استقبل الكثيرون بارتياح قرار المحكمة الإدارية العليا بتأييد حكم محكمة القضاء الإداري بخروج الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية من الجامعات و إلزام الحكومة بإنشاء وحدات أمن تتبع وزارة التعليم العالي و ليس الداخلية .
جاء هذا القرار بعد انتظار من قبل الطلاب و جانب لا يستهان به من أساتذة الجامعة ، و لا يزال البعض يذكرون يوم الغضب الذي أعلنه الطلبة في 6 أبريل 2009 و كان خروج أمن الداخلية مطلباً رئيساً بالنسبة لهم .
أعتقد أن قرار المحكمة هو في نفس الوقت إقرار للمنطق ، فكيف يتسنى لأمن إحدى المؤسسات أن يكون تابعاً ليس فقط لمؤسسة أخرى بل لوزارة أخرى ، و كيف يكون التعامل عند اختلاف التوجهات هل يوجِب الأمرُ روتيناً يضيع مئات الساعات و ربما الأيام فقط لاستصدار قرار بسيط بين اثنين من موظفي الدولة أحدهما يجلس بجوار الآخر . طبعاً أنا هنا لا أريد التحدث عن تجاوزات حدثت من بعض صغار منسوبي وزارة الداخلية في الجامعات و دون شك حدث ما حدث لإحساسهم أنهم فوق الرقابة فهم لا يتعاملون يومياً مع من يعد رئيساً لهم ، و رئيسهم الفعلي يبعد عنهم كثيراً مما يؤمنهم بما فيه كفايتهم .
الملفت للنظر أن بعض أساتذة الجامعات أعلنوا رفضهم القطعي لخروج أمن الداخلية من حرم الجامعات ، و بعضهم راح يشارك خلال الأيام الماضية بالحضور أو الاتصال ببعض برامج الكلام المباشرة Talk Shows محاولين عرض وجهة نظرهم و التي بدت تعلقاً بأمل أخير لم يتحقق في إثناء القضاء الإداري عن قراره .
أحد هذه المداخلات التي أثارت حيرتي مداخلة من رئيسة قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة الزقازيق* ، و كانت متحمسة للغاية ضد فكرة الطرد التي ما كانت تأكدت بعد ، و صرخت ماذا أفعل عندما أتعرض لاعتداء من أحد الطلاب داخل المدرج .. مَن أستدعيه ليحل المشكلة ؟
الغريب في تساؤل الأستاذة أنها أغفلت كون خروج الأمن التابع للداخلية لا يعني بحال إلغاء وحدات الحرس الجامعي و إنما تغيير تبعيتها فقط .
أما الأكثر غرابة فهو قصة روتها عن شخص دخل المدرج حاملاً " شومة " قاصداً أحد الطلبة لتأديبه نظراً لقيام الأخير بالنصب عليه في " كروت شحن " .
أجابها المذيع بذكر واقعة أخرى حدثت على حد قوله في نفس الجامعة ، حيث تم قتل أحد الطلبة رمياً بالرصاص ، و زاد ما ذكره المذيع حماس أستاذة الجغرافيا لتذكر حادثة أخرى حيث فوجئ أساتذة و طلبة نفس الكلية بطالبات يهرولن مذعورات ليكتشف الجميع قيام طالب " في الدور الخامس " بإجبار الطالبات على مشاهدة فيلم إباحي بعد تهديدهن بشفرة حلاقة يمسكها بيده .
رغم إنني لا أستطيع التشكيك في صحة الوقائع لكنني أيضا لا أخفي عدم تصديقي لها ، و اعتقادي إنها - على الأقل - تحوي بعض المبالغات أو الإغفال للتفاصيل .
لكن هذه ليست المشكلة ، المشكلة الحقيقة أن تلك الوقائع - لو صحت - تثبت فشل وحدات الأمن الحالية في القيام بالدور المنوط بها ، و هنا تُضم هذه الوقائع لسلسلة التجاوزات التي أوجبت إصلاحاً إداريا ً لعله يكون مفيداً للجميع .
__________________
* هذه المداخلة كانت لأحد برامج قناة الفراعين ، و المذيع هو الدكتور توفيق عكاشة رئيس القناة .
جاء هذا القرار بعد انتظار من قبل الطلاب و جانب لا يستهان به من أساتذة الجامعة ، و لا يزال البعض يذكرون يوم الغضب الذي أعلنه الطلبة في 6 أبريل 2009 و كان خروج أمن الداخلية مطلباً رئيساً بالنسبة لهم .
أعتقد أن قرار المحكمة هو في نفس الوقت إقرار للمنطق ، فكيف يتسنى لأمن إحدى المؤسسات أن يكون تابعاً ليس فقط لمؤسسة أخرى بل لوزارة أخرى ، و كيف يكون التعامل عند اختلاف التوجهات هل يوجِب الأمرُ روتيناً يضيع مئات الساعات و ربما الأيام فقط لاستصدار قرار بسيط بين اثنين من موظفي الدولة أحدهما يجلس بجوار الآخر . طبعاً أنا هنا لا أريد التحدث عن تجاوزات حدثت من بعض صغار منسوبي وزارة الداخلية في الجامعات و دون شك حدث ما حدث لإحساسهم أنهم فوق الرقابة فهم لا يتعاملون يومياً مع من يعد رئيساً لهم ، و رئيسهم الفعلي يبعد عنهم كثيراً مما يؤمنهم بما فيه كفايتهم .
الملفت للنظر أن بعض أساتذة الجامعات أعلنوا رفضهم القطعي لخروج أمن الداخلية من حرم الجامعات ، و بعضهم راح يشارك خلال الأيام الماضية بالحضور أو الاتصال ببعض برامج الكلام المباشرة Talk Shows محاولين عرض وجهة نظرهم و التي بدت تعلقاً بأمل أخير لم يتحقق في إثناء القضاء الإداري عن قراره .
أحد هذه المداخلات التي أثارت حيرتي مداخلة من رئيسة قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة الزقازيق* ، و كانت متحمسة للغاية ضد فكرة الطرد التي ما كانت تأكدت بعد ، و صرخت ماذا أفعل عندما أتعرض لاعتداء من أحد الطلاب داخل المدرج .. مَن أستدعيه ليحل المشكلة ؟
الغريب في تساؤل الأستاذة أنها أغفلت كون خروج الأمن التابع للداخلية لا يعني بحال إلغاء وحدات الحرس الجامعي و إنما تغيير تبعيتها فقط .
أما الأكثر غرابة فهو قصة روتها عن شخص دخل المدرج حاملاً " شومة " قاصداً أحد الطلبة لتأديبه نظراً لقيام الأخير بالنصب عليه في " كروت شحن " .
أجابها المذيع بذكر واقعة أخرى حدثت على حد قوله في نفس الجامعة ، حيث تم قتل أحد الطلبة رمياً بالرصاص ، و زاد ما ذكره المذيع حماس أستاذة الجغرافيا لتذكر حادثة أخرى حيث فوجئ أساتذة و طلبة نفس الكلية بطالبات يهرولن مذعورات ليكتشف الجميع قيام طالب " في الدور الخامس " بإجبار الطالبات على مشاهدة فيلم إباحي بعد تهديدهن بشفرة حلاقة يمسكها بيده .
رغم إنني لا أستطيع التشكيك في صحة الوقائع لكنني أيضا لا أخفي عدم تصديقي لها ، و اعتقادي إنها - على الأقل - تحوي بعض المبالغات أو الإغفال للتفاصيل .
لكن هذه ليست المشكلة ، المشكلة الحقيقة أن تلك الوقائع - لو صحت - تثبت فشل وحدات الأمن الحالية في القيام بالدور المنوط بها ، و هنا تُضم هذه الوقائع لسلسلة التجاوزات التي أوجبت إصلاحاً إداريا ً لعله يكون مفيداً للجميع .
__________________
* هذه المداخلة كانت لأحد برامج قناة الفراعين ، و المذيع هو الدكتور توفيق عكاشة رئيس القناة .
نوعية اساتذة الجامعات دول يمكن ان تطلق عليهم لفظ (المشتاقين)...طمعانين في رئاسة قسم او عمادة كلية او رئاسة جامعة
ردحذفانما لو هم بيبصوا لمصلحة البلد دي و الحياة الجامعية خاصة ماكانوش قالوا كدة اطلاقا
أتفق معك تماماً
ردحذف