عراك في موقف ميكروباص تحوله لفتنة طائفية
و فتوى مفتراة ، عن إهدار دم فتاة ألمانية
لا زلنا نتابع أخباراً من اليوم السابع ( الموقع الإلكتروني المصري ) و لازال كاتبو الأخبار و صحفيو الموقع يتبنون الإثارة على حساب الصدق ، و يفقدون رويدا مصداقيتهم لدينا كما لدى آخرين .. و يبدو إن الجريدة و موقعها لا يهتمان إلا بفئة المراهقين الذين تعجبهم هذه الأخبار الساخنة و يزيدونها سخونة بتعليقاتهم التي تؤجج النار و تشعل صراعاً يشل قوائم وطن فيه ما يكفيه من أزمات ، و غير محتاج للمزيد من نزق مراهقيه .
الموقع يورد خبراً عن عراك ليس غريبا عن مواقف الميكروباصات تدخل فيه الجهل ليظهر سلاحا أبيض يحملة الكثيرون من سائقي الميكروباصات الذين اعتادوا اعتماد العنف ، و الفتونة إذا جازت التسمية ، وسيلة للحوار ، و أترككم مع الخبر الذي يقول :
" بدأت الأزمة عندما نزل المجنى عليه من السيارة التى كان يستقلها والتى لم تكن قد أكملت عدد ركابها، وحاول اللحاق بالسيارة التى كان عليها الدور فى موقف السيارات، وقام سائق السيارة التى نزل منها "نايل منصور سحرب 28 سنة "، بالجرى وراءه محاولا منعه من ركوب السيارة الأخرى، مما أدى إلى وقوع مشادة كلامية بينهما تطورت إلى أن تعدى كل منهما على الآخر فأسرع السائق وأخرج آلة حادة وطعنه بها فى الوقت الذى كان أشقاؤه بجوار موقف السيارات فهرعوا إلى شقيقهم فوجدوه غارقا فى دمه واشتبكوا مع السائق الذى كان يحتمى فى سلاحه وأصابهم بعدة طعنات، وتم نقلهم على إثرها إلى المستشفى، وفر المتهم هاربا" .
هذا ما يذكره الخبر ، فأين الفتنة الطائفية التي يتحدث عنها العنوان و هذا نصه :
" بوادر فتنة طائفية بالمنيا بعد مصرع سائق قبطي "
أولا : هناك تناقض بين الخبر و العنوان الذي يذكر إن من لقي مصرعه كان السائق بينما الخبر يقول إن السائق هو من هاجم راكباً .
ثانيا : أين الفتنة الطائفية في حادث كهذا يعرف كل مصري إنه ليس غريباً و يكاد يحدث كل يوم .
هل الهدف من هذا الموضوع إثارة تعليقات القراء الاعتيادية التي ستتناول الدين و التدين كمباراة كرة ، و يحاول مشجعو كل فريق كالعادة نصرة فريقهم على حساب أي شيء سوى الفوز الوهمي ؟
أم يكون كل هدف حشر المسألة الطائفية هو ذكر عبارة كالتي ذيل بها المقال و التي تحمد مساعي الأمن العظيمة :
"من جانبها انتقلت على الفور قوات الأمن لمنع حدوث المصادمات بين أهالى القرية التى تشهد احتقانا طائفيا بسبب أحداث عنف سابقة بين المسلمين والمسيحيين " .
و ربما كانت المسألة لا تتعدى حسن النية في صياغة الخبر ، و هنا لا بد أن يتمتع كاتب الخبر أو مراجعوه بإحساس بالمسؤولية تجاه ما يكتبون .
أما الخبر الثاني فيتناول فتوى ، كما يذكر الخبر و ينسبها إلى أحد الشيوخ ، و هو كما يذكر الخبر أيضا رئيس ( سابق ) للجنة الفتوى و مستشار ( سابق أيضاً ) لشيخ الأزهر . يعني من الواضح إن الرجل لا يحمل أي منصب رسمي ، هذه نقطة ، أما النقطة الأخرى تتعلق بالفتوى و التي هي طبعا غير رسمية فلا يوجد نص مكتوب و منشور بها و إلا لماذا لم تنشر اليوم السابع نص الفتوى ؟
يبدو الأمر لي و كأنه كالعادة مجرد سؤال توجه به أحد صحفيي الجريدة للشيخ ، و أجاب الشيخ برأيه الشخصي و طبعا هرع الصحفي المتحمس و الذي ظن نفسه حصل على سبق ما و أعلن إن لديه فتوى كما يذكر عنوان الخبر : " فتوى أزهرية تهدر دم الألمانية التى أهانت القرآن "
طبعا موضوع الخبر شائك و ليس من السهل طرحه بهذه البساطة ، لأنه و كما حدث فعلا من المتوقع أن يفتح شهية المحاربين للإسلام ، و يبدأ كل من يحب السقطات في كيل الاتهامات ، رغم إن الموقع نفسه يأخذ آراء أزهريين آخرين لم يعتبر آراءهم فتاوى و هم جلهم يرفضون هذه الفتوى .
إذا فالتساؤل الآن : لماذا اعتبر الموقع و صحفيُّه إن رأي الشيخ الأول هو فتوى تناقش من هذا المنطلق بينما الآراء الأخرى هي مجرد آراء ؟
و التساؤل الأهم إذا كان صحفي الجريدة من البداية يريد فتوى " أزهرية " لماذا لم يذهب إلى شيخ الأزهر و هو الشخص المخول بالحديث باسم الأزهر ، و إلا فكان الشيخ ليرشح من يتكلم باسمه و هذا أولى طبعاً من أن يختار بنفسه من يجعله ممثلا للأزهر . و بالمناسبة فشيخ الأزهر هو مفتٍ سابقٌ أيضا إذا كان كاتب الخبر محبا أكثر للسابقين .. و إلا لماذا لم يوفر الصحفي على نفسه و يذهب مباشرة إلى مفتي الجمهورية و هو رأس الجهاز الرسمي للإفتاء في مصر .
و فتوى مفتراة ، عن إهدار دم فتاة ألمانية
لا زلنا نتابع أخباراً من اليوم السابع ( الموقع الإلكتروني المصري ) و لازال كاتبو الأخبار و صحفيو الموقع يتبنون الإثارة على حساب الصدق ، و يفقدون رويدا مصداقيتهم لدينا كما لدى آخرين .. و يبدو إن الجريدة و موقعها لا يهتمان إلا بفئة المراهقين الذين تعجبهم هذه الأخبار الساخنة و يزيدونها سخونة بتعليقاتهم التي تؤجج النار و تشعل صراعاً يشل قوائم وطن فيه ما يكفيه من أزمات ، و غير محتاج للمزيد من نزق مراهقيه .
الموقع يورد خبراً عن عراك ليس غريبا عن مواقف الميكروباصات تدخل فيه الجهل ليظهر سلاحا أبيض يحملة الكثيرون من سائقي الميكروباصات الذين اعتادوا اعتماد العنف ، و الفتونة إذا جازت التسمية ، وسيلة للحوار ، و أترككم مع الخبر الذي يقول :
" بدأت الأزمة عندما نزل المجنى عليه من السيارة التى كان يستقلها والتى لم تكن قد أكملت عدد ركابها، وحاول اللحاق بالسيارة التى كان عليها الدور فى موقف السيارات، وقام سائق السيارة التى نزل منها "نايل منصور سحرب 28 سنة "، بالجرى وراءه محاولا منعه من ركوب السيارة الأخرى، مما أدى إلى وقوع مشادة كلامية بينهما تطورت إلى أن تعدى كل منهما على الآخر فأسرع السائق وأخرج آلة حادة وطعنه بها فى الوقت الذى كان أشقاؤه بجوار موقف السيارات فهرعوا إلى شقيقهم فوجدوه غارقا فى دمه واشتبكوا مع السائق الذى كان يحتمى فى سلاحه وأصابهم بعدة طعنات، وتم نقلهم على إثرها إلى المستشفى، وفر المتهم هاربا" .
هذا ما يذكره الخبر ، فأين الفتنة الطائفية التي يتحدث عنها العنوان و هذا نصه :
" بوادر فتنة طائفية بالمنيا بعد مصرع سائق قبطي "
أولا : هناك تناقض بين الخبر و العنوان الذي يذكر إن من لقي مصرعه كان السائق بينما الخبر يقول إن السائق هو من هاجم راكباً .
ثانيا : أين الفتنة الطائفية في حادث كهذا يعرف كل مصري إنه ليس غريباً و يكاد يحدث كل يوم .
هل الهدف من هذا الموضوع إثارة تعليقات القراء الاعتيادية التي ستتناول الدين و التدين كمباراة كرة ، و يحاول مشجعو كل فريق كالعادة نصرة فريقهم على حساب أي شيء سوى الفوز الوهمي ؟
أم يكون كل هدف حشر المسألة الطائفية هو ذكر عبارة كالتي ذيل بها المقال و التي تحمد مساعي الأمن العظيمة :
"من جانبها انتقلت على الفور قوات الأمن لمنع حدوث المصادمات بين أهالى القرية التى تشهد احتقانا طائفيا بسبب أحداث عنف سابقة بين المسلمين والمسيحيين " .
و ربما كانت المسألة لا تتعدى حسن النية في صياغة الخبر ، و هنا لا بد أن يتمتع كاتب الخبر أو مراجعوه بإحساس بالمسؤولية تجاه ما يكتبون .
أما الخبر الثاني فيتناول فتوى ، كما يذكر الخبر و ينسبها إلى أحد الشيوخ ، و هو كما يذكر الخبر أيضا رئيس ( سابق ) للجنة الفتوى و مستشار ( سابق أيضاً ) لشيخ الأزهر . يعني من الواضح إن الرجل لا يحمل أي منصب رسمي ، هذه نقطة ، أما النقطة الأخرى تتعلق بالفتوى و التي هي طبعا غير رسمية فلا يوجد نص مكتوب و منشور بها و إلا لماذا لم تنشر اليوم السابع نص الفتوى ؟
يبدو الأمر لي و كأنه كالعادة مجرد سؤال توجه به أحد صحفيي الجريدة للشيخ ، و أجاب الشيخ برأيه الشخصي و طبعا هرع الصحفي المتحمس و الذي ظن نفسه حصل على سبق ما و أعلن إن لديه فتوى كما يذكر عنوان الخبر :
" فتوى أزهرية تهدر دم الألمانية التى أهانت القرآن "
طبعا موضوع الخبر شائك و ليس من السهل طرحه بهذه البساطة ، لأنه و كما حدث فعلا من المتوقع أن يفتح شهية المحاربين للإسلام ، و يبدأ كل من يحب السقطات في كيل الاتهامات ، رغم إن الموقع نفسه يأخذ آراء أزهريين آخرين لم يعتبر آراءهم فتاوى و هم جلهم يرفضون هذه الفتوى .إذا فالتساؤل الآن : لماذا اعتبر الموقع و صحفيُّه إن رأي الشيخ الأول هو فتوى تناقش من هذا المنطلق بينما الآراء الأخرى هي مجرد آراء ؟
و التساؤل الأهم إذا كان صحفي الجريدة من البداية يريد فتوى " أزهرية " لماذا لم يذهب إلى شيخ الأزهر و هو الشخص المخول بالحديث باسم الأزهر ، و إلا فكان الشيخ ليرشح من يتكلم باسمه و هذا أولى طبعاً من أن يختار بنفسه من يجعله ممثلا للأزهر . و بالمناسبة فشيخ الأزهر هو مفتٍ سابقٌ أيضا إذا كان كاتب الخبر محبا أكثر للسابقين .. و إلا لماذا لم يوفر الصحفي على نفسه و يذهب مباشرة إلى مفتي الجمهورية و هو رأس الجهاز الرسمي للإفتاء في مصر .
المسؤليه لا تقع علي كاتب الخبر فقط ولكن المسؤليه الكبري تقع علي من سمح له بنشر الخبر دون ان يكلف نفسه بقراءة الخبر تفصيليا والاكتفاء بقراءة العنوان المثير اللذي سوف يجذب القارئ وبعدها ترتفع ايرادات الجريده وهذا هو المهم
ردحذف