مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات ،أحمد صلاح الدين طه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات ،أحمد صلاح الدين طه. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، يونيو 15، 2015

ماسبيرو.. الدولة و تليفزيونها

ماسبيرو.. الدولة و تليفزيونها 






   من السهل جداً أن نخدع أنفسنا و نقول: إننا الأفضل. الجميع يفعلون ذلك، رغم أنهم جميعاً يعرفون كذب إدعائهم، خاصة في مجال الإعلام؛ لأن الإعلاميين يعرفون القاعدة جيداً: «كرر الكذبة كثيراً، يصبح الادعاء حقيقة مع الوقت» و كما يقول المثل: «الزن على الودان أمر من السحر». حتى من يكَذِّبونك لو لم تقنعهم، سيجدون عقولهم يوماً تتساءل إن كان ما اعتادوا سماعه فيه شيءٌ من الصحة؟ لكن كل أكاذيب النُخب، و جميع سذاجات العوام لا يمكنها تحويل الفشل نجاحاً. ادعاء النجاح و إثباته بالدليل سهل جداً.



   هناك مؤسسات متخصصة تصدر الشهادات و الدراسات و البحوث، و تقوم بالدعاية و ربما أقنعتك أنت نفسك أن ما تروجه عن نفسك حقيقي، ربما، لكن ذلك في النهاية لا يزيد عن ما تفعله مراكز تزييف الشهادات الجامعية، مهما أصدروا لك من شهادات عليك أن تذكر دائماً أنك لست الطبيب و لا المهندس الذي تحمل شهادة باسمه، شهادتك يا دكتور مزورة.



أقول ذلك بعد استطلاع رأي بسيط في الشارع، وسط البلد، على بعد خطوات من ماسبيرو، استطلاع كهذا ليس جديداً؛ اعتدناه كل عام، نسأل الناس عن رأيهم في التليفزيون. عملٌ روتيني نفذته كثيراً لصالح التليفزيون المصري، و أيضاً العديد من القنوات الخاصة التي سبق أن عملت لها. دائماً كان المشتَرك في هذه المهام أن الجمهور يجاملك. لو لم يكن ذلك من باب الذوق، فهو من باب أنك تملك إذاعة كلامه من عدمه. هو يعرف أن المقص بيدك و المونتاج لعبة يدركها حتى تلاميذ المدارس الأولية، فالضيف (بيجيب من الآخر) و يجاملك، يحاول أن يذكر اسماً برنامجاً مذيعاً، و لو لم يذكر سيستعين بك و يسألك: "عاوزني طاب أقول أيه".





  نعم حال التليفزيون المصري يرثى له، لكن من يرثى عليه أولاً و قبل أي شيء أن يفهم تفاصيل الحالة و لا ينجرف وراء الهجوم المبرر من جهات عديدة لا يهمها بحال إنجاح التليفزيون أو رفعه من كبوته بقدر اهتمامهم بإطلاق رصاصة تنهي القصة و تفتح المجال أمامهم للاستحواذ على سلاح الإعلام. هؤلاء يريدون وضع السلطة في قمقمهم بإيهام أولي الأمر أنهم الأكثر فائدة و أنهم يمثلون إعلاماً ناجحاً سيخدم توجهات الدولة التي تستطيع من خلاله سياسة الجماهير. طبعاً ذلك لابد أن يكون على جثة التليفزيون الرسمي الذي فقدت السلطات الأمل فيه و ربما السيطرة عليه أيضاً.



   طبعاً هذه الدعاوى تلاقي قبولاً واسعاً لدى الحكومة، هذه الحكومة كان سيفيدها كثيراً لو كانت معنا و نحن نجابه سخط الناس، فالكثيرون و ربما معظم من تحارونا معهم عندما سألناهم عن سبب انصرافهم عن مشاهدة التليفزيون الرسمي لم يذكروا أي شيء يتعلق بحرفة التليفزيون، لم يتحدثوا عن جاذبية البرامج و مدى تمتعهم بمشاهدتها، هم أصلاً لا يتابعون التنليفزيون بقنواته المتعددة، و لو تطور أداؤه لن يلاحظوا ذلك بحال.



   الأسباب التي ذكروها كلها تتلخص في انتقادهم لأداء الحكومة نفسها، هم يتحدثون عن الأسعار عن إلغاء الدعم، عن فرص العمل الذي لا يجده أبناؤهم و غير ذلك من أمور لا يمكن اعتبارها من اختصاص قناة تليفزيونية أي قناة لا خاصة و لا عامة، و ينهون كلامهم بلومنا:"أنتم لم تفعلوا شيئاً لتحسين الأوضاع" باختصار جزء لا يستهان به من مشكلة التليفزيون أنه تليفزيون الدولة، عندما ينتقد الناس-عامة الناس- أداء التليفزيون؛ هم بالأساس ينتقدون الحكومة التي يحاول أصحاب رؤوس الأموال إقناعها أنها زي الفل، و أن المشكلة-كل المشكلة- في التليفزيون الذي لا يستطيع تبييض الصورة و أداء دور إعلام الستينيات الذي استطاع أن يغافل الناس و يقنعهم لزمن أن الهزيمة انتصار.



   نحن كتليفزيونيين ندرك حجم ما تعانيه مؤسستنا من وهن، لكن المسئولين خارج المؤسسة عليهم أن يعلموا: القضية ليست قضيتنا منفردين، و المسئولية مشتركة، و الثقة المفتقدة بيننا و بين الجمهور كان سببها الرئيسي ضعف أداء مؤسسات الدولة المختلفة لا ماسبيرو منفرداً. القضاء على التليفزيون الرسمي للدولة لن يحل مشاكلهم بل سيضاعفها بعدما تدجن الجمهورَ و تحتكره قنواتُ رجال الأعمال، و أخيراً من يريد تحسين الصورة عليه أن يبدأ بالأصل.


الاثنين، ديسمبر 02، 2013

حسيب عمار و بي بي سي .. تجربة عمل رائعة


حسيب عمار و بي بي سي .. تجربة عمل رائعة
 


طوال سنوات عملي في مجال الأخبار التليفزيونية ، و بعد عملي لصالح العديد من القنوات و الوكالات الإخبارية ؛ لم يبقَ في نفسي إحترامٌ و تقديرٌ و محبةٌ سوى لقليلين جداً من المراسلين الذين عملت معهم تحصيهم أصابعُ يدٍ واحدة  . ذلك ينطبق أيضاً على القنوات التليفزيونية العديدة التي عملت لصالحها و أورثتني  ، أستطيع أن أقول ، حنقاً تجاه هذا المجال الذي كنت أحبه     أسباب موقفي هذا لا مجال لذكرها هنا ، لكنها تختصر في إنعدام الأمانة المهنية و تراجع الإلتزام الأخلاقي تجاه المجتمع الذي يُفترض أن أصحاب هذه المهنة حصلوا على مكانتهم فيه لأنهم يخدمونه لا يساهمون في تضليله و تشويه أفكاره

  لهذه الأسباب نفسها كان امتناني تجاه تجربة عملي القصيرة للقسم الفارسي بهيئة الإذاعة البريطانية و مع شخص رائع هو حسيب عمار الذي تولى تغطية الأحداث في مصر خلال فترة عصيبة ، أشهد أنه حاول خلالها أن يكون أميناً قدر الاستطاعة

  عندما التقيته للمرة الأولى أحسست راحةً تجاه ملامحه الطيبة التي تشبه في كثير ملامح السواد الأعظم من المصريين و إلمامِه الواسع بدقائق الحياة المصرية على خلاف المتوقع من صحفي أجنبي ، أيضاً ابتسامته التي لا تخطئ عينٌ اكتشاف خبث طفولي محبب خلفها ، إنطباعٌ مبدئي جعلني أستبشر خيراً بتجربة العمل معه و أثبتت الأيام حسن ظني ، فيكفي أنني لم ينتَبْني طوال فترة عملي هذه الإحساس الملح بالتقصير المهني و الأخلاقي تجاه المجتمع لأنني رأيته حريصاً على الصدق في تغطية الأحداث ينزل إلى الشارع يسأل الناس عن كل صغيرة و كبيرة ، يعرِّض نفسه لمخاطر كان بإمكانه أن يجنب نفسه ويلاتها لو أنه فقط فعل ما يفعله الآخرون ، فكم من أحداثٍ جسام شاركت في تغطيتها و وجدت المراسلين يغطونها من شرفات الفنادق ، يرتشفون شايهم المُنَعْنَع بينما يتسولون المعلومات من مواقع و أفراد رسميين أو غير رسميين ، منحازين أو غير موثوقين و في النهاية يخْرُجون من فوَّهات القنوات التليفزيونية يعلنون أنهم كانوا في موقع الأحداث و يصفق لهم الجميع ، و ربما منحهم رؤساؤهم - أيضاً - بعضَ المكافآت و الترقيات ، نعم
، سيتساوى الجميع أمام الناس لكن أمام ضمائرهم يظلون صغيرين جداً ، هم وحدهم يدركون حجمهم الحقيقي

  حسيب عمار هذا المراسل الدؤوب المخلص ، و هذا الإنسان الودود الطيب أثبت لي جدارته بإحترامي ، و كان له و للبي بي سي الفضل في استعادتي الثقة في مجال عملي ، في الأخبار التليفزيونية ، بعد أن كدت أوقن أن لا فائدةَ فيه أو منه ترجى ، الآن أصبحت أدرك لماذا استطاعت البي بي سي أن تحافظ على مكانتها في عقول المشاهدين و المستمعين طوال هذه العقود الممتدة ، ذلك لأنهم يحسنون اختيار من يعملون معهم ، ذلك لأنهم يوظفون أشخاصاً مثل حسيب عمار الذي رأيت بعد مغادرته القاهرة إلى لندن أن علي شكره ؛ فمهما طال الأمد حتى ألتقيه مرة أخرى سأظل أذكر تجربة عملي هذه نقطةً مضيئة في حياتي المهنية






بعض الكلاب وجدت من ينصفها


بعض الكلاب وجدت من ينصفها


ربما صادفكم خبر أو أكثر ، و أيضاً بعض التقارير التليفزيونية عن القناة المزمع انطلاقها قريباً جداً في الولايات المتحدة ، و المخصصة للترفيه عن الكلاب الوحيدة بالمنزل
هل ضبطت نفسك متلبساً بحقد ما أو حسد تجاه هذه الكلاب التي تكلف الأمريكيين ما يقارب خمسة و خمسين مليار دولار سنوياً و عددهم في حدود ثمانية و سبعين مليون كلب سيشاهدون القناة لقاء حوالي خمس دولارات سيدفعها أصحابهم عن طيب خاطر شهرياً ؟

كل هذا ليس مهماً ، ما يثير حسدنا حقاً كمواطني العالم الثالث أو الرابع أو الخامس بل يجوز تسميتنا بأرقام أبعد من ذلك ، أن القناة قامت بعد أبحاث مستفيضة في الشئون الفنية و النفسية و الفسيولوجية لمعرفة كيف يشاهد الكلب الصورة ، و أي فيديو مناسب لرؤية فخامته ، و ما مدى ترددات الصوت التي تناسب سمعه الكريم ، و ما الأشياء التي تلفت نظره عند مشاهدة التلفاز و تجعله مسترخياً لتخفف عنه في النهاية آلام الوحدة و لا عزاء لسيادتنا ، إن جاز وصفنا بالسيادة

مقارنة هذه الاحتياطات و الترتيبات بطرق إنشاء القنوات العربية تحمل كثيرا من المرارة

إنشاء قناة في دولة عربية ، يتطلب فقط سعي أحد المغامرين أو الأفاقين لملاقاة ثري عربي أو أحد رجال السياسة و ربما بعض رجال الاستخبارات ، يعرض عليهم إنشاء القناة و هنا يبحثون عن شخص سيصبح فيما بعد واجهة القناة على أنه مالكها دون الزج باسم المالك أو الملاك الحقيقيين في حوارات تحت أضواء لا يرغبونها ، أيضاً لا بد من رئيس للقناة "يسمع الكلام جيداً " بكل ما يعنيه هذا التعبير من معانٍ ضمنية و لا مانع من اسم شهير ليصبح المذيع الرئيسي للقناة و يستخدم لتسويقها . كل هذا قد يستغرق بعض الوقت لكن طالما تم الاتفاق يمكن أن ترى القناة النور بعد يوم واحد

لا دراسات و لا بحوث ، و لا اهتمام بما يرغب المشاهد ، أو كيف سيشاهد القناة ، كل هذا ليس مهما

النواحي الفنية و العلمية و القواعد و النظم ، التخطيط للمستقبل ليس مهماً لأن المستقبل نفسه غير موجود في اعتبارات المؤسسين ، هذه القنوات كما بدأت يمكن أن تنتهي - فقط - بجرة قلم


البابا ريتزي .. إثمُ المصورين الذي لم يقترفوه


البابا ريتزي .. إثمُ المصورين الذي لم يقترفوه

ميكي هارجيتاري الملقب بملك الباباريتزي
   مرة أخرى يعود الباباريتزي و سيرتهم المخجلة إلى وسائل الإعلام
 ربما لم يغيبوا عن الأضواء في الغرب لكن على الأقل بالنسبة لنا في البلاد العربية لا يظهرون إلا عندما تحدث مصائب تتعلق بهم مثل ما حدث إبان التحقيقات في مقتل الأميرة ديانا في نفق بمدينة باريس ، و أشارت أصابع الاتهام إليهم حتى لو لم يكونوا ضالعين عمداً في قتلها .
الآن يعودون إلى الساحة بعد إقدام حكومة ولاية كاليفورنيا  الأمريكية على إصدار قانون يجرم ملاحقتهم للمشاهير
القانون حظي بإهتمام إعلامي واسع ، خاصة بعدما أعلنت النجمتان هال بيري و جنيفر جارنر و غيرهما دعمهن للقانون الذي في نظرهن سيحمي على الأقل أطفالهن من الذعر الذي يتسبب فيه هؤلاء المتطفلون
كل هذا ما كان ليزعجنا نحن المصورون و صناع الفيديو المصريون و العرب لأن هؤلاء لم يعترف بهم أحد من المحترفين على أنهم مصورون و كم حذر أصحاب المهنة من الدخلاء فانتبهت بعض الدول لتحذيراتهم و فرضت قيوداً على الآخرين وصلت لحظر تجولهم في أوقات المهرجانات و الإحتفالات كما فرضت عليهم دولٌ أُخر الحصول على إذن من يقومون بملاحقته . لكن دولا عديدة لم تنتبه  و استمرت في السماح لكل من هب و دب بحمل الكاميرا و بيع الصور
مشكلتنا نحن المتخصصون في مصر و الشرق الأوسط تبدأ من حيث ينتهي الجدل الغربي ؛ تبدأ عند ترجمة كلمة باباريتزي لتصبح في العربية مصوري المشاهير و هذا غير صحيح فمعظم من يتسببون في المشاكل و المضايقات لا يزيدون عن كونهم هواة يحملون كاميرات و يطاردون بها المشاهير ، لذلك يتوجب على من يتصدى للترجمة توخي الدقة حيث أننا كمحترفي التصوير لا نعترف إلا بفئتين من ممارسي المهنة : المصورون و هذه تسمية تعني أنهم محترفون متخصصون ، و على الطرف الآخر نجد هواة التصوير و هؤلاء أشخاص عاديون لم يدرسوا التصوير و لم يحصلوا على شهادة أو ترخيص بممارسته بشكل إحترافي و حتى إذا كان كثيرون منهم يصلون درجات رفيعة من الإبداع في هذا المجال إلا أن المجتمع يجب أن يفرق و لا يحمل المصورين تبعات أخطاء أو خطايا هؤلاء


الباباريتزي شخص متطفل
لا يجب أن يتحمل المصورون تبعات أخطائه

مصطلح باباريتزي و كيف نشأ

 هذا الاسم مأخوذ عن شخصية باباريتزو  في فيلم " لا دولتشي فيتا " أو " الحياة الحلوة "للمخرج الإيطالي الشهير فيديركو فلليني (١٩٦٠م ) و كان الغربيون من الذكاء بحيث استغنوا بالاسم عن تسمية هؤلاء المتطفلين بمصورين حتى لا تتعرض حرية ممارسي مهنة لا شك في أهميتها و حساسيتها للتقييد بسبب تصرفات بعض الأشخاص غير المسئولين
  الباباريتزي ليسوا ظاهرة غريبة حيث اندفاع المئات لممارسة هذا العمل الذي يمكن إعتباره غير أخلاقي يرضي غرور البعض بالبقاء في دائرة الضوء ، و يرضي أيضاً شهوة المغامرة لدى آخرين ، كما يمنح الجميع الثروات بسخاء حتى أن بعضهم أصبحوا يلاحقون المشاهير بطائرات خاصة و يخوت و غيرها ؛ لِمَ لا يفعلون و الناس يدفعون حيناً لشراء فضائح الآخرين و أحياناً لتجنب فضحهم ، و كثيراً ما يُدفع لهم فقط لتجنب تطفلهم و إفسادهم  لحظات تخلي المشاهير عن مساحيق شهرتهم كما حدث عندما دفعت الممثلة البريطانية سيينا ميلر ثلاثة و خمسين ألف جنيه إسترليني لباباريتزي فقط حتى يذهب بعيداً عن منزلها


هال بيري حانقة بسبب باباريتزي

تمثال الباباريتزي في سلوفاكيا

من حق الجميع كل واحد و كل بلد و كل ثقافة أن يروا الباباريتزي كما يحلوا لهم ، من يريد أن يصنع له تمثالاً فليفعل ، و من يراه نموذجاً و حلماً من المراهقين المتطلعين لجمع الأموال و بعض الشهرة ، هذا شأنهم ، لكن ذلك لن يجعلنا كمحترفين لمهنة التصوير و كمجتمع شرقي نتخلى عن نظرتنا لهؤلاء كمارقين فاسدين لا أخلاقيين ، بقدر يكفي لنطالب المترجمين بعدم الإستسهال و نسبتهم إلينا باعتبارهم مصورين ، تستطيعون تعريب اللفظ أو استنباط لفظ عربي يقابله منعاً لإثارة الشبهات وفقكم الله و هداكم
 

تريللر فيلم لا دولتشي فيتا لفلليني



من فيلم لا دولتشي فيتا اللقطة الأشهر في حياة باباريتزو


ملاحقة الباباريتزي للنجمة دانييلا سيكاريللي

قس يهدد بعدم إكمال مراسم الزواج لو بقي المصور خلفه


لعبة الباباريتزي الرائجة الكل يحمل كاميرا و الجميع يستطيعون أخذ الصور

أنا أيضـاً أُحِبُّ الفَـوْضَــــى


أنا أيضـاً أُحِبُّ الفَـوْضَــــى




هذا ليس سراً
كمصري من أصول عربية و أنتمي إلى قبيلة شهيرة بصولاتها و جولاتها ، حلها و ترحالها عبر صحارى و وديان و قرى و مدن الشرق الأوسط أعي تماماً أن جيناتي الوراثية و الثقافية تعزز تماماً و تغذي حب الفوضى
هذا ما تربينا عليه و نشأ عليه آباؤنا و أجدادنا عبر آلاف السنين ، و لذلك لا يبدو غريباً عليَّ الجدل الحاد الآن حول بث مباراة مصر و غانا عبر التليفزيون الأرضي المصري متخطياً حقوق البث الخاصة بالجزيرة ، الموضوع لا يبدو غريباً لأن الجزيرة نفسها من قبل تجاهلت ليس فقط حقوق البث الخاصة بالتليفزيون الرسمي بل و استخدمت أجهزته دون إذن ، بل و زودت بالبث قنوات أخرى كما تخطت ذلك بإصرارها على العمل من داخل حدود مصر دون تصاريح عمل ، و استخدمت أشخاصاً للتصوير لا يحق لهم العمل داخل مصر تبعاً لقوانين ممارسة المهنة لأنهم هواة غير محترفين و لا متخصصين و لا حاصلين على عضوية النقابة المهنية التي تسمح لهم بالعمل ، و ذلك لا يعد فقط إعتداءً على مصر كدولة لكن أيضاً يعرض سلامة هؤلاء ( الهواة ) الذين توظفهم للخطر لأنهم في حالة تعرضهم لأي مشكلاتٍ أثناء عملهم لن يجدوا ما يتيح لهم الحصول على أي حقوق لأنهم أصلاً لا يملكون أي حق ، بل أيضاً لو لُفقت لهم قضية وهمية كما يبدو أنه حدث و يحدث فعلاً ، لن يخرجوا منها لأنَّ ممارستهم للمهنة في حد ذاتها تعد انتحالاً لصفة الغير ، أي أن ثمة قضية ( نصبٍ ) جاهزة لهم و كفيلة بالزجِّ بهم في السجن بضع سنين، و حتى إذا كانت شبكة قنوات الجزيرة الرياضية استقلت تماماً حالياً عن شبكة قنوات الجزيرة ، و حتى إذا كانت على وشك تغيير اسمها و الانتقال بمقرها بعيداً تماماً عن قطر إلى فرنسا ؛ ذلك لن يجعل أحداً ينسى ما يعتبر في الثقافة العربية ثأراً قديماً منذ أجبرت الجزيرة التليفزيون المصري على دفع الملايين مقابل بث أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ بينما تغاضت عن إعادة بثها بواسطة قنوات أخرى ، و حتى الاستيلاء على عربات البث الخاصة بالتليفزيون المصري و استخدامها و بث الإشارة من مصر بما كان ليكلفها مئات الملايين لو تم بشكل قانوني

  هذا و في المقابل لن أستغرب أيضاً عندما أجد التليفزيون المصري أو بالأحرى وزارة الإعلام المصرية يتفرغان تماماً للأفعال و التصريحات العنترية في مواجهة قناة الجزيرة ، حتى أن المواطن ( المتفرج ) في النهاية خرج بانطباع ، و كأن ، الوزارة حقاً تسعى لمصلحته ، و أن الحكومة الموقرة و لو تركته ينام جائعاً إلا أنها لن تسمح بأن يضع رأسه حزيناً على وسادته قبلما يمتع عينيه و يشبع أحاسيسه و يصاب بالتخمة الكروية ثم ينام هانئاً تدغدغُه أحلام الفوز في المرة القادمة
وزارة الإعلام هذه التي لم نسمع منها شيئا عن ثروات التليفزيون المصري المنهوبة ، و التي ظلت لعقود تسرق تحت سمع و بصر نظامٍ أمني محكم ، لا يسمح بخروج دقيقة فيديو أو صوت عبر البوابات الرسمية للتليفزيون ، و في نفس الوقت تسربت من بين أصابعه ساعات التسجيلات النادرة ، التي كانت بعض القنوات العربية ، توظف أشخاصاً مهمتهم فقط الحصول على هذه التسجيلات بعمولات ضخمة و أسعارٍ بخسة
قنوات مصرية خاصة قامت شهرتها على ما تذيعه و تستخدمه من هذا التراث ، و مع ذلك ، الجهاز القانوني الضخم في اتحاد الإذاعة و التليفزيون ، لم يستطع حتى الآن إثبات أن التليفزيون المصري يملك المواد التي لا يمكن أن يملكها سواه
في ذات الوقت لم نجد استئساداً على أحد سوى الجزيرة  مما يؤكد نظرتنا أن الأمر ليس غير ثأر ، و كما قلت : لا يدهشني ؛ ذلك نحن كعرب هذا سلوكنا و طباعنا ، و فوضانا التي حتى لو اعترضنا عليها و أنكرناها نمارسها .. يعني عادتنا و لا هنشتريها

الثلاثاء، مارس 20، 2012

رسالة من العراق .. للمصورين المصريين

رسالة من العراق .. للمصورين المصريين
جاءتني هذه الرسالة من زميل مهنة ، من العراق ، و نظراً لما وجدت فيها من إخلاص المشورة و طيب النصيحة أعيد نشرها لأستفيد و كل الزملاء و الأصدقاء مما جاء فيها و إليكم نص الرسالة :

  " مساء الخير
انا رضا علي المصور في تلفزيون العراق
اود ان اشرح اليك بعض اموري العمليه
انا بدات العمل كمصور من عام 1976 ولحد الان
عملت في البث المباشر والمنوعات والبرامج والدراما لغاية الاحتلال 2003 حيث توقفت عجلة الانتاج
وظهور مرض خطير علينا لم نالفه من قبل الطائفية ابعدكم الله عنها
وبدأ القتل والتهجير
أكثرنا الذين عندنا خدمة طويله أحلنا أنفسنا للتقاعد أنتم تسمونه المعاش بالمصري.
إتحادنا إتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين انتمينا اليه بعدأ ن تم حرق أوراقنا التي تثبت أننا موظفين لضمان حقنا وهكذا أثبتنا حقنا عن طريق الاتحاد
الذي أريد أن أوصله إليك أننا أثبتنا حقنا و أخذناه ولم نسمح بالتشتيت لأن جهودنا انصبت على ضمان حقنا
مع كل اعتذاري اليك والى كل الاخوة في كل الاتحادات لماذا لا تتجمعون باتحاد واحد وتعملون انتخابات.
اي واحد يفوز بها هو مكسب للجميع لانه مهما يكن ميوله واتجاهه اذا اخطا ستحاسبوه
نحن في العراق ننظر اليكم وهذا ليس مجاملة انتم بلد الديمقراطيه والحريه وكنا نحسدكم عليها
ما الذي تغير
كثيرة هي اتحاداتكم واعتقد انها بدون نتيجه.
نقابة الفنانين عندنا تجمع كل اشكال الفن حتى نحن المنتمين للاتحاد منتمين فيها مثلا
المسرحيين في الشعبة المسرحيه وتشمل الممثلين والممثلات والعاملين في المسرح فقط
ونحن يسموننا شعبة الفنون السينمائية وتضم كل العاملين الساندين للفن وحتى المخرجين معنا
وشعبة الفنون التشكيلية وهم الرسامون والفنانين التشكيليين
الى اخره.
الذي اردت قوله اما ان يكون اتحادكم واحد وتحت اشراف شخص واحد تنتخبونه وهو يمثلكم
او ان تكونوا تحت راية نقابة الفنانين ونقيب الفنانين يتكفل بتلبية مطالبكم
انها مجرد افكار طبقناها وضمنا حقنا.
انا متاكد اني اطلت عليك ولكن حبي لمصر واهلها ونيلها وشعبها واصحابي وزملائي بالمهنه
ورد دين لاساتذتي كتبت بحرقة لاني اتالم لالمكم وزعلت كثيرا للي بيجرالكم انتو ناس طيبين لا تستحقوا التفريق بينكم
نحن اخوة في الدين كمسلمين واصحاب مهنة واحدة ونعشق كاميراتنا مثل حبيبتنا
اتمنى ان اسمع اخباركم يا طيبين يا مصريين ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  هذا كان نص الرسالة و إليكم ردي عليها :  أستاذي العزيز ،
    فعلا كلامك أسعدني ، و دعني أقول أثلج صدري .. فعلا ما تقوله حقيقي ، لكن ربما يكون الوضع في مصر مختلفاً بعض الشيء و إن كانت القاعدة واحدة .. عندنا هنا في مصر كانت المهنة منظمة منذ زمن طويل نظرا لأنها و منذ زمن مبكر كانت هناك نقابة للمهن السينمائية و أخرى لمصممي الفنون التطبيقية تضمان المصورين المصريين مع تخصصات أخرى تشاركهم العمل ، أيضا بسبب كوننا خريجين أكاديميين درسنا بكلية الفنون التطبيقية قسم الفوتوغرافيا و السينما و التليفزيون أو المعهد العالي للسينما قسم تصوير ، و بالنسبة للمعهد فقد أنشيء بدايات الستينيات من القرن العشرين في فترة متقاربة مع إنشاء التليفزيون المصري ، أما الكلية فقد أنشئت في زمن أبعد من ذلك بكثير حيث تعد من أقدم أكاديميات الدراسة العليا على المنهج الغربي في الشرق الأوسط - إن لم تكن أقدمهم على الإطلاق - أنشئت حوالي عام ١٨٣٩ باسم مدرسة العمليات ثم مدرسة الفنون و الصنائع السلطانية و ظلت حتى بدايات القرن العشرين المدرسة العليا الوحيدة المكلفة بتخريج المهندسين و الفنانين في مصر حتى أنشئت مدرستان جديدتان واحدة للهندسة و أخرى للفنون الجميلة .
  مما سبق يأتي إختلاف الأوضاع هنا ، فقد ظلت المهنة منظمة بشكل محكم و صدرت قوانين صارمة لتنظيمها و تنظيم ممارستها حتى أن الممارس المخالف للمهنة بغير دراسة أو عضوية لنقابة مهنية يعد منتحلاً صفة الغير ، و هو ما يصنف بكونه نصاباً و تصل عقوبته قانوناً إلى التغريم و الحبس .
  إلى هذه النقطة يبدو كل شيء جيداً و منطقياً ؛ لكن في الفترة السابقة ظهرت بقوة مخالفات جسيمة أضرت بشكل ملحوظ بالمصورين المصريين ، منها على سبيل المثال قيام العديد من الدخلاء غير المؤهلين مهنياً أو علمياً أو ثقافياً بتقديم أنفسهم للقنوات التليفزيونية الحديثة و العديدة في مصر و البلاد العربية و الأجنبية على أنهم مصورين ، و هؤلاء يعملون بالمخالفة للقانون و عن دون دراية مما يسيء إلى المصورين المتخصصين و يشوه صورتهم كما أنه أثر عليهم مهنياً بشكل مباشر لقيام هؤلاء بأي عمل مهما كان مخالفاً لأعراف المجتمع أو ضاراً بالأمن العام أو إنتهاكاً لخصوصية الأفراد و إنتهاكاً للحريات العامة أو إساءة إستخدام للحريات المهنية التي تكفلها الأعراف و تدعمها القوانين .
  من جانب آخر ، يتقاضى هؤلاء أجوراً متدنية جداً مما خفض من قواعد الأجور التي كانت مستقرة و عادلة لزمن طويل .
  أما المصيبة الكبرى ، فكانت عندما فوجئنا نحن العاملون بالتليفزيون الرسمي المصري عندما نشط المسئولون عنه لإعادة هيكلته و هيكلة الأجور به أننا مهملون تماماً في هذه القواعد ، بل إن اللوائح توضع و لا ينتبه مَن وضعها إلى وجود شخص يعد عصب العمل التليفزيوني اسمه المصور ، علماً بأن المصورين بالتليفزيون المصري لازالوا و جميعهم متخصصين دارسين للإنتاج التليفزيوني ، و لا توجد أي شبهة للواسطة في تعيينهم كما هو الحال بالنسبة للوظائف الأخرى ، و عندما سألنا عن السبب فوجئنا أن المسئولين لا يعرفون عنا و لا عن دراستنا شيئاً .
  هنا أدركنا كمصورين أننا أخطأنا كثيراً ، عندما رضينا بإحتوائنا ضمن تخصصات أخرى في النقابتين المكلفتين بتنظيم أعمالنا ، و لاحظنا أن أحداً من المصورين لم يتولَّ منصباً قيادياً أبداً في أيٍّ من النقابتين و لا حتى في إتحاد الإذاعة و التليفزيون الذي نعد ضمن أعلى المتخصصين الأكاديميين به .
  و على ما سبق جاءت فكرة إنشاء الجمعية المصرية للمصورين الأكاديميين ، ليس إنشقاقاً عن النقابتين و لكن لتكون بوابة للتعبير عن أنفسنا كتخصص متميز له حاجاته المميزة تحت لواء النقابتين المهنيتين و تكميلاً لنشاط الأعضاء الآخرين .


Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

Dedalum New Year

ديدالوم

عام جديد سعيد مليء بالإبداع والفرح!

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم