مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات movie. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات movie. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، مارس 19، 2025

بارثنوبي فيلم إيطالي ٢٠٢٤ مرشح كان Parthenope When time is passing, And we are stell there

Parthenope 2024 مشاهدة online

 
مشهد النهاية من بارثنوبي
عندما يمر بنا الزمن، ونحن لا نزال هنا في أماكننا
فيلم إيطالي ٢٠٢٤ مرشح كان
 
 Parthenope When time is passing, And we are stell there
 
#ديدالوم 
 
#dedalum_tv
 

الأربعاء، نوفمبر 13، 2024

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

 

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل



  قضية قديمة، ومعضلة متجددة تَستحدِث كل يوم ألمًا جديدًا وتبحث في كل لحظة عن أمل جديد أو حتى بصيص أمل احتلت مَشرقَه صانعة الأفلام المغربية فاطمة أكلاز متشبثة به ودافعة إياه كقابلة محترفة تعرف كيف تفسح المجال لخروج النور من خلال فيلمها آخر لغم The Last Mine.

  سأحاول أن أتحاشى الحديث عن فيلمنا هذا مصنفًا إياه كفيلم وثائقي، وهو أيضًا ليس فيلما روائيًا أو تخييليًا، لكنه فقط فيلم سينمائي يستفيد من توثيق الحالات الحقيقية بقدر ما يوظف المشاهد التمثيلية والحوار والمؤثرات الصوتية والنصوص المكتوبة على الشاشة ليغذي جميع حواسنا ويخاطب في ذات الوقت إداراكنا. يغرس في نفس المتلقي وعيًا بقضية الألغام المتروكة بعد الحرب وخطرها الذي يطال المدنيين فيشوه أجسادهم ويدمر نفوسهم أو يقضي على حيواتهم ليضم أسماءهم إلى سلسلة طويلة من ضحايا ما بعد الحروب.

  الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات قضية تطال العالم أجمع ونعاني منها بشكل خاص في بلداننا العربية من شرقها لغربها، على سبيل المثال؛ امتدت في اليمن منذ صراعات القبائل إلى الحروب المتكررة وصراعات السلطة أو النفوذ أو الحدود التي امتدت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ثم تجددت في العصر الحاضر بعد استيلاء الحوثيين على مخزن متفجرات يتبع شركة إسمنت كانت تستخدمها في الحفر، حولها هؤلاء إلى ألغام فخخوا بها الطرق والجبال فطمروا فيها الموت بدلا من تعميرها بالبناء.

  في سوريا ترك الصراع مع العدو الإسرائيلي بصمته المميتة أيضًا، كما أحدثت الصراعات الداخلية أثرها بين الثوار والجيش النظامي والطامحين في السلطة والنفوذ من دواعش وغير دواعش. دائمًا يغادر الجنود ويتركون خلفهم حقول الخسة وجذور الدمار. 

  كذلك في مصر ترك الاحتلال الإسرائيلي في سيناء أكثر من خمسة ملايين وخمسمائة ألف لغم، وفي الصحراء الغربية تركت قوات محوري الشر في الحرب العالمية الثانية (ولا أقول الحلفاء والأعداء كما تسميهم المراجع التاريخية التي كتبها المنتصرون) أكثر من سبعة عشر مليونًا وخمسمائة ألف  لغم أرضي غير منفجر شكلت مصائد مميتة لسكان المناطق المحيطة، وتسببت في انعدام القدرة على استغلال 10% من الأراضي المصرية القابلة للزراعة، ويكفي أن نعرف أن إزالة مليون ومائتي ألف لغم استطاعت القوات المسلحة تفكيكهم بجهود ذاتية نتج عنها إتاحة بناء مدينة من أحدث المدن العصرية المصرية تحوي استثمارات بمليارات الدولارات هي مدينة العلمين الجديدة، ومساحات شاسعة من الساحل الشمالي لم يكن ممكنًا استغلالها بأي صورة من الصور منذ بضع سنوات.

 في ليبيا أيضًا على الحدود مع مصر زُرعت آلاف الألغام إبان ما سمي بحرب الأيام الأربعة عام 1977م. وهي حرب عجيبة نشبت فجأة بين مصر (السادات) وليبيا (القذافي)، وكما بدأت أعلن فجأة وقف إطلاق النار وانتهى الأمر، وذهب المقاتلون للراحة في بيوتهم، لكن بالنسبة للمدنيين لم يكن الأمر كذلك؛ فقد كانوا على موعد مع موت متربص تركه المعسكران مزروعًا في الصحراء كامنًا لراعي غنم يسرح بخرافه ونعاجه أو طفل يلهو مع أصدقائه، والقضية ما تزال قائمة حتى اليوم. هذا طبعًا بخلاف الألغام التي تركها الصراع على السلطة بعد سقوط النظام الحاكم في 2011م. 

  في المغرب أيضًا هناك قضية ألغام مستفحلة منذ أيام الاحتلال الأسباني وهناك المزيد من الألغام زرعت بسبب صراعات أخرى على الحدود لم تحسم بعد.

  ليت الألغام الأرضية معروف أماكنها أو أنها ثابتة فيها، لكنها تسرح وتسعى، تتسلل يومًا بعد يوم لتقترب إلى التجمعات السكنية نتيجة الأمطار وتحرك التربة والرياح. باختصار حتى لو رضي الناس بهذا الهمّ الذي زُرع في طريقهم وحاولوا التكيف معه؛ ما كان ليتركهم في حالهم بل يهاجمهم في عقر دارهم، وهو سبب آخر لكون هذا الخطر داهمًا ولا بد من التخلص منه نهائيًا رغم الكلفة الباهظة لذلك، فاللغم الذي قد يكلف إنتاجه وزراعته مبلغًا لا يتجاوز العشرة إلى الخمسة والسبعين دولارًا، تُكلف إزالته بين ثلاثمائة إلى ألف دولار، وبضرب هذا الرقم في عشرات ملايين الألغام المزروعة حولنا نكتشف أن الكلفة مرعبة لكنها ضرورية لأن بقاء الألغام يقابله  أرواح تزهق وحيوات تدمر كل يوم.

  مما سبق يتضح لنا عالمية القضية التي تصدى لها فيلم (آخر لغم)، وهو ما جعل العديد من الأفلام العالمية الروائية والتسجيلية تتناوله، منها على سبيل المثال لا الحصر: فيلم (كاجاكي: القصة الحقيقية) Kajaki: The True Story، ويعرف أيضا ب Kilo Two Bravo، من إنتاج 2014، وهو فيلم دكيودراما بريطاني من إخراج بول كاتيس Paul Katis يعيد تقديم واقعة حقيقية معروفة بحادثة جسر كاجاكي وقعت لمجموعة من الجنود البريطانيين في مهمة عسكرية في أفغانستان عام 2006، وفيلم (أرض الألغام) Land of Mine أو Under Sandet من إنتاج 2015 وهو فيلم روائي دانماركي عن قصة حقيقية لاستغلال ألفي أسير ألماني في إزالة الألغام بعد الحرب، الفيلم من إخراج مارتن زاندفليت Martin Zandvliet. أيضًا هناك فيلم لغم Mine وهو فيلم درامي إنتاج مشترك بين إيطاليا والولايات المتحدة وإسبانيا عام 2016 ويتناول واقعة حدثت لاثنين من جنود المارينز في مكان غير محدد من شمال أفريقيا.

  هذه أفلام طويلة ذات طابع أقرب للأفلام الروائية لأنها تتناول قصصًا حقيقية تعيد تمثيلها أو تستلهمها، وهناك عدد كبير أيضًا من الأفلام القصيرة ذات الطابع الأقرب إلى التسجيلي منها -على سبيل المثال أيضًا- الأفلام اليمنية: (الألغام، الموت المؤجل) من إنتاج قناة بلقيس الفضائية، وفيلم (الألغام مصائد الموت) من إنتاج مواطنة لحقوق الإنسان، وأحدثهم فيلم (عروس في حقل ألغام) للمخرجة اليمنية هناء صالح الذي يتناول في إطار تسجيلي التحول المفاجئ في حياة عروس كانت تستعد لحفل زفافها قبل أن ينفجر تحت قدميها لغم أرضي يحول حياتها من السعادة إلى الشقاء.

  من الجولان السوري المحتل نجد أيضًا فيلم (حقول الألغام) إنتاج قناة 24News Arabic عام 2017م. للمخرج والمراسل التليفزيوني مرعي مرعي، وهو مخرج عربي من عرب 48.

  في مصر تم تناول الموضوع أكثر من مرة سواء في السينما الروائية أو التسجيلية آخرها الفيلم الوثائقي (الألغام) من إنتاج قناة الوثائقية المصرية الذي تم عرضه لأول مرة منذ أسابيع أواخر سبتمبر 2024م. وما يزال معروضًا على منصة Watchit المصرية، وربما هو أكثر الأفلام الوثائقية العربية عن هذا الموضوع حظًا من حيث ميزانية الإنتاج التي أتاحت له إعادة تصوير وقائع الحرب العالمية الثانية ومعركة العلمين الأولى والثانية التي كان نتيجتها غرس ألغام على مساحة شاسعة من صحراء مصر الغربية بواسطة القوات الألمانية والإيطالية والإنجليزية.

  ليبيا أيضًا كان لها نصيب من هذه الأفلام من خلال مؤسسة (منبر المرأة الليبية من أجل السلام) والتي تصدت لإنتاج سلسلة من الأفلام حول موضوع الألغام خاصة التي فخخ بها الإرهابيون مناطق مأهولة بالسكان أو زرعوها بالقرب منها فتسبب كل يوم إصابات وتزهق أرواحًا جلها من الأطفال الذين لم يشاركوا في هذا الصراع ولو بالكلام. من هذه السلسلة الوثائقية ظهر فيلمان هما: (العدو الخفي) الذي عرض في سبتمبر 2017م. والفيلم الثاني هو: (معزوفة الموت.. قصة مدينة تحاصرها الألغام) الذي عرض في 10 نوفمبر 2017م. في مؤتمر بمدينة الحمامات بتونس.

  في آخر لغم تأخذنا فاطمة أكلاز إلى رحلة مع ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحروب في الصحراء المغربية، رحلة وثائقية مفعمة بالدراما، تأثرًا -ربما- بالموضوع الذي يحتمل قضية إنسانية مؤججة بالمشاعر تحوي في مَتنِها تراجيديا الأزمة وصراع البقاء وأملًا في الأفق بعيدًا يحفز أبطال الواقع ويقود الأحداث ليضفر حبكة محكمة. التقطت صانعة الفيلم ذلك الخيط الدرامي بمهارة تنم عن خلفيتها الفنية كممثلة مسرح ومخرجة سينما حرصت أن تكون حاضرة على الشاشة بدور ما في أفلامها الروائية القصيرة الخمسة التي أخرجتهم من قبل ضمن سبعة أفلام في قائمة أعمالها كمخرجة سينمائية.

  أقيم بناء الفيلم على خمسة أجزاء ربطت بينها المخرجة عن طريق عناوين مكتوبة تضم مقتطفات لكتّاب معروفين اختارتهم بعناية أو نصوصًا افتتاحية مقتضبة، وهي تقنية سينمائية قديمة جدًا من أيام السينما الصامتة، كانت توظف لتلافي عيب نقص الصوت في بدايات السينما، ووُظفت هنا لفتح الطريق أمام السرد البصري وقيادة المتلقي عبر دروبه واختزال تفاصيل عمر ممتد من صراع البشر مع الألغام ومع ظروف الحياة في الصحراء، الحياة الشاقة والممتعة في نفس الوقت.

  يُفتتح السرد السينمائي بعبارة منسوبة للروائي الليبي العالمي إبراهيم الكوني، ذلك الأديب الذي عُرف بسبره أغوار الصحراء التي يعرفها جيدًا حتى يقال إنه أول من أحدث نقلة للرواية من كونها فنًا مدينيًا يكتب في المدن عن المدن وأهلِها، ويقرأ أيضًا في المدن؛ أخذه الكوني إلى الصحراء. تقول عبارته التي يُفتتح بها الفيلم:

"في الصحراء لا يوجد شيء على الإطلاق، ويوجد كل شيء"

إنها عبارة تلخص المسافة بين نظرة الغرباء لهذه الكثبان الممتدة والمساحات الصفراء القاحلة اللانهائية التي تبدو غير حية ولم تشهد حياة ولا ينتظر منها إرهاص بأي صورة من صور الحياة، لكنها في نفس الوقت عند الخبير بدروبها وشعاب جبالها حياة كاملة متكاملة، كل ذرة رمل فيها طيَّرها الهواء لتطمس أثر قدم مرت هنا تحمل ذاكرة، تاريخًا وقصصًا لأناس وأنس وأمال وألم أحيانًا كثيرة.

  الفصل الأول من الفيلم يسبق التترات وهو ملخص تشويقي يعرض مقتطفات من القصص التي ترد في المتن بعد ذلك، ومشهدًا تمثيليًا توظفه المخرجة لتربط مفاصل السرد، فتقسمه لأجزاء تعرض بعضًا منه كل حين بين فصول الفيلم، وهو مشهد يعيد تمثيل قصة أحد الأبطال الذي اضطرته ظروف قصف جبهة البوليساريو لمدينته (السمارة) للمغادرة إلى مخيم في الصحراء، ثم يترك خيمته متجها بعيدًا عن الأنظار لقضاء حاجته فينفجر فيه لغم وينتهي به الحال، بعد محاولات متعثرة لإنقاذه، بفقد إحدى ساقيه وإحدى عينيه، هذا البطل يتحول بعد حين لأحد الناشطين في مجال التوعية عن خطر الألغام والباحثين عن حقوق المعاقين.

نشاهد أول لقطة من هذا المشهد في أول الفيلم، الشاب يتمشى في الصحراء، لقطة عابرة لا نفهم معناها إلا بعد أن تكتمل خيوط القصة.

  جزء آخر من المشهد التمثيلي الذي أشرنا إليه يأتي مع ظهور عنوان الفيلم الذي يفصل بين لقطة أحادية اللون (أبيض وأسود مع مسحة من السيبيا) للشاب يتقدم في الصحراء التي تنحدر به حتى يختفي عن العيون، ثم لقطة ملونة وإن كانت ألوان الصحراء ذات التشبع المحدود تجعلنا بالكاد نحس بهذا التغير اللوني، فقط في الحدود التي ندرك معها أن الزمن تغير، فنرى العائد من عمق الصحراء في الزمن الحاضر وقد صار يمشي على عكازين، وهو الشيخ أحمد بن ليمان أحد البطلين الذين يقودان السرد ويغذونه بأبعاد درامية (تخييلية) من خلال قصة صداقتهما الحقيقية على أرض الواقع.

  الطريقة التي تم بها إخراج المشهد السابق تحيلنا إلى تناصٍ مع مشهد متطابق (تقريبًا) من فيلم (حقول الألغام) للمخرج مرعي مرعي الذي أشرنا إليه سلفًا مع اختلافات بسيطة حيث يدور في صحراء الجولان ويذهب مجموعة من الأصدقاء ليتواروا عند منحدر رملي، ثم يعود أحدهم فقط من العمق على عكازين. هذه الإحالة نموذج فقط وثمة إحالات عديدة (تعدد التناص) تشير إلى مدى اطلاع المخرجة ودراستها وهضمها للأعمال التي سبقتها لتناول الموضوع ثم الاستفادة منها في تقديم فيلم مؤثر يمثل سجلًا يؤرخ اللحظة الإبداعية التي أنتج فيها.

  "الناس لا شيء بدون القصص"

  بهذه العبارة ينطلق السرد في عرض مجموعة من اللقاءات يروي من خلالها الأبطال قصصهم مع الألغام، اختلافات ليست كبيرة، كلها تنتهي بمأساة لأصحابها، شاب فقد يده وزوجة فقدت زوجها وأحد ابنيها، وقصص أخرى منها قصة صداقة بين رجلين من مصابي الألغام أحدهما ينتمي إلى مدينة (بوجِعد) في الشمال، من قلب المغرب هو (الخميس حمادي) أو (بوستة) والآخر ينتمي إلى مدينة السمارة الصحراوية وهو (الشيخ أحمد بن ليمان). تلك تبدو إشارة فنية مضمرة بذكاء إلى وحدة التراب المغربي ضمنتها صانعة الفيلم بين السطور دون أن تزعق بها أو تجعلها في قالب دعائي فج لا يعيش في عقل وقلب المتلقي. قصة الصداقة هذه تعطى حيزًا كبيرًا من السرد. تتخلل الفيلم حتى تصل بنا إلى آخره فيختتم الفيلم بهما في جلسة سمر وشرب الأتاي المغربي الشهير على أرض الصحراء التي تبدو آمنة رغم أنها ما يزال بها لغم نرجو كما ترجو صانعة الفيلم والمشاركون فيه أن يكون اللغم الأخير.

  "إن سر الوجود الإنساني لا يكمن في الحياة فحسب، بل في معرفة ما يجب أن نعيش من أجله."

  بهذه الجملة التي كتبها الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي في رواية الإخوة كارامازوف، يفتتح فصل آخر من الفيلم، فصل أكثر حيوية يغلب عليه التصوير بالكاميرا المحمولة، يمكن اعتباره أكثر فصول الفيلم وثائقية. نرى خلاله تجربة (جمعية إسراء لدعم ومساندة ضحايا الألغام) والتي ينخرط في عضويتها بطلا الفيلم حيث يتقدم دورهما في الفيلم من مجرد الحكي إلى الفعل، فنراهما ضمن أنشطة الجمعية التوعوية والمساندة لضحايا الألغام، ومن خلال هذا الفصل نقابل المزيد من ضحايا الألغام ونتعرف على قصص أكثر لمأساة هذا الشر المتربص بالمدنيين.

  بعد ذلك نجد فصلا تكتمل فيه حكاية القصص التي يرويها الفيلم لكنها لا تنتهي. يبدأ الفصل بمشهد الشاب الذي يتمشى في عمق الصحراء وينفجر فيه اللغم، المشهد هذه المرة يأتي كاملا، وتتواصل حكايات ضحايا الألغام (أبطال القصة). يبدو أن هذا الفصل ينهي علاقة الفيلم بالماضي ليقودنا إلى الفصل الخامس والأخير الذي يفتتح بنص مقتبس من رواية الأديب إبراهيم الكوني (التبر)، تقول العبارة: "التعويذة الأسطورية لأهل الصحراء هي الصبر"

هذا الفصل الأخير من الفيلم نشاهد خلاله هؤلاء الناس، سكان الصحراء يمارسون طقوس الصبر اليومي، والصديقان يتسامران في سهرة بقلب الصحراء يتمتعان خلالها بأمان محتمل، فقد تكون الألغام انتهى وجودها كما يذكر عنوان الفيلم (اللغم الأخير) ليته يكون أخيرًا ليغني الجميع مع (بوستة) وصديقه (بن ليمان) في عودتهما إلى المدينة ليلا معلنين رضاهما بالمقسوم وصبرهما على البلاء وسعادتهما الممكنة بالمتاح.

 

أحمد صلاح الدين طه

الأربعاء 13 نوفمبر 2024

dedalum.info@gmail.com

 

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

فيلم آخر لغم.. فاطمة أكلاز توارب باب الأمل

 

الجمعة، يونيو 23، 2023

يسري نصر الله: سعيد بجائزة الهرم الذهبي وتكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي

 

يسري نصر الله: سعيد بجائزة الهرم الذهبي وتكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي

القاهرة - مهرجان القاهرة السينمائي

قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم المخرج الكبير يسري نصر الله، بمنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، خلال فعاليات دورته الـ 45، المقرر إقامتها في الفترة من ١٥ و حتى  ٢٤ نوفمبر المقبل، وذلك تقديرًا لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة .

وعن قرار التكريم قال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: "سعيد جدًا بأن المخرج المصري يسري نصر الله سيكون معنا في هذه الدورة، وسعيد أيضًا بهذا التكريم، فهو مخرج متميز جدًا وله أعمال مهمة لا يمكن نسيانها، فتلك الأعمال دخلت تاريخ السينما من أوسع الأبواب، كما أنه صديق عزيز جدًا وأيضًا زميل".

وأضاف: "علاقتي بيسري تعود إلى مدة طويلة، وبالتحديد الفترة التي عملت فيها مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وكان يسري وقتها مساعدًا له، وعملت أنا أيضًا مساعد لشاهين في فترة من الفترات، فنحن تقريبًا من مدرسة واحدة، فلنا أفكار وأحاسيس واتجاهات فنية متقاربة أو متشابهة، لذلك في الحقيقة سعادتي بتكريمه لا توصف، كما أني سعدت بموافقته على التكريم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي".




كما أشار المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان إلى أن المهرجان يفخر بتكريم المخرج المصري الكبير يسري نصر الله ومنحه جائزة الهرم الذهبي، قائلًا: "إن يسري نصر الله هو أحد أكبر المخرجين المصريين الذين حققوا علامات سينمائية شهدت نجاحًا عالميًا كبيرًا ومن المخرجين المجددين الذين حملت أفلامهم لغة سينمائية خاصة جدًا وتجريبًا جريئًا في مفردات السينما المصرية ساهم في التأثير على عدد كبير من شباب المخرجين، سعيد وفخور بشكل شخصي بتكريم الأستاذ والصديق يسري نصر الله، الذي ساهم في تكوين شخصيتي السينمائية مثل العديد من أبناء جيلي".

وحول تكريمه بمهرجان القاهرة قال يسري نصر الله: "أنا سعيد جدًا بجائزة الهرم الذهبي وتكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي، وفي مثل هذه اللحظات أتذكر حياتي مثل شريط من أين جئت وإلى أين وصلت، فلم يكن ما وصلت إليه ليحدث دون عدد كبير من الأشخاص سواء من الأصدقاء أو العاملين في صناعة السينما المصرية العظيمة، فمنهم من وقف بجانبي، ومنهم من تعاون معي، ومن عملوا معي، وجعلوني أكون الشخص الذي أنا عليه الآن، ولذلك أتوجه لهم بالشكر كما أن هناك الكثير منهم يستحقون التكريم أيضًا".





وبدأ يسري نصر الله مسيرته الفنية عام 1985 ضمن فريق "مساعدي المخرج الراحل يوسف شاهين"، بالمشاركة كمساعد مخرج في فيلم "حدوتة مصرية" ثم "وداعًا يا بونابرت" من بطولة ميشيل بيكولي و باتريس شيرو ومحسن محي الدين ، وشارك يسري في كتابة سيناريو الفيلم، وذلك تمهيداً لخطواته التالية كمخرج سينمائي ينتمي لتيار سينما المؤلف .

وكانت خطوته الأولى كمخرج عام 1988 بفيلمه الأول "سرقات صيفية"، والذي عرض أولًا في افتتاح تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان الدولي 1988، ومن ثم انطلق إلى بقية المهرجانات الدولية وطاف دول العالم من خلالها، وحصل على الكثير من الجوائز، ثم عاد للعمل ضمن فريق يوسف شاهين وشارك كمخرج منفذ في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1990، كما شارك في كتابته، وهو الجزء الثالث من السيرة الذاتية لشاهين بعد فيلمي "إسكندرية ليه؟"، و"حدوتة مصرية"، ليكون عين يوسف شاهين وراء الكاميرا في ظل تمثيل يوسف شاهين الدور الرئيسي في الفيلم .






وفي عام 1993 قام نصر الله بتأليف وإخراج فيلمه الثاني "مرسيدس" وحصل الفيلم على الجائزة الفضية عام ١٩٩٤ من مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية بالمغرب، وجائزة أحسن فيلم عام ١٩٩٤ من مهرجان جمعية الفيلم العشرين، كما حصلت الفنانة يسرا عام ١٩٩٥ على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان واجادوجو ببوركينا فاسو، عن دورها في الفيلم.

عام 1995 قدم يسري نصر الله فيلمًا سينمائيًا وثائقيًا بعنوان "صبيان وبنات" من تأليفه وإخراجه، وبطولة باسم سمرة وتدور قصة الفيلم حول حياة باسم نفسه الذي كان آنذاك يعمل مدرسًا في إحدى المدارس الصناعية، ويتخذ أولى خطواته في مجال الفن مع المخرج يسري نصر الله، كما يلتقي الفيلم بدائرته المقربة من العائلة واﻷصدقاء، وعام 2000 قدم يسري نصر الله أحد أهم أعماله "المدينة" ولم ينفرد بتأليفه على غرار الأفلام السابقة حيث شارك ثلاثة مؤلفين في كتابة العمل، هم ناصر عبد الرحمن والمخرجة الفرنسية الكبيرة  كلير دينيس ويسري نصر الله، وكان الفيلم من أوائل تجارب السينما الرقمية في مصر وشهد تجارب طليعية كثيرة في تحويل الشريط الرقمي إلى شريط سينمائي وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات منها مهرجان شيكاغو وتورنتو وقرطاج، وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان لوكارنو.




 


وبعدها قدم يسري عمله الأشهر ثنائية "باب الشمس" المقتبسة عن رواية بنفس الاسم للروائي اللبناني إلياس خوري، والذي شارك في كتابة السيناريو مع يسري والمخرج اللبناني محمد سويد، وقام بإخراج الجزء الأول "الرحيل" والجزء الثاني "العودة"، وتم عرض العملين معًا لأول مرة بمهرجان كان السينمائي في القسم الرسمي خارج المسابقة الرسمية ولاقى الفيلم لاقى ترحيبًا كبيرًا من نقاد السينما في فرنسا وأوربا.

وحصل وقتها يسري على وسام فارس في الثقافة والفنون من عمدة مدينة باريس تكريمًا له، وهو من أرفع الأوسمة الفرنسية ولم يحصل عليه من المخرجين المصريين سوى يوسف شاهين، ثم عُرض الجزءان بدور العرض بنفس التوقيت بحفلات متزامنة، وتم اختيار الفيلم من قبل مجلة Time في قائمة أفضل عشرة أفلام عُرضت في عام 2004، كما حصل الفيلم على المرتبة 42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية حسب استفتاء لنقاد سينمائيين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 في الدورة العاشرة للمهرجان.


وأعلن مؤخرًا مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي عن ترميم الفيلم، وإعادة عرضه هذا العام بجودة4K  ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان والذي سيقام في الفترة من 2 إلى 12 أغسطس المقبل، وذلك بعد مرور 19 عامًا على عرضه الأول.

كما قدم فيلم "جنينة الأسماك" الذي عُرض عام 2008، حيث شارك في بانوراما مهرجان برلين وهو ثاني أهم قسم بعد المسابقة الرسمية في الدورة الـ 58، ليكون الفيلم العربي الوحيد الذي شارك في المهرجان هذه الدورة، واستحق الفيلم ثلاث مقالات في مجلة فارايتي الأمريكية وهي المجلة السينمائية الأولى في العالم.


وتعاون لأول مرة مع النجمة منى زكي عام 2009 عندما أسند لها بطولة فيلم "احكي يا شهرزاد"، ولاحقًا قدم فيلمه المثير للجدل "بعد الموقعة"، وحاول فيه توثيق كواليس معركة شهيرة حدثت وقتها واشتهرت إعلاميًا باسم "موقعة الجمل"، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ 65، كما عُرض في تورنتو، وعُرض على هامش المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، وفي المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة.



أما آخر أفلامه كان "الماء والخضرة والوجه الحسن"، عُرض عام 2016 وكان العرض الأول في المسابقة الرسمية للدورة 69 بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، وذلك بعد سنوات من غياب الفيلم المصري عن المنافسة، وهي المشاركة الرابعة للمخرج يسري نصر الله بالمهرجان بعد مشاركة أفلامه "المدينة" 1999 و"مرسيدس" 1993 و"صبيان وبنات" عام 1995.

كما أنه يُعد أول سينمائي مصري يتولى رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي الدولي، المهرجان الأبرز عالميًا، ليتوج مشوارًا فنيًا مميزًا جدًا محليًا وعالميًا وإن اقتصر على 13 فيلمًا فقط.


وعلى الجانب الآخر درس يسري العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة القاهرة، ثم درس السينما في المعهد العالي للسينما وانتقل إلى بيروت ليعمل كناقد سينمائي فى صحيفة السفيـر اللبنانية لمدة أربع سنوات خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، كما عمل مساعد مخرج في بيروت مع المخرج اﻷلماني فولكر شلوندورف في فيلم "المزيف" والمخرج السوري عمر أميرالاي في الفيلم الوثائقي "مصائب قوم"، عاد إلى مصر عام ١٩٨٢ ليبدأ رحلته مع السينما.  




مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا والأكثر انتظاماً، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس (FIAPF).



 

الثلاثاء، مايو 16، 2023

القائمة الكاملة لجوائز لجنة تحكيم مهرجان جمعية الفيلم للفيلم المصري

 


 

مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، هو مهرجان سينمائي مصري، ويعد أحد أقدم وأهم مهرجانات السينما المصرية. ويعتبر واحد من أهم المهرجانات المحلية المصرية حيث يقوم بالتحكيم فيه نخبة من صناع السينما. مهرجان جمعية الفيلم هو المهرجان الأهلي الثاني من حيث العمر بعد مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما. يقوم أعضاء الجمعية باختيار الأفلام التي تشارك فيه من بين الافلام المعروضة خلال العام السابق من عقد المهرجان. وهو المهرجان الوحيد الذي تقوم إدارته بإختيار الأفلام ولا يتقدم أصحاب الأفلام للمشاركة بالمهرجان، ويكون اختيار أفضل الأفلام عن طريق تصويت أعضاء الجمعية على أكثر 7 أفلام جيدين عرضوا على مدار العام كاملا. وهو المهرجان الوحيد، الذي أقيم بانتظام على مدار سنوات طويلة، ولم يتوقف منذ افتتاحه وتأسيسه عام 1975 من قبل جمعية الفيلم، على أيدى نقاد وصناع السينما. ويقام بدعم من صندوق التنمية الثقافية ونقابة المهن السينمائية والشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى. رئيس الجمعية حاليا هو مدير التصوير السينمائي محمود عبدالسميع.


القائمة الكاملة لجوائز لجنة تحكيم مهرجان جمعية الفيلم للفيلم المصري:

  • جائزة أفضل فيلم بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 حصل عليها فيلم "كيرة والجن" للمنتج تامر مرسي.
  • جائزة الإمتياز في التمثيل في مهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للفنان كريم عبدالعزيز عن دوره في فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن ممثلة دور أول نساء في مهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للفنانة منة شلبي عن دورها في فيلم "من أجل زيكو".
  • جائزة التمثيل دور أول رجال بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للفنان كريم محمود عبدالعزيز عن دوره في فيلم "من أجل زيكو".
  • جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للفنان ماجد الكدواني عن دوره في فيلم "الجريمة".
  • جائزة أحسن ممثلة دور ثان بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للممثلة رزان جمال عن دورها في فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن ممثل دور ثان بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للفنان خالد أنور عن دوره في فيلم "ليلة قمر 14".
  • جائزة أحسن تصوير بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 لمدير التصوير أحمد المرسي عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن إخراج بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للمخرج مروان حامد عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن مونتاج بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للمونتير احمد حافظ عن فيلم "ليلة قمر 14".
  • جائزة أحسن موسيقي تصويرية بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للموسيقار هشام نزيه عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن ديكور بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 لمهندس الديكور باسل حسام عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أفضل تصميم ملابس بمهرجان جمعية الفيلم عام 2022 حصلت عليها مصممة الملابس ناهد نصر الله عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن مؤثرات بصرية بمهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 للمخرج تامر مرتضي عن فيلم "كيرة والجن".
  • جائزة أحسن مكساج في مهرجان جمعية الفيلم لعام 2022 حصل عليها مهندس الصوت أحمد أبو السعد عن فيلمي "العنكبوت" و"كيرة والجن".
  • جائزة أحسن أفيش لعام 2022 بمهرجان جمعية الفيلم للفنان شريف مختار عن أفيش فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل"
    وتعتبر جائزة الأفيش هي الوحيدة التي تتنافس فيها كل الأفلام التي عرضت طوال العام وليس فقط الأفلام المتنافسة.

للمزيد موقع جمعية الفيلم: اضغط هنا.

 

السبت، أغسطس 20، 2022

بطاطس وآكلوها بين فان جوخ الهولندي والبدري المصري.. عن فيلم Potato

 

 

 

فيلم Potato


  مبكرًا جدًا، في حوالي نهايات القرن الثامن عشر؛ قال الإمام محمد عبده: "نحن ديوان كلمات والغرب ديوان هيئات، وقد آن لديوان الكلمات أن يستفيد من ديوان الهيئات".

  في وقت ليس ببعيد عن صدور هذا الرأي كان الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ عاكف على رسم لوحته التي اعتبرها بدايته الحقيقية كفنان، ولطالما اعتبرها أفضل رسومه على الإطلاق وهي لوحة آكلي البطاطس، ليأتي محمد البدري الفنان المصري الشاب متعدد الأنشطة الفنية –بعد أكثر من قرن من الزمان- ويستلهم هذه اللوحة في فيلمه الذي سماه Potato؛ فيحقق بذلك –نوعا ما- الاستفادة التي تحدث عنها محمد عبده من ديوان الهيئات (الفن البصري الأوروبي)، ويواكب في نفس الوقت الاتجاهات الفنية المعاصرة التي تذيب الفوارق بين الفنون من جهة، وتنتهج كثيرا معارضة الإنتاجات الفنية الأقدم فتعيد تقديمها بتنويعات فنية جديدة.

  يبدأ الفيلم بمعارضة لفظية في شكل عناوين مكتوبة على الشاشة بين رأي لفان جوخ يقول: "إن الحزن سيبقى للأبد"، ووجهة نظر مؤلف ومخرج الفيلم الذي حرص على كتابة اسمه مع وجهة نظره التي تذكر أن: "الفقر يقضي على كل الفضائل".. معارضة إذن بين الحزن والفقر، وتساؤل عن مفهوم الفضائل التي يغيبها وجود الفقر.

   نكاد نجزم أن الحزن وإن كان يبدو مسيطرًا على حياة فان جوخ في مجملها، إلا أنه عندما قال هذا الرأي لم يكن يقصد هذه اللوحة تحديدًا، هذه اللوحة التي قال عنها في بعض رسائله: "أردت وبشدة تخليد تلك اللحظة، لحظة هؤلاء الناس وهم يأكلون البطاطس على مصابيحهم الصغيرة، بأيديهم الخشنة التي يزرعون بها الأرض مطمئنين أنهم حصلوا على طعامهم بأمانة".

  إذن فقد سيطرت على الرسام الرغبة في تجسيد الواقع، وتصوير الأمان الذي يكتنف هذه الأسرة التي عرفها بنفسه ورسم بورتريهات لبعض أفرادها عدة مرات قبل ذلك، خاصة  المرأة الشابة التي تظهر في اللوحة، كما رسم عدة دراسات مبدئية (اسكتشات) منفصلة للمكان وشخوص الأسرة، وضمَّن بعض رسائله لأخيه تاجر الأعمال الفنية (ثيو) رسومات خطية مسبقة للوحة التي استغرق الإعداد لها زمنًا طويلًا على خلاف معاصريه من فناني الانطباعية الذين لجأوا غالبًا للرسم المباشر دون تحضير.

  رغم البساطة الواضحة في لوحة آكلي البطاطس، لا نستطيع أن نعتبر أشخاصها حزانى، إنهم فقط يمثلون طبقة البروليتاريا الصاعدة وقتها، طبقة العمال والفلاحين التي تشكل قاعدة المجتمع، هم بسطاء طعامهم يقتصر على البطاطس التي تمثل بالنسبة للهولنديين ما يمثله خبز القمح لنا، إنها أساس عيشهم الذي لا يستغنون عنه، مع بعض أكواب الشاي، فهم مثلنا يحبسون به. أما جلستهم العائلية فلا تخلو من بهجة، نظرة المرأة الشابة لزوجها بشغف طفولي وتعلق أنثوي، والجد العجوز على الطرف الآخر يرفع فنجانه إلى زوجته ربما طالبا المزيد من الشراب الساخن والجدة تملأ لهم فناجينهم الصغيرة ونظرتها مستكينة  لا نقول ذابلة، بل مطمئنة.

  أكد الرسام بأدواته هذا الجو الأسري من خلال ألوان فرشاته المتجاورة التي رغم شيوع الأخضر القاتم وجو الإضاءة المنخفضة إلا أن الأمر لا يخلو من بعض البرتقالي والأصفر الذان يضفيان حيوية يؤكدها التكوين الذي يجعل كل زوجين معًا داخل مثلث قاعدته البنت الصغيرة، والمثلثان يشكلان ما يشبه جناح فراشة تسهم النظرات المتبادلة وحركات الأيدي في تحريك عين المتلقي داخل اللوحة: عين المرأة تحرك النظر  إلى زوجها الذي ينظر نظرة ساهمة إلى الأمام حيث الجد الذي يدفع الفنجان إلى زوجته التي تصب الشاي لتعيد حركة يدها عين المتلقي إلى الفتاة الصغيرة التي ترده بدورها إلى المثلث المقابل الذي يضم الأب والأم، يداهما اليمناوان تلتقطان البطاطس من طبق ضخم ممتلئ بينما أصابعهما تشيران إلى الفتاة الصغيرة، وهكذا تستمر الحركة (الديناميكية) داخل اللوحة بين أفراد الأسرة. كما يشكل مخروط النور الذي ينتهي بالمصباح شكلا مثلثا آخر ولنقل إنه تمثيل ثنائي الأبعاد لهرم قاعدته الأسرة التي هي بوضعها الاقتصادي قاعدة الهرم الاجتماعي.

  إذا كانت هذه رؤية فان جوخ، فمحمد البدري في فيلمه يقدم رؤية مخالفة تمامًا، معارَضَة تعتمد فكرته التي تتحدث عن الفقر الذي يقضي على كل الفضائل، فإذا اعتبرنا كلمة الفضائل تشير إلى الأخلاق التي يعتبر بعض الفلاسفة اتباعها ضمانة الفرد أن يعيش حرًا داخل الجماعة، بذلك يكون الجميع سقطوا في أسر العبودية وفقدوا حريتهم إلى الأبد نتيجة للفقر الذي يدفعهم لفعل أي شيء هروبا منه حتى لو كان ذلك تسميم المستقبل الذي تمثله –فيما يبدو- الفتاة الصغيرة التي مازالت تحلم وتحاول أن تستجيب لمطالبها الغريزية التي تدفعها لتأكل البطاطس المسممة وتشرب الشاي المسمم استجلابًا للذة والشبع والرضا رغمًا عن الخوف الذي يقرقض أبدان الجميع دونَها.

  حاول صانع الفيلم أن يحافظ على مظهر اللوحة ثنائية الأبعاد مع إضفاء جو التربص والقلق من خلال الضوء المتقطع الذي قد يكون بالغ في رتابة إيقاع ارتعاشه حتى صار مزعجًا بعض الشيء للمشاهد، كما أن لون الضوء المصفر والتباين المنخفض ساهما في طمس جميع الألوان الأخرى، الكاميرا ليست مثل العين ولا تعالج الألوان مثلها بما يضمن بقاء ألوان واقعية.. الإضاءة الصفراء تطمس الأخضر والأحمر والأزرق وتحولهم جميعا إلى درجات بنية مما جعل المشهد يبدو أحادي اللون، وربما يكون ذلك السبب في قرار صناع الفيلم باستخدام ضوء أزرق عبر إحدى النوافذ وضوءا أبيض عبر نافذة أخرى، لكن ذلك أوقعهم في قضية أخرى تتعلق بمواكبة الصورة لأصوات الرعد المتفجر في خلفية الحوار والذي لا تظهر النوافذ أي أثر له، إحدى النوافذ تظهر جوًا كأن الأحداث في ليلة صافية السماء مقمرة، والنافذة الأخرى تقدم ضوءًا نهاريًا صافيًا أيضًا.. نبحث عن سبب درامي فلا نجد، حتى فان جوخ نفسه في لوحته اختار أن تكون النوافذ معتمة، وإن كانت ألوان الرسم سمحت له بتنوع بصري لا يتاح لمصور سينمائي يستخدم الضوء، ومع تلك الهنات نعترف أنهم نجحوا في نقل أجواء المؤامرة والخوف والترقب للمتلقي.

  من خلال لوحة فان جوخ التي لم يهدف منها إلا إلى نقل أجواء دافئة لأسرة متجانسة تجتمع حول مائدة الطعام، ينقلنا صانع فيلم Potato إلى أجواء تعرض وجهة نظره في الفقر الذي يقضي على كل الفضائل فيستبدل الأسرة بأفراد غير متجانسين، مجموعة من الغرباء يجمعهم بيت واحد ضيق حول روتين طعام شحيح، كل فرد من أفراد المجموعة يدرك أزمته تمام الإدراك، ويشعر أن الآخرين يتآمرون عليه بينما يخطط هو نفسه للقضاء عليهم.

  المرأة لها نصيب أكبر في عالم انهيار الفضائل الذي صنعه البدري، امرأتان وفتاة صغيرة مقابل رجلين، الرجلان يميلان إلى الدعة، يسيطر عليهما الخوف.. الخوف من ضياع الفضائل، والخوف الذي يخضعهما لواقع يبرر سقوط الفضيلة، وعذرهما ليس الفقر بل الخضوع لنتاجه.. الخضوع لنسائهم، أما النسوة فمعركتهن مع الفقر ذاته؛ الفتاة الصغيرة تتحسر لأن أباها لا يستطيع إلحاقها بالمدرسة لتستمتع وتنجح مثل أقرانها، وتعبر عن فهمها العميق لمخاوف أمها التي تظهر ندة لها تقايض معرفتها بأن الفتاة تحب أباها أكثر مما تحبها بمعرفة الفتاة لسبب قلق الأم، والمرأة الأخرى التي تقابل الجدة في لوحة فان جوخ تبدو أكثرهن عنفًا وقوة وحقدًا، كما تصف نفسها في الحوار، وتعمم الوصف على جميع النساء: "الواحدة مننا لازم تبقى شديدة.. علشان تعرف تاخد حقها.. لو اتساهلت هتتاكل"، تؤكد الكاميرا قوتها تلك بزاوية تصوير منخفضة تجعلها مسيطرة على إطار الصورة التي يظهر فيها زوجها أقل من حجمه الحقيقي.

  من طرف المائدة الآخر تجيبها المرأة المقابلة: "واضح إنك مش ناوية تجيبيها لبر يا زهرة". قوة بقوة ونفوذ بنفوذ، حسم يجعلنا نتساءل عن سر اسميهما: زهرة وأحلام، لا يبدو واقعيًا ذلك غريبًا، اعتدنا ونحن أطفال أن أقسى المعلمات دائمًا يكون اسمها عواطف.. نوع من المفارقة التي تقدمها الحياة لأهلها فتكون أحيانًا مدعاة للسخرية، وتكون كثيرًا مؤلمة.

  خلال هذا الحوار المتكافئ تتحرك الكاميرا حركة أفقية حثيثة ذهابً وإيابًا، تبدأ بامرأة وتنتهي بأخرى مؤكدة أن السيادة في هذا العالم البغيض للنسوة بينما تؤكد نفس الحركة أن الرجلين هامشيين في هذا العالم، أحدهما يجلس ساكنًا في طرف الكادر يكاد لا يبين إطلاقًا، وجهه نحو الداخل.. خارج منطقة وضوح الرؤية ((Out of focus، لا يتكلم إلا عندما يدعى باسمه للحديث: "ولا أيه يا أستاذ راضي"، فيجيب بالإيجاب على سؤال لم يبد أنه تابعه أصلًا، تمامًا كما يفعل جندي مستجد في طابور صباح يحضره لأول مرة في حياته.

  الرجل الآخر لم يُذكر حتى له اسم، يجلس في المنتصف وتمر به الكاميرا في رحلتها الأفقية بين المرأتين دون أن تعيره اهتمامًا، لا تتريث عنده، ولا حتى يتم تركيز وضوح العدسة عليه كثيرًا وهو يتحدث؛ فالكاميرا تعرف هدفها ورحلتها محددة بين ربتي المائدة.. صانعة البطاطس وصانعة الشاي.

  الجميع قلقون، الحذر يتردد من خلال لقطات مقربة  مع تصاعد موسيقى شديدة التميز قدمها محمود الشابوري وضفر فيها غناء كورال قديم يبدو مألوفًا مهيبا قدريًا، يدركون أن البطاطس والشاي مسمومان.. لا يجرؤ أحد على التصريح بمخاوفه حتى لا ينكشف.. تبدي الفتاة الصغيرة ضيقها بانتظارهم الذي لا ينتهي وتقرر أن تحسم المسألة فتأكل وتشرب والجميع ينظر لها بأسى أو بقسوة، يرينا المخرج وجه الصغيرة من خلال لقطات أمامية مقربة للمرة الأولى، لكن للأسف نراها وكأنها تحتضر، ثم لا يلبث أن يعود الأشخاص إلى وضعهم الأصلي في اللوحة المرأة العجوز تصب الشاي، عين زوجها معلقة بها والزوجان يأكلان، الفتاة مازالت ظهرها للكاميرا وإن كانت زاوية التصوير منخفضة بخلاف اللوحة فتجعل جسم الفتاة الصغيرة هو الأكبر من الجميع.. لا ندرك تمامًا إن كانت هذه العودة تعني نهاية أجواء الصراع والعودة إلى شكل الأسرة أم أن الجميع قرروا أن يتبعوا الفتاة وينتحروا انتحارًا جماعيًا.

  Potato هو تجربة سينمائية تستحق الوقوف إزاءها، مغامرة تليق بصناع سينما واعدين، شارك الجميع في صناعة سينما حقيقية: صورة وإيقاع.. العنصران اللذان جعلا من السينما فنًا سابعًا، القصة والسيناريو، الممثلون بأداء محكم بليغ رغم تفاوت خبراتهم، مدير التصوير وفريقه والملوِّن والمونتير.. فنانو الماكياج.. مصمم الديكور وفريقه، مؤلف الموسيقى ومصمم تراك الصوت.. كتيبة ضخمة رأينا أنها عملت بتوازٍ وتوازن تحت قيادة مخرج واعد.

 

أحمد صلاح الدين طه

dedalum.info@gmail.com

19 أغسطس 2022

  















Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

Dedalum New Year

ديدالوم

عام جديد سعيد مليء بالإبداع والفرح!

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم

125710