لم يكن شاذاً أو غريباً على الأذن أن أسمع من يقول تعقيباً على ضجيج و ارتباك في أحد شوارع القاهرة : أصلهم ماسكين صحفي بيصور .
تحول التصوير إلى تهمة توجب - لدى البعض - تعقب الصحفي و إقصاءه أو تأديبه " عشان ميعملش كدة تاني " .
أصبح ثمة عداء من المواطنين تجاه العاملين للصحافة و الإعلام و خصوصاً تجاه المصورين الذين يحملون دليل إدانتهم ، الكاميرا . و السبب في هذا العداء أننا قبلنا أن يضحك علينا المنظرون بمفهوم غير مفعل يقول أن الصحافة سلطة رابعة ، و لما كان حكامنا يسعون لتملك زمام الأمور بالقبض على جميع السلطات في الدولة سعوا بكل طريقة للسيطرة على وسائل الإعلام الأمر الذي لا أظنهم وجدوا صعوبة لتحقيقه ؛ فتحول الإعلاميون إما إلى عملاء للنظام أو جواسيس يسعون لقلبه على الأقل من وجهة نظر المجتمع نحوهم .
التليفزيون المصري ساهم خلال أحداث ثورة الشعب الأخيرة بل و حتى قبلها في تقديم أسوأ صورة للإعلامي بسبب التغطية غير المتوازنة التي تخفي كل صور المعارضة و ليتهم قدموا ذلك بقدر من الاحتراف بل وصل تناقضهم مع الأحداث أن ناقضوا أنفسهم فبينما كان مذيع يتحدث عن أن لا شيئاً غريباً يحدث على الإطلاق و كل شيءٍ تمام و على ما يرام ، في نفس هذا الوقت حرك المصور الكاميرا لتظهر النار و هي تأكل مبنى الحزب الوطني الرئيس و المجالس القومية المتخصصة دون أن تمنع الصورة الحية المذيع عن الاستمرار في ترديد نفس الكلام و كأنه لا يرى نفس الصورة التي يراها الناس أو أنه يخاف أن يغير مجرى حديثه قبل أن تأتيه الأوامر " من فوق " و هو أسلوب أصبح معتاداً عند المسئولين المصريين في جميع المواقع ، لا أحد يفعل شيئاً كمسئول بل كمجرد منفذ للأوامر العليا .
على طرف النقيض استطاعت قناة الجزيرة أيضاً أن تكتسب عداءأ و سخطاً ربما لا يقل عما اكتسبه التليفزيون المصري ، فلم يعد أحد يشك في أن الحرفية و الحيدة و الموضوعية المتمثلة في شعار القناة " الرأي و الرأي الآخر " لم تعد سوى مجرد وهم أو دعاية لا تشمل روحاً بالضرورة . ربما لن يدرك ذلك كل من تابع القناة من خارج مصر أو حتى من خارج القاهرة لكني و كثيرين غيري لاحظنا أن الجزيرة تذيع الأخبار ليس وقت حدوثها بل قبل أن تقع أصلاً ؛ كأن يظهر خبر عاجل يقول كذا ألف متظاهر يحاصرون قصر الرئاسة أو التليفزيون المصري و تذهب إلى هذه الأماكن فلا تجد أحداً ، و لا أزال أذكر رجلاً ريفياً قابلته بين ميدان التحرير و التليفزيون المصري يقول : قالولنا فيه مظاهرة عند التليفزيون رحنا ما لقيناش حاجة و آدينا راجعين ع التحرير و لو فيه حاجة حنرجع تاني . المدهش أنه بعد أقل من ساعة كانت حشود كبيرة تتوجه للتظاهر أمام المدخل الرئيس للتليفزيون المصري ، كيف يمكن تفسير ذلك ؟ أنا لا أدعي العلم ببواطن الأمور ، لكن لا تفسير لدي سوى أحد ثلاثة :
هذه الأشياء و غيرها جعلت المواطن مرتاباً في كل وسائل الإعلام يخشى كل من يعمل لصالحها و يتساءل كلما رأى من يحمل كاميرا : هو معانا و لا علينا ؟ التساؤل الذي جعل كل صحفي شريف أو غير ذلك مقيداً بين سندان الممارسة الحرة لعمله الصحفي الذي هو دوره و رسالته في الحياة و مطرقة العداء من قبل النظام و أعوانه تارة ، و أعداء النظام تارة أخرى .
و التساؤل هنا يأخذنا إلى مواثيق الشرف الصحفي و أخلاقيات المهنة التي صنفت فيها كتب و أبحاث ، هل ثمة جدية فيما يتعلق بها ؟
هل سيأتي اليوم الذي يجد الصحفي فيه مساحة من الحرية من قبل المؤسسة الصحفية و السلطات الحكومية ليمارس عمله في الجمع الإخباري بموضوعية و حيدة و نزاهة كافية ؟!
تحول التصوير إلى تهمة توجب - لدى البعض - تعقب الصحفي و إقصاءه أو تأديبه " عشان ميعملش كدة تاني " .
أصبح ثمة عداء من المواطنين تجاه العاملين للصحافة و الإعلام و خصوصاً تجاه المصورين الذين يحملون دليل إدانتهم ، الكاميرا . و السبب في هذا العداء أننا قبلنا أن يضحك علينا المنظرون بمفهوم غير مفعل يقول أن الصحافة سلطة رابعة ، و لما كان حكامنا يسعون لتملك زمام الأمور بالقبض على جميع السلطات في الدولة سعوا بكل طريقة للسيطرة على وسائل الإعلام الأمر الذي لا أظنهم وجدوا صعوبة لتحقيقه ؛ فتحول الإعلاميون إما إلى عملاء للنظام أو جواسيس يسعون لقلبه على الأقل من وجهة نظر المجتمع نحوهم .
التليفزيون المصري ساهم خلال أحداث ثورة الشعب الأخيرة بل و حتى قبلها في تقديم أسوأ صورة للإعلامي بسبب التغطية غير المتوازنة التي تخفي كل صور المعارضة و ليتهم قدموا ذلك بقدر من الاحتراف بل وصل تناقضهم مع الأحداث أن ناقضوا أنفسهم فبينما كان مذيع يتحدث عن أن لا شيئاً غريباً يحدث على الإطلاق و كل شيءٍ تمام و على ما يرام ، في نفس هذا الوقت حرك المصور الكاميرا لتظهر النار و هي تأكل مبنى الحزب الوطني الرئيس و المجالس القومية المتخصصة دون أن تمنع الصورة الحية المذيع عن الاستمرار في ترديد نفس الكلام و كأنه لا يرى نفس الصورة التي يراها الناس أو أنه يخاف أن يغير مجرى حديثه قبل أن تأتيه الأوامر " من فوق " و هو أسلوب أصبح معتاداً عند المسئولين المصريين في جميع المواقع ، لا أحد يفعل شيئاً كمسئول بل كمجرد منفذ للأوامر العليا .
على طرف النقيض استطاعت قناة الجزيرة أيضاً أن تكتسب عداءأ و سخطاً ربما لا يقل عما اكتسبه التليفزيون المصري ، فلم يعد أحد يشك في أن الحرفية و الحيدة و الموضوعية المتمثلة في شعار القناة " الرأي و الرأي الآخر " لم تعد سوى مجرد وهم أو دعاية لا تشمل روحاً بالضرورة . ربما لن يدرك ذلك كل من تابع القناة من خارج مصر أو حتى من خارج القاهرة لكني و كثيرين غيري لاحظنا أن الجزيرة تذيع الأخبار ليس وقت حدوثها بل قبل أن تقع أصلاً ؛ كأن يظهر خبر عاجل يقول كذا ألف متظاهر يحاصرون قصر الرئاسة أو التليفزيون المصري و تذهب إلى هذه الأماكن فلا تجد أحداً ، و لا أزال أذكر رجلاً ريفياً قابلته بين ميدان التحرير و التليفزيون المصري يقول : قالولنا فيه مظاهرة عند التليفزيون رحنا ما لقيناش حاجة و آدينا راجعين ع التحرير و لو فيه حاجة حنرجع تاني . المدهش أنه بعد أقل من ساعة كانت حشود كبيرة تتوجه للتظاهر أمام المدخل الرئيس للتليفزيون المصري ، كيف يمكن تفسير ذلك ؟ أنا لا أدعي العلم ببواطن الأمور ، لكن لا تفسير لدي سوى أحد ثلاثة :
- أن تكون الجزيرة ضالعة في تحريك المواطنين دون علم لهم بذلك عن طريق نشر شائعات مرتبة تثير الجماهير في اتجاه معين .
- أن تكون الجزيرة استخدمت من قبل جهة غير معروفة حتى الآن لإيصال معلومات تخص التحركات المرتقبة لإيصالها لأشخاص بذواتهم داخل الميدان خاصة إبان قطع الاتصالات و الانترنت .
- أما التفسير الثالث فأن تكون القناة تلقت سلسلة من الأخبار المزيفة من مصدر ما ، و كانت هذه الأخبار سرعان ما تتحقق ، ربما لأن ذلك كان الهدف أساساً من نشرها من قبل المصدر .
هذه الأشياء و غيرها جعلت المواطن مرتاباً في كل وسائل الإعلام يخشى كل من يعمل لصالحها و يتساءل كلما رأى من يحمل كاميرا : هو معانا و لا علينا ؟ التساؤل الذي جعل كل صحفي شريف أو غير ذلك مقيداً بين سندان الممارسة الحرة لعمله الصحفي الذي هو دوره و رسالته في الحياة و مطرقة العداء من قبل النظام و أعوانه تارة ، و أعداء النظام تارة أخرى .
و التساؤل هنا يأخذنا إلى مواثيق الشرف الصحفي و أخلاقيات المهنة التي صنفت فيها كتب و أبحاث ، هل ثمة جدية فيما يتعلق بها ؟
هل سيأتي اليوم الذي يجد الصحفي فيه مساحة من الحرية من قبل المؤسسة الصحفية و السلطات الحكومية ليمارس عمله في الجمع الإخباري بموضوعية و حيدة و نزاهة كافية ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق