يعد التراث الأسطوري العالمي أحد
أهم الروافد التقليدية التي يستقي منها الأدب والفن مادته، ليس فقط لسحر
الأساطير وجاذبيتها، لكن أيضًا لغموضها الذي مازال مادة خصبة للبحث وإعادة
الإنتاج، وتوليد الأفكار والمزيد من الخيالات، ومن جهة أخرى لارتباطه
الوثيق بمعتقدات راسخة في أذهان البشر بامتداد وجودهم الجغرافي وانتمائهم
الحضاري والثقافي، أحيانًا يجد الأديب فرصة في هذا الانتشار الهائل
للأسطورة لبسط شهرته الأدبية أو لترويج أفكاره الخاصة، وحتى لاكتشاف آفاق
أرحب للتجريب الإبداعي والاكتشاف الثقافي، من هنا جاءت أهمية تناول موضوع
الغنوصية Gnosticism، أو بعض الأفكار التي وسمت بالاندراج تحت هذا المسمى
لارتباطها الوثيق بالحياة الثقافية لإنسان العصر الحديث، من خلال نشأتها
العقائدية الجدلية، هذه الأفكار التي أحدقت بها يوما الحروب الشرسة من قبل
الجهات الرسمية، وحتى من بعض المتحمسين من العامة الذين رأوا فيها تشويها
متعمدا للأديان أو العقائد المستقرة، ورغم الخسارة التي منيت بها وتواريها
إلى الظل، ظلت في كمونها أو بياتها المرحلي تتوغل في عقول الناس وتتسرب إلى
معتقداتهم حتى اتخذت لوجودها دثارًا محبوكًا من ذات نسيج الأديان
والعقائد، تتلون تبعًا لتغير الحال واختلاف الثقافة، فتظهر يوما مرتدية ثوب
اليهودية أو الثورية التصحيحية في الدين المسيحي، وأحيانًا ثوب التصوف
الإسلامي الذي تبنى فكرة العرفانية أو المعرفة اللدنية، والتي خرجت بالتدين
الإسلامي عن حدود النقل، والتوثيق الدقيق للمنقول من خلال العنعنة الراسخة
عند علماء المسلمين، إلى أفق تلقي العلم الخاص الذي جعل الصوفيةُ
أتقياءَهم منفتحين عليه لاعتقادهم باتصال ذوات مشايخهم بروح العالم، أي
بالخالق -سبحانه- وتلقيهم علوما ربانية لا تتاح إلا للواصلين، وهذه الفكرة
كانت -فيما يبدو- بوابة لتسلل الأفكار الغنوصية برداء إسلامي كما نجد وصفه
في كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزيّ الذي أفرد ثلاثة أبواب من كتابه
بالتوالي لذكر:
- تلبيس إبليس على العبَّاد في العبادات.
- تلبيس إبليس على الزُّهاد.
- تلبيس إبليس على الصّوفية.
ومن بعض قول ابن الجوزي رحمه الله
في ذلك: "دخل إبليس عَلَى هذه الأمة فِي عقائدها من طريقين أحدهما التقليد
للآباء والأسلاف والثاني الخوض فيما لا يدرك غوره ويعجز الخائض عَن الوصول
إِلَى عمقه فأوقع أصحاب هَذَا القسم فِي فنون من التخليط"
لتحميل البحث كاملا:
الغنوصية وأثرها في الأدب المعاصر نموذجًا أسطورة ليليث مقاربة أنثروبولوجية لنص عودة ليليت للكاتبة جوم.pdf
رابط ثاني اضغط هنا لتحميل النص pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق