مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

الثلاثاء، يناير 15، 2019

اللي ما يعرفش يقول ميّ


اللي ما يعرفش يقول ميّ



  كلمتان لا غير، ليس دفاعاً عن نحاتة المنيا مي عبدالله التي لاقت ويلات النقد و محاولات النقض بصدر رحب، و قوة تحسد عليها. و لا تحيزاً لمحمد صلاح لاعب مصر و ليفربول الغني عن التعريف، و ليس تواطؤاً مع المسؤولين عن وضع تمثاله الذي اعتبر مشوهاً في منتدى شباب العالم.
ليس هذا و لا ذاك لأن جميع من سبق ذكرهم استفادوا من الضجة الإعلامية. و هذا ليس ذنبهم. النحاتة الصعيدية حازت شهرة شبه عالمية، شهرة لم يصل لجزء منها نحاتون مصريون كبار، و أساتذة، و هي بعد في بداية رحلتها الفنية، و للحق هي و أعمالها يستحقان. أيضاً اللاعب الشهير استفاد نظراً لنجوميته و لأن القاعدة الثابتة للوجود تحت الأضواء تستلزم استمرار تسليطها على النجم مهما بلغ من درجات العلو و السطوع.. دائماً البحر يحب الزيادة و النجم أيضاً.
أما المسؤولون، أو المفترض أنهم مسؤولون.. أراهن أن مكافآتهم لن تنقص مليما، و التحقيق معهم سينتهي بإلقاء اللوم على التمثال نفسه لأنه " ما طلعش مظبوط"، و لا عزاء للبرونز الذي أنفق فيه. و هي قاعدة حكومية نعرفها جيدا: مهما كثر المسؤولون، فلا أحد - وقت الجد - مسؤول حقاً.
  المهم هنا من وجهة نظري هو أن نحاول أن نتعلم، بيننا و بين أنفسنا من أخطائنا التي زادت عن المقبول، و تخطته إلى اللامعقول.

  أولاً: لماذا لا نتريث قليلاً عند النقد، و لماذا نعطي أنفسنا صلاحية الانتقاد حتى و لو عن غير علم و لا دراية، هل صرنا جميعاً خبراء فن و رياضة و سياسة و كل شيء؟
  لماذا لا نفكر قليلاً فيما يمكن أن يصيب من يقع تحت سكاكيننا، ضحية لسلخنا ألا يستحق فرصة أخرى، على الأقل للدفاع عن نفسه؟

  ثانياً: لماذا نفجُر هكذا عند الخصومة، فمن كان بالأمس أيقونة نتغنى به، صار في غمضة عين هدفاً لحجارتنا، و كأنه تحول إبليس في أعيننا، هكذا فجأة. لم يحدث ذلك فقط مع الفنانة الشابة، بل أيضاً سبقها إليه محمد صلاح نفسه، مجرد أن بدا أنه على وشك الوصول إلى الكبوة المسموحة لكل جواد، حتى سنت السكاكين و الألسن، و رفعت "لا مؤاخذة" البُلغ استعداداً لاصطياده.
هكذا و كأننا نصنع الرموز حتى نجد من نقذفه بأحقادنا ليس إلا.
ربما كان ذلك نفسه سبب تعاطف النجم الكروي مع الشابة الصعيدية، فهو مدرك أنه ليس بعيداً عنها، و من نال منها اليوم؛ سيطاله غداً.

  ثالثاً: ألم يلفت نظركم في حديث الفنانة الشابة، و هي تفسر ما حدث مع تمثالها أنها تقول إنها كانت راضية عن التمثال عندما كان مصنوعاً من الجبس، ثم قرر المسؤولون عن المنتدى أنه يجب أن يكون برونزياً، و لم يكن متاحاً من الوقت ما يكفي لإنتاج التمثال بالشكل المطلوب بحلته البرونزية. و كانت النتيجة الغير مقبولة من الفنانة نفسها، و لاقت الانتقاد و الصخب.
 ألم يكن الأجدر بالقائمين على منتدى الشباب، أن يتركوا للشابة الصعيدية حرية الاختيار؟
 ألم يكن الكيان الجصي، أو حتى الأصل الطيني أروع و أنجع؟
اختصاراً لهذه التجربة (المريرة للتمثال فقط دون غيره) علينا أن نعطي الفرصة كاملة لصاحب العمل، حتى يصبح مسؤولاً عن عمله، أما أن نستقدم أصحاب المواهب ثم نحشر أنوفنا في أعمالهم، و نقرر لهم ما يجب أن يصنعوا، ذلك معناه أن يضحك علينا العالم الذي دعوناه ليلتقط صوراً مع تماثيل أفسدناها.

أحمد صلاح الدين طه  








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم