بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، ديسمبر 02، 2013

بعض الكلاب وجدت من ينصفها


بعض الكلاب وجدت من ينصفها


ربما صادفكم خبر أو أكثر ، و أيضاً بعض التقارير التليفزيونية عن القناة المزمع انطلاقها قريباً جداً في الولايات المتحدة ، و المخصصة للترفيه عن الكلاب الوحيدة بالمنزل
هل ضبطت نفسك متلبساً بحقد ما أو حسد تجاه هذه الكلاب التي تكلف الأمريكيين ما يقارب خمسة و خمسين مليار دولار سنوياً و عددهم في حدود ثمانية و سبعين مليون كلب سيشاهدون القناة لقاء حوالي خمس دولارات سيدفعها أصحابهم عن طيب خاطر شهرياً ؟

كل هذا ليس مهماً ، ما يثير حسدنا حقاً كمواطني العالم الثالث أو الرابع أو الخامس بل يجوز تسميتنا بأرقام أبعد من ذلك ، أن القناة قامت بعد أبحاث مستفيضة في الشئون الفنية و النفسية و الفسيولوجية لمعرفة كيف يشاهد الكلب الصورة ، و أي فيديو مناسب لرؤية فخامته ، و ما مدى ترددات الصوت التي تناسب سمعه الكريم ، و ما الأشياء التي تلفت نظره عند مشاهدة التلفاز و تجعله مسترخياً لتخفف عنه في النهاية آلام الوحدة و لا عزاء لسيادتنا ، إن جاز وصفنا بالسيادة

مقارنة هذه الاحتياطات و الترتيبات بطرق إنشاء القنوات العربية تحمل كثيرا من المرارة

إنشاء قناة في دولة عربية ، يتطلب فقط سعي أحد المغامرين أو الأفاقين لملاقاة ثري عربي أو أحد رجال السياسة و ربما بعض رجال الاستخبارات ، يعرض عليهم إنشاء القناة و هنا يبحثون عن شخص سيصبح فيما بعد واجهة القناة على أنه مالكها دون الزج باسم المالك أو الملاك الحقيقيين في حوارات تحت أضواء لا يرغبونها ، أيضاً لا بد من رئيس للقناة "يسمع الكلام جيداً " بكل ما يعنيه هذا التعبير من معانٍ ضمنية و لا مانع من اسم شهير ليصبح المذيع الرئيسي للقناة و يستخدم لتسويقها . كل هذا قد يستغرق بعض الوقت لكن طالما تم الاتفاق يمكن أن ترى القناة النور بعد يوم واحد

لا دراسات و لا بحوث ، و لا اهتمام بما يرغب المشاهد ، أو كيف سيشاهد القناة ، كل هذا ليس مهما

النواحي الفنية و العلمية و القواعد و النظم ، التخطيط للمستقبل ليس مهماً لأن المستقبل نفسه غير موجود في اعتبارات المؤسسين ، هذه القنوات كما بدأت يمكن أن تنتهي - فقط - بجرة قلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

في بيروت: مبادرة من تيرو للفنون ومسرح اسطنبولي لإعادة تأهيل سينما الكوليزيه التاريخية بعد عقود من الإغلاق

  بعد تجربة إعادة تأهيل وإفتتاح دور السينما المقفلة في جنوب وشمال لبنان وتحويلها الى مساحات ثقافية مستقلة ومجانية، بدأت "جمعية تيرو لل...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله