مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفلام لبنانية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفلام لبنانية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، أكتوبر 11، 2024

المسرح الوطني اللبناني المجاني يفتح أبوابه لإيواء النازحين في لبنان

 

المسرح الوطني اللبناني المجاني يفتح أبوابه لإيواء النازحين في لبنان

في إطار مبادرة إنسانية وثقافية تهدف إلى دعم النازحين في لبنان، أعلن «المسرح الوطني اللبناني المجاني» عن فتح أبوابه لاستضافة العائلات النازحة في مدينتي طرابلس وصور. هذه الخطوة تأتي بتنظيم من «جمعية تيرو للفنون» و«مسرح إسطنبولي»، مع التركيز على تقديم ورش تدريبية للأطفال والشباب الذين تأثروا بتداعيات الحرب.

أبرز النقاط:

  • فتح المسارح كمساحات إيواء: تم تحويل المسارح في طرابلس وصور إلى أماكن استقبال للعائلات النازحة، بهدف توفير بيئة آمنة بعيداً عن الشوارع.
  • ورش تدريبية للأطفال والشباب: تنظم الجمعية ورش عمل تفاعلية تساعد الأطفال والشباب على مواجهة آثار الحرب النفسية من خلال الفنون والتدريب.
  • التأكيد على التضامن الثقافي: أكد قاسم إسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، أن هذه المبادرة جزء من المقاومة الثقافية، وتشجع على التضامن الوطني وإعادة توجيه المساحات العامة لخدمة المجتمع.
  • إعادة تأهيل المساحات الثقافية: تعمل جمعية تيرو للفنون على إعادة إحياء عدة صالات سينما قديمة في لبنان، وتحويلها إلى مسارح مجانية تُقدّم أنشطة فنية وثقافية متنوعة.
  • دعم الأطفال والشباب: بالتعاون مع مؤسسة دروسوس السويسرية، تقدم الجمعية برامج فنية وسينمائية للأطفال والشباب، بما في ذلك عروض خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

ختاماً، تواصل جمعية تيرو للفنون ومسرح إسطنبولي عملهما الدؤوب على إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان، عبر تنظيم ورش تدريبية، مهرجانات، وعروض فنية تهدف إلى تعزيز الروابط المجتمعية ودعم الشباب والأطفال النازحين والمتضررين من الحرب.

الخميس، مايو 09، 2024

بهدف إقامة صلة ما بين الجنوب والشمال وبيروت: لبنان يشهد عودة سينما الكوليزيه في بيروت

 

بهدف إقامة صلة ما بين الجنوب والشمال وبيروت: لبنان يشهد عودة سينما الكوليزيه في بيروت

بعد تجربة إعادة تأهيل وإفتتاح دور السينما المقفلة في جنوب وشمال لبنان وتحويلها الى مساحات ثقافية مستقلة ومجانية، بدأت "جمعية تيرو للفنون" و " مسرح إسطنبولي " أعمال إعادة تأهيل "سينما الكوليزيه" التاريخية في بيروت، والتي تعتبر واحدة من أقدم دور العرض السينمائي في لبنان بهدف تحويلها إلى "المسرح الوطني اللبناني" في بيروت، لتكون مساحة ثقافية حرة ومستقلة مجانية للناس، تُنظَّم فيها ورشات تدريبيّة ومهرجانات وعروض فنية ومكتبة عامة ومقهى فني.

وأكد مؤسّس "المسرح الوطني اللبناني" الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي الحائز على جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية أن "الهدف من المشروع هو إقامة صلة ما بين الجنوب والشمال وبيروت، كونه تكملةً لحلمنا الذي كان قد بدأ مع تأسيس "المسرح الوطني اللبناني" في صور، منذ سبعة أعوام، وهو أوّل مسرح وسينما مجّاني في لبنان"، مضيفاً: "بفضل جهود الشباب المتطوّعين، سوف نحقّق حلمنا بأن يكون الفن حق للجميع ونكسر الجدار الوهمي بين المناطق اللبنانية عبر الفنون وربطها ببعضها عبر المساحات الثقافية، ونحن سعداء أننا نعيش الحلم في بيروت التي تُعتبر ثاني أكثر مدينة تحوي صالات سينما في تاريخ لبنان حوالى 29 صالة كانت موجودة في ساحة البرج و16 صالة في منطقة الحمرا، وتأسّست فيها العديد من المسارح التي شهدت على أهم المسرحيين في لبنان والعالم.

هذا وتهدف جمعية تيرو للفنون التي يقودها الشباب المتطوعون إلى إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل سينما الحمرا وسينما ستارز في النبطية وسينما ريفولي في مدينة صور والتي تحوّلت الى المسرح الوطني اللبناني كأول مسرح وسينما مجانية في لبنان، وسينما أمبير في طرابلس التي تحولت الى المسرح الوطني اللبناني في طرابلس، وإقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية، وعروض الأفلام للمكفوفين والصم والورش التدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة ومن المهرجانات التي أسستها: مهرجان لبنان المسرحي الدولي، مهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، مهرجان طرابلس المسرحي الدولي، مهرجان صور الموسيقي الدولي، مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي، مهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان أيام صور الثقافية، مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة، ومهرجان لبنان المسرحي للرقص المعاصر، مهرجان تيرو الفني الدولي ، مهرجان صور المسرحي الدولي، ومهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس.

https://www.youtube.com/watch?v=vIEQ0vfGkPw


الاثنين، يونيو 14، 2021

فيلم دفاتر مايا Memory Box يعيد لبنان إلى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين





 

 

 

فيلم دفاتر مايا Memory Box يعيد لبنان إلى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته ال71 بعد غياب 39 عاما

 https://dedalum.at.ua/news/watch_lebanese_movie_in_berlin_enchanting_beautiful_free/2021-06-14-930 

 

#dedalum #ديدالوم #dedalum_tv 

 بالرغم من الظروف الأمنية والإقتصادية والصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان، لا تزال قوة الفكر والفن تحارب لبقائها، ولوجود بلد يعاني للحفاظ على ما تبقى له من صورة حضارية عالمياَ. 

 

 يأتي هذه المرة الخبر من المانيا بمشاركة الفيلم اللبناني الطويل "دفاترمايا"Memory Box للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي. وبذلك يكون إختيارفيلم جريج وحاجي توما دفاتر ماياMemory Box الفيلم اللبناني الأول الذي يشارك في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الرائد منذ 39 سنة.

 #بيروت_اللقاء أول #فيلم_لبناني يعرض في برلين يذكر أن الفيلم اللبناني الأول الذي عرض في برلين قبل 39 عاما هو فيلم بيروت اللقاء، فيلم المخرج اللبناني برهان علوية، المخرج الذي عرف عالميا وعربيا بعد عرض فيلمه الشهير كفر قاسم. المخرج اللبناني برهان علوية مخرج كفر قاسم نشير الى أن إدارة مهرجان برلين أصرت على أهمية قيام هذه الدورة هذه السنة بالرغم من الظروف الصحية في العالم. وكانت قد نظمت عروض أفتراضية و فعاليات السوق بين 1 و5 أذار (مارس) 2021 بالإضافة الى عروض الأفلام المشاركة ، وقررت أن تنظم عروض خاصة للجمهور والمشاركين في المهرجان في مدينة برلين بين 9 و20 حزيران (يونيو) 2021 . 

 

 فيلم دفاتر ماياMemory Box يتناول قصة مايا، إمراءة لبنانية إنتقلت مع والدتها للعيش في كندا، منذ اكثر من 30 سنة، ولا تزال تعيش في مونتريال مع ابنتها المراهقة أليكس. عشية عيد الميلاد، يتلقون شحنة غير متوقعة، في داخلها دفاتر وأشرطة كاسيت وصور كانت قد ارسلتها مايا عندما كانت لا تزال تعيش في بيروت إلى أعز صديقة لها التي هاجرت الى فرنسا، وذلك عام 1982. Maya Memory Box مايا ترفض فتح الصندوق أو مواجهة ذكرياتها. 

 

لكن مقتنيات الشحنة من صور ومذكرات تثير فضولية الأبنة أليكس فتغوص بهذا الأرشيف و بأسرار حياة أمها. تدخل أليكس، ما بين الخيال والواقع، عالم مراهقة والدتها الصاخبة والعاطفية خلال الحرب الأهلية اللبنانية ، وتكشف عن ألغاز الماضي الخفي. عن الفيلم يصرح المخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج بالقول: " فكرة الفيلم مرتكزة على مراسلات وجدت بعد 30 عاماً، بين جوانا حاجي توما وصديقتها على مدار 6 سنوات. 

 

خلقت لنا الرغبة بصناعة هذا الفيلم بهدف نقل لإبنتنا عليا وأبناء جيلها مرحلة الثمانينات في لبنان. اصداء هذا الماضي كان غريب بالنسبة لنا في هذا الوقت الذي نمر فيه بانهيار وازمة لا سابقة لها.

 

 أما عن مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي كان للمخرجين تعليق سريع قالا فيه: مشاركتنا في مهرجان برلين السينمائي الدولي تعني لنا الكثيرة خاصةً في هذا الوقت بالذات وهذه الظروف التي تمر بها المنطقة ولبنان، وأننا بحاجة اليوم لهذا النوع من المشاركات والإحتفاء بالفن والسينما. أما بالنسبة لشركة الإنتاج اللبنانية ابوط برودكشنز وشركة التوزيع أم سي" فان هذه المشاركة هي اصرار على دورلبنان الثقافي في المنطقة".

 

 دفاتر مايا Memory Box 

 إخراج: جوانا حاجي توما وخليل جريج تمثيل: ريم التركي (بدور مايا الأم) منال عيسى (بدور مايا المراهقة) بالوما فوتياه (بدور اينة مايا).

 إنتاج : شركة ابوط للأنتاج – بيروت Haut et court و Microscope- فرنسا/ كندا الموزع في لبنان والشرق الأوسط: شركة أم سي للتوزيع

الاثنين، مايو 10، 2021

شاهد الفيلم اللبناني غزل البنات أو حياة معلّقة للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب مجاناً أونلاين على منصة أفلامنا ضمن برنامج متمردات لمدة أسبوع

 شاهد الفيلم اللبناني غزل البنات أو حياة معلّقة للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب مجاناً أونلاين على منصة أفلامنا ضمن برنامج متمردات لمدة أسبوع



غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا
 

  متمرّدات هو برنامج أفلام أونلاين الذي سيُعرض خلال شهر أيار ٢٠٢١ على منصة "أفلامنا" التابعة لبيروت دي سي. يتضمن البرنامج فيلم "الشيخة" (١٩٩٤) للمخرجة ليلى عساف تنغروث، "غزل البنات (حياة معلقة)" (١٩٨٥) و"في كواليس تصوير نهلة" (١٩٧٩) للمخرجة جوسلين صعب، "نهلة" (١٩٧٩) للمخرج فاروق بلوفة و"سهى، النجاة من الجحيم" (٢٠٠١) للمخرجة رندة الشهال صباغ.

 

  إن الأفلام التي يتضمنها هذا البرنامج صُوّرت بين أواخر السبعينيات ومطلع القرن الحادي والعشرين وقد صُنعت كلها في وقت كانت فيه السينما اللبنانية تخترع نفسها، بحثاً عن اللغات السينمائية الممكنة لتفسير التصدّعات التي تسببت بها الحروب الأهلية وتداعياتها. إن الإيماءات السينمائية التي قامت بها أولئك النساء خلف الكاميرا وأمامها أدّت الى تكوير الأشكال النمطية لما يعنيه أن تكون إمرأة تعيش وتعمل وتحب في الشرق الأوسط.

 

  ولمّا حلّ عام 2020، أبطأت جائحة كوفيد-19 هذا الزّخم بشكل كبير حتى أنّها أوقفته تمامًا في بعض البلدان. ومن المؤكد أنّ صناعة السينما العربية ستُعاني لسنواتٍ عديدة من تداعيات هذه الأزمة. والأمر سيّان لجهة صناعة السينما العالمية، ولكن هشاشة الوضع المالي المتزايدة في العالم العربي ونقص التمويل الحكومي أو غيابه في دعم الثقافة وضعا صانعي الأفلام العرب في موقف صعب للغاية.


غزل البنات (حياة معلّقة)

فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا

90 دقيقة - روائي - 1985
 

غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا

ملخّص

ولدت سمر خلال الحرب، ونشأت بين المقاتلين. اكتسبت منهم حسّ التحدّي والسلوك القاسي، المناقض لافتتانها بالأفلام المصرية الحلوة. ذات يوم، تلتقي بالرسام الأكبر منها سنّاً كريم. وتتطور قصة حبّ عذبة بين الاثنين.

غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا


ملاحظة الـمبرمج

  أول محاولة في الأفلام الروائية تقوم بها مخرجة الأفلام الوثائقية الرائدة جوسلين صعب، "غزل البنات" فيلم يسرد مدينة معلّقة بين عبء الماضي وتقاليده وفوضى الحاضر المليء بالموت والحروب ومستقبل يستحيل التخطيط له.


 
غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا

 
 

غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا شاهده الآن: اضغط هنا

 

تمثيل:

Hala Bassam | هلا بسام
Jacques Weber | جاك وبر
Juliet Berto | جوليات بيرتو

Screenwriter

Gérard Brach | جيرار براخ
Jocelyne Saab | جوسلين صعب
Samir Sayegh | سمير صايغ

DOP | مدير التصوير

Claude La Rue | كلود لارو

Editor | مولف

Philippe Gosselet | فيليب غوسليه

Music Composition | تأليف موسيقى


Siegfried Kessler | سيغفريد كسلير

غزل البنات (حياة معلّقة) فيلم لجوسلين صعب - لبنان، فرنسا، كندا شاهده الآن: اضغط هنا


جوسلين صعب

جوسلين صعب

جوسلين صعب (ولدت 30 أبريل 1948 في بيروت وتوفيت في 7 كانون الثاني 2019 في باريس) هي صحفية ومخرجة سينمائية لبنانية.

جوسلين صعب


أفلامها

 
  • 1975: بورتريه لمرتزق فرنسي 1975: بيروت لم تعد كما كانت
  • 1976: أطفال الحرب
  • 1976: Sud-Liban - Histoire d'un village
  • 1976: Pour quelques vies
  • 1976: Beyrouth, jamais plus
  • 1978: القاهرة :مدينة الموتى
  • 1979: رسالة من بيروت
  • 1982: بيروت مدينتي
  • 1982: سفينة المنفى
  • 1985: غزل البنات أو حياة معلقة
  • 1987: اللبنانيون رهائن مدينتهم
  • 1989: الراقصات الشرقيات
  • 1991: تلقيح بالفيديو فاز بجائزة إخراج بمهرجاني أنجير، وأحسن إخراج لفيلم طبي في مهرجان مونبلييه، وجائزة مدينة بياريتز.
  • 1995: كان يا ما كان، بيروت
  • 1997: سيدة سايجون
  • 2005: دنيا

الأربعاء، أكتوبر 14، 2020

وحل.. حوار من الأرض يصعد للسماء

 



  رحلة مفعمة بمشاعر الألفة والمحبة المجردة لوجهين قريبين إلى القلب: وجه حسناء.. سمراء.. بضَّة، رطبة الابتسامة، ذات نظرة طامحة إلى الرفقة كعيني طفلة رقيقة تتطلع إلى أبيها العائد من غياب طويل. ووجه عطَّر طِيبَه الشَّيبُ فأحاطه بهالة من نور كالقديسين في الأيقونات العتيقة أو كالآباء العاديين في الحياة العادية، ظاهر لا يستطيع أن يخفي كونه رجلاً دأب على الظهور، الشهرة.. دأب على احتلال بؤر الضوء ومراكز الاهتمام، ثم انزوى بفعل الزمن أو الشيخوخة في زاوية منسية، كأنه صار راغباً عن ملذات الحياة.. زاهداً زهد صاحب تجربة تخطاها فصغرت أمامه، لكنها مازالت أمامه.
  رحلة يضفرها حوار رقيق يأخذنا بسلاسة من حكمة إلى حكمة.. كأنه الحياة مختصرة؛ لا تستطيع أن تفوت منه كلمة.

  وحل.. هذا الاسم اعتدناه مرتبطاً في أسماء الأفلام التجارية بالملذات والشهوات والجرائم، لكن هنا صانع الفيلم يفسر الكلمة بمعنى مغاير.. يبدأ الفيلم صراحة بالتفسير: "تتطلع ع الأشيا اليابسة.. موجودة بس يابسة.. بتقول بدها ميّ.. تسقيها.. كتير بتسقيها.. بتصير وحل".
  لقطات لأشياء ساكنة تحاول استكشاف هذا العالم اليابس الذي تتكلم عنه الراوية، من لقطات للمدينة في لحظة صمت، غفوة لا تهتم بالبيوت إلا ككتل صماء.. ثم تفض الكاميرا ستر هذا الجمود.. نتسلل رويداً إلى داخل البنايات، وإلى قلب شقة تكشف ببطء عالمها الخاص، يبدو أيضاً عالماً ساكناً: كراسي منسقة وأريكة لا يشغلها أحد.. ضوء جانبي يميل إلى السخونة كأنه شعاع ما قبل المغيب، أو ربما شمس تتململ في انتظار شروق جديد.. ثلاث لوحات متدرجة الحجم، لا نستطيع تمييز محتواها، لكننا على أكبرها نرى بوضوح توقيع الفنان النمساوي جوستاف كليمت Gustav Klimt الفنان الذي اشتهر بحضور المرأة في معظم أعماله، لكن الرسم هنا مبتور رغم وضوح التوقيع.. يبدو أن ذلك تعبير مضمن عن غياب المرأة.. نعم صاحب هذا المكان رجل يأكل وحيداً، والوحدة لا تَمْثُـل في حضور حواء.. حواء، الأنثى التي يصورها الغياب فيكون حضورها مبدأ للحياة.. للقصة.. للفيلم.

  تخترق الأنثى (حواء) عالم الرجل الوحيد، العجوز المنعزل في مسكنه، في صورة شابة.. مخرجة شابة وجدت فيه موضوعاً لفيلمها الجديد، ربما فيلمها الأول فهي تبدو بعد طازجة التجربة تكتشف العالم.. تلج إلى الدنيا من خلال بوابته.. هو نجم كان لامعاً لكنه انزوى وهي -بعد- الحياة مضطرمة تدب من جديد في ذكرياته.. هو لا يريد أن يعود للشهرة.. لم يعد يأبه لها.. مهما كان بريقها ما الذي يجعلها ذات أهمية عند شيخ وحيد.. جاره صاحب المخبز، صانع الخبز (صانع العيش كما نقول في مصر) مازال يذكر أيام المجد ويصر على تعريف زبون عابر بجاره النجم اللامع.. لكن الزبون لا يعرفه.. أمر صادم بالنسبة لصانع العيش، لكنه موضوع عادي بالنسبة للشيخ العجوز، الذي ربما يدعي أن الأمر لا يفرق معه.. يمط شفتيه ويعلق مترفعاً: "بتصير".
  المرأة الشابة ترى أن عليها تقليب المواجع عليه.. بنزق إنسان يتعرف على الدنيا.. يكتشف دنيا لم يلحق بعد منها شيئاً، وهو النجم الذي كان يقدم عروضه على مسرح البيكاديللي، وما أدراك ما البيكاديللي.. مسرح شارع الحمرا الذي اعتبر لزمن طويل مسرح الصفوة.. صفوة الجمهور من علية المجتمعات.. الأمراء والوجهاء الذين كانوا يشغلون مقاعده، وصفوة الفنانين أيضاً الذين احتلوا خشبته.. المسرح الجامح الذي اعتلت صهوته سيدة أيام الجمال والألق السيدة فيروز، وغنت فوقه بصوتها (صوتها فقط دون ميكروفونات) في حادثة شهيرة أضفت على هذا المسرح العتيق رونقاً لا ينسى حتى بعد أن أغلق، وحتى بعد أن تعرض لحريق مؤسف.. لازالت قصصه تتردد في العالم أجمع.. هذا المسرح العريق كان لنجمنا العجوز نصيب عليه.. مثل وتألق.. قال جملته الأشهر والتي طغت على العمل الذي قيل فيها وعلى النجم ذاته؛ فخبا أمام شهرتها.. تبدو مجرد كلمة عابرة: "أنا بلبل بالإنجليزي". ربما لا تعني لنا شيئاً عندما نسمعها بعيداً عن السياق.. السياق دائماً هو الأهم.. لكن بالنسبة للممثل الذي قالها، والذي هو في حد ذاته السياق؛ كانت هذه الجملة كفيلة بإثارة حنقه، يغضب لأن المخرجة الشابة تصر أن الموضوع مهم بالنسبة له: "ليه مصرة إني أكون زعلان من شيء؟!"، لقد ظل لسنوات يحاول نسيان طغيان هذا العمل عليه هو ذاته.. يتذكر الناسُ القولَ وينسون قائله.. الشابة اليافعة تغرس سكين الماضي في قلبه الساكن.. محبة دون شك.. بريق عينيها دائماً يبدو، والسعادة تتدفق كلما نظرت إليه.. إنها لا تريد أذيته.. إنها تريد فقط أن تسكب بعض الماء على جذعه اليابس.. دور المرأة القديم في الحياة.. هي لا تهب الحياة.. لكن واهب الحياة أعطاها القدرة لتصير الحياة نفسها.. بدونها لا يصبح للحياة وجود.. وبوجودها توجد قيمة لحالة العيش.. يتحول الرجل من كائن يعيش إلى آدم يحيا.. تغريه دائماً بأن يمد يده إلى تفاحة الأزل.. ويطيعها هو رغم ادعائه أنه (لا تفرق معه)، ربما يبدو مقاوماً كما فعل نجمنا وصاح في المرأة الشابة المستفزة: "ليه أصلاً بدك تصوريني لَإلي، بين كل شيء عم يصير بها الدنيا، والعالم الموجودة؛ ليه ما بتصوريهم إلن"..
  هل قال فعلاً: "العالم الموجودة"؟
  يعني هل لا يعتبر نفسه موجوداً في الدنيا؟!
  ربما يكون هذا التصور ما جعله يتوهم أو يوهم نفسه أن عزلته تلك جنة، وأنه ارتقى فوق الأحداث العادية، أو الحوادث والصدمات اليومية.. ارتقى فوق "كل شيء عم يصير بها الدنيا"، وارتفع عن كل "العالم الموجودة"، لكن المخرجة الشابة، الأنثى المتمردة، المرأة الفضولية.. حواء؛ تأبى إلا أن تصدمه بالحقيقة.. تخبره أنه مازال بين الناس.. وتغريه أنه أكبر من جملته العالقة في أذهانهم.. هل صدقها هو؟! هو يصدقها دون أن تتكلم، إنه فقط يعيش حالة من محاولة الإنكار.. إنكار الذات.. إنكار أهمية الأشياء.. إنكار جدوى الحياة.. أو أنها تفرق عن عيشته العادية في زاويته المنعزلة، وطعامه الذي يأكله وحيداً..
  يثور عليها، وتقرر الرحيل، بعدما حركت الماء، وسقت شجرته اليابسة منذ سنين..

  أن يورق فرع يابس بعد كل هذا العمر، ليس أمراً هيناً.. لكن الحياة دائما كامنة في كل جذع مهما بلغ يبساً وبؤساً.. ولأنها تعرف ذلك ظلت مؤرقة تجلس وحيدة.. جلسة صيفية عند حافة نافذة تطل من الظلام رغم ضوء النهار الموجود بالخارج.. تتذكر كيف صحبته لاكتشاف ذاته.. لاكتشاف أن الجلطة التي أصابته، وأوهنت يده لن تمنعه من تحريك أصابعه والدق على أمشاط البيانو..
  "بعد الجلطة ما عاد فيني أحرك أصابيعي منيح".. يقول هو ذلك بائساً؛ فتجيبه هي: "الأول بده يكون بدك؛ بعدين بيصير فيك".
  تذكر ذلك فتقرر أن تعود أدراجها إلى معركة الوجود.. حواء تصر دائماً أن تصحب آدم إلى الأرض سواء قبِل أو تمنَّع؛ فهي تعرف أنه لن يستغني عنها أبداً، ولأن المرأة دائماً صاحبة حدْس سابق.. تحمل له المناقيش.. فهو الرجل الذي يأكل وحيداً، وتريد هي أن يأكلا معاً. لأنه من وجهة نظرها مَن "يأكل لحاله؛ يموت لحاله"، فتحذره: "بس انتبه إذا متنا بنموت سوا".
  لا يكترث الرجل بالتحذير، فقد انبعثت لتوها الحياة في وجوده من جديد، لقد بدأ كتابة مسرحية جديدة.. كتب كلمات لتكون مطلع مسرحيته.. رغم الحزن الذي يغلف تلاوته للنص، لكن النص مفعم بادعاء الأمل:
"نحنا وصغار.. بعد بكير
  ولما نكبر ونروح.. بيقولوا فـَـل بكير
  بعد الصيف بييجي الخريف، مع إنه على طول.. بس بيقولوا سقعت بكير
  بكرة جاي.. خلينا سهرانين، وعلى شو مستعجل.. بعد بكير
  ولما نزعل.. بكير
  ولما نخجل.. بكير
  وحتى ع الحب.. بكير
  كل شيء له وقته، إلا الوقت ذاته بيضل بكير"
  هكذا تنبلج العلاقة من جديد بين الرجل والحياة.. الحياة التي ظلت كامنة طويلاً ثم انبعثت من جديد.. هكذا بدت.. كانت يابسة فجاءت الفتاة لتسقيها.. تسقيها كثيراً.. لكن يبدو أنها رشفات النهاية.. تصير كما يقول التعليق.. وحلاً.. يتحسر صوت الراوية وهي تقول: "بدل ما تفيدها بتنزعها"..
  هي حسرة ما بعد الفقد.. لكن هل كانت الأشياء اليابسة، لو ظلت يابسة؛ لتعيش إلى الأبد؟!
  تدخل الفتاة التي لم نعرف اسمها لتجد نجمها الذي أحيته من اليبس جامداً في لحظة اجتمعت فيها حياته كلها، غرفة المسرح التي شهدت مجده، يده على المكياج.. يستعد للحياة، فينتقل إلى حياة أخرى.. تناديه للمرة الأولى باسمه فنلاحظ أن الأسماء كانت لا تعني شيئاً طوال الفيلم، لكن في هذه اللحظة تصبح ذات أهمية.. تذكرنا بنص قديم: "أعد إلى الذاكرة اسمي يوم أن تحصى السنين"، ويعود الاسم للذاكرة يتحدث العالم عن الرجل.. اسمه في نشرات الأخبار، وصورته تبقى.. كما جاء على لسانه أول حواره مع المخرجة الشابة: "يمكن أكون خلصت، لكن فعليا ما بكون خلصت لأني بكون بقلب الكاميرا على طول".
أحمد صلاح الدين طه
3 أكتوبر 2020
dedalum.info@gmail.com

رابط مشاهدة الفيلم كاملاً و معه الباسوورد للمشاهدة أسفل هذا الفيديو
لا تنس الاشتراك في قناتنا على يوتيوب 

الاثنين، أبريل 20، 2020

دانتيل .. كالعادة


مقالات أحمد صلاح الدين طه
دانتيل .. كالعادة




  كالعادة، كان دانتيل مثل اسمه حديثاً شفافاً عن حُسنٍ أخاذ لا تخفيه إلا رقة العالم غير المأخوذ بصخب الألوان.

  هل كان ذلك في زمن ماضٍ، أم أن عبقاً من الماضي يكتنفه؟!

  لن تعرف.

  إنه فقط فيلمٌ قصير يتحدث عن مشاعر راقية برومانسية شاعر يتغزل في الجمال.. جمال متنوع يحيط عالمنا البسيط ويتغلغل في تفاصيل يومنا العادية.

  دانتيل، هو تلك الغلالة التي تمكننا من الرؤية، لكن الرؤية من خلالها تقدم الحياة برقة.. بعذوبة.. بنعومة رائعة تغلف الأشياء ولا تحجبها.

  يبدأ الفيلم بصوتٍ يتصاعد تدريجياً، يتكشف كنهه رويداً؛ يبدو كصوت بحرٍ هادئ، أو نسمة صباحية تتلقاها زقزقة عصافير استيقظت لتوها.. لكن الصوت يتقدم مع الزمن فينكشف؛ إنه صوت الحياة اليومية العادي في مكان رمزي.. قرية قديمة.. مدينة عتيقة؛ أو حيٌّ منعزل.. أول ما يظهر منه لقطات مجمعة.. غلالة من الدانتيل.. هل هي ستارة على شباك، أو ناموسية على سرير قديم (أبو عمدان)، أو ربما وشاح، طرحة على وجه عروس تتقدم نحو حياة جديدة.. في كل الحالات تواجه تلك القماشة الرقيقة الشمس المباشرة لتحولها إلى نور.. نور مهذب يمكننا رؤيته وتأمله دون أن يجرح أعيننا.

  مع العناوين يظهر المكان دون أن يفصح عن مكانه. هو -ربما- عند سفح جبل أو تل.. الأرض جدباء منبسطة رغم أن التل في الخلفية تغطيه شجيرات برية وعشب تحسه رياناً رغم أن بعده يظهره بلون شاحب بعض الشيء، يجعله قريباً من نفس مجموعة الألوان.. تدخل سيارة من موديل قديم، سيارة أوروبية ربما من سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي.. صفراء اللون (نعرف فيما بعد أن اللون الأصفر بالنسبة للبطلة هو لون الأمل) تدخل السيارة الكادر مثيرة لغبار يساهم في جعل كل تفاصيل اللوحة ناعمة.. الألوان غير المشبعة، والتفاصيل غير الحادة، والتباين المنخفض؛ كل ذلك يقدم لنا بالتة الألوان التي ستسود الفيلم بعد ذلك، ويجعلنا نشعر أننا إزاء لوحات مرسومة بألوان مائية رغم أن عبق ألوان الزيت يشبع أعيننا ويشعرنا بعمق الألوان ورسوخها.

  تلك السيارة العابرة تقدم لنا كود الألوان، كما تحمل لنا بطلة الفيلم، امرأة عادية تدير محلاً للزهور في مجتمع صغير متآلف.

  يبدأ المتن.. القصيدة.. الفيلم.. لوحات متتالية تقدم لنا محل الزهور وصاحبته تنسق زهورها التي جلبتها للتو.. تتراقص.. تتراقص؛ لا ترقص.. تهز جسدها طرباً، والطرب لا يعني الفرح، لكنه نوع من الاحتفاء بحزن.. ألم.. حاجة.. شجنٌ لشدة عمقه وتوغله في النفس يظهر في صورة بهجة.
  في الخلفية نسمع أشهر ألحان حسن أبو السعود: "شك شاك شوك".. الكلمات لم تعد ذات أهمية إلى جوار ذلك اللحن الذي لن تجد راقصة مشهورة أو مغمورة إلا رقصت عليه.. يكاد يكون فقرة رئيسية في ملاهي القاهرة وبيروت وكازابلانكا الليلية.. ابحث عنه على يوتيوب وستجده أيضاً قادما من مانهاتن ولندن وسيول وطوكيو.. من مدارس تعليم الرقص الشرقي في كييـڤ وموسكو إلى مطاعم باريس وروما وقبرص، من كل مكان في العالم اهتزت عليه خصور الحسان ومع ذلك يدهشك كم الحزن الذي يوقعه هذا اللحن في نفسك.. حزن جميل لكنه جمال كجمال الزهور التي تضربها السكاكين، وتقطعها المقصات من أجل أن يسعد بها الآخرون.

  سيدة الزهور تبدو كنموذج لامرأة معاصرة، ليس فقط في لبنان، لكن في أي مكان من العالم.. سيدة جميلة.. وحيدة.. متوسطة العمر.. حياتها عادية.. عادية تماماً.. يسيطر على مشاهدها الوجود في العمل، المحل الذي ترصده الكاميرا من الداخل في معظم الأحيان.. يبدو في المشاهد الأولى كما لو كان محل زهور في مواجهة غابة استوائية، ساعد في ذلك التباين المنخفض للألوان وهو الشائع في كل الفيلم، وأيضاً الدخان القادم من الخارج الذي يبدو كشبورة ممتدة الأثر.. نتخيل طالما البطلة ترتدي ملابس صيفية، فستاناً قصيراً بأكمام مختزلة؛ فلابد أن ذلك مناخ استوائي.. جو شديد الرطوبة، لكن ذلك يتبدل نوعا ما في المشاهد التالية، عندما نكتشف أن ما يواجه المحل ليس إلا حائط بيت مقابل، عندما انقشع الضباب، وعلق أحدهم سجادة حمراء.. دلاها من شرفة فيما يبدو.. بدأت الأمور تتضح.. ربما كان ذلك إشارة لتغيير الفصول، في الواقع لم يتغير نمط ملابس البطلة ليشير إلى أي انقلاب للطقس؛ لكن تبقى معلومة جيدة أن الزمن يتقدم حتى لو لم يقدم الفيلم أي حسم بشأن الزمن.. أحداث الفيلم يمكن أن تقع في أي زمن وفي أي فصل من فصول السنة.. كل ما هنالك أن الزمن بطيئاً.. رزيناً.. يتقدم.

  الأحداث تتوالى، الرابط الوحيد بينها هو أنها أحداث يومية عادية، لا نستطيع أن نقول إنها تتدفق؛ ليس ذلك ما يحدث، لكن هل يربطها -ربما- أنها مستوحاة من عالم أنثوي.. تحضر المرأة في الأحداث على مستويات عدة ومن خلال محاور عديدة يربطها المكان، ويصرح صانع العمل بشكل مباشر أنه استوحى الفيلم من أمه.
  طوال الفيلم نلتقي بعالم المرأة: سمر، البطلة متوسطة العمر التي تعيش وحيدة، والسيدة (طنط سيدة) التي تبدو كما لو كانت وحيدة أيضاً.. مسنة محبة للحياة، يغضبها كون نبتتها (الجاردينيا) لم تزهر بعد كما تتصور أنه ينبغي لها، وتتأمل بتذمر كلمات سمر (بائعة الزهور) التي تؤمن بعمق أن أوان الزهر لم يحن بعد.. تتزين طنط سيدة كالمراهقات وتبدو عباراتها عنيدة نزقة مثلهن أيضاً، وترقص في زفة بين الأزقة، أهل الحي يزفون عروساً إلى عريسها الذي لا يظهر أيضاً.. الرجل هنا حاضر رغم غيابه، وسمر أيضاً حاضرة في بوكيه الورد الذي وضبته منذ قليل رغم أنها -فيما يبدو- الوحيدة التي لم تحضر العرس، لكنها تمر بالزفة سائرة عكس اتجاهها، وفي أثر الزفة تعلق عينها وقلبها بالشريك المحتمل الذي يبدو منجذبا أيضاً إليها.. ولا يترك خيالها حتى يسيطر على حلمها.

  في المشهد التالي يفد إلى محل الزهور رجلٌ رأيناه من قبل في لقطة اعتراضية لم نفهمها في وقتها: الرجل، وامرأتان تفران منه.. ربما زوجته وابنتها المراهقة مثلاً.. يحاول إيقافهما دون جدوى، فيسند ظهره إلى حائط البيت مطأطئ الرأسي بخزي؛ وتمر به سمر حاملة بعض الزهور..
الآن يبدو أنه وجد ضالته، وجد حلاً لمشكلته مع نسائه في الزهور.. يأتي إلى محل الزهور ويطلب بوكيه ورد.. لم يستطع أن يحدد لأي مناسبة.. هو حائر، وسمر تقترح عليه اللون الأصفر.. اللون الذي تراه هي رمزاً للأمل، وتمنحه وردتين.. فالأمل لا يأتي وحيداً.. هي أيضاً تشتاق إلى أمل ما.

  في المشهد التالي يتقدم أملها إلى أحلامها..
  في بيتها تبدو وحيدة.. تتأمل الكاميرا جسدها الفينيقي المحبوك من علٍ بعين نحات إغريقي كلاسيكي يقف على شاطئ ليس قبالته أنثى إلاها.. أنثى ذات جسد ناضج شهي تغرق الكاميرا في تأمل تفاصيله، وتقدم استعراضاً.. رقصة بالأيدي تذكرنا بحركات الأيدي في لوحات رسامي الكلاسيكية الجديدة عندما رسموا الملائكة بخصال وهيئات بشرية.. تدخل مع يد البطلة يد أخرى.. يد رجل لا يظهر إطلاقاً، لكنه حاضر مندمج في تناغم تام ليكمل الرقصة.. اللوحة التي لا تتم إلا بيدين، وجسد واحد.. علاقة تنبهنا أن الفيلم ليس عن المرأة، وليس لها، وهو أيضاً لا يقدمها هدية براقة لعين رجل؛ لكنه عن هذه الصلة  الشفيفة الراقية بين البشر التي تجعل أحدهم أنثى تنتظر رجلاً يأتيها آخر الأمر حاملاً زهرة من محل زهور تملكه هي.

أحمد صلاح الدين طه
11 أبريل 2020

dedalum.info@gmail.com





شاهد الفيلم هنا كاملاً
https://vimeo.com/pedrohasrouny/dentelle


قناة ديدالوم على يوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UC__hT1rI_9vwS0AdjAnTK2Q

  










Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

Dedalum New Year

ديدالوم

عام جديد سعيد مليء بالإبداع والفرح!

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم

125972