مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات التليفزيون،الفضائيات،تردد قنوات،نايل سات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التليفزيون،الفضائيات،تردد قنوات،نايل سات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، أكتوبر 14، 2020

لماذا نجح سينما أخرى؟!

 




  دون شك حقق برنامج سينما أخرى نجاحاً ملحوظاً، أصبح له مكان، ومكانة بين البرامج النظيرة في مصر والعديد من الدول العربية الأخرى، التي صار سينمائيوها ينتظرونه ويدعمونه ويرحبون بشغف بالظهور فيه، بل ويبادرون إلى ذلك، كل هذا خلال زمن -ربما ليس قصيراً جداً- لكنه زمنُ زخمٍ في البرامج السينمائية المتخصصة أو التي تدعي ذلك.

  السؤال: لماذا نجح سينما أخرى وصعد نجمه براقاً على هذا النحو؟!

  الإجابة طبعاً تحتوي العديد من التفاصيل، تفاصيل الصنعة المتقنة بدءاً بالإعداد الجيد، والإخراج المتقن، صورة جميلة ومونتاج دقيق، مذيعة ذات طلة متميزة وحضور رائع.. عناصر العمل جميعها متوافقة وفيها جهد مبذول بإخلاص وتفان شهد له الجميع رغم محدودية الإمكانيات التي صارت مشكلة في وسائل التليفزيون عامة كما نعرف جميعاً.. كل هذا جيد، لكنه ليس البرنامج الوحيد الذي استطاع تحقيق هذا، ولازال الكثيرون من التليفزيونيين خاصة في التليفزيون المصري الرسمي يعانون من أن (شغلهم مش متشاف)، فلماذا؟!

  أعتقد أن الإجابة الأولى هي التميز، التمايز الذي لازالت تؤمن به القناة نفسها قناة نايل سينما التي قررت ولازالت صامدة كقناة للسينما، وليس قناة أفلام، قنوات الأفلام كثيرة، وهي نوع من اثنين إما قنوات تصرف الملايين لشراء الأفلام بل وإنتاجها خاصة أن كثيراً منها تتبع شركات إنتاج وتوزيع، والنوع الثاني هو قنوات بير السلم كما اصطلح على تسميتها، والتي تسرق الأفلام، وتعرضها بجودة متناهية السوء، وتستمر كذلك حتى تغلقها الجهات الرسمية فتفتح بمسمى جديد، نوعان كلاهما لا يمكن لقناة نايل سينما التي تتبع التليفزيون المصري العريق أن تتمثله، فكانت منذ البداية قناة سينما لا قناة أفلام؛ قناة تناقش وتحلل، تغطي الفعاليات السينمائية حتى أطلق عليها قناة المهرجانات، وهي الوحيدة في هذا على مستوى الوطن العربي، يلجأ إليها صناع السينما، ودارسوها ومحبو هذا الفن الجادين ليجدوا ضالتهم في تميزها واختلافها.


  كما كانت نايل سينما مختلفة؛ كان سينما أخرى كذلك، بينما أصبحت برامج السينما هذه الأيام تتعقب النجوم وتستقتل من أجل أخبارهم وفضائحهم، ولقاءات تدعي كل القنوات وجميع المعدين والصحفيين أنها حصرية رغم أننا جميعاً نعرف أنها منظمة بواسطة شركات الإنتاج التي تدعو إليها كل من هب ودب، نحى سينما أخرى منحى بعيداً، إذا كانت السينما صناعة وتجارة، فقد اهتمت جميع البرامج السينمائية بالتجارة، بالنجوم وشباك التذاكر، واهتم سينما أخرى بالصناعة، لأنه اختار التخصص في نوع من السينما لا يجد مساحة لعرضه سوى في المهرجانات أو العروض الخاصة التي يحضرها القليلون جداً رغم ما تضمه هذه النوعية من الأفلام من فن خالص، وذائقة خاصة.

  اهتم سينما أخرى بنجوم الظل، صناع السينما؛ مما جعل حلقاته غنية بتفاصيل مهنية يقدرها عشاق الفن السابع الذين لا يجدون ضالتهم إلا فيه، تحد جعل سينما أخرى أشبه بامتحانات الثانوية العامة في الأربعينات من يحصل فيها على خمسة وأربعين من مائة ناجح وله مكان في كلية مرموقة، أيام كانت كل الكليات مرموقة، بينما صارت برامج النجوم أشبه بالثانوية الحديثة، امتحاناتها في مستوى الطالب العادي، ومن يحصل على مجموع كبير يقارب المائة لا يجد كلية مناسبة تقبله لا في المعمورة ولو في أقصى بقاع المعمورة.


  سينما أخرى اهتم بالأفلام الروائية القصيرة، وبالأفلام التسجيلية، وبالسينما المستقلة، والسينما الطليعية أو كما يطلق عليها التجريبية، اختار السينما الأخرى وترك للبرامج الأخرى الصراع لاستجلاب النجوم واستدرار اللايكات والشير.. سينما أخرى اختار التميز؛ فأقبل عليه جمهور متميز.

  كل عام وصناع سينما أخرى، وضيوف سينما أخرى الذين هم أيضاً صناع تميزه، وجمهور سينما أخرى الذي أثبت أن مقولة: "الجمهور عاوز كدة"، ليست سيئة على الإطلاق.
أحمد صلاح الدين طه
16 سبتمبر 2020

dedalum.info@gmail.com
 
 






الأربعاء، نوفمبر 22، 2017

الحداد لا يكفي، و الفضائيات لا تشفي


الحداد لا يكفي، و الفضائيات لا تشفي

  نعم الفوضى الإعلامية لم يصنعها، و لا حتى يستطيع صنعها الفوضويون.. الفوضى صناعة مَن لم يضع نظاماً، و تصور أن كل شيء سيسير على ما يرام.

   ملاحظة بسيطة بعد ما حدث من تخبط معلوماتي أثار استياء الشارع المصري و قلقه الطبيعيان.. حتى من يعملون و يتعاملون مع ما يسمى بالمطبخ الإعلامي؛ ظهر جلياً من جهة تخبطهم و من جهة استياؤهم من الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه.. ربما لا ألوم الإعلام على ذلك، لكن علينا أن نعترف أن البيت بحاجة لترتيب.

  أولاً، لا أعتقد أن بيان الداخلية جاء متأخراً؛ فلا يُعقل أبداً أن تصدر الداخلية، أو الصحة أو رئاسة الحكومة بيانات أو تصريحات تتعلق بمهمة خطيرة و حساسة مثل ما وقع في الواحات بينما العملية في طور التنفيذ، لا يمكن أن يحدث ذلك في أي بلد، و لا يجب أن يحدث أبداً.

ما شكَّل أزمة حقيقية هو شغف الجمهور لمعرفة ما يحدث، ربما قلقاً على أبنائهم المشاركين في هذه العمليات الخطيرة، أو خوفاً على أولادهم المطمئنين في منازلهم غير بعيد عن الأحداث التي صارت قريبة للغاية، أو حتى انصياعاً لغريزة الخوف في أنفسهم. في المقابل الناس أصبحوا أكثر وعياً أن ما يعرض على وسائل التواصل لا يعدو كونه آراء و تجليات للبعض، و ما تذيعه القنوات الأجنبية غير منزه عن أغراض خفية مهما وصلت درجة مصداقية هذه القنوات علواً أو هبوطاً، لكن أخيراً: أن يذاع ما سمي بالتسريب، على قناة مصرية فضائية محلية خاصة، و من مذيع/صحفي لطالما تفاخر أنه(بتاع الداخلية)، و لم ينف ادعاءه أحدٌ  و أصبحنا كجمهور نسلم به، و يشاهده من لا يعتبرون أنفسهم من محبيه قبل محبيه؛ لأن كلامه دون شك - في اعتقادهم يمثل جهة رسمية رفيعة. كل ذلك صنع البلبلة.. هذه هي الفوضى التي صنعها غياب النظام، أو بلفظ أدق "سوء التنظيم".

  دون شك أصبحنا على وعي تام بأهمية ما يردده الخبراء، خبراء الإعلام، و خبراء التنظيم و الإدارة، و أساطين السياسة من أن أكبر خطأ تقع فيه الدولة هو محاولة إقصاء التليفزيون الرسمي، و نقل صلاحياته إلى قنواتٍ خاصة، أو لنقل شبه خاصة، قيل إنها تخضع لتوجهات الدولة و تدعمها، كل ذلك يمكن أن نعتبره فكراً جديداً، قابلاً للتجربة؛ لو كنا في ظروف أخرى.

  ما حدث من تخبط معلوماتي أخيراً يجب أن يلفت نظر رجال الدولة للسبب الرئيسي، و هو تعدد مصادر المعلومات، بينما المفترض في حادثة كهذه أن الدولة دون غيرها هي الجهة صاحبة الاختصاص، و من يذيع عن مصدر آخر فهو بالتأكيد يحصل على معلوماته من جهة مغرضة. التليفزيون الرسمي انتظر بياناً رسمياً و هو تصرف مهني يراعي الضمير و لا يمكن أن يلام عليه. القضية أن القنوات الخاصة التي تحاول الحفاظ على صورتها لدى المسؤولين في الدولة كمالكة لعقول المشاهدين، أرادت أن تسرق عيون المشاهدين و تقبض قلوبهم و لو بالتنازل عن المهنية التي لم تعد تساوي شيئاً في سوق الإعلام المصري.

  لابد للدولة من أن توحد الجهة التي يتلقى عنها الجمهورُ أنباء الدولة، طبعاً لا يعني ذلك غلق الفضائيات الخاصة؛ فقد تخطينا هذا الطور الذي تحتكر فيه الدولة وسائل الإعلام، لكن ببساطة على القنوات الخاصة أن تكون قنواتٍ خاصة، و على تليفزيون الدولة أن يكون تليفزيوناً رسمياً، كل البيانات و التصريحات و لقاءات الوزراء، و رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية كل ذلك يجب أن يؤخذ عن محطة واحدة، و يمكن لجميع الجهات أن تأخذ عنه.. لو كان عامة المصريين يعرفون أن المصدر الأساسي للمعلومات هي تليفزيون الدولة لما تخبطوا بحثاً بين القنوات المختلفة، و لما لجأت هذه القنوات لإرضائهم بأي وسيلة و لو كانت مادة مفبركة أو حتى لا يجب إذاعتها في وقت معين.. أما إذا كان رجال الدولة يرون أن تليفزيونهم متعثر، فليس عليهم إلا أن يدعموه، بدلاً من التصفيق للحملات الموجهة ضده من جهاتٍ هي السبب لما نحن فيه الآن.

أحمد صلاح الدين طه

Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم