مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديدالوم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديدالوم. إظهار كافة الرسائل

الأحد، مايو 12، 2024

افتتاح مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس بمشاركة عربية وأجنبية

افتتاح مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس بمشاركة عربية وأجنبية



افتتحت «جمعية تيرو للفنون» و«مسرح إسطنبولي» فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة» في «المسرح الوطنيّ اللّبنانيّ المجاني» في مدينة طرابلس، تحت شعار «السينما للجميع» وتحيّة إلى رائدي السينما اللبنانيّة المخرجين الراحلين مارون البغدادي وبرهان علوية، وذلك في حضور حشد من الأهالي والطلاب وممثلين عن سفارة بولندا والمكسيك وألمانيا والفيلبين وفلسطين وتونس ، والجمعيات والأندية في طرابلس.

وتأتي هذه التظاهرة السينمائية ضمن فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية»، وبمشاركة أفلام تتنوّع بين الروائي والوثائقي والتحريك بـ 64 فيلماً من 25 دولة وهي اوستراليا، المكسيك، بولندا، المغرب، البحرين، إيران، مصر، سلطنة عمان، تونس، الكويت، ليبيا، فنلندا، العراق، فلسطين، الإمارات، السعودية، الهند، سورية، الولايات المتحدة الأميركية، السويد، المملكة المتحدة، بلجيكا، مقدونيا، فرنسا، لبنان، وبالتعاون مع مؤسسة «دون» الهولندية .

وأكد الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي، مؤسّس المسرح الوطني اللبناني «أن استمرار المهرجانات وعروض الأفلام والورش التدريبية المجانية يشكل فرصة مهمة للتلاقي وفرصة للجمهور للتعرّف على ثقافات مختلفة من العالم ونحن نحتفل بطرابلس هذه المدينة التاريخية واليوم هي عاصمة للسينما والمسرح والفنون في لبنان والعالم العربي ».

وأكد الفنان عمر ميقاني « على أهمية المهرجانات ومشاركة أفلام من مختلف ثقافات العالم والأهم أن المهرجان مفتوح للجميع في المسرح الوطني اللبناني الذي يشكل حالة استثنائية وفريدة في لبنان وهذه التجربة الفريدة على مدار 15 عاماً غيرت في الخريطة الثقافية في لبنان وفي تفعيل المناطق المهمشة في لبنان » .

وأكد سفير بولندا في لبنان برزيميسلاف نيسيووفسكي « على ضرورة إقامة المهرجان في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان وأن العمل التي تقوم به جمعية تيرو للفنون في فتح المسارح ودور السينما في لبنان شيئ مهم جداً للثقافة والفنون في لبنان وفي انتظار افتتاح سينما الكوليزيه التاريخية في بيروت» .

ويعمل المهرجان على دعم السّينما المحليّة والتّبادل الثّقافي وإقامة الورش التّدريبيّة والنّدوات والنّقاشات مع المخرجين. وتُخصّص هذه التّظاهرة السّينمائيّة مساحة كبيرة لعرض أفلام مشاريع الطّلاب، حيث يعدُّ المهرجان الذي انطلق عام 2016 الحدث السّينمائيّ المتنقل والذي يقام في عدة مدن لبنانية من صور الى النبطية وطرابلس وبيروت والخيام، وتتنافس الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان على جوائز أفضل فيلم روائيّ، وأفضل فيلم وثائقيّ، وأفضل فيلم تحريك، وأفضل ممثّل، وأفضل ممثّلة، وأفضل تصوير، وجائزة لجنة التحكيم.

هذا وتهدف جمعية تيرو للفنون التي يقودها الشباب المتطوعون إلى إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل سينما الحمرا وسينما ستارز في النبطية وسينما ريفولي في مدينة صور والتي تحوّلت الى المسرح الوطني اللبناني كأول مسرح وسينما مجانية في لبنان، وسينما أمبير في طرابلس التي تحولت الى المسرح الوطني اللبناني في طرابلس، وإقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية، وعروض الأفلام للمكفوفين والصم والورش التدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة ومن المهرجانات التي أسستها: مهرجان لبنان المسرحي الدولي، مهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، مهرجان طرابلس المسرحي الدولي، مهرجان صور الموسيقي الدولي، مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي، مهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان أيام صور الثقافية، مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة، ومهرجان لبنان المسرحي للرقص المعاصر، مهرجان تيرو الفني الدولي ، مهرجان صور المسرحي الدولي، ومهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس.

افتتاح مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس بمشاركة عربية وأجنبية


الثلاثاء، يوليو 18، 2023

ورقة بحثية عن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي بالتطبيق على رواية شيء من الخوف.. تحميل البحث كاملا pdf

 


 

 

  ربما كان هذا الإبداع الفني الذي انحاز للتجديد واستلهام التراث القصصي الشعبي المصري الصميم، وعدم الانسياق وراء تقليد الأنساق الفنية أو المدارس المستوردة سببا رئيسيا للقبول الفني داخل وخارج مصر حتى قيل إن الجمهور في موسكو ظل واقفا يصفق فترة طويلة بعد نهاية الفيلم كما لم يحدث مع فيلم آخر من قبل، كما أن الفيلم عندما عرض تليفزيونيا حقق نجاحا هائلا.

لتحميل البحث كاملا.. اضغط هنا رابط أول


لتحميل البحث كاملا .. اضغط هنا.. رابط ثان


محتويات الورقة البحثية:

  • بطاقة بيانات الفيلم.

  • تقديم.

  • نبذة عن كاتب الرواية الأديب ثروت أباظة.

  • نبذة عن المخرج حسين كمال.

  • الشخصيات وبناؤها بين الرواية والفيلم.

  • تصميم الشخصيات.

  • الماكياج.

  • الملابس.

  • البيئة المكانية المرتبطة.

  • البيئة اللونية المرتبطة.

  • الصوت.

  • التيمة أو التيمات الموسيقية المصاحبة لظهور الشخصيات.

  • الشوارب واللحى (كأحد عناصر الماكياچ).

  • تصميم الأسنان (كأحد عناصر الماكياچ).

  • غطاء الرأس..لف العمامة (كأحد عناصر الملابس).

  • تجاوز الزمان وتخطي المكان.

  • نتائج البحث.. الأصالة الفنية بين الرواية والفيلم.


الجمعة، أكتوبر 07، 2022

حكمة نعيمة ألماظية التي فهمتها زوزو .. كيف فهمتها أنت؟

شخصية نعيمة ألماظية هي الشخصية الدرامية التي تؤديها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في فيلم خلي بالك من زوزو الذي كتبه الراحل صلاح جاهين وأخرجه الراحل حسن الإمام وأدت فيه الراحلة سعاد حسني دور زوزو، هذا الفيلم الذي أثار الجدل عند عرضه، وربما كان حينها جدلا أقرب إلى الأحقاد المهنية فقد استقر في دور العرض عامًا كاملا مما قد يكون أثار حفيظة الفنانين والمنتجين الآخرين الذين كسدت بضاعتهم، وربما كانوا سبب الهجوم (شبه الأخلاقي) الذي تلقاه الفيلم وربما كان القصد منه كسر شوكته إنتاجيًا. أثار الفيلم بعد ذلك موجة أخرى من الحراك سببها ما فهمه البعض من أنه يهاجم الصعود للتيار الديني، في إشارة لمشاهد محدودة تطرح فيها شخصية مسطحة (غير ذات عمق درامي) بسمات مختل عقليا يصف نفسه بأنه متذمت، واعتبرها البعض إشارة أو نبوءة بصعود التيار الديني الذي صعد إلى الساحة بعد ذلك بسنوات. الفيلم أيضا يطرح صعود ثقافة المادة وسقوط الإيمان بالمبادئ والقيم من خلال الصراع الطبقي، أو في واقع الأمر هو صراع فئوي لأن فئة العوالم لا يمكن اعتبارها نموذجا لطبقة كاملة حتى لو اتفقت بعض خصائصها، إلا أنها فئة تميزت حتى أيام ظهور الفيلم بالنعزال عن المجتمع بمختلف فئاته، قد تكون هذه الفئة تربح من المال ما يضاهي أبناء الطبقات العليا لكنها تحيا حياة الطبقات الدنيا وتتعرض لنفس التعالي من طبقات المجتمع الأخرى.. رصد الفيلم صعود ثقافة هذه الفئة وتسيد ثقافتها وهو أمر يشبه صعود ثقافة مجتمع الغجر في الغرب مع حركات الفن والأفكار الثورية التي انتشرت سريعًا في الغرب بعد الحربين العالميتين ثم تمدد تأثيرهم ليصل إلينا ويعم العالم ويتسيد ثقافة الأجيال التالية.. حتى أصبح من السهل على الناس حاليا أن يتاجروا بأدق خصوصيات حياتهم حتى أجسادهم من خلال التكتوك وغيره استجلابا للدولارات التي صارت الهدف الوحيد للجميع بعد أجيال من عصور سقوط القيم والفضائل وغياب المثل. مازال فيلم خلي بالك من زوزو جدير بالتأمل والاكتشاف والاتفاق والاختلاف بعد كل تلك السنوات.
أحمد صلاح الدين طه
#ديدالوم #dedalum_tv



الاثنين، سبتمبر 26، 2022

فيلم توشريت.. سجال بين الفني والإعلامي

 


  ليس غريبًا على من يشرع في صناعة فيلم تسجيلي/ وثائقي هذه الجدلية؛ فبينما يدرك أن عمله يختص بصفات إعلامية، يعرف أيضًا أنه يصنع فيلمًا، والفيلم –أي فيلم- هو عمل فني قبل كل شيء.

  العمل الإعلامي يسير في اتجاه واحد، رسالة تعبر من منتِج الرسالة إلى مستقبلها عبر وسيلة ما.. منتج الرسالة يضع في اعتباره أن المتلقي ساذج للغاية، ومن ثم على الرسالة أن تكون بسيطة جدًا، مباشرة إلى أبعد الحدود، أما في العمل الفني فيكون لدينا مضمونٌ مبنيٌّ على وجود الموضوع والشكل، وتأويلات لا حصر لها، فالمتلقي هنا جزء من العمل الفني يثريه من خلال ثقافته بأفكاره فيكون سير عملية الإنتاج الفني مزدوج الاتجاه؛ فإذا كان كلٌّ من العمل الإعلامي والعمل الفني يسيران متوازيين.. لا يلتقيان أبدًا رغم تجاورهما في هذا النوع الفيلمي، يصبح على صانع الفيلم التسجيلي همًّا.. كيف يوازن بين هذا وذاك فيعبر بهما دون تغليب مسيء لأحدهما ودون أن يقع في الفخ فيخسرهما معًا.

  صناع فيلم (توشريت أرض الجدب) واجهوا هذه المعضلة وحاولوا تخطيها بسلام.. فهم -كدارسين للإعلام يصنعون مشروع تخرجهم- كان عليهم أن يقدموا رسالة واضحة جلية من خلال فيلمهم، وفي نفس الوقت كشباب لهم طموحاتهم الفنية أرادوا صناعة فيلم يعيش طويلًا أبعد من مجرد العرض في الجامعة والحصول على تقدير مناسب يضمن لهم التخرج، فالفن نفَسُه طويل وعمره كالسيرة أطول من عمر صاحبها.

  ليوفِّي الفيلم بُعدَه الإعلامي لم يكن عليهم إلا أن يضعوا رسالتهم بشكل مباشر على ألسن المتحدثين، سيناء أرض السلام، أرض الله، تتمتع بالهدوء والسكينة، أرضها مباركة غنية بالأعشاب الطبية وهواؤها يشفي العليل وما إلى ذلك، أما ليستوفي الفيلم بعده الفني قرروا الخوض في غمار التجربة من خلال تقنيات وأساليب فنية يمكننا استجلاء بعضها فيما يلي:





الغموض والمفارقة:

  مع الاسم الذي يبدو غريبًا لأي شخص معاصر، لأنه منتزع من كتب التاريخ (توشريت) يبدأ الغموض المشوق، وبتفسير معنى الاسم تبدأ المفارقة؛ فبينما المعنى الحرفي للاسم هو أرض الجدب بما يعطيه هذا من دلالات سلبية: الأرض القاحلة، لا ماء، لا حياة، خطر محدق بالعابرين فضلا عن المقيم، رغم ذلك يكتشف الفيلم أنها كانت ومازالت ولازالت أرضًا للجذب، وربما كان جدبُها سر جذبِها، فلأنها نفت عنها ونفرت منها الخبثاء من البشر، والضواري من الوحوش؛ كانت وطنًا للودعاء والحالمين.. المتعبدين والنساك وأهل الله من كل لون وأصل ودين، بل حتى الأعشاب الطبية الطيبة استوطنتها ووجدت فيها ملاذا تُعَزّ فيه ولا تَعِزُّ عن أهله.





  تستمر المفارقة من خلال السرد السينمائي الذي اعتمد على أربع حكايات لأربع شخصيات وحكاية واحدة حاكمة هي حكاية الشيخ البدوي أحمد منصور الذي يبدأ الفيلم بلقطات له دون كشف عن هويته ثم يختتم بحديثه، فهو محور الفيلم لأنه الوحيد الذي لم يأت من خارج سيناء، وهو ربما لذلك الوحيد الذي لا تشمل حكايته تحولًا، التحول الوحيد في حياته كما يروي هو يكمن في فرصة السفر إلى الإمارات بدعوة من كبيرها الشيخ زايد رحمه الله، والذي ذِكر اسمه وحده يوحي بالرخاء الذي كان ينتظر البدوي السيناوي طبيب الأعشاب الذي رفض المغادرة مهما كانت المغريات، فكيف يغادر أرضًا سلوكها الجذب.

  يتفرع الفيلم إلى أربع حكايات لأربعة أشخاص، كل حكاية تحوي مفارقة غيرت مسار حياة صاحبها، ودفعته إلى الإقامة في سيناء وتحديدًا منطقة كاترين:

1.      الإماراتي إبراهيم أبوسالم، الذي ترك مجاله في هندسة الطيران لينشئ مزرعة للنباتات العضوية هنا.

2.      الإنجليزي Ben Hoffler الذي ترك عمله في إحدى الشركات الكبيرة التي تعمل في البحث عن الذهب الغارق، ليستقر في سيناء، يؤلف كتابًا ويرسم طريقًا فيها للعابرين والمجذوبين لقوَّتها ويسميه درب سيناء.

3.      الشابة المصرية زهرة مجدي، التي جاءت في رحلة سياحية ثم قررت ترك مدينتها لتبدأ حياتها بمشروع خاص بها في كاترين، ليس بعيدًا عن مجالها الذي هو دراسة الأعشاب الطبية، لكنه بعيد عن مسقط رأسها حيث –ربما- لم يتخيل أحد سواها أن تعيش بعيدًا عنه.

4.      الألماني Bernard Etitelgoerge أو Cosmos الذي جاء يلتمس طريقًا إلى محل ميلاد المسيح عليه السلام في القدس لكن السلطات الإسرائيلية تمنعه فيرتد ولا يرغب في العودة إلى بلده.. لقد جذبته سيناء ليستقر فيها ويكمل ما بقي من حياته، كما يقول.

  حكايات كل منها كفيل بإنتاج فيلم مستقل عنها، لكن صانع الفيلم هنا يضفرها في مونتاج متوازٍ حيث جدلية القطع بين القصص الأربع التي تسير معًا حتى تعيد تسليمنا إلى القصة الرئيسية التي هي قصة حكيم سيناء أحمد منصور.






الحنين:

  مخاطبة الحنين أو ال(نوستالجيا) هي إحدى التيمات التي تنجح دائمًا في دمج المتلقي مع الفيلم، فكما يتفق كثير من الفلاسفة والمحللين النفسيين أن الإنسان، بل والموجودات جميعًا، تميل للعودة إلى أصولها، والطبيعة هي الأصل الذي خرجنا جميعًا منه فتتوق نفوسنا للعودة إليها.

  فيلم توشريت يعطينا هذه الفرصة في دقائق معدودة، أقل من خمس عشرة دقيقة هي مدة الفيلم، نعود فيها مع قصص العائدين إلى الطبيعة البكر ونتأمل من خلال لقطات متسعة هذا البراح الذي يجعل جذورنا تتنفس إحساس الطزاجة، لكن ربما كان التزام المونتير والمخرج بمدة محددة للمشروع والتزام فريق التصوير بزمن معين لإنجازه، سببًا في اختصار مساحات التأمل، حتى أنهم في لقطة تظهر السحاب مع الجبال تكسوها الأشجار يختارون أن يسرِّعوها لتظهر السحب تلهث فتصدم المتلقي وتخرجه من حالة التأمل، لكن هي فيما يبدو الضرورة، وللضرورات أحكام.

  حالة النوستالجيا تلك بعثها في نفسي وجه الشيخ أحمد منصور الذي افتتح الفيلم به، شيء ما جعل وجهه يبدو لي مألوفًا، في البداية قلت إنها قسمات وجهه الطيبة وابتسامته المريحة المتفائلة، لكن ليس ذلك فقط، فلم يكن من الصعب استرجاع صورته من الذاكرة واكتشاف أنه هو نفس الشخص الذي رأيناه بطلًا لفيلم وثائقي يحمل اسم (حكيم سيناء) صنعه منذ سنوات عديده المخرج ومدير التصوير المعلم علي الغزولي، ونتعجب من أن الملامح هي نفس الملامح والعمر مجرد رقم في الملفات الرسمية، كأن ذلك إثبات عملي لقوله أن مَن يعِش في هذه الأرض يسترِح "نفسيًا وعصبيًا وعقليًا.. لا تخاف فيها، ولا تقلق فيها، ولا تهمم فيها، ولا تعيا فيها كمان".





تيمة البحث واكتشاف الذات:

  القادمون الأربعة يفدون إلى سيناء كجزء من رحلتهم لاكتشاف الذات واستكشاف العالم أو البحث عن الله، موضوع لا يُمَل أبدًا. طالما هناك أطفال جدد يولدون كل يوم ومراهقون يخرجون من البيضة –كما يقال- لتنسم هواء العالم، سيبقى هناك من تسحره هذه التيمة ويشده هذا الموضوع لمشاهدة الفيلم سواء كان وثائقيًا أو روائيًا، أضف إلى ذلك حالة صوفية أضفاها المكان بتاريخه كمعبر للرسل وأرضٍ للتجلي، وتجلٍّ للرحمات.

البعد البصري:

  اعتمد الفيلم بصريًّا على عنصرين رئيسين: استخدام العدسات المتسعة التي تكشف مزيدًا من المسطحات (اللاندسكيب) وتسمح بزيادة عمق مجال الوضوح Depth of field؛ فتؤكد بذلك سطوة المكان وسلطانه الجاذب على كل المتعلقين به، والكاميرا المتتبعة التي تتحرك دائمًا خلف شخوص الفيلم كأنها رغبة من صانع الفيلم في اكتشاف عالمهم، أو السير في أثرهم كما يخطو المريد حيثما انطبع قدم شيخه، مما يؤكد بصريًا تيمة الاكتشاف ويؤكد الانبهار بعالم خصب جديد يتابعه المشاهد ولا يرغب أن تفوته منه فائتة.

  من الواضح طبعًا أن الإمكانيات الإنتاجية لم تتح لفريق العمل مزيدًا من عناصر التحكم البصري، فقد استخدموا ضوء النهار العادي، لا إضاءات تكميلية ولا عواكس ولا حتى إمكانية الانتظار وتخير أوقات النهار المناسبة لزوايا التصوير، وهو أمر ليس غريبًا في مجال الأفلام التسجيلية خاصة إذا كنا نتحدث عن إنتاج محدود، لكن ذلك لم يمنع أنهم استطاعوا الاستفادة بالمتاح، وإبراز جمال المكان، وتأمله بشكل يحقق مضمون الفيلم الذي يدور حول قدرة المكان، أرض سيناء، على الجذب الذي يعارض مسماها المرتبط بالجدب.

السبت، مارس 06، 2021

كتاب السينما الرقمية شوقي العربي

 السينما الرقمية كتاب السينما الرقمية شوقي العربي


السينما الرقمية بسبعة جنيهات.. يا بلاش

 



السينما الرقميةالسينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي


 

  "يا اللي اتحرمتوا من التعليم الفرصة لسة قدامكم"

  نعم، يا كل ضحايا "التزويغ" من المحاضرات المهمة في كليتكم، أو معهدكم، سواءٌ كنتم مصورين، أو مخرجين، أو مونتيرين، أو تعملون في أي من مجالات: السينما، والتليفزيون، أو الفوتوغرافيا الثابتة؛ التي أصبحت كلها رقمية، أيضاً يامن سبقتم جيلنا، وكان العالم لديكم تناظرياً.. يا كل هؤلاء، الفرصة جاءتكم من جديد، وفقط بسبعة جنيهات لا غير.

  لا تتعجب، نعم؛ كتاب هام، يتناول التكنولوجيا الرقمية، للأستاذ شوقي العربي، ومتوفر فقط بسبعة جنيهات في المجلس الأعلى للثقافة.


  عندما ظهر تعجبي من الثمن البخس الذي لا يوازي طبعاً قيمة الكتاب (خصوصاً وسط أسعار وسعار كتب الBest Seller المبالغ فيها، والتي لا توازي قيمتها الفعلية أيضاً) بادرني البائع مفسراً: "أصل عليه تخفيض خمسين المية"!!
  يعني، أصل سعر الكتاب بأربعة عشر جنيها فقط لا غير!!
  ومع ذلك لم يلتهمه المتخصصون والطلبة حتى الآن؟!
  لازال الكتاب مطروحاً في طبعته الأولى منذ 2016 حتى الآن؟!
  أعتقد أن كتاباً كهذا، لا يجب أن يغفل العاملون في مجالات إنتاج الصورة المتحركة والثابتة عن اقتنائه، وأظن أنْ لمْ يمنعهم عن ذلك إلا أن يعرفوا أنه متوفر هكذا، والطريق إليه أسهل من قطع تذكرة مترو، والنزول في محطة الأوبرا، حيث يقيم المجلس الأعلى للثقافة معرضه الرمضاني للكتب، بل ومعرضه الدائم في مقره بجوار الهناجر. كما أنه متوفر أيضاً في معارض المجلس المنتشرة في ربوع مصر، بل أيضاً متوفر للشراء على الإنترنت من خلال موقع المجلس أيضاً. لا حجة إذاً!!




  ***
  أفضل ما في هذا الكتاب أن مؤلفه في الأصل كيميائي، عمل لفترة طويلة في معامل السينما المصرية، مما جعله على وعي تام بتطور تقنيات السينما من "طقطق إلى سلامه عليكم".. يعني أن التكنولوجيا الرقمية لم تنزل عليه من السماء، لكن خبراته السابقة جعلته مدركاً تماماً، لما ينقص كبار مديري التصوير، والمخرجين، والمونتيرين وغيرهم، في هذا المجال، ولذلك بدأ مع القارئ من البداية، والبداية هي فهم النظام الثنائي، الذي يقوم عليه العالم الرقمي، يشرحه بتؤدة، وتفصيل رائعين، حتى يصبح المتخصص والناهل مستعدين تماماً للخوض في خضم الحياة الرقمية، بعد ذلك تبدأ فصول الكتاب، والتي تأخذ المشوار من أوله، الكاميرا الرقمية، وأنظمة التقاط الصور وحفظها وغير ذلك، ثم يصحبنا إلى عالم ما بعد التصوير من عمليات معالجة، تحويل، ومونتاج، ثم لا ينسى أن يتناول بالشرح المعايير القياسية للسينما الرقمية، وعمليات العرض الرقمي، وهو أمرٌ فهمه غاية في الأهمية، يعرف ذلك من درس مثلنا التصميم بشكل عام: بداية أي مشروع تبدأ من تصور نهايته؛ أي أنها: "الشروع في إنجاز نهاية ما". ولذلك كان على كل مدير تصوير ومخرج، ومونتير، وحتى كل مهنس صوت، أو مصمم ديكور، أو ستايلست، أن يعرف كيف سينتهي عمله، وكيف سيتلقاه الجمهور.

  أيضا لم ينس المؤلف أن يطلعنا قبل نهاية الرحلة على السينما ثلاثية الأبعاد، وهي مجال لا يمكن التغافل عن انتشاره وسطوته، وتطور أساليب وأدوات عرضه، التي تتطور يوما بعد يوم.




***
  بعد كل ذلك؛ لا أنسى ولا تغفلون معي أن للكتاب ميزة كبيرة، هي أنه باللغة العربية، ويحوي تفسيراً للعديد من المصطلحات التي تزعج الكثيرين عند قراءة الكتب والمقالات المتخصصة، بلغة أجنبية، وهي فائدة عظيمة؛ أعرف أن الكثيرين يحتاجونها.
  لجميع ما سبق أرشح لكم اقتناء هذا الكتاب.

 

  أحمد صلاح الدين طه
30 مايو 2019





 

يمكنكم شراء الكتاب عن طريق موقع المجلس الأعلى للثقافة إضغط هنااااااا  



السينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي





السينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي




السينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي




السينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي





السينما الرقميةكتاب السينما الرقمية شوقي العربي






 

للمزيد تابعنا على: يوتيوب .. تويتر .. إنستجرام .. صفحة فيس بوك .. واتساب .. مدونة ديدالوم .. مجموعة ديدالوم للتواصل .. موقع ديدالوم الرسمي



 


الأحد، أكتوبر 25، 2020

كتب عن المونتاج السينمائي والتليفزيوني، حملها مجاناً من هذا الرابط

كتب عن المونتاج السينمائي والتليفزيوني، حملها مجاناً من هذا الرابط



  إذا كانت السينما، والفيديو يوصفان بأنهما: "الصور المتحركة"، فالحركة أساسها المونتاج؛ لأن المونتاج هو الإيقاع الذي تتدفق على أساسه هذه الحركة، ولذلك اعتبر البعض تاريخ السينما هو تاريخ تطور المونتاج.
  هذه بعض الرواب لتحميل مكتبة لا يستهان بها في مجال المونتاج، ندعوكم لقراءتها، وإذا أتيحت لكم الفرصة اقتناء نسخ ورقية منها لاحقاً.
  يمكنكم تحميلها من الروابط التالية، بالضغط على عنوان الكتاب.

 
تقنيات مونتاج السينما والفيديو.. التاريخ والنظرية والممارسة

تقنيات موناج السينما والفيديو.. التاريخ والنظرية والممارسة.. رابط ثاني


تقنيات مونتاج السينما والفيديو.. التاريخ والنظرية والممارسة.. رابط ثالث

الصور المتحيزة _ التحيز في المونتاج السينمائي لـ خالد المحمود

الصور المتحيزة.. التحيز في المونتاج السينمائي.. رابط ثاني

كتاب مونتاج الافلام والصور بدون معلم

دراسة المونتاج السينمائي في تشکيل صورة ّ العدودة المصرية

كتاب تعريف المونتاج التلفزيوني وأنواعه

كتاب طرق المونتاج التلفزيوني وكيفية تنفيذها

كتاب شريط التسجيل التفزيوني ومميزاته

كتاب المؤثرات الصوتية أنواعها وإستخداماتها

تعلم أدوبي بريميير6 باللغة العربية


الثلاثاء، مارس 10، 2020

قنا التي أعاد اكتشافها مهرجان دندرة

مقالات أحمد صلاح الدين طه
قنا التي أعاد اكتشافها مهرجان دندرة




  هل تعرف مدينة قنا، أو محافظة قنا ككل؟
  أزعم أنني، وأنك -فيما أعتقد- لم نعرفها جيداً قبل ذلك، أو ربما عرفناها وتجاهلناها، ربما لأننا حتى وقت انفصال الأقصر عنها كنا ننظر إليها، وكذلك كثير من المسؤولين على أنها مجرد (قتب) فوق ظهر الأقصر، مدينة الآثار العالمية.. ثلث آثار العالم كما يقولون وربما أكثر، والمقصد الأول لسياحة الآثار في مصر.. إلى جوارها؛ أصبحت قنا منزوية.. معزولة، رغم أنها العاصمة.

  لأمد طويل كانت الأقصر مجرد مدينة مركزية تابعة لقنا عاصمة المحافظة، لكنها المدينة الأكثر تميزاً، حتى إن انفصال الأقصر وتحولها إلى محافظة مستقلة، نظر له الكثيرون على أنه بتر لساقي قنا وذراعيها، فكيف سيكون حالها بعد انفصال المدينة الذهبية عنها.. خاصة ومعظمنا يعرف أن قنا كمعظم محافظات الصعيد لا يميزها اقتصادياً أي شيء.. أراض زراعية محدودة بين جبل قاحل وصحراء مجدبة، ونمو سكاني مضطرد.. الميزة الوحيدة فيه أن أبناء المحافظة المهاجرين خارجها، بل وخارج مصر كلها، يرسلون تمويلاً دورياً، تدفقه هو المصدر الوحيد لحياة الإقليم الذي ليس فيه موارد طبيعية أو نشاط صناعي أو غيره.

  لكن مهلاً.
  أليست قنا تلك التي تغنى في قللها سيد درويش رحمه الله يوماً: "مليحة قوي القلل القناوي"؟!
  أليست القلل القناوي هي نفسها التي ذكرت الأغنية القديمة عن صانعيها ما نصه: "دة ابن وطنك، ما يبلفكشي، ولا تعدموشي؛ ولا يعدمكشي"؟!
  ثم أليست هذه البلد التي كانت من أغنى مناطق مصر والشرق الأوسط يوماً، قبل اكتشاف الآثار، وقبل زمن البترول، وقبل تحولات القرن القاسية التي جعلتها ينظر إليها كبلد خال من الموارد؟
  ربما لا يعرف الكثيرون أن المنطقة بين قنا وجرجا في محافظة سوهاج، كانت دبي بالنسبة للعالم قبل أن تكون هناك دبي، وكانت هونج كونج العالم القديم قبل أن تعرف هونج كونج.. كانت من أهم المراكز على طريق التجارة التي كانت تأتي من الشرق عبر موانئ البحر الأحمر، ثم وادي قنا، لتصب هنا قبل أن تحملها المراكب عبر النيل إلى الشمال، أيضاً كانت نقطة تجمع الحجاج القادمين من الغرب متجهين شرقاً إلى جزيرة العرب عبر البحر، ثم مرة أخرى وهم عائدون.. موقع فريد لولا الصراعات السياسية والحربية هنا وهناك، ولولا اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، ثم حفر قناة السويس؛ لظلت هذه البلاد من أغنى مناطق العالم، وأكثرها تنوعاً ثقافياً، وأعظمها تحضراً.

  لكن على أي حال إذا كانت الأموال ترحل، والأيام دول، لكن التحضر يورث، حتى لو كان أبناء العاصمة بعيداً غافلين، يصور لهم خيالهم الساذج أن البعيد عنهم بعيد عن الدنيا.. قابع في غيابات الماضي، لكن الحال هنا في قنا وما يحيطها من محافظات الصعيد المجهولة، أو المركونة، مختلف تماماً، ويستطيع العاقل أن يراجع نفسه ويحصي كم عدد القامات الثقافية العلمية والفنية والسياسية التي خرجت من هنا؛ ليدرك أن وهم تفوق إنسان العاصمة سراب.. زَبَدٌ لا يسير إلا إلى حيث يصير الزبد.

  هنا جاء دور مهرجان دندرة للموسيقى والغناء، المهرجان الذي عُقد في مدينة قنا، بين معبد هاتور أو حتحور، أو دندرة، وبين قصر الثقافة، ومسرح جامعة جنوب الوادي..
  المهرجان الذي انتوت وزارة الثقافة في خطوة جادة ومحسوبة جيداً في الطريق الصحيح، أن يكون مهرجاناً سنوياً أسوة بمهرجان القلعة، من أجل الترويج للفن الراقي من جهة، ومن جهة أخرى ربط المواطن المصري هنا وهناك -بصرف النظر عن إشارة هنا، وعلامة هناك- حيث يشعر المواطنون في كل أنحاء الجمهورية أنهم غير مغضوب عليهم، وأن وجودهم في إقليمهم ليس ضلالاً يصرف عنهم مزايا العاصمة.. أيضاً مثل هذا المهرجان الذي لا يجب أن يكون الوحيد تضمن رسالة عكسية، من قنا إلى عموم مصر، وربما إلى جميع العالم: إن في قنا ما لا عينكم رأت، ولا سمعتم عنه من قبل.. قنا التي لم تسمعوا عنها إلا نكاتٍ قديمة باخت مع الزمن أكثر مما كانت (بايخة) حينها.. قنا التي لا تعرفون من أهلها إلا (واحد بلدياتنا)، و(واحد صعيدي)، وأي واحد كان ذات مرة يفعل شيئاً مضحكاً في خيال المهرجين من مونولوجيستات، وأرتيستات ليضحك من يضحك.. قنا هنا، هي هذا البلد النظيف، الأنيق، والعريق.. البلد الذي لا يميز أهله فقط أنهم طيبون، أمينون في معاملتهم وهي أخلاق نادر هذه الأيام، لكنهم أيضاً مثقفون، متحضرون، مبدعون قادرون على تمثيل بلدهم أروع وأشيك تمثيل، فقط لو أتيحت لهم نافذة.. أظن مهرجانات كتلك مناسبة تماماً لجعلهم يطلون على مستقبل مختلف تماماً.

  قنا أيضاً لديها من المقومات التي تجعلها مركزا سياحياً وتجارياً لا يستهان به، وأستغرب لماذا لا توضع هذه البلد على خريطة الشركات السياحية سواء للسياحة الداخلية أو الخارجية، هل لأنها فقط تكون في الصيف حارة بعض الشيء؟ وهل يعد ذلك معضلة؟! شرم الشيخ أيضاً حارة، الأقصر وأسوان أشد حرارة، حتى مدن وقرى ساحل البحر المتوسط التي يميزها الاعتدال نسبياً تكون في أيام اشتداد الحرارة في القاهرة.. عندما يهرب المصطافون إليها حارة شديدة الحرارة أيضاً، والرطوبة العالية تضخم أثر درجات الحرارة، ورغم ذلك لم تكن الحرارة مشكلة أبداً، والتحايل القديم عليها بالراحة وقت القيلولة، ثم الانطلاق من قبل المغرب في الدروب والمقاهي وغيرها من السهرات البريئة التي تستهوي الأسر، والسائحين من كل الجنسيات الذين يعايشون مكائد الجو كتجارب لذيذة ومميزة، خاصة والمناخ هنا جاف مما سيجعل الشمس الحارقة أقل وطأة، برحمة من خالقها وخالقنا.

  عامة أيضاً إذا ضرتك حرارة الجو وجفافه، لا بأس، ففي قنا ألذ أدوية الحر وعلاجات الجفاف، عصير القصب.. القصب الأصلي من مصادره.. إلى جوارك مزارعه التي تنتج أفضل الأصناف، ولا تشحن مئات الكيلومترات حتى تصل إليك في القاهرة، بل تأتي رأساً إلى عصارات المدينة.. أعدك لو شربت هنا عصير القصب لنسيت كل تجاربك الرائعة حول هذا العصير، ولزرت قنا أنت وعائلتك جمعاً للاستمتاع بطعمه اللذيذ.. والله لا أشك أن هذا العنصر وحده لو كان في بلد آخر لقامت عليه مستقلاً سياحة.. سياحة القصب.. سياحة السكر.. سياحة عصير قصب السكر.

  أما إذا زرت قنا، واستمتعت بعصيرها، والسير في شوارعها النظيفة، والتعامل مع ناسها الطيبين، ولو جادت وأجادت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة، والمحافظة، والهيئة الوطنية للإعلام، في تنويع منتجات فنية وثقافية من مؤتمرات وفعاليات، ومهرجانات رفيعة المستوى مثلما تم بنجاح مبهر في مهرجان دندرة للموسيقى والغناء، لو فعلت كل ذلك، لن يكون هذا كل شيء سيبقى عليك زيارة العديد من المزارات والآثار الإسلامية والمسيحية والمصرية القديمة، ويا سلام لو استطعت حضور فرح في إحدى القرى، أو استمتعت بأخذ قسط من الهدوء والراحة النفسية بحضور (ليلة) من الليالي التي تحييها إحدى عائلات قنا العريقة في (مقاعدها) بقراءة القرآن، والتغني بالإنشاد الديني، ودرس لأحد العلماء الراسخين في العلم، ولا تنس قبل المغادرة قراءة الفاتحة لسيدي عبدالرحيم، عبدالرحيم القناوي، الذي تقول عنه الأغنية المعروفة: "كل اللي جاي له، جا ناوي.. شايل في قلبه الغناوي.. أوعاك في يوم تقول له لا".


أحمد صلاح الدين طه
10 مارس 2020
dedalum.info@gmail.com






السبت، فبراير 15، 2020

بوستر مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. تغيير مفاهيم من السعودية تتغير إلى صورة السعودية تتغير


بوستر مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. تغيير مفاهيم من السعودية تتغير إلى صورة السعودية تتغير


  انتشرت منذ فترة أحاديث متنوعة عن السعودية والطفرات التي تبدو للكثيرين منبتة عن المعهود لديهم، راح الكثيرون في جدل واسع حول وجوب التغيير، من جهة، وجدواه من جانب آخر، البعض استحسن، والبعض استهجن، ولكل أسبابه.. هنا جاء -من وجهة نظري- الملصق الدعائي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في دورته الأولى، ليحسم بلطف هذا العراك الثقافي، ويعلن بيسر، وسهولة متناهية: إن التغيير حدث، وهو أمر طبيعي، ما يتغير الآن هو الصورة الذهنية عن السعودية، لا السعودية نفسها.

  السعودية نفسها تغيرت منذ زمن بعيد، الكل يعرف أن الطفرات الاقتصادية الهائلة التي أعقبت حرب أكتوبر، وأسعار البترول التي تضاعفت بشكل مذهل في السبعينيات، وبعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي رفضها حينها أغلب العرب ظاهراً، واستفاد منها الجميع، في هذه الفترة تسارعت وتيرة التغيير، ما بقي ثابتاً هو الصورة المعلبة القديمة عن مجتمع صحراوي لا يتغير، ولا يتفاعل مع العالم، حتى إن بعض المثقفين العرب لازالوا يعتقدون أن السعودية تصدر إلى العالم ما يسمونه ثقافة الصحراء دون أن يلاحظوا أن الصحراء تغيرت، وثقافتها اختلفت تماماً حتى لو ظلت في الوجدان كمكون ثقافي عند الأجيال الحديثة، إلا أنها عند شاب عشريني ليست كما كانت لدى سبعيني عاشها وعايشها.. السبعيني الذي عاش طفولته يبحث عن منابع الماء ويستجدي المطر ليس كفتى يشتري الماء المعلب من السوبرماركت، الحياة اختلفت، والثقافة أصبحت ذات زخم، ولازالت الصورة في مخيلة الكثيرين تعود إلى تاريخ قديم، ربما كان ذلك سبب الدهشة التي تصيب الكثيرين مما يتصورونه تغييراً مفاجئاً.. هنا يجيء ملصق المهرجان، بل والمهرجان نفسه معلناً أن السعوديين مثل كل الشعوب الأخرى يعيشون بشكل عادي، يمارسون فنونهم ويستقبلون فنوناً عالمية أخرى، لديهم فنانون، وبحر، وحوريات تخرج من البحر لترقص البالية.

  ثلاثة عناصر أساسية في ملصق المهرجان أعتقد أنها تجدر مناقشتها، ويجب ألا تمر مروراً عابراً:
   أولاً، في إشارة واضحة لعروبة المهرجان وأنه سيشكل إضافة هامة للشرق العربي جميعه وربما لصورة العربي عامة في العالم، اشترك ثلاثة فنانين من جنسيات عربية مختلفة لإنتاج الملصق، المصمم العماني محمد الكندي، والمصور السوري أسامة أسعيد والذي يبدو من كثير من أعماله أنه مر بمصر أيضاً مروراً ليس عابراً كما أنه يعيش بالسعودية أيضاً، مما يعني أنه في حد ذاته مجمعٌ للثقافات العربية، وأخيراً راقصة البالية السعودية أو كما يسميها الخبر المنشور، المأخوذ عن المهرجان (عارضة البالية السعودية) سميرة الخميس، والتي في اعتقادي هي ثاني أهم عنصر في رسالة الملصق.

  لا أعرف لماذا وسمتها الأخبار بأنها (عارضة بالية)، ذلك الوصف الذي لم نعتده لوصف راقصات البالية، ربما كان شبيها باستخدام البعض يوما وصف: "لاعبات البالية" للحديث عن الباليرينات في مصر منعاً لاستهجان المجتمع لهذا النوع من الفن الوافد، وخوفاً من إلحاقه بالرقص الشرقي الذي دأب على المكوث في خانة (سيء السمعة) خاصة في ظل ما يحيط به وبممارسته عادة من أنشطة ينكرها المجتمع، لا داع للإسهاب في ذكرها هنا.

  ربما أيضاً كانت فكرة الحديث عنها كعارضة، لا راقصة بسبب عملها كعارضة (موديل) لأنواع من الأزياء ومنتجات التجميل، وما إليها، أو ربما كان اتقاء مقارنتها بمثيلاتها في العالم، أو حتى في الدول العربية الأخرى الذين شاركوا في عروض عالمية، وكان لهم اسمهم وثقلهم (رغم رشاقتهم، وخفتهم) في عالم تمثيل الإيقاع: الرقص، والاستعراض.

  سميرة الخميس، الشابة السعودية التي ظهرت في ملصق المهرجان، ومن قبل في دعايات أخرى للمهرجان، مع شباب وشابات أخر يسيرون في شوارع جدة القديمة بثياب وهيئة وربما قيمٍ أوروبية؛ أثير حولها جدل واسع فقط لأنها كانت صدمة لدى الكثيرين ممن يتخيلون السعودية باقية بصورتها القديمة، فقط عندما أعلن المهرجان في أخباره أنها (عارضة باليه) سعودية، تخابط المؤيدون والرافضون.. راقصة سعودية.. تبدو المسألة مباغتة للكثيرين، كيف كانت، ومتى ظهرت، هل تتغير السعودية هكذا بسرعة؟ وهل سيؤدي هذا الاندفاع المحموم نحو التغيير إلى عواقب وخيمة؟


  الإجابة جاءت من الواقع نفسه، هذه الثقافة المغايرة ليست وليدة اللحظة، بل هي متغلغلة في المجتمع، ليست مجرد نزق مراهقين، ولا مراهقة فكرية.. الشابة السعودية التي رأى المهرجان أن تتصدر لافتاته بدأت تمارس رقص البالية وهي بعد في الرابعة من عمرها، ويبدو أنها أنشأت مدرسة لتعليم الرقص في قلب الرياض، العاصمة السعودية وهي بعد في التاسعة عشر من عمرها، يعني نحن لا نتحدث عن وافدٍ ثقافي عابر، لقد قبلت وقبلها المجتمع منذ سنين عديدة، ولاقت ليس فقط استحساناً بل تشجيعاً على عملها في تدريس الرقص، وعرض الأزياء والظهور في الإعلانات.. استضافتها برامج تليفزيونية وتحدثت بانطلاق وحرية، ولم يستهجن أحد ذلك، أي أننا أمام تغيير ضخم أصبح أمراً واقعاً، لا قبوله أو رفضه سيحول دون استمراره، فقط ما كان على الصورة الذهنية لدى الآخرين إلا أن تتغير.. هو تغير في الوعي، وليس تغييراً للمجتمع أو ثقافته كما اعتقد الآخرون دائماً.

  العنصر الثالث الملفت في إنتاج ملصق المهرجان هو استخدام طريقة شديدة القدم لإنتاج الصور، طريقة الكلوديون الرطب؛ وهي بالمناسبة ليست طريقة (لإحياء صور الأبيض والأسود عن طريق تلوينها بألوان زاهية نابضة) كما ورد في أخبار المهرجان، لكنها طريقة قديمة لإنتاج الصور الضوئية -الأبيض وأسود- باستخدام مادة الكلوديون مضاف إليها محلول للمادة الحساسة للضوء، ويتم دهان الألواح الزجاجية المستخدمة حينها في التصوير الضوئي بها، ولأنها كانت لابد أن تستخدم مباشرة، وهي بعد رطبة؛ سميت الطريقة بطريقة الكلوديون الرطب.

  استمر استخدام هذه الطريقة في إنتاج الصور زمناً لا بأس به، كان خلاله المصور يحمل معمله في خيمة، أو يجوب الدروب بعربة ضخمة تحوي كل مستلزماته لإنتاج صورة، وبعد فترة قضى التطور على هذه الطريقة، خاصة مع ظهور دعامات السليلوز بديلاً لألواح الزجاج، الطفرة التي آذنت فيما بعد بظهور شريط الصور المتحركة، السينما كما عرفها العالم فيما بعد.. لكن رغم مرور السنين، لازال الحنين ربما يأخذ الكثيرين في العالم الغربي لإحياء هذه الطريقة، وإنتاج صور بها، كثيراً ما يقوم أشخاص أو مؤسسات ثقافية بعمل مشاريع ضخمة، مثل رحلات للتصوير بألواح الكولوديون الرطبة، أو إعادة تصوير لقطات لأشخاص في نفس الأماكن التي صورت فيها صور قديمة جداً شهيرة أو غير ذلك، ربما لأجداد نفس الأشخاص، كنا نحن أيضاً ونحن طلبة نصنع كاميراتنا الأولى من الورق المقوى، ونصور بها أول مشاريعنا كنوع من الدراسة.

  اختيار استخدام هذه الطريقة لإنتاج ملصق المهرجان، لم يعلن بشكل واضح عن سببه، لكن يمكننا التخمين، غالباً كانوا يريدون ترسيخ فكرة القديم، يريدون الإعلان بشكل واضح أنهم ليسوا ضد التراث، حتى لو كان تراثاً عالمياً.. لا يخص المنطقة العربية بشكل عام، والسعودية (موطن المهرجان) تحديداً.. لكن لماذا لم ينتجوا هذا العمل باستخدام الوسائل الرقمية (التقليدية بالنسبة لشباب اليوم)، أعتقد أن الاختيار هنا كان للفنان المصور أسامة أسعيد، فبالاطلاع على أعماله وجدته شغوفاً بهذا النمط من التصوير القديم، وتلوين صوره فيما بعد بألوان تأخذ طابع القدم وتوقع النفس في عشق مباغت، يعتريها ويسكن الروح في نوع من تمثيل القديم حتى لو كان نسبياً حاضراً حياً.

  باختصار، بوستر المهرجان، حاول بث الرسالة الأولى.. جلية لا لبس فيها.. هم لا يسعون لتغيير السعودية، إنهم فقط يقدمون صورتها لمن غفلوا عنها.. هم فقط يغيرون نظرة العالم التقليدية تجاه بلدهم.


أحمد صلاح الدين طه
15 فبراير 2020 
dedalum.info@gmail.com

الاثنين، يونيو 15، 2015

ماسبيرو.. الدولة و تليفزيونها

ماسبيرو.. الدولة و تليفزيونها 






   من السهل جداً أن نخدع أنفسنا و نقول: إننا الأفضل. الجميع يفعلون ذلك، رغم أنهم جميعاً يعرفون كذب إدعائهم، خاصة في مجال الإعلام؛ لأن الإعلاميين يعرفون القاعدة جيداً: «كرر الكذبة كثيراً، يصبح الادعاء حقيقة مع الوقت» و كما يقول المثل: «الزن على الودان أمر من السحر». حتى من يكَذِّبونك لو لم تقنعهم، سيجدون عقولهم يوماً تتساءل إن كان ما اعتادوا سماعه فيه شيءٌ من الصحة؟ لكن كل أكاذيب النُخب، و جميع سذاجات العوام لا يمكنها تحويل الفشل نجاحاً. ادعاء النجاح و إثباته بالدليل سهل جداً.



   هناك مؤسسات متخصصة تصدر الشهادات و الدراسات و البحوث، و تقوم بالدعاية و ربما أقنعتك أنت نفسك أن ما تروجه عن نفسك حقيقي، ربما، لكن ذلك في النهاية لا يزيد عن ما تفعله مراكز تزييف الشهادات الجامعية، مهما أصدروا لك من شهادات عليك أن تذكر دائماً أنك لست الطبيب و لا المهندس الذي تحمل شهادة باسمه، شهادتك يا دكتور مزورة.



أقول ذلك بعد استطلاع رأي بسيط في الشارع، وسط البلد، على بعد خطوات من ماسبيرو، استطلاع كهذا ليس جديداً؛ اعتدناه كل عام، نسأل الناس عن رأيهم في التليفزيون. عملٌ روتيني نفذته كثيراً لصالح التليفزيون المصري، و أيضاً العديد من القنوات الخاصة التي سبق أن عملت لها. دائماً كان المشتَرك في هذه المهام أن الجمهور يجاملك. لو لم يكن ذلك من باب الذوق، فهو من باب أنك تملك إذاعة كلامه من عدمه. هو يعرف أن المقص بيدك و المونتاج لعبة يدركها حتى تلاميذ المدارس الأولية، فالضيف (بيجيب من الآخر) و يجاملك، يحاول أن يذكر اسماً برنامجاً مذيعاً، و لو لم يذكر سيستعين بك و يسألك: "عاوزني طاب أقول أيه".





  نعم حال التليفزيون المصري يرثى له، لكن من يرثى عليه أولاً و قبل أي شيء أن يفهم تفاصيل الحالة و لا ينجرف وراء الهجوم المبرر من جهات عديدة لا يهمها بحال إنجاح التليفزيون أو رفعه من كبوته بقدر اهتمامهم بإطلاق رصاصة تنهي القصة و تفتح المجال أمامهم للاستحواذ على سلاح الإعلام. هؤلاء يريدون وضع السلطة في قمقمهم بإيهام أولي الأمر أنهم الأكثر فائدة و أنهم يمثلون إعلاماً ناجحاً سيخدم توجهات الدولة التي تستطيع من خلاله سياسة الجماهير. طبعاً ذلك لابد أن يكون على جثة التليفزيون الرسمي الذي فقدت السلطات الأمل فيه و ربما السيطرة عليه أيضاً.



   طبعاً هذه الدعاوى تلاقي قبولاً واسعاً لدى الحكومة، هذه الحكومة كان سيفيدها كثيراً لو كانت معنا و نحن نجابه سخط الناس، فالكثيرون و ربما معظم من تحارونا معهم عندما سألناهم عن سبب انصرافهم عن مشاهدة التليفزيون الرسمي لم يذكروا أي شيء يتعلق بحرفة التليفزيون، لم يتحدثوا عن جاذبية البرامج و مدى تمتعهم بمشاهدتها، هم أصلاً لا يتابعون التنليفزيون بقنواته المتعددة، و لو تطور أداؤه لن يلاحظوا ذلك بحال.



   الأسباب التي ذكروها كلها تتلخص في انتقادهم لأداء الحكومة نفسها، هم يتحدثون عن الأسعار عن إلغاء الدعم، عن فرص العمل الذي لا يجده أبناؤهم و غير ذلك من أمور لا يمكن اعتبارها من اختصاص قناة تليفزيونية أي قناة لا خاصة و لا عامة، و ينهون كلامهم بلومنا:"أنتم لم تفعلوا شيئاً لتحسين الأوضاع" باختصار جزء لا يستهان به من مشكلة التليفزيون أنه تليفزيون الدولة، عندما ينتقد الناس-عامة الناس- أداء التليفزيون؛ هم بالأساس ينتقدون الحكومة التي يحاول أصحاب رؤوس الأموال إقناعها أنها زي الفل، و أن المشكلة-كل المشكلة- في التليفزيون الذي لا يستطيع تبييض الصورة و أداء دور إعلام الستينيات الذي استطاع أن يغافل الناس و يقنعهم لزمن أن الهزيمة انتصار.



   نحن كتليفزيونيين ندرك حجم ما تعانيه مؤسستنا من وهن، لكن المسئولين خارج المؤسسة عليهم أن يعلموا: القضية ليست قضيتنا منفردين، و المسئولية مشتركة، و الثقة المفتقدة بيننا و بين الجمهور كان سببها الرئيسي ضعف أداء مؤسسات الدولة المختلفة لا ماسبيرو منفرداً. القضاء على التليفزيون الرسمي للدولة لن يحل مشاكلهم بل سيضاعفها بعدما تدجن الجمهورَ و تحتكره قنواتُ رجال الأعمال، و أخيراً من يريد تحسين الصورة عليه أن يبدأ بالأصل.


Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

Dedalum New Year

ديدالوم

عام جديد سعيد مليء بالإبداع والفرح!

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم

126631