مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيلم قصير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيلم قصير. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، ديسمبر 10، 2024

الدروج.. إرهاصات سينما عمانية تنتظر الكشف عن كنوزها الدفينة

 

الدروج.. إرهاصات سينما عمانية تنتظر الكشف عن كنوزها الدفينة


  تبدو السينما لنا إزاء عُمان مساحة مثيرة للدهشة؛ بلد مثل عمان بكل ما تشمله من تاريخ طويل للغاية لأرض استوطنها البشر منذ أمد يمتد إلى ثمانية آلاف عام، شهدت خلالها تطورًا للحياة. ظهرت وتسلطنت فيها ثقافات وحضارات، ممالك ولدت فيها وهجرات أمتها، طريق تجارة عالمية مر بها وغزاة طمعوا في خيراتها. أرض شديدة الثراء ومجتمعات متنوعة ومتآلفة بين الريف والحضر والبادية. سلام ودعة في الطبيعة الخلابة وسكانها، فورة هبت وثورات شبت من أجل طرد أطماع الأوروبيين وتأسيس دولة حديثة.. كل ذلك ولم نر سينما تضاهي هذا الزخْم الرائع رغم أن البلد مؤهلة للغاية لتكون لا أقول مصدرا للأفلام، بل مركزا لصناعة السينما في المنطقة.


  لذلك نجد الترحيب بالتجارب السينمائية التي تأتينا من هذا البلد الطيب بين حين وآخر كإرهاصات نرجو أن تستمر وتجد دعما يثريها وتعاونًا يرتفع بها إلى مركزها الذي يليق لها والذي ما يزال منتظرها. من هذه التجارب أمتعنا فيلم الدروج وهو فيلم قصير لواحد من الناشطين ذوي الشغف بالسينما والقص ورعاية نشر الثقافة السينمائية من خلال الجمعية العمانية للسينما، وأخيرًأ أراد خوض مجال الإخراج من خلال الدراسة وليس الموهبة فقط فأم المدرسة العربية للسينما وتتلمذ على يد الرائدة الدكتورة منى الصبان، وهو (حُمَيد بن سعيد العامري) الذي كان هذا الفيلم مشروع تخرجه رغم أن خبراته السينمائية تتخطى فكرة المشروع.


  الدروج هو اسم يبدو لنا غامضًا. كلمة باللهجة العمانية يبدو أنها مشتقة من لفظ (الدرج) وهي على ذلك تشير إلى تدرج ما، هل هو درج صاعد من الذات إلى الوجود أم هابط من الشخصية (المظهر) إلى أعماق النفس بأغوارها ومكامنها السحيقة الغامضة؛ يتركنا العنوان بذكاء مع التساؤل، بوابة أولى لسبر أغوار القصة تشير ولا تكشف المعنى.


  اختار حميد العامري الذي هو أيضًا كاتب السيناريو أن يبني قصته متبعًا قواعد القصة القصيرة الكلاسيكية؛ فيقدم لنا لحظة كاشفة للماضي سابرة للمستقبل:

  تذهب أم مع ابنها، الذي قدر له الله أن يكون من ضعاف السمع (لا نكتشف ذلك إلا في آخر الفيلم) إلى الشاطئ، حيث متسع للعب الصغير ولتأمل الأم لحالها والضغوطات التي تعانيها كأرملة بعد فقد الزوج، فمن جهة تجد من يحثها على الزواج لأنها ما تزال صغيرة، ومن جهة أخرى نجد حماتها تهددها تهديدًا قطعيًا بأخذ ابنها منها لو تزوجت، ومن ناحية ثالثة تصارع أمومتها التي تفرض عليها إحساسًا بالمسؤولية تجاه ابن يحتاج إليها في سنه هذا وحالته تلك، وأنوثتها التي تحتاج أن تكتشفها من خلال رفيق عمر افتقدت وجوده مبكرًا.


  الحدث الدرامي الرئيس الذي خلق الدراما هو رحيل الأب الذي وقع قبل بداية الأحداث، خارج خط السرد الرئيس، وهو حدث قوي في المجمل لصنع دراما إجتماعية مؤثرة، ويمكننا أن نتذكر عددًا كبيرًا من الأفلام العظيمة التي بُنِيَت أحداثها على فعل درامي مماثل، على سبيل التوضيح وليس الحصر عندنا: فيلم (بابا أمين) ليوسف شاهين، و(بداية ونهاية) لصلاح أبوسيف، و(العار) لعلي عبدالخالق، و(سواق الأتوبيس) لعاطف الطيب، وغيرها الكثير مما يدل على أهمية الحدث وهو مصاب جلل بالنسبة لكل أسرة في مجتمعاتنا الشرقية التي يكون قيامها على أساس رعاية الأب، رب الأسرة وولي أفرادها المهيمن بإذنٍ رباني والمكلف بأمر إلهي. غيابه سواء بالموت أو الهجر أو التفريق القسري لأي سبب يؤذن بانهيار البنيان. أزمة للأم/الزوجة وتشريد للذرية إلا أن يُستبدل راعٍ براعٍ آخر لتستمر الحياة.

  

  قوة الحدث الرئيس يتبعها قوة حدث آخر هو نقطة التحول في خط السرد، وهو غيابٌ آخر، غياب الابن الذي يأخذه اللعب إلى الاختفاء فتظن الأم أنه غرق في البحر. وبمعرفتها تلك تتحول حياتها إلى الشقاء، لكن يحد من أثر الشقاء أنه تحول من شقاء إلى شقاء وليس من نعيم إلى شقاء. الزوجة تعيش جحيم خواطرها أصلا فيكون فقدها للابن مجرد جحيم آخر، ويبدو أن صانع الفيلم كان قاسيًا إلى حد كبير في تصوره لحياة امرأة في مثل تلك الظروف، فرغم ما يبدو ظاهريًا من أن الفيلم يناقش معاناتها بحياد عقلاني إلا أنه آخر الأمر يحكم عليها بالجهل بمصير الابن وذلك عقاب قاس لأم، بينما يكون أكثر لطفًا مع المشاهدين فيعطينا أملًا عندما نرى الطفل لا يزال حيًا مختبئًا يلهو في مكان ما على نفس الشاطئ.


  الأم وابنها هما الشخصيتان الرئيستان، محور الفيلم، يعرفنا صانعه بهما بشكل جيد لكنه يغفل إلى حد كبير عن إشباعنا بتفاصيل تلك العلاقة الخاصة بين الاثنين، تلك العلاقة التي يفترض أن تدفعنا للتعاطف مع الأم أو الخوف والقلق بشأن الصغير، نعرف على استحياء في آخر الأحداث كون الصغير من ضعاف السمع وهو ما بدا تداركًا من العامري لتبرير نقطة التحول لكننا لا نعايش مأساة الشخصية من البداية، نجد إشارات في الحوار وفي الأحداث الموازية (مشهدي الفلاش باك) إلى وجود إعاقة ما عند الصغير لكننا لا ندرك كنهها فمثلا إلقاؤه الكرة على فنجان الشاي أمام قريبة الأم، وكذلك كسر المزهرية في منزل الجدة، هذه أمور تقع ويمكن أن يأتي بها أي طفل في هذا السن دون أن يكون ذلك قضية تشغل الأسرة أو تحفز ردود أفعال مبالغ فيها كما نرى من تعبيرات الضيفة أوالجدة.


  شخصية الأم أيضًا كانت تستوجب استحضار مزيد من تعاطف الجمهور، رغم الأداء الجيد للفنانة حبيبة الصلطية، لكن بناء الشخصية نفسه كان بحاجة لمزيد من النقاط القادرة على الغوص في نفوس المتلقين للنهل من مشاعرهم العميقة؛ فعلى سبيل المثال نحن نرى امرأة في سن النضج، قوية متماسكة، تتمتع بحياة رغم غياب الأب إلا أنها ليست منهارة فهي تعيش في مستوى اقتصادي جيد، تملك سيارة عائلية ولديها هاتف مناسب تتلقى عليه اتصالا من صديقة أو قريبة يعني إن لديها أصدقاء فهي لا تعاني الوحدة مثلًا، وتتمتع بعائلة تضمها ولابنها جدة تعرض عليها طواعية أن تربي الابن بدلًا منها (مثلما ربت أباه)، وهذه الجدة بدورها تعيش في منزل كبير يشي بطيب الحال. كل هذه العناصر تجعلنا نسأل أنفسنا: (ماذا لو؟):

 ماذا لو جعل صانع الفيلم البطلة لا تزال مراهقة بأن تكون تزوجت في سن مبكر جدًا وترملت وهي بعد صغيرة جدًا، لها حاجاتها ومتطلباتها الغريزية التي لن يلومها عليها عاقل؟

 ألم يكن ذلك سببًا وجيها لحفز تفاعل المتلقي مع الشخصية فتجد بعض التعاطف مع قلقها وانشغالها عن ابنها (فِلذة كبدها) بالتفكير في مستقبلها العاطفي؟!

 ماذا لو عايشنا سعادتها وعلاقتها الخاصة القريبة بالابن مما يجعلها تستبعد أي احتمال للتخلي عنه وتعتبر فكرة إبعاده عنها مأساة تحاول الفرار منها؟

 ماذا لو كانت تعاني الفقر والحاجة مما يضطرها إلى الزواج بآخر أو اللجوء إلى أهل الزوج لطلب المعونة فيكون ذلك سببًا لعمق المأساة؟

 ماذا لو اطلعنا على ظلال حياتها مع زوجها الراحل، هل كانت تحبه؟ هل كان عطوفًا م قاسيًا معها؟ هل كان رحيله مأساة أم مجرد حدث عادي؟ ماذا لو عايشنا أزمتها كأنثى في مقتبل العمر لها حاجاتها النفسية والجسدية والاجتماعية التي ترفع قلقها وضيقها وتؤكد أزمتها؟


  الفقرة السابقة كنت لا أود كتابتها، لأنني أفترض أننا كمتلقين ليس علينا أن نفرض رؤيتنا على رؤية صانع العمل، لكن يبقى أن الأفكار التي ترد على خواطرنا ونحن نشاهد العمل هي جزء من العمل ذاته، فقد حفزنا الفيلم على التفكير فيها وبالتالي من حق صانع الفيلم أن يعرفها لأنها امتداد لعمله نفسه، وهذا ما أصبح مصطلحًا عليه في العصر الذي نعيشه في جميع الفنون؛ عصر التلقي، حيث أدرك العالم أن الإبداع الفني لا يسير في خط مستقيم من منتجه إلى متلقيه، بل هو حلقة فيها طاقة مستمرة الحركة مترددة باستمرار لا يفنى. تبدو كما لو كانت انبعثت من الفنان، لكن الحقيقة أن الفنان نقطة على الدائرة التي تمتد إلى العمل الفني ثم إلى المتلقي، ولا بد أن يستمر اندفاع هذه الطاقة نحو المبدع مرة أخرى عبر النقد الذي يحافظ على توهج حلقة الإبداع وسط حلقات أخرى عديدة تشكل الكون الحي بثقافاته المتألقة.


  قدم لنا مدير التصوير محمد العجمي بالتعاون مع المخرج صورًا رائعة تكشف عن جمال الطبيعة في عمان خاصة في لقطات الطائرة (الدرون) الواسعة للشاطئ والبحر، وكانت الكاميرا دائمًا موضوعية تراقب الأحداث ولا تتبنى وجهة نظر الشخصيات. أحيانًا حاول المصور التفاعل مع الحدث من خلال حركة الكاميرا المحمولة للحاق بالأم المكلومة وهي تبحث عن ابنها الغائب. أما من حيث الإضاءة فقد كانت موضوعية واقعية محايدة تمامًا، وهو أمر معتاد في تناول الدراما الاجتماعية رغم أن هذا الأسلوب لا يسمح لمدير التصوير باستعراض مهاراته، لكنه أسلوب يسمح بإفساح المجال للتركيز أكثر على الموضوع.


  الموسيقى رغم أنها ليست مؤلفة خصيصًا للفيلم، لكنها جاءت إلى حد كبير متوائمة مع المشاهد وإن كنا أيضًا نتصور لو أنها موسيقى أكثر ارتباطًا بالبيئة المحلية لكانت أقوى وأبعد تأثيرًا، كما أنها ستضفي طابعًا من الأصالة الفنية.


  قد يمكننا التغاضي مع قوة الموضوع عن بعض الهنات التقنية في الصوت والتي انكشفت عند القطع أحيانًا كما في مشهد لقاء البطلة مع قريبتها، لكنها نقطة مهمة، لأنها تعكر صفو المشاهد وتخرجه من الاندماج مع واقعية المشهد.


  حرص المخرج على أن يكون عمله أكاديميًا يسير كما يقول الكتاب بحذافيره، وهو حرص نتفهمه في مشاريع التخرج، لكن ذلك غالبًا يخفض تألق الروح الإنسانية المبدعة خلف العمل الفني وهي عنصر لا يمكن التغاضي عن أهميته في الإبداع الفني، ومع ذلك لم يمنعنا الحرص على الصنعة من اكتشاف تلك الروح الفنية المتوثبة للإبداع والموهبة التي تعلن عن نفسها لدى سعيد حميد العامري وفريق المبدعين الذين شاركوه صناعة العمل الذي نراه إراهاصًا بكشوف فنية قادمة تأتينا من الخبيئة العمانية التي لم تكشف عن كنوزها الدفينة بعد.


أحمد صلاح الدين طه

الثلاثاء 10 ديسمبر 2024

dedalum.info@gmail.com

  

  

الأربعاء، أغسطس 23، 2023

مهرجان كردادة للفيلم القصير والوثائقي يعلن بداية عمل لجان المشاهدة وبيان الأفلام التي وصلت إدارة المهرجان




  في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ومن خلال وزارة الثقافة، وبالتعاون بين المتحف العمومي الوطني نصر الدين ديني بوسعادة، بالتنسيق مع إدارة مهرجان كردادة للفيلم القصير والوثائقي، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمهرجانات السينمائية العربية، أعلن السيد نور الدين برباح  نهاية أجل تلقي الأفلام من مبدعيها في الوطن العربي وإفريقيا، وبدء مرحلة الفرز الأولي التي ستنتهي لكشف أسماء الأفلام التي سيقع عليها الاختيار للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.


  وقد جاء بيان الأفلام التي وصلت إدارة المهرجان معلنا أن العدد الأكبر من الأفلام من مصر وهو سبعون فيلماً تليها الجزائر (الدولة المضيفة) خمسة وأربعون فيلماً، ثم المملكة المغربية الشقيقة تسعة وعشرون فيلماً، ثم العراق ثمانية عشر فيلماً، تونس تسعة أفلام، سوريا ثمانية أفلام، كل من ليبيا والسودان أربعة أفلام، إيران واليمن ثلاثة أفلام، سلطنة عمان وموريتانيا وألمانيا فيلمان لكل منهم وفيلم واحد لكل من الكويت وأستراليا وفلسطين وكندا والأردن والسينغال وفرنسا.


  أما عن التصنيف النوعي للأفلام فكان النصيب الأكبر للدراما مائة وثلاثة وعشرون فيلماً، والوثائقي خمسون فيلما، الخيالي (قد يكون المقصود بها الفانتازي) اثناعشر فيلما، عشرة أفلام تحريك، وثلاثة (إثارة)، وثلاثة تسجيلي، اثنان فكاهي، بالإضافة إلى فيلم واحد صنف في كل من التصنيفات التالية: ثوري تاريخي، وروائي وثائقي، واجتماعي توعوي، وعلمي، وذلك حسب التصنيف الوارد في بيان المهرجان.

بيان الأفلام التي وصلت مهرجان كردادة


  يذكر أن لجنة المشاهدة التي ستتولى اختيار الأفلام للسابقة الرسمية للمهرجان تضم كلا من السيد رمضان المزداوي رئيس مهرجان مردة الدولي من ليبيا، والمخرجة إيمان فارسي من العراق، والسينمائي الجزائري عبدالوهاب بسيسة، والمخرجة أسماء إبراهيم من مصر، والأستاذة رجاء كميشة والمخرجة زهرة البودي من سوريا.

 

مهرجان كردادة للفيلم القصير والوثائقي يعلن بداية عمل لجان المشاهدة وبيان الأفلام التي وصلت إدارة المهرجان

 


الجمعة، نوفمبر 06، 2020

روابط وقواعد الالتحاق بدراسة التخصصات السينمائية أونلاين في المدرسة العربية للسينما والتليفزيون.. الدراسة متاحة باللغة العربية من جميع أنحاء

 روابط وقواعد الالتحاق بدراسة التخصصات السينمائية أونلاين في المدرسة العربية للسينما والتليفزيون.. الدراسة متاحة باللغة العربية من جميع أنحاء


دكتورة منى الصبان
 
  المدرسة العربية للسينما والتليفزيون تقوم بالتدريس وعقد الامتحانات في فنون السيناريو، الإخراج، التصوير، المونتاج، الصوت Online (عن بعد).
  وأنت في غرفتك.. في منزلك.. في مكتبك.. في محافظتك.. في بلدك، يعني أينما كنت في أي مكان في جميع أنحاء العالم.


  
  تتيح المدرسة الحصول على شهادة متخصصة في فنون السينما والتليفزيون، ويجب اجتياز الامتحان في كل منهج من التخصصات الخمس على حدة، إجبارياَ بهذا الترتيب:
  • السيناريو..
  • الأخراج..
  • التصوير..
  • المونتاج..
  • الصوت.
- الدراسة من علي موقع المدرسة مجانية.
- مصاريف امتحان المنهج الواحد:
  بالنسبة للمصريين:
يتم دفع 500 جنية مصري.
  بالنسبة لغير المصريين:
يتم تحويل بالجنيه المصري بما يعادل 500 دولار.
- يتم عقد الامتحانات عن بعد كل شهرين.
- تستغرق الدراسة والامتحانات 10 شهور، بالإضافة إلي شهرين لتنفيذ فيلم مشروع التخرج أي أن الدراسة تستغرق سنة ميلادية كاملة.
 
  الشهادة موقعة من المدرسة ومن صندوق التنمية الثقافية (وزارة الثقافة). ومن نقابة المهن السينمائية ويتم الحصول علي تصريح بالعمل من النقابة.

  بعد ذلك يتم تنفيذ مشروع التخرج: فيلم روائي أو تسجيلي (مدته من 5 إلى 10 دقائق) تحت إشراف الدكتورة مني الصبان .
 
كيفية التقدم للالتحاق بالمدرسة العربية للسينما والتليفزيون:
 
-عليك ملء استمارة لينك الأشتراك بالموقع :   اضغط هنا
 
-إذا لم يصلك كود التفعيل عن طريق الإيميل؛ ستجده في Junk Mail   أو Spame.
 
-إذا لم تصلك كلمة السر الخاصة بك (المكون من أربع أرقام )؛ ستجده في Junk Mail   أو Spame.
 
-إذا أردت أن تغير في بياناتك أو بريدك الألكتروني أدخل علي هذا اللينك :

-إذا نسيت كلمة السر الخاصة بك أدخل علي هذا اللينك:  
-إذا أردت تغير كلمة السر أدخل على هذا اللينك:
 
 
-إذا لم تستطيع الاشتراك بالموقع فأرجو منك أن تغير محرك البحث الذي تستخدمه مثلChrome  أو  Firefox  أو internet explorer
 
 
-للوصول للمناهج دراسية أدخل علي هذا اللينك :
 
 
-إذا قررت خوض الأمتحانات فعليك ملئ أستمارة الأمتحان التالية : اضغط هنا
 

_____________________________________________________________________

 

الأربعاء، أغسطس 19، 2020

آخر صورة .. عندما تضرب الذاكرة صانعها

مقالات أحمد صلاح الدين طه
آخر صورة .. عندما تضرب الذاكرة صانعها


  الذاكرة ميراث ثقيل، تطاردنا كالأشباح، ونحبسها داخل جدران منازلنا، وفي الصور القديمة.
  آخر صورة، فيلم يتتبع أزمة صانع من صناع الذاكرة، موثق بصري.. مصور فوتوغرافي ككل فوتوغرافي آخر كانت الذاكرة قرينه، سحره، جنيَّه الذي يحبسه داخل قمقم.. كاميرا زينيت روسية عتيقة لا يصدق أحد أنها مازالت تعمل، يظنها كل من يراها أنتيكة معروضة للبيع. هو فقط يعرف أن عفريته داخلها، لذلك لا يستغني عنه ولا عنها.. يتشبث بها، يعرض خدماتها على الزبائن، ويستعرض بفخر قدراتها أمام الأصدقاء حتى تأتي لحظة الكشف فيكتشف أن عفريته كان بالخارج طوال الوقت، وأنه هو المحبوس.. معلَّقٌ بالكاميرا ومقبوضٌ داخل إطارات صورة أحادية اللون.

  في المشهد الأول الذي يترافق مع التتر نرى المصور العجوز (الفنان مصطفى حوشين) يمارس معالجة الصور. نراه يتأمل شريط نيجاتيف مسوداً تماماً.. فيلم (محترق) كما اعتدنا قديماً أن نسميه، ورغم ذلك نشاهد صوراً عديدة معلقة على حبل التجفيف.. بورتريهات لأناس كل منهم داخل إطاره.

  نسمع صوت زوجة المصور تناديه، وتسأله عن ابنته: "شوف بنتك فين هيا".
  بحركة تلقائية تمتد يده إلى كاميرته.
  الكاميرا هي محور العمل؛ فهي مخزن الذاكرة.. يتناولها؛ فتظهرابنته في المشهد التالي.. تجلس ساكنة لا تنطق كلمة، تنظر له بلوم أم بحسرة!!
  يلومها هو لأنها تركز مع التليفزيون ولا تجيب أمها، مشهد معتاد للمراهقات داخل البيوت، الغريب أن التليفزيون مغلق.. هي لا تتابعه كما يبدو الأمر، والأب يلقي كلماته ولا ينتظر رداً، كأنه يخشى الرد.. يحمل كاميرته ويخرج مسرعاً.. يحكم إغلاق الباب بحرص شديد على من وما بالداخل.

  في المقهى يقابله زوجان، سائحان -ربما- يعرضان عليه شراء الكاميرا (الأنتيكة) المعلقة حول رقبته فينزعج هو ويعرض عليهم خدماته مؤكداً أنها بالأبيض والأسود.
  الأبيض والأسود، لونان كما يظن معظم الناس، لكنهما في الواقع ليسا كذلك؛ الأبيض هو اجتماع كل الألوان أما الأسود فهو اختفاؤها جميعاً. الأبيض هو الحضور والأسود هو الغياب.. الغياب التام.
  دارسو النفس الإنسانية يصرون أن الأحلام لا ترى إلا من خلالهما، كذلك تحضر الذاكرة من خلالهما أيضاً.
  المصور العجوز يدرك هذه الحقيقة كما أدركها وحاول التعايش معها فيصل الحليمي مخرج العمل الذي فرض الأبيض والأسود على صورة الفيلم.. هما رمزان غير واقعيين؛ ليس حضورهما بسبب منطقي كتعلق المصور بالكاميرا.. نفس هذه الكاميرا العتيقة تستطيع إنتاج صور ملونة عالية الجودة فقط بتغيير الفيلم المستخدم.. الأمر إذاً ليس كذلك.. أحادية اللون يفسرها المصور العالق في الماضي عبر حوار مع رسول يأتيه قادماً من ماضيه (لم يره منذ عشرة سنين)، لكنه يمثل الواقع.. الحاضر.
  الشاب الذي يعرفه جيداً رغم غيابه الطويل يصدمه مرتين، مرة عندما يقدم له هدية، كاميرا حديثة -نسبياً- صغيرة جداً وأقدر على التصوير من كاميرته، يرد الرجل الهدية.. يبدو مقتنعاً بعالمه الخاص المغلق.. ينصرف مسرعاً وعلى وجهه علامات الحيرة.. لكن الشاب يأبى إلا أن يصدمه مرة أخرى.. يواجهه بالحقيقة التي يفر منها.. ابنته.. لم تتركه اليوم.. لقد رحلت عنه وعن العالم هي وأمها قبل سنوات عديدة، في مثل هذا اليوم.. يوم عيد ميلادها الذي (رشمه) على نتيجة الحائط وظل منتظراً ليقدم لها هديتها التي لن تتلقاها أبداً. حادث سيارة كان يقودها مع أسرته السعيدة تركه أسير ذاكرته، صوره القديمة التي صنعها بنفسه وغرق في عوالمها.

أحمد صلاح الدين طه
10 يوليو 2020
dedalum.info@gmail.com
  ____________________

سيناريو وحوار مصطفى حوشين و فيصل الحليمي
إنتاج Linam Solution
مدير إنتاج سعيد الدهدوه
مساعد مخرج هشام الحليمي
مدير تصوير بلال البغدادي
تصوير نبيل الحمري / صوت عثمان كوليط
رؤية سينمائية عبد الكريم واكريم
تشخيص مصطفى حوشين / وئام أبرنوص / محسن فلوس
إخراج فيصل الحليمي Faical Hlimi













​​​​​​​

لمشاهدة الفيلم كاملاً الرابط أسفل هذا الفيديو أو اضغط هنااااااا


الاثنين، أبريل 20، 2020

دانتيل .. كالعادة


مقالات أحمد صلاح الدين طه
دانتيل .. كالعادة




  كالعادة، كان دانتيل مثل اسمه حديثاً شفافاً عن حُسنٍ أخاذ لا تخفيه إلا رقة العالم غير المأخوذ بصخب الألوان.

  هل كان ذلك في زمن ماضٍ، أم أن عبقاً من الماضي يكتنفه؟!

  لن تعرف.

  إنه فقط فيلمٌ قصير يتحدث عن مشاعر راقية برومانسية شاعر يتغزل في الجمال.. جمال متنوع يحيط عالمنا البسيط ويتغلغل في تفاصيل يومنا العادية.

  دانتيل، هو تلك الغلالة التي تمكننا من الرؤية، لكن الرؤية من خلالها تقدم الحياة برقة.. بعذوبة.. بنعومة رائعة تغلف الأشياء ولا تحجبها.

  يبدأ الفيلم بصوتٍ يتصاعد تدريجياً، يتكشف كنهه رويداً؛ يبدو كصوت بحرٍ هادئ، أو نسمة صباحية تتلقاها زقزقة عصافير استيقظت لتوها.. لكن الصوت يتقدم مع الزمن فينكشف؛ إنه صوت الحياة اليومية العادي في مكان رمزي.. قرية قديمة.. مدينة عتيقة؛ أو حيٌّ منعزل.. أول ما يظهر منه لقطات مجمعة.. غلالة من الدانتيل.. هل هي ستارة على شباك، أو ناموسية على سرير قديم (أبو عمدان)، أو ربما وشاح، طرحة على وجه عروس تتقدم نحو حياة جديدة.. في كل الحالات تواجه تلك القماشة الرقيقة الشمس المباشرة لتحولها إلى نور.. نور مهذب يمكننا رؤيته وتأمله دون أن يجرح أعيننا.

  مع العناوين يظهر المكان دون أن يفصح عن مكانه. هو -ربما- عند سفح جبل أو تل.. الأرض جدباء منبسطة رغم أن التل في الخلفية تغطيه شجيرات برية وعشب تحسه رياناً رغم أن بعده يظهره بلون شاحب بعض الشيء، يجعله قريباً من نفس مجموعة الألوان.. تدخل سيارة من موديل قديم، سيارة أوروبية ربما من سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي.. صفراء اللون (نعرف فيما بعد أن اللون الأصفر بالنسبة للبطلة هو لون الأمل) تدخل السيارة الكادر مثيرة لغبار يساهم في جعل كل تفاصيل اللوحة ناعمة.. الألوان غير المشبعة، والتفاصيل غير الحادة، والتباين المنخفض؛ كل ذلك يقدم لنا بالتة الألوان التي ستسود الفيلم بعد ذلك، ويجعلنا نشعر أننا إزاء لوحات مرسومة بألوان مائية رغم أن عبق ألوان الزيت يشبع أعيننا ويشعرنا بعمق الألوان ورسوخها.

  تلك السيارة العابرة تقدم لنا كود الألوان، كما تحمل لنا بطلة الفيلم، امرأة عادية تدير محلاً للزهور في مجتمع صغير متآلف.

  يبدأ المتن.. القصيدة.. الفيلم.. لوحات متتالية تقدم لنا محل الزهور وصاحبته تنسق زهورها التي جلبتها للتو.. تتراقص.. تتراقص؛ لا ترقص.. تهز جسدها طرباً، والطرب لا يعني الفرح، لكنه نوع من الاحتفاء بحزن.. ألم.. حاجة.. شجنٌ لشدة عمقه وتوغله في النفس يظهر في صورة بهجة.
  في الخلفية نسمع أشهر ألحان حسن أبو السعود: "شك شاك شوك".. الكلمات لم تعد ذات أهمية إلى جوار ذلك اللحن الذي لن تجد راقصة مشهورة أو مغمورة إلا رقصت عليه.. يكاد يكون فقرة رئيسية في ملاهي القاهرة وبيروت وكازابلانكا الليلية.. ابحث عنه على يوتيوب وستجده أيضاً قادما من مانهاتن ولندن وسيول وطوكيو.. من مدارس تعليم الرقص الشرقي في كييـڤ وموسكو إلى مطاعم باريس وروما وقبرص، من كل مكان في العالم اهتزت عليه خصور الحسان ومع ذلك يدهشك كم الحزن الذي يوقعه هذا اللحن في نفسك.. حزن جميل لكنه جمال كجمال الزهور التي تضربها السكاكين، وتقطعها المقصات من أجل أن يسعد بها الآخرون.

  سيدة الزهور تبدو كنموذج لامرأة معاصرة، ليس فقط في لبنان، لكن في أي مكان من العالم.. سيدة جميلة.. وحيدة.. متوسطة العمر.. حياتها عادية.. عادية تماماً.. يسيطر على مشاهدها الوجود في العمل، المحل الذي ترصده الكاميرا من الداخل في معظم الأحيان.. يبدو في المشاهد الأولى كما لو كان محل زهور في مواجهة غابة استوائية، ساعد في ذلك التباين المنخفض للألوان وهو الشائع في كل الفيلم، وأيضاً الدخان القادم من الخارج الذي يبدو كشبورة ممتدة الأثر.. نتخيل طالما البطلة ترتدي ملابس صيفية، فستاناً قصيراً بأكمام مختزلة؛ فلابد أن ذلك مناخ استوائي.. جو شديد الرطوبة، لكن ذلك يتبدل نوعا ما في المشاهد التالية، عندما نكتشف أن ما يواجه المحل ليس إلا حائط بيت مقابل، عندما انقشع الضباب، وعلق أحدهم سجادة حمراء.. دلاها من شرفة فيما يبدو.. بدأت الأمور تتضح.. ربما كان ذلك إشارة لتغيير الفصول، في الواقع لم يتغير نمط ملابس البطلة ليشير إلى أي انقلاب للطقس؛ لكن تبقى معلومة جيدة أن الزمن يتقدم حتى لو لم يقدم الفيلم أي حسم بشأن الزمن.. أحداث الفيلم يمكن أن تقع في أي زمن وفي أي فصل من فصول السنة.. كل ما هنالك أن الزمن بطيئاً.. رزيناً.. يتقدم.

  الأحداث تتوالى، الرابط الوحيد بينها هو أنها أحداث يومية عادية، لا نستطيع أن نقول إنها تتدفق؛ ليس ذلك ما يحدث، لكن هل يربطها -ربما- أنها مستوحاة من عالم أنثوي.. تحضر المرأة في الأحداث على مستويات عدة ومن خلال محاور عديدة يربطها المكان، ويصرح صانع العمل بشكل مباشر أنه استوحى الفيلم من أمه.
  طوال الفيلم نلتقي بعالم المرأة: سمر، البطلة متوسطة العمر التي تعيش وحيدة، والسيدة (طنط سيدة) التي تبدو كما لو كانت وحيدة أيضاً.. مسنة محبة للحياة، يغضبها كون نبتتها (الجاردينيا) لم تزهر بعد كما تتصور أنه ينبغي لها، وتتأمل بتذمر كلمات سمر (بائعة الزهور) التي تؤمن بعمق أن أوان الزهر لم يحن بعد.. تتزين طنط سيدة كالمراهقات وتبدو عباراتها عنيدة نزقة مثلهن أيضاً، وترقص في زفة بين الأزقة، أهل الحي يزفون عروساً إلى عريسها الذي لا يظهر أيضاً.. الرجل هنا حاضر رغم غيابه، وسمر أيضاً حاضرة في بوكيه الورد الذي وضبته منذ قليل رغم أنها -فيما يبدو- الوحيدة التي لم تحضر العرس، لكنها تمر بالزفة سائرة عكس اتجاهها، وفي أثر الزفة تعلق عينها وقلبها بالشريك المحتمل الذي يبدو منجذبا أيضاً إليها.. ولا يترك خيالها حتى يسيطر على حلمها.

  في المشهد التالي يفد إلى محل الزهور رجلٌ رأيناه من قبل في لقطة اعتراضية لم نفهمها في وقتها: الرجل، وامرأتان تفران منه.. ربما زوجته وابنتها المراهقة مثلاً.. يحاول إيقافهما دون جدوى، فيسند ظهره إلى حائط البيت مطأطئ الرأسي بخزي؛ وتمر به سمر حاملة بعض الزهور..
الآن يبدو أنه وجد ضالته، وجد حلاً لمشكلته مع نسائه في الزهور.. يأتي إلى محل الزهور ويطلب بوكيه ورد.. لم يستطع أن يحدد لأي مناسبة.. هو حائر، وسمر تقترح عليه اللون الأصفر.. اللون الذي تراه هي رمزاً للأمل، وتمنحه وردتين.. فالأمل لا يأتي وحيداً.. هي أيضاً تشتاق إلى أمل ما.

  في المشهد التالي يتقدم أملها إلى أحلامها..
  في بيتها تبدو وحيدة.. تتأمل الكاميرا جسدها الفينيقي المحبوك من علٍ بعين نحات إغريقي كلاسيكي يقف على شاطئ ليس قبالته أنثى إلاها.. أنثى ذات جسد ناضج شهي تغرق الكاميرا في تأمل تفاصيله، وتقدم استعراضاً.. رقصة بالأيدي تذكرنا بحركات الأيدي في لوحات رسامي الكلاسيكية الجديدة عندما رسموا الملائكة بخصال وهيئات بشرية.. تدخل مع يد البطلة يد أخرى.. يد رجل لا يظهر إطلاقاً، لكنه حاضر مندمج في تناغم تام ليكمل الرقصة.. اللوحة التي لا تتم إلا بيدين، وجسد واحد.. علاقة تنبهنا أن الفيلم ليس عن المرأة، وليس لها، وهو أيضاً لا يقدمها هدية براقة لعين رجل؛ لكنه عن هذه الصلة  الشفيفة الراقية بين البشر التي تجعل أحدهم أنثى تنتظر رجلاً يأتيها آخر الأمر حاملاً زهرة من محل زهور تملكه هي.

أحمد صلاح الدين طه
11 أبريل 2020

dedalum.info@gmail.com





شاهد الفيلم هنا كاملاً
https://vimeo.com/pedrohasrouny/dentelle


قناة ديدالوم على يوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UC__hT1rI_9vwS0AdjAnTK2Q

  










Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

Dedalum New Year

ديدالوم

عام جديد سعيد مليء بالإبداع والفرح!

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم

125473