مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

السبت، مارس 06، 2021

شخص من مارس يحبه الناس


 


أحمد صلاح الدين طه


 

  أن تولد في مارس، ذلك شيءٌ رائعٌ دون شك.




  أن تولد في شهر يستطلع الناس بقدومه أيام الربيع فيؤلفون فيه، وبداية منه كل احتفالات العالم بالبهجة والسرور: عيد للأم، وعيد للنماء والخصوبة، وعيد للحصاد، ويوم للقضاء على الرق.



  أن تولد في شهر إذا بحثت عن مواليده على الإنترنت ستجد الطيبين، الودعاء، المبدعين المخلصين.



  إذا بحثت عنه في الأبراج، سواء صدقت في موضوع الأبراج هذا أم لا؛ ستتفاءل بوجودك في برج الحوت.. وما أدراك ما برج الحوت.



  كل ذلك يدعوك لاستشراف سعادة، لكنها جميعاً لا تضاهي ذلك الوهج الذي يصلك عبر الرسائل، وعندما تقابل الزملاء، وعندما تسمع عن احتفائهم بك وبسيرتك في غيابك. محبة الناس ليست بالشيء القليل، وحسن السيرة ميراث تحمله من أسلافك، وتورثه لذريتك كأفضل ما تترك لهم في الدنيا.



  محبة الناس أمر عظيم، على الأقل بالنسبة لي. أذكر عندما كنت صغيراً، عندما عرفت أن الدعاء مستجاب في ليلة القدر، وتوسمت القدر في ليلة من ليالي رمضان؛ عكفت طوال الليل أدعو الله: "اللهم اجعلني أحب كل الناس، ولا تدع أحداً يكرهني". بعدها مباشرة وصلني قول الرسول الكريم محمدٌ صلى الله عليه وسلم*: "ازهد فيما عند الناس؛ يحبك الناس"؛ فاعتبرت تلك إشارة من الله، واتخذت هذا الحديث نبراساً لي في حياتي.



  اليوم، وأنا أشعر بمن حولي يغمرونني بمحبتهم، ولطفهم على اختلاف بينهم، وحتى إذا خالفتهم أنا نفسي؛ أرى ذلك دليلاً أن الله استجاب دعائي، ودعاء أبي ، وأمي لي: "ربنا يحبب فيك خلقه"، وهي نعمة كبيرة، ليس لحدود محبة الخلق فقط، لكن ذلك كما عرفت لاحقاً إشارة إلى أمر أود أن أبلغه، وهو محبة الله، وكفى بها نعمة.



  أرجو أن لا أكون أطلت عليكم، فكل ما أرغب في قوله: شكراً لكم، لكل من غمرني بمشاعره الطيبه؛ فواساني بمرور عام من عمري وهنأني بمولد يوم جديد، وعام قادم، عله يكون الأجمل، بطاعة الله ومحبتكم.
أحمد صلاح الدين طه
13 مارس 2019


_________________




*عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس))؛ حديث حسن، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيدَ حسنة.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/105017/#ixzz5i2c9xpOJ

 

أحمد صلاح الدين طه

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم