الهدف من العرض الخلفي هو تركيب صورتين إحداهما تم تصويرها بشكل منفصل والثانية هي صورة الممثل الواقعية الحالية داخل الاستوديو، وكانت بداية هذا الأسلوب مع مطلع القرن العشرين، عندما رغبت شركة يونيفرسال في تركيب رسوم متحركة مع أداء ممثلين حقيقيين وهو ما حفز مدير تصوير أمريكي هو (جون إي. ليونارد John E. Leonard) لتصميم كاميرا خاصة تحوي نظام تثبيت صورة محكم أعجب جورج ألفريد ميتشل George Alfred Mitchell المصور والتقني الأمريكي الذي تعاون مع ليونارد ليصمم فيما بعد كاميراته التي ظلت سنينَ علامة أمريكا الأولى في مجال تصنيع الكاميرات السينمائية منذ إنشائها عام 1919 وحتى أغلقت شركته وتوقفت عن الإنتاج عام 1979 بعد حوالي 60 عامًا. وبالمناسبة شركة ميتشل هي مصنعة جهاز العرض الخلفي الذي نتحدث عنه.
الجهاز المعروض في مدخل قاعات فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي يتكون من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو جهاز عرض الصور السينمائية من تصنيع شركة ميتشل الأمريكية المشار إليها، والجزء الثاني هو بيت المصباح وهو جزء مهم لجهاز العرض السينمائي الذي يحتاج إلى ضوء شديد السطوع ليقوم بإسقاط صورة واضحة على الخلفية، تتم مواءمتها مع إضاءة وجوه الممثلين، واستخدم لهذا الغرض في ذلك الوقت مصباح القوس الكربوني (Carbon Arc Lamp) حيث لم تكن مصابيح الإضاءة الكهربائية تعطي القوة المناسبة لذلك، وهذا يفسر وجود المدخنة أعلى بيت الضوء حيث ينتج القوس الكربوني أبخرة وحرارة سامة يجب التخلص منها فورًا لذلك فهذه المدخنة لا يجب أن تكون مجرد منفذ للتهوية لكنها توصل بنظام طرد يقوم بسحب العادم فورًا خارج الاستوديو حتى لا يسبب تسمم الممثلين وطاقم العمل، كما أن انبعاثات الكربون تسبب تلف عدسات جهاز العرض. هذا الجزء الذي يضم بيت المصباح من تصميم شركة مولي-ريتشاردسون Mole-Richardson كما هو واضح من البطاقات الموجودة حتى الآن على الجهاز، وهذه الشركة ما تزال تعمل حتى الآن في تصنيع أجهزة الإضاءة الخاصة بالسينما.
الجزء الثالث للجهاز هو القاعدة، وكثيرون يغفلون عادة عن أهمية هذا الجزء في الكاميرات وأجهزة السينما بشكل عام، لكنه من أهم التجهيزات بالنسبة للمحترفين لأنه المسؤول عن كفاءة أداء المعدات ككل.
يبقى أخيرًا إشارة إلى أن تاريخ السينما والتليفزيون ضم أساليب متعدد لتركيب الصورة على الصورة أو وضع الممثلين في خلفية غير موجودة داخل الاستوديو، منها أساليب تعتمد على المعمل السينمائي والتعريض المتكرر، ومنها أساليب تعتمد على التعريض المتكرر داخل الكاميرا، ومنها أسلوب العرض الخلفي الذي استخدم له هذا الجهاز، أو العرض الأمامي الذي يعتبر أحدث ويستخدم نظامًا بصريًا من مرآوات أمام العدسة وخلف الممثل، وهناك أيضًا تقنية فصل اللون الرئيسي أو المعروف بتقنية الشاشة الزرقاء (أو الخضراء، حسب اللون المفصول)، وصولا بتوظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي.
أحمد صلاح الدين طه
15 نوفمبر 2025
15 نوفمبر 2025
dedalum.info@gmail.com
للمزيد يمكنكم الرجوع للمصادر التالية:موقع شركة مولي: https://www.mole.com/
مقال منقول عن مجلة American Cinematographer 1968 عدد أبريل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق