بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، أكتوبر 23، 2010

الأمن و " خروج الأمن " من الجامعات

استقبل الكثيرون بارتياح قرار المحكمة الإدارية العليا بتأييد حكم محكمة القضاء الإداري بخروج الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية من الجامعات و إلزام الحكومة بإنشاء وحدات أمن تتبع وزارة التعليم العالي و ليس الداخلية .
جاء هذا القرار بعد انتظار من قبل الطلاب و جانب لا يستهان به من أساتذة الجامعة ، و لا يزال البعض يذكرون يوم الغضب الذي أعلنه الطلبة في 6 أبريل 2009 و كان خروج أمن الداخلية مطلباً رئيساً بالنسبة لهم .

أعتقد أن قرار المحكمة هو في نفس الوقت إقرار للمنطق ، فكيف يتسنى لأمن إحدى المؤسسات أن يكون تابعاً ليس فقط لمؤسسة أخرى بل لوزارة أخرى ، و كيف يكون التعامل عند اختلاف التوجهات هل يوجِب الأمرُ روتيناً يضيع مئات الساعات و ربما الأيام فقط لاستصدار قرار بسيط بين اثنين من موظفي الدولة أحدهما يجلس بجوار الآخر . طبعاً أنا هنا لا أريد التحدث عن تجاوزات حدثت من بعض صغار منسوبي وزارة الداخلية في الجامعات و دون شك حدث ما حدث لإحساسهم أنهم فوق الرقابة فهم لا يتعاملون يومياً مع من يعد رئيساً لهم ، و رئيسهم الفعلي يبعد عنهم كثيراً مما يؤمنهم بما فيه كفايتهم .



الملفت للنظر أن بعض أساتذة الجامعات أعلنوا رفضهم القطعي لخروج أمن الداخلية من حرم الجامعات ، و بعضهم راح يشارك خلال الأيام الماضية بالحضور أو الاتصال ببعض برامج الكلام المباشرة Talk Shows محاولين عرض وجهة نظرهم و التي بدت تعلقاً بأمل أخير لم يتحقق في إثناء القضاء الإداري عن قراره .
أحد هذه المداخلات التي أثارت حيرتي مداخلة من رئيسة قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة الزقازيق* ، و كانت متحمسة للغاية ضد فكرة الطرد التي ما كانت تأكدت بعد ، و صرخت ماذا أفعل عندما أتعرض لاعتداء من أحد الطلاب داخل المدرج .. مَن أستدعيه ليحل المشكلة ؟
الغريب في تساؤل الأستاذة أنها أغفلت كون خروج الأمن التابع للداخلية لا يعني بحال إلغاء وحدات الحرس الجامعي و إنما تغيير تبعيتها فقط .
أما الأكثر غرابة فهو قصة روتها عن شخص دخل المدرج حاملاً " شومة " قاصداً أحد الطلبة لتأديبه نظراً لقيام الأخير بالنصب عليه في " كروت شحن " .
أجابها المذيع بذكر واقعة أخرى حدثت على حد قوله في نفس الجامعة ، حيث تم قتل أحد الطلبة رمياً بالرصاص ، و زاد ما ذكره المذيع حماس أستاذة الجغرافيا لتذكر حادثة أخرى حيث فوجئ أساتذة و طلبة نفس الكلية بطالبات يهرولن مذعورات ليكتشف الجميع قيام طالب " في الدور الخامس " بإجبار الطالبات على مشاهدة فيلم إباحي بعد تهديدهن بشفرة حلاقة يمسكها بيده .
رغم إنني لا أستطيع التشكيك في صحة الوقائع لكنني أيضا لا أخفي عدم تصديقي لها ، و اعتقادي إنها - على الأقل - تحوي بعض المبالغات أو الإغفال للتفاصيل .
لكن هذه ليست المشكلة ، المشكلة الحقيقة أن تلك الوقائع - لو صحت - تثبت فشل وحدات الأمن الحالية في القيام بالدور المنوط بها ، و هنا تُضم هذه الوقائع لسلسلة التجاوزات التي أوجبت إصلاحاً إداريا ً لعله يكون مفيداً للجميع . 
__________________
* هذه المداخلة كانت لأحد برامج قناة الفراعين ، و المذيع هو الدكتور توفيق عكاشة رئيس القناة .


هناك تعليقان (2):

  1. نوعية اساتذة الجامعات دول يمكن ان تطلق عليهم لفظ (المشتاقين)...طمعانين في رئاسة قسم او عمادة كلية او رئاسة جامعة
    انما لو هم بيبصوا لمصلحة البلد دي و الحياة الجامعية خاصة ماكانوش قالوا كدة اطلاقا

    ردحذف

إعلانات مدمجة

مشاركة مميزة

اليوم الرابع لمهرجان مالمو: عروض متنوعة واستمرار فعاليات أيام الصناعة الليالي العربية تصل إلى العاصمة ستوكهولم

  مالمو 25 نيسان أبريل 2024 بدأ اليوم الرابع لمهرجان مالمو للسينما العربية بزخمٍ كبير منذ الصباح حيث شهد أول عرض من عروض المدارس، وفي المس...

سيعجبك أيضاً إن شاء الله