدين " فإذا وقعت مشكلة يلقي كل واحد اللوم على الآخرين و في الحقيقة يملك الجميع دليل براءته لأنه فقط كان مسئولاً عن ما تحت قدميه و يؤدي عمله على أكمل وجه أما ما عدا ذلك فثمة آخرون كان عليهم القيام به .
هذا نفسه دليل إدانة ، فكيف يكون فريق العمل مهتما بكل التفاصيل و في نفس الوقت ليس هناك من يهتم ب ( كل ) التفاصيل ، ليس هناك من يراقب الصورة العامة ، الكاملة ، الكلية و ينسق التفاعل بين الجميع .
أذكر عند مشاركتي في نقل حدث مماثل لقناة أجنبية أننا تواجدنا لعدة أيام قبل الحدث ، و الكل يدرس دوره الذي كان محدداً بدقة شديدة ثم في اليوم الأخير قبل النقل المباشر و أثناء البروفة الجنرال كان كل شيءٍ في مكانه بما في ذلك الجمهور حيث حرصنا على حضور جانب من الجمهور ليكون في الإمكان دراسة جميع الاحتمالات ، و كل الأخطاء أو الهفوات التي وقعت في البروفة لم تمر بنا نهائياً أثناء العرض ، بل أعتقد أنني لو أردت أن أخطئ لما استطعت .
هذا هو الفرق بين ثقافتنا كمصريين و عرب ، و ثقافات أخرى تدرك أن الصورة نتاج تآلف العناصر ، و ليس تلفيق مجموع التفاصيل .
___________________
* مارش الفوضى : هو تعبير أطلقه أحد القادة العسكريين عندما زار دولة ناشئة و كان حاكم هذه الدولة زار دولة الضيف قبل ذلك و أبهره ما استقبلوه به من حرس شرف و فرقة موسيقى عسكرية تعزف النشيد الوطني ، فأمر بجمع موسيقيي بلده ليستقبل الضيف بحفاوة مسبقة ، و أمرهم أن يبدأوا بالعزف معاً عندما يرفع يده ، و هو ما كان .. طبعاً حدثت فوضى شديدة و نشاز مزعج مما جعل الضيف يقول : هذا مارش لكنه مارش الفوضى .
كما أن محبي هذا الفن ، و المتيمون بقصة العشق و التضحية المؤثرة ، تبهرهم العروض التي دأبت الأوبرا المصرية على عقدها بين حين و آخر عند سفح الهرم فيمتعهم ليس فقط أداء فناني الأوبرا لكن أيضاً الجو العام المحيط من إطلالتهم على الأهرام الشامخة ، و ترقبهم أبي الهول يحدق نحو الشرق بنظرته الهائمة و وجهه شبه المبتسم القديم .
لكن ماذا يحدث عندما تأتي من آخر بلاد الدنيا و تكلف نفسك تذاكر طيران و حجوز فنادق و تذاكر لدخول العرض ثم تجد أمامك في مواجهة عينيك منصات فوقها مصورون تليفزيونيون بكاميرات نقل خارجي ضخمة لا يستطيعون إزاحتها من أمامك ، و حتى لو استطاعوا لحجبوا الرؤية عن زوجك التي تجلس بجوارك أو شخص آخر في نفس الصف ؟!
بالأمس كنت أنا واحداً من هؤلاء ، و شاركت في تنغيص المشاهدين و تكدير صفوهم رغماً عني ، و رغم أن الحفل كان رائعاً أشاد به المختصون .
منذ اللحظة الأولى لدخولى ساحة العرض مع المصورين الآخرين تعجبت من مكان وضع الكاميرات و وجدت أن الزملاء الآخرين لهم نفس الرأي ، لكن أحداً لا يستطيع تغيير الواقع في الساعات الأخيرة ببساطة لأن المشكلة ليست فقط في أماكن الكاميرات ، المشكلة الحقيقية في أن تصميم المسرح من الأساس كان يجب أن يحدد فيه أماكن كاميرات النقل الخارجي ، و أيضاً كاميرات القنوات الإخبارية التي ستقوم بتغطية الحفل ، طبعاً بناء على دعوات من المنظمين ( مسئولي الإعلام ) الذين يهمهم دون شك أن توضع أخبار الحفل في كل نشرات الأخبار العالمية .
المشكلة بوضوح أشد هي في الانفصال بين عمل كل عنصر عن الآخرين ، و هي ثقافة أصيلة عندنا ؛ نصنع دائماً مارش الفوضى* و نعتمد أن تسير أمورنا " ببركة دعاء الوالدين " فإذا وقعت مشكلة يلقي كل واحد اللوم على الآخرين و في الحقيقة يملك الجميع دليل براءته لأنه فقط كان مسئولاً عن ما تحت قدميه و يؤدي عمله على أكمل وجه أما ما عدا ذلك فثمة آخرون كان عليهم القيام به .
هذا نفسه دليل إدانة ، فكيف يكون فريق العمل مهتما بكل التفاصيل و في نفس الوقت ليس هناك من يهتم ب ( كل ) التفاصيل ، ليس هناك من يراقب الصورة العامة ، الكاملة ، الكلية و ينسق التفاعل بين الجميع .
أذكر عند مشاركتي في نقل حدث مماثل لقناة أجنبية أننا تواجدنا لعدة أيام قبل الحدث ، و الكل يدرس دوره الذي كان محدداً بدقة شديدة ثم في اليوم الأخير قبل النقل المباشر و أثناء البروفة الجنرال كان كل شيءٍ في مكانه بما في ذلك الجمهور حيث حرصنا على حضور جانب من الجمهور ليكون في الإمكان دراسة جميع الاحتمالات ، و كل الأخطاء أو الهفوات التي وقعت في البروفة لم تمر بنا نهائياً أثناء العرض ، بل أعتقد أنني لو أردت أن أخطئ لما استطعت .
هذا هو الفرق بين ثقافتنا كمصريين و عرب ، و ثقافات أخرى تدرك أن الصورة نتاج تآلف العناصر ، و ليس تلفيق مجموع التفاصيل .
___________________
* مارش الفوضى : هو تعبير أطلقه أحد القادة العسكريين عندما زار دولة ناشئة و كان حاكم هذه الدولة زار دولة الضيف قبل ذلك و أبهره ما استقبلوه به من حرس شرف و فرقة موسيقى عسكرية تعزف النشيد الوطني ، فأمر بجمع موسيقيي بلده ليستقبل الضيف بحفاوة مسبقة ، و أمرهم أن يبدأوا بالعزف معاً عندما يرفع يده ، و هو ما كان .. طبعاً حدثت فوضى شديدة و نشاز مزعج مما جعل الضيف يقول : هذا مارش لكنه مارش الفوضى .
مصر فى مهب الريح
ردحذففى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.
1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.
لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى http://www.ouregypt.us