بيروت، لبنان – 22 ديسمبر 2024
وسط تحديات وظروف تاريخية قاسية تمر بها لبنان منذ أكثر من عقدين، حيث شهدت أزمات متتالية من حروب وأزمات اقتصادية واجتماعية، يظهر الفن كضوء في عتمة المعاناة، ليعيد الأمل ويؤكد على قدرة الإنسان على النهوض. في هذا السياق، شهدت بيروت حدثًا ثقافيًا لافتًا مع افتتاح مبنى سينما متروبوليس الجديد في منطقة مار مخايل – الأشرفية.
عودة سينما متروبوليس: ولادة جديدة لبيروت الثقافية
في احتفال مهيب حضره أكثر من ألف شخص من محبي السينما، افتُتح مبنى سينما متروبوليس الجديد ليعيد إلى بيروت مكانتها كمركز ثقافي وسينمائي. الحدث يأتي بعد سلسلة من الأزمات، أبرزها انفجار مرفأ بيروت عام 2020 والحرب الإسرائيلية الأخيرة، في محاولة لإعادة الحياة إلى المدينة التي عانت كثيرًا.
كلمات داعمة من نجوم عالميين
تخلل الافتتاح كلمات دعم مؤثرة من نجوم عالميين. الممثلة كيت بلانشيت عبّرت عن تمنياتها بالصمود رغم عدم تمكنها من الحضور، فيما أرسل المخرج الفرنسي جاك أوديار رسالة تقدير للصالة، معيدًا ذكريات زيارته لها بمناسبة عيدها العاشر. أما المخرجة اللبنانية نادين لبكي، فقد وصفت متروبوليس بأنها “ملجأ للأحلام والتطلعات”، مشيرة إلى أن وجود هذا النوع من المشاريع يؤكد أن “لبنان لا يفقد روحه”.
برنامج ثقافي غني
تميز برنامج الافتتاح بعرض أربعة أفلام قصيرة صامتة، رافقتها موسيقى حية من تأليف الفنان أنطوني صهيون. الأفلام، المأخوذة من لقطات أرشيفية من لبنان ومصر وفلسطين، أُعدّت بتعاون بين المخرجين اللبنانيين رانيا إسطفان، فارتان أفاكيان، سينتيا زافين، رنا عيد، وجوانا حاجي توما.
رسالة جمعية متروبوليس
بصفتها جمعية ثقافية غير ربحية، تؤكد متروبوليس على التزامها بمواصلة دورها المحوري في المشهد الثقافي اللبناني. ودعت الجمعية الجمهور إلى تذوق جمال السينما والانخراط في النقاشات الثقافية، مشددة على أن هذه العودة تمثل بداية فصل جديد يجمع كافة شرائح المجتمع.
عن سينما متروبوليس
تأسست جمعية متروبوليس عام 2006 بهدف دعم السينما المستقلة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال برامجها المتنوعة، ساهمت الجمعية في تقديم الكلاسيكيات العالمية وأحدث الإنتاجات السينمائية، بالإضافة إلى دعم صُنّاع الأفلام الناشئين عبر دورات تدريبية وشراكات مع المدارس لتشجيع الشباب على اكتشاف عالم السينما.
تطلعات مستقبلية
مع افتتاح متروبوليس، تعود بيروت لتكون منصة تجمع عشاق الفن السابع، وتساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا يعكس روح لبنان الثقافية والإبداعية.