مرحبًا بكم في ديدالوم مجمع الفنون

منصة الفن والأخبار الثقافية الرائدة

أحدث الأخبار والمقالات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات shorts. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات shorts. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، يناير 03، 2025

دمية بيرني.. إنسان العصر وتاريخه البائس في فيلم كارتون

 Berni’s Doll

 دمية بيرني.. إنسان العصر وتاريخه البائس في فيلم كارتون

Berni’s Doll,shorts



  هذه من أكثر النكات التي قد تمر عليك في حياتك بؤسًا، ووجعًا وكآبة وإيلامًا. عندما ينتهي تاريخك العاطفي، وتتداعى خرافاتك الوجدانية فجأة في لحظة مكاشفة يلفظك فيها شريك عمرك ويفر منك فرار الناس من الوباء دون إدراك منك للتغير المفاجئ من المحبة المفرطة إلى العداء المتأجج.. من متيم بك يسهر الليالي، يعد اللحظات حتى يلقاك، إلى ناقمٍ نافرٍ يرمح بعيدًا في اتجاه أفق ملبد بالغموض دون تفسير منطقي سوى أنه رآك للمرة الأولى.. على حقيقتك.

 

  في فيلم الكارتون الفرنسي القصير (دمية بيرني) من إخراج (يان جُوِيت Yann Jouette) نرى عالَمًا أورويليًا بائسًا يذكرنا إلى حد بعيد بالمستقبل الذي تخيله جورج أورويل للإنسانية في روايته 1984، وربما ذكرنا أيضًا بما تصوره الروائي المصري صبري موسى شكلًا لحياة بطل روايته المأساوية التي تدور في المستقبل، رواية (السيد من حقل السبانخ)، لكن الفيلم هنا لا يدور في المستقبل، ربما لأننا بالفعل نعيش في عصر ما بعد المستقبل الذي تصوره الكاتبان السابقان في روايتيهما المذكورتين، وربما أيضًا لأن الكارتون حالة خاصة من الفن السينمائي يمكن فيها أن يكون الفيلم واقعيًأ وتعبيريًا ورمزيًا، حاضريًا ومستقبليًا في نفس الوقت؛ يدور في عوالم غرائبية كقصيدة من شعر النثر دون أن يتخلى عن إيقاع الواقعية ووضوح الطبيعية وتفاصيلهما المفرطة في الدقة.

 

  يدور الفيلم حول بيرني، ذلك العامل البسيط في مصنع لإنتاج طعام القطط، في طبقة وسطى من المصنع يقوم بعمل روتيني هو وضع الأغطية على العلب في آخر خط الإنتاج الذي يتم كله آليًا تمامًا، أو على الأقل لا نرى في المصنع أي عامل آخر- إلا فيما ندر- غير بطلنا.

 

  يواجه بيرني مشكلة تتعلق بحاجاته العاطفية حيث لا يستطيع في خضم حياته الروتينية إقامة أي صلة طبيعية تقليدية بالجنس الآخر، مما يسبب له مشاكل في عمله حيث يجازى لأنه مهمل في عمله. لكن حياته تتغير تمامًا بعد أن يشاهد إعلانًا عن بيع دمى جنسية تمثل جذع امرأة مكسيكية أو أفريقية أو آسيوية، فيقرر أن يشتري الأفريقية لأنها الأرخص، لكنها مع ذلك تكلفه بيع سيارته حتى يدبر ثمنها، وما إن تصل إليه في طرد بريدي حتى تقلب حياته رأسًا على عقب فيتحول إلى عامل نشيط مجتهد، ويتغير تقييمه في المصنع تمامًا حيث يلاقي ثناء رؤسائه الذين يراقبونه من خلال كاميرا مسلطة عليه طوال ورديته، يكافئونه عن بعد من خلال كف آلية تهبط إليه لتربت رأسه، ومرة أخرى تأتي لتنتشله من طبقته وترفعه درجة أخرى حيث يتحول إلى مشرف إداري يتولى هو هذه المرة المراقبة من مكتب مريح مزود بجهاز كمبيوتر وإنترنت.

 

  التطور الذي يطرأ على حياة بيرني بفضل عروسته غير المكتملة يدفعه إلى تطويرها، وإذا كان في المرة الأولى اشترى الجذع الأفريقي لأنه الأرخص، فهذه المرة بعد أن كسب المال وترقى في العمل يشتري ذراعين مكسيكيتين قويتين فيدب النشاط في شريكته الدمية وتبدأ خدمتَه بنشاطٍ في المنزل مما يدفعه وهو جالس مؤنتِخ يقرأ الصحف ويراقبها تقوم بالأعمال المنزلية إلى أن يفكر في شراء ساقين يساعدانها في الحركة؛ فيشتري لها ساقين آسيويتين سريعتين، وهكذا يكتمل الجسد، لكنه ما يزال ينقصه شيء ما، لا يلتفت إليه بيرني لكن افتقاده يؤرق شريكته المستميتة في خدمته ألا وهو الرأس، فيقرر أخيرًا أن ينتقي لها رأسًا مناسبًا، وعندما يركّبه فوق جسدها وتفتح عينيها للمرة الأولى في حياتها تراه ذلك الشخصَ رث الهيئة القبيح النهم، وترى كل المواقف التي مرت عليها في حياتها معه بشكل مغاير حيث تفكر أنه استغلها جنسيًا وخدمها أو استعبدها عنده وعاملها بقسوة، وهنا تقرر الفرار منه فتتركه وحيدًا متألمًا بعد أن كان توهم أنه وجد شريكته الأبدية ووقع في هواها وصار متعلقًا بها متيمًا في حبها.

 

  الفيلم على قصره حيث لا يزيد عن إحدى عشرة دقيقة، يفتح أبواب التأويل والتفسير على مصراعيها. يتركنا بأصالة فنية محتارين بين مجموعة من تساؤلات التلقي يطرحها على عقولنا دون أن يستجوبنا فيها.. فقط يتركنا نتداولها مع أنفسنا وينصرف انصراف الفنانين الصادقين.

 

  يبدأ الفيلم بفأر تقوده غريزته عبر ممرات محددة له سلفًا، يجري بغير وعي متتبعًا رائحة قطعة من الجبن وضعت له بدقة في مكان يصل إليه أخيرًا ويبدأ في تناول الجبن، لكنها طبعا كما سيتوقع المشاهد مصيدة آلية ضخمة، حيث تهوي عليه مطرقة مهولة تحوله إلى كتلة من اللحم المفروم والمهروس تنقلها السيور لتعبأ في عبوات قبل أن تصل ليد بطلنا بيرني فيغطيها لتأخذ طريقها إلى القط المحظوظ. في المشهد الأخير بعد أن تدفع الدمية المكتملة برأسها بيرني وتهرب محطمة الباب ذي الأقفال العديدة ينكمش بيرني على نفسه وينام على جانبه في وضع أشبه بالجنين في بطن الأم، أو الوضعية نفسها التي كان البشر يدفنون بها موتاهم في فترات مبكرة جدا من تاريخ الإنسان على الأرض. عندها تبدأ الكاميرا في الارتفاع لنرى المكان من زاوية عين الطائر، وكلما ارتفعت الكاميرا أصبحنا نرى أكثر، ووصلنا إلى يقين أن الشقة التي يسكن فيها بطلنا هي جزء من بناية تكاد ممراتها تتطابق مع المتاهة التي كان يجري فيها الفأر الذي رأيناه في أول الفيلم، إن صانع الفيلم يقدم استعارة بليغة مفادها عرض التشابه بين الفأر وبيرني، البطل، إنسان العصر الحديث، فكل منهما (الإنسان والفأر) يجري بشكل غريزي خلف شهواته، الفأر نحو قطعة الجبن، والرجل نحو المرأة (وقد يجوز- في المطلق- أن نقول: والمرأة نحو الرجل)، من خلال رحلته الحياتية يمر بتجربة جديدة بالنسبة له لكنها تكرارية أبدية بالنسبة للنوع كله، فليست تجربة الفرد إلا حلقة زمنية واحدة وسط سلسلة طويلة من الحلقات المتشابكة تشكل التاريخ، وفي نهاية الرحلة حيث يتصور كل منهما أنه وصل غايته الأخيرة تسقط فوقه المطرقة الضخمة فتفرمه وتحوله قطعة من اللحم المعبأ في انتظار الوصول إلى أنياب الآكلين. 

 

  رؤية عبثية للحياة تؤكد سوداوية الواقع وإحساس اللاجدوى الذي يسيطر على تصور إنسان العصر الحاضر حول وجوده في الوجود ووجود الوجود فيه.

 

  الدمية التي شغلت نصف اسم الفيلم منسوبة إلى بيرني تعطينا دلالات قوية تشير بشكل واضح رغم أنه ضمني إلى مدلولات من السهل على أي مشاهد على قدر محدود من الدراية المعرفية أن يدركها؛ بداية من انتساب الدمية إلى بيرني في العنوان والذي يلغي تفردها ويجعلها تابعًا لمالكها، البطل الذكر المشغول بشهواته والذي يجمعها قطعة قطعة حتى تكتمل أنثى كاملة ناضجة. فكرة ذكرتني مباشرة بإحدى القصص القصيرة - على ما أذكر- للأديب الروسي الرائع أنطون تشيكوف والتي تتحدث عن ضابط شاب يدعى إلى حفل في مكان عام، ومثله مثل بيرني يفتقد الشاب وجود شريكة أنثى في حياته، لكنه غير راضٍ تمامًا عن هؤلاء النسوة اللاتي تملأن القاعة والمستعدات- معظمهن- للاستجابة لأول شاب يدعوهن للرقص، كل واحدة منهن لديها جمال ما لكن لديها عيبًا أو عيوبًا أيضًا، يتساءل الشاب الغرير عن إمكانية حصوله على فتاة كاملة الأوصاف، عينا تلك وأنف أخرى وجسد ثالثة؛ هكذا تصورت أنثاه في عقله، لكن امرأة خياله تلك ليست بين المجتمعات هنا.

 

  بالصدفة عندما يسير في إحدى ممرات القصر حيث الحفل يرى أنثاه المفارقة للواقع تجسدت أمام عينيه، ينبهر ويهرول خلفها متمنيًا أن يلقى منها قبولا كما ملأت قلبه رضى، لكنها كما ظهرت فجأة تلاشت كما لو كانت تبخرت.. يبحث عنها في كل ركن من أركان البيت وكأنه الأمير يبحث عن سندريلا، لكن الأمير في القصص الشعبية القديمة كان أسعد حظًا منه فقد كان بين يديه أثرٌ لمعشوقته المفقودة (فردة حذاء) أما هو فلا حذاء ولا أثر يدله أين اختفى مثاله الغائب، وبينما هو مجد في بحثه تقوده الممرات بعضها إلى بعض؛ يجد نفسه في مكان شديد الحلكة، الظلام يطمس كل شيء، وبينما هو على ذلك الحال يحملق فيما حوله محاولا رؤية أي بصيص من الأمل يفاجأ بصفعة قوية على قفاه تُفقده توازنه للحظات يفيق بعدها فلا يجد أحدًا حوله، فكأن الصفعة تذكره بانعدام فرصة وجود (مثال) على أرض (الواقع). بطلنا هنا في الفيلم أفضل حالًا لأنه يعيش في العصر الحديث؛ حيث تصادفه إعلانات عن أجزاء بشرية (دمى حية بديلة للإنسان) في كل مكان يذهب إليه ليس فقط في التليفزيون لكن حتى اللافتات في الطرق وهو عائد إلى منزله، فاترينات المحلات مليئة بهذه الأجزاء سيقان وجذوع وأذرع، تبدو حيث يعيش بيرني تجارة رائجة للغاية حتى إن بائعة أحد المتاجر اتخذت لنفسها ذراعين إضافيتين تساعدانها على أداء أعمالها في صورة تذكرنا بالإلهة الهندية شاكتي متعددة الأذرع.. بدائل الإنسان في كل مكان، لكنه عندما يقرر؛ يختار نفس ما اهتم به جد أجداده الإنسان البدائي في العصور الموغلة في القدم عندما نحت نموذجًا لمثاله الأنثوي فاختار الجذع المتفجر بملامح الأنوثة وأغفل كل شيء آخر عداه.

 

  يقدم بيرني نموذجًا ليس غريبًا على عصرنا الحديث، إنه الإنسان الذي نراه كل يوم وفي كل مكان نذهب إليه، نراه في العمل وفي الشارع، في وسائل المواصلات والمتاجر الكبرى والصغرى، نراه حتى في المرآة عندما ننظر إليها، الإنسان الذي هو نحن موجود في كل مكان دون أن تعبأ بوجوده الأمكنة، ترس موضوع في آلة يؤدي دوره بتفان وإنكار للذات عودنا عليهما عصر الآلة الجاف وفلسفات الكتل اليسارية واليمينية على السواء؛ الشيوعية والرأسمالية وما بينهما من أفكار طورها شخص غامض لتصبح ملائمة للمجتمعات البشرية الحديثة التي صارت تخضع لها طوعًا أو كرها، ورغم الصراعات والحروب التي تأججت من أجل تفضيل هذه على تلك يبقى جوهرهما واحدًا: السيطرة على الناس وجعلهم قطعًا في آلة صناعية ضخمة. لا يختلف فرد عن آخر إلا بموقعه في الماكينة التي لا تتوقف عن الدوران.. عجلة الإنتاج في الشرق هي هي عجلة الإنتاج في الغرب، الفرق الوحيد بينهما في أن تلك تملكها الدولة وهذه يملكها مديرو الشركات الكبرى، أما الفرد، الإنسان؛ فقد تقطعت صلاته الاجتماعية القديمة الأبدية وتواصله المنفتح مع بني جنسه واستبدلت بها علاقات جديدة قائمة على تبادل المنفعة والوقتية المقيتة، فصار هكذا لا يجتمع أبدًا إلا مع وحدته.

 

  دمية بيرني هي ليست لعبة؛ إن تاريخها الذي يُبنى في الفيلم أمام أعيننا. يمكن اعتباره تمثيلا لتاريخ المرأة وتطور مكانتها في المجتمع عبر الزمن منذ العصر الحجري. المرأة التي بدأ دورها مرتبطًا بالجنس، الدور الذي جعل إنسان العصر الحجري في أوروبا يصورها في- تمثال (فينوس ولندورف) كمثال- جسدًا تكاد تنطمس كل أجزائه فيما عدا الجذع بمكوناته ذات الطابع الشهواني، بعد ذلك يتطور دور المرأة بحصولها على ذراعين قويتين لتتحول إلى خادمة للرجل تؤدي له كل مهام المنزل من طهي الطعام لإعداد الملابس وغيرها، فتتطور معها أيضًا مكانة الرجل من نكرة لا يعرف نفسه ولا يدرك قيمته، إلى سيد يدير المنظومة ويتمتع بخدمات الآخرين، عندما تحصل دمية بيرني على ساقين تبدأ في شراكة حقيقية معه فهي تخرج إلى الشارع وإن كانت ما تزال تخشى عبور الطريق فتضطر دائمًا إلى التعلق بذراعه، وتغار عليه عندما تسمع وقع أقدام أنثى أخرى، وربما تغار من الأخرى التي تملك رأسًا لا تملكه هي. أخيرًا عندما يصبح لديها رأس، يعني عقلا وعينين ولسانًا وشفتين؛ تتمرد، فقد اكتملت بنيتها وأدركت وجودها فتثور أول ما تثور عليه هو، بيرني الذي جمعها قطعة قطعة، بعضها من إعلانات التسويق على التليفزيون وبعضها من الأسواق التجارية والبعض من الإنترنت. لكنها عندما أصبحت أنثى كاملة استعادت ذكرياتها معه وقد بدت كل مواقفه معها عكس ما رأيناه فظهر بيرني مستغلا لها جسديًا ومستعبدًا لها يسخرها لخدمته مجانًا، وأخيرًا قاسي القلب يعاملها بعنف ويحبسها داخل بيت بابه موصد وعليه عدة أقفال لا تعبأ بها فتحطم الباب بعنف يضاهي ذكرياتها المتوحشة إزاءه، تختار أن تصير واحدة مع نفسها، وتتركه وحيدًا مع بؤسه.

 

  دمية بيرني أيضًا تفتح أفق المتلقي لمفهوم آخر عن الدمية، رغم أن الفيلم أنتج في 2008م. ولم نكن وصلنا بعد لما نحن عليه من تسارع في التطور العلمي والتكنولوجي، لكن الفيلم يمكن اعتباره صرخة مبكرة، نبوءة بشأن التطور المرتقب- حينها- للذكاء الإصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات المضاهية للبشر والتي صارت واقعًا نعيشه حتى إن بعضها قد يحصل على جنسية إحدى الدول مثلما حدث مع صوفيا المرأة الروبوت التي تحمل الآن الجنسية السعودية. الفيلم يقدم التخوفات المشروعة للإنسان من أن يأتي اليوم الذي يتمرد فيه الذكاء الإصطناعي والروبوتات الذكية على صانعيها.

 

  يدفعنا صانع الفيلم يان جويت Yann Jouette للتعاطف مع بيرني، فهو يجعلنا نرى الحقيقة لحظة بلحظة طوال الفيلم فندرك أن بيرني مظلوم في كل تصورات شريكته في الحياة عن علاقتهما معًا، ويدفعنا بصريًا لإدراك كيف أنه تعرض طوال الفيلم لنفس الخدعة التي قادت الفأر للوقوع في المصيدة. أي أننا نأخذ صف بيرني في علاقته بدميته المتمردة، ونأسى لحاله في علاقته بالنظام العام الذي فرمه (استعاريًا) في النهاية لأن منظومة المصنع تتعامل معه كما تتعامل مع الفأر، الجميع لا قيمة لحيواتهم إلا بقدر ما يحافظون على استمرارية دوران عجلة الإنتاج.

 

  رغم الدقة التي رسمت بها الرسوم المتحركة وصيغت بها حركة الشخصيات الكرتونية إلا أن صانع الفيلم اختار الميل إلى جعلها تعبيرية، فجردها أولا من الألوان معتمدًا على أحادية اللون، وجعلها أقرب للرسوم بالقلم الرصاص، صحيح أنه استخدم تقنية الظل والنور لجعلها مجسمة وهو ملمح طبيعي، إلا أنه اختار أن يحدث انبعاجًا ما يجعل عالمه بعيدًا عن الواقع فتصير رؤوس الشخصيات مثلا أقرب إلى الأشكال الهندسية معظمها تكاد تكون مثلثة، كذلك الأبنية والسيارات والشوارع التي تذكرنا بتشوهات المنظور عند رواد المدرسة التعبيرية الألمانية، وهي مقاربة تؤكد سوداوية الواقع الذي يعيشه إنسان العصر الحديث من وجهة نظر صانع الفيلم.

 

  شريط الصوت أحد العناصر المهمة للغاية في الفيلم، بالإضافة إلى البعد الموسيقي الذي ربما لن يمكنك سماعه منفردًا كما قد تفعل مع تراكات صوت سينمائية أخرى رغم قوتها تكون كيانًا مستقلا موازيًا للفيلم نفسه فيجتهد المونتير ومصمم تراك الصوت في لضمها مع التدفقات السمعبصرية التي تشكل جسد الفيلم؛ الموسيقى هنا، في فيلمنا هذا، مضفرة بعناية كجمل مصاحبة قد لا تستطيع فصلها عن العناصر الفيلمية الصوتية الأخرى فتكمل هذه تلك. المؤثرات الحية والصناعية، والإيقاع الذي تسير عليه كل المنظومة الفيلمية. الذي يصدر بشكل واقعي من العناصر المصدرة للصوت داخل الكادر: خطوات المشي، الحركة والتوقف لسيور المصنع الذين يخلقان معا إيقاعًا رتيبًا يؤكد جفاف الحياة التي يعيشها بيرني. حركة السيارات في الطرق. موسيقى الإعلانات التليفزيونية وصوت الهاتف. الطبول وقرع الأجراس والآلات النحاسية التي تتصاعد وتيرة طرقها بأسلوب يذكرنا باللحظات الحاسمة في عروض السيرك. كل ذلك يشكل تراك صوت قوي جدًا يسهم في التلاعب بإفراز الأدرينالين لدى المشاهد فيصعد مع تدفق الأحداث ويصل ذروتها مع ذروتها ويقف عندما ينتهي الحدث ثم يبدأ دورة جديدة.

 

  اختار مؤلف الفيلم أن يقيم بنيته على أساس دائري فيبدأ حيث ينتهي، يبدأ بالممرات التي صنعت لخداع الفأر حتى يصل إلى المطرقة التي تقضي عليه، وفي نهاية الفيلم نصل إلى الحدث الذي يشكل مطرقة اعتبارية تقضي على البطل بيرني، وهو هروب شريكة حياته منه بعد كل ما بذله في سبيل وجودها، تتركه محطم القلب ممزع الروح كأنه صار كتلة لحم ميت. مثله مثل الفأر الذي بدأ به الفيلم. عندما تصعد الكاميرا في آخر الفيلم نجد الوحدة السكنية التي يعيش فيها البطل ليست سوى واحدة من عدد لا محدود من الوحدات الأخرى المتطابقة معها مما يفتح بوابة أمام المتلقي لتوقع كم هي احتمالات تعدد وتكرار حكاية بيرني اللانهائية.

 

  دمية بيرني فيلم لا أنصحك بمشاهدته إن كنت ممن يعتقدون أن الكارتون يصنع فقط للأطفال.

 

أحمد صلاح الدين طه

الجمعة 3 يناير 2025

dedalum.info@gmail.com

لمشاهدة الفيلم:


الأربعاء، يوليو 05، 2023

مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي بتونس يستقبل الأفلام الروائية والوثائقية والتحريك من ١٥ يوليو حتى ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣

 



أعلنت الهيئة المديرة لمهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي الدورة التاسعة ان سيتم فتح باب الترشحات يوم 15 جويلية / يوليو حتى 30 سبتمبر 2023 . ويمكن ارسال افلامكم على عنوان التالي : 
 
 
 

للمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال على الرقم التالي 
0021653143515 
او على الواتس اب : 
0021656191918 

يقبل المهرجان الافلام الروائية قصيرة 
الأفلام الوثائقية قصيرة 
أفلام طلبة 
أفلام التحريك

الأربعاء، أبريل 12، 2023

مسابقة من أفلامنا للفيلم القصير وتصويت أونلاين على جائزة جمهور بقيمة مادية ٥٠٠ يورو

 

 

بهدف دعم الأصوات العربية الشابة وصنّاع الأفلام الناشئين، تطلق أفلامنا مسابقة عربية للأفلام القصيرة بعنوان "التحولات".
ستقدم أفلامنا الجائزة لأفضل فيلم قصير وقيمتها 500 يورو حسب تصويت الجمهور عبر الإنترنت.

موعد التسليم
1 يونيو 2023

الجوائز
- جائزة أفضل فيلم قصير - جائزة نقدية
- جائزة لجنة التحكيم الخاصة - جائزة نقدية
- جائزة الجمهور المقدمة من Aflamuna. عبر الإنترنت للحصول على أفضل فيلم قصير ، عن طريق التصويت عبر الإنترنت. جائزة نقدية 500 يورو

سيتم عرض الأفلام المتنافسة خلال إصدار REEF 2023 وعلى AFLAMUNA.ONLINE

من المؤهل للتطبيق

السينمائيون العرب وطلاب السينما
الحد الأقصى لسن التقديم هو 35 عامًا
يجب أن يكون المتقدمون من دولة عربية.
الجزائر والبحرين وجزر القمر وجيبوتي ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.

ما هي الأفلام المؤهلة

يجب ألا تتجاوز مدة الأفلام 15 دقيقة
تم إنتاج الأفلام بعد عام 2020
جميع أنواع الأفلام مؤهلة (وثائقي ، خيالي ، رسوم متحركة ، تجريبي ، إلخ).
جميع التنسيقات مؤهلة (تم تصويرها على فيلم أو رقمي أو هاتف محمول)
الأفلام الترويجية وأفلام الشركات غير مؤهلة
يجب ألا تكون الأفلام المختارة متاحة للمشاهدة عبر الإنترنت أو للتنزيل علنًا على أي منصة ، بالتزامن مع عرضها على موقع aflamuna.online
سيتم عرض أفلام مختارة على Aflamuna في جميع أنحاء العالم خلال شهر سبتمبر 2023 بأكمله

تنسيق الملف الموصى به:
1920 × 1080
تعد برامج الترميز H.264 و MP4 و ProRes هي برامج ترميز الفيديو والصوت المفضلة.
مزيج ستيريو
يجب ألا يتجاوز الملف 10 جيجا بايت
ستتم مراجعة الأفلام التي تلبي جميع المتطلبات من قبل لجنة الاختيار.
سيتم الاتصال بالأفلام المختارة فقط.

للتقديم اتبع الرابط
https://form.jotform.com/230863603141448

 

 

السبت، أغسطس 20، 2022

بطاطس وآكلوها بين فان جوخ الهولندي والبدري المصري.. عن فيلم Potato

 

 

 

فيلم Potato


  مبكرًا جدًا، في حوالي نهايات القرن الثامن عشر؛ قال الإمام محمد عبده: "نحن ديوان كلمات والغرب ديوان هيئات، وقد آن لديوان الكلمات أن يستفيد من ديوان الهيئات".

  في وقت ليس ببعيد عن صدور هذا الرأي كان الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ عاكف على رسم لوحته التي اعتبرها بدايته الحقيقية كفنان، ولطالما اعتبرها أفضل رسومه على الإطلاق وهي لوحة آكلي البطاطس، ليأتي محمد البدري الفنان المصري الشاب متعدد الأنشطة الفنية –بعد أكثر من قرن من الزمان- ويستلهم هذه اللوحة في فيلمه الذي سماه Potato؛ فيحقق بذلك –نوعا ما- الاستفادة التي تحدث عنها محمد عبده من ديوان الهيئات (الفن البصري الأوروبي)، ويواكب في نفس الوقت الاتجاهات الفنية المعاصرة التي تذيب الفوارق بين الفنون من جهة، وتنتهج كثيرا معارضة الإنتاجات الفنية الأقدم فتعيد تقديمها بتنويعات فنية جديدة.

  يبدأ الفيلم بمعارضة لفظية في شكل عناوين مكتوبة على الشاشة بين رأي لفان جوخ يقول: "إن الحزن سيبقى للأبد"، ووجهة نظر مؤلف ومخرج الفيلم الذي حرص على كتابة اسمه مع وجهة نظره التي تذكر أن: "الفقر يقضي على كل الفضائل".. معارضة إذن بين الحزن والفقر، وتساؤل عن مفهوم الفضائل التي يغيبها وجود الفقر.

   نكاد نجزم أن الحزن وإن كان يبدو مسيطرًا على حياة فان جوخ في مجملها، إلا أنه عندما قال هذا الرأي لم يكن يقصد هذه اللوحة تحديدًا، هذه اللوحة التي قال عنها في بعض رسائله: "أردت وبشدة تخليد تلك اللحظة، لحظة هؤلاء الناس وهم يأكلون البطاطس على مصابيحهم الصغيرة، بأيديهم الخشنة التي يزرعون بها الأرض مطمئنين أنهم حصلوا على طعامهم بأمانة".

  إذن فقد سيطرت على الرسام الرغبة في تجسيد الواقع، وتصوير الأمان الذي يكتنف هذه الأسرة التي عرفها بنفسه ورسم بورتريهات لبعض أفرادها عدة مرات قبل ذلك، خاصة  المرأة الشابة التي تظهر في اللوحة، كما رسم عدة دراسات مبدئية (اسكتشات) منفصلة للمكان وشخوص الأسرة، وضمَّن بعض رسائله لأخيه تاجر الأعمال الفنية (ثيو) رسومات خطية مسبقة للوحة التي استغرق الإعداد لها زمنًا طويلًا على خلاف معاصريه من فناني الانطباعية الذين لجأوا غالبًا للرسم المباشر دون تحضير.

  رغم البساطة الواضحة في لوحة آكلي البطاطس، لا نستطيع أن نعتبر أشخاصها حزانى، إنهم فقط يمثلون طبقة البروليتاريا الصاعدة وقتها، طبقة العمال والفلاحين التي تشكل قاعدة المجتمع، هم بسطاء طعامهم يقتصر على البطاطس التي تمثل بالنسبة للهولنديين ما يمثله خبز القمح لنا، إنها أساس عيشهم الذي لا يستغنون عنه، مع بعض أكواب الشاي، فهم مثلنا يحبسون به. أما جلستهم العائلية فلا تخلو من بهجة، نظرة المرأة الشابة لزوجها بشغف طفولي وتعلق أنثوي، والجد العجوز على الطرف الآخر يرفع فنجانه إلى زوجته ربما طالبا المزيد من الشراب الساخن والجدة تملأ لهم فناجينهم الصغيرة ونظرتها مستكينة  لا نقول ذابلة، بل مطمئنة.

  أكد الرسام بأدواته هذا الجو الأسري من خلال ألوان فرشاته المتجاورة التي رغم شيوع الأخضر القاتم وجو الإضاءة المنخفضة إلا أن الأمر لا يخلو من بعض البرتقالي والأصفر الذان يضفيان حيوية يؤكدها التكوين الذي يجعل كل زوجين معًا داخل مثلث قاعدته البنت الصغيرة، والمثلثان يشكلان ما يشبه جناح فراشة تسهم النظرات المتبادلة وحركات الأيدي في تحريك عين المتلقي داخل اللوحة: عين المرأة تحرك النظر  إلى زوجها الذي ينظر نظرة ساهمة إلى الأمام حيث الجد الذي يدفع الفنجان إلى زوجته التي تصب الشاي لتعيد حركة يدها عين المتلقي إلى الفتاة الصغيرة التي ترده بدورها إلى المثلث المقابل الذي يضم الأب والأم، يداهما اليمناوان تلتقطان البطاطس من طبق ضخم ممتلئ بينما أصابعهما تشيران إلى الفتاة الصغيرة، وهكذا تستمر الحركة (الديناميكية) داخل اللوحة بين أفراد الأسرة. كما يشكل مخروط النور الذي ينتهي بالمصباح شكلا مثلثا آخر ولنقل إنه تمثيل ثنائي الأبعاد لهرم قاعدته الأسرة التي هي بوضعها الاقتصادي قاعدة الهرم الاجتماعي.

  إذا كانت هذه رؤية فان جوخ، فمحمد البدري في فيلمه يقدم رؤية مخالفة تمامًا، معارَضَة تعتمد فكرته التي تتحدث عن الفقر الذي يقضي على كل الفضائل، فإذا اعتبرنا كلمة الفضائل تشير إلى الأخلاق التي يعتبر بعض الفلاسفة اتباعها ضمانة الفرد أن يعيش حرًا داخل الجماعة، بذلك يكون الجميع سقطوا في أسر العبودية وفقدوا حريتهم إلى الأبد نتيجة للفقر الذي يدفعهم لفعل أي شيء هروبا منه حتى لو كان ذلك تسميم المستقبل الذي تمثله –فيما يبدو- الفتاة الصغيرة التي مازالت تحلم وتحاول أن تستجيب لمطالبها الغريزية التي تدفعها لتأكل البطاطس المسممة وتشرب الشاي المسمم استجلابًا للذة والشبع والرضا رغمًا عن الخوف الذي يقرقض أبدان الجميع دونَها.

  حاول صانع الفيلم أن يحافظ على مظهر اللوحة ثنائية الأبعاد مع إضفاء جو التربص والقلق من خلال الضوء المتقطع الذي قد يكون بالغ في رتابة إيقاع ارتعاشه حتى صار مزعجًا بعض الشيء للمشاهد، كما أن لون الضوء المصفر والتباين المنخفض ساهما في طمس جميع الألوان الأخرى، الكاميرا ليست مثل العين ولا تعالج الألوان مثلها بما يضمن بقاء ألوان واقعية.. الإضاءة الصفراء تطمس الأخضر والأحمر والأزرق وتحولهم جميعا إلى درجات بنية مما جعل المشهد يبدو أحادي اللون، وربما يكون ذلك السبب في قرار صناع الفيلم باستخدام ضوء أزرق عبر إحدى النوافذ وضوءا أبيض عبر نافذة أخرى، لكن ذلك أوقعهم في قضية أخرى تتعلق بمواكبة الصورة لأصوات الرعد المتفجر في خلفية الحوار والذي لا تظهر النوافذ أي أثر له، إحدى النوافذ تظهر جوًا كأن الأحداث في ليلة صافية السماء مقمرة، والنافذة الأخرى تقدم ضوءًا نهاريًا صافيًا أيضًا.. نبحث عن سبب درامي فلا نجد، حتى فان جوخ نفسه في لوحته اختار أن تكون النوافذ معتمة، وإن كانت ألوان الرسم سمحت له بتنوع بصري لا يتاح لمصور سينمائي يستخدم الضوء، ومع تلك الهنات نعترف أنهم نجحوا في نقل أجواء المؤامرة والخوف والترقب للمتلقي.

  من خلال لوحة فان جوخ التي لم يهدف منها إلا إلى نقل أجواء دافئة لأسرة متجانسة تجتمع حول مائدة الطعام، ينقلنا صانع فيلم Potato إلى أجواء تعرض وجهة نظره في الفقر الذي يقضي على كل الفضائل فيستبدل الأسرة بأفراد غير متجانسين، مجموعة من الغرباء يجمعهم بيت واحد ضيق حول روتين طعام شحيح، كل فرد من أفراد المجموعة يدرك أزمته تمام الإدراك، ويشعر أن الآخرين يتآمرون عليه بينما يخطط هو نفسه للقضاء عليهم.

  المرأة لها نصيب أكبر في عالم انهيار الفضائل الذي صنعه البدري، امرأتان وفتاة صغيرة مقابل رجلين، الرجلان يميلان إلى الدعة، يسيطر عليهما الخوف.. الخوف من ضياع الفضائل، والخوف الذي يخضعهما لواقع يبرر سقوط الفضيلة، وعذرهما ليس الفقر بل الخضوع لنتاجه.. الخضوع لنسائهم، أما النسوة فمعركتهن مع الفقر ذاته؛ الفتاة الصغيرة تتحسر لأن أباها لا يستطيع إلحاقها بالمدرسة لتستمتع وتنجح مثل أقرانها، وتعبر عن فهمها العميق لمخاوف أمها التي تظهر ندة لها تقايض معرفتها بأن الفتاة تحب أباها أكثر مما تحبها بمعرفة الفتاة لسبب قلق الأم، والمرأة الأخرى التي تقابل الجدة في لوحة فان جوخ تبدو أكثرهن عنفًا وقوة وحقدًا، كما تصف نفسها في الحوار، وتعمم الوصف على جميع النساء: "الواحدة مننا لازم تبقى شديدة.. علشان تعرف تاخد حقها.. لو اتساهلت هتتاكل"، تؤكد الكاميرا قوتها تلك بزاوية تصوير منخفضة تجعلها مسيطرة على إطار الصورة التي يظهر فيها زوجها أقل من حجمه الحقيقي.

  من طرف المائدة الآخر تجيبها المرأة المقابلة: "واضح إنك مش ناوية تجيبيها لبر يا زهرة". قوة بقوة ونفوذ بنفوذ، حسم يجعلنا نتساءل عن سر اسميهما: زهرة وأحلام، لا يبدو واقعيًا ذلك غريبًا، اعتدنا ونحن أطفال أن أقسى المعلمات دائمًا يكون اسمها عواطف.. نوع من المفارقة التي تقدمها الحياة لأهلها فتكون أحيانًا مدعاة للسخرية، وتكون كثيرًا مؤلمة.

  خلال هذا الحوار المتكافئ تتحرك الكاميرا حركة أفقية حثيثة ذهابً وإيابًا، تبدأ بامرأة وتنتهي بأخرى مؤكدة أن السيادة في هذا العالم البغيض للنسوة بينما تؤكد نفس الحركة أن الرجلين هامشيين في هذا العالم، أحدهما يجلس ساكنًا في طرف الكادر يكاد لا يبين إطلاقًا، وجهه نحو الداخل.. خارج منطقة وضوح الرؤية ((Out of focus، لا يتكلم إلا عندما يدعى باسمه للحديث: "ولا أيه يا أستاذ راضي"، فيجيب بالإيجاب على سؤال لم يبد أنه تابعه أصلًا، تمامًا كما يفعل جندي مستجد في طابور صباح يحضره لأول مرة في حياته.

  الرجل الآخر لم يُذكر حتى له اسم، يجلس في المنتصف وتمر به الكاميرا في رحلتها الأفقية بين المرأتين دون أن تعيره اهتمامًا، لا تتريث عنده، ولا حتى يتم تركيز وضوح العدسة عليه كثيرًا وهو يتحدث؛ فالكاميرا تعرف هدفها ورحلتها محددة بين ربتي المائدة.. صانعة البطاطس وصانعة الشاي.

  الجميع قلقون، الحذر يتردد من خلال لقطات مقربة  مع تصاعد موسيقى شديدة التميز قدمها محمود الشابوري وضفر فيها غناء كورال قديم يبدو مألوفًا مهيبا قدريًا، يدركون أن البطاطس والشاي مسمومان.. لا يجرؤ أحد على التصريح بمخاوفه حتى لا ينكشف.. تبدي الفتاة الصغيرة ضيقها بانتظارهم الذي لا ينتهي وتقرر أن تحسم المسألة فتأكل وتشرب والجميع ينظر لها بأسى أو بقسوة، يرينا المخرج وجه الصغيرة من خلال لقطات أمامية مقربة للمرة الأولى، لكن للأسف نراها وكأنها تحتضر، ثم لا يلبث أن يعود الأشخاص إلى وضعهم الأصلي في اللوحة المرأة العجوز تصب الشاي، عين زوجها معلقة بها والزوجان يأكلان، الفتاة مازالت ظهرها للكاميرا وإن كانت زاوية التصوير منخفضة بخلاف اللوحة فتجعل جسم الفتاة الصغيرة هو الأكبر من الجميع.. لا ندرك تمامًا إن كانت هذه العودة تعني نهاية أجواء الصراع والعودة إلى شكل الأسرة أم أن الجميع قرروا أن يتبعوا الفتاة وينتحروا انتحارًا جماعيًا.

  Potato هو تجربة سينمائية تستحق الوقوف إزاءها، مغامرة تليق بصناع سينما واعدين، شارك الجميع في صناعة سينما حقيقية: صورة وإيقاع.. العنصران اللذان جعلا من السينما فنًا سابعًا، القصة والسيناريو، الممثلون بأداء محكم بليغ رغم تفاوت خبراتهم، مدير التصوير وفريقه والملوِّن والمونتير.. فنانو الماكياج.. مصمم الديكور وفريقه، مؤلف الموسيقى ومصمم تراك الصوت.. كتيبة ضخمة رأينا أنها عملت بتوازٍ وتوازن تحت قيادة مخرج واعد.

 

أحمد صلاح الدين طه

dedalum.info@gmail.com

19 أغسطس 2022

  















الاثنين، فبراير 22، 2021

مسابقة أفلام قصيرة وفوتوغرافيا وأعمال فنية عن البيئة وجوائز تصل إلى 30 ألف جنيه والمشاركة مفتوحة للمقيمين في مصر

 مسابقة أفلام قصيرة وفوتوغرافيا وأعمال فنية عن البيئة وجوائز تصل إلى 30 ألف جنيه والمشاركة مفتوحة للمقيمين في مصر

If-website header
 


 

  في ظل التحديات التي تواجه نظامنا البيئي في مصر والعالم العربي، يدعوكم "عمر سمره" و"أحمد جبر" المغامرين المصريين والمهتمين بالبيئة للتقدم لمسابقة " تخيل لو" لأفضل الأعمال المبدعة والملهمة لزيادة الوعي بالقضايا البيئية في مصر، ويحصل الفائزون فيه على فرصة نشر أعمالهم، والفوز بـ 18 جائزة نقدية تبدأ من 3,000 جنيهاً مصرياً وتصل إلى 30,000 جنيهاً مصرياً، برعاية البنك الأهلي المصري والسفارة البريطانية في مصر؛ لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع: اضغط هنا.





Kenyan Man carrying trash.png

.مثال من وكالة "كاوري" للاخبار: صورة لمقال عن كيف تتمكن دولة كينيا من محاربة النفايات البلاستيكية الناتجة عن التجارة الدولية بعد فرض قانون منع استعمال الأكياس البلاستيكية منذ 3 سنين

  

التصوير الصحفي + مقال

(آخر موعد للتقديم: 7 مارس)


سجل الآن

صوّر الحياة الواقعية والقصة التي وراءها. هدفك هو تسليط الضوء على مشكلة النفايات الغير عضوية وتأثيرها على البيئة في مصر أو على الحلول الفعالة لها عن طريق تصوير الحياة الواقعية بدون تصميم أو تمثيل.

 

يجب تقديم صورتك مع معلومات تعطي لها سياق واضح. ولن يتم الحكم على أسلوبك في الكتابة ولكن يجب أن تكون المعلومات كافية ودقيقة، كما يجب ألا يزيد الشرح المصاحب للصور عن 200 كلمة.

الجوائز

المركز الأول 10 آلاف جنيه

المركز الثاني 5 آلاف جنيه

المركز الثالث 3 آلاف جنيه


ahmed magdy .jpg

مثال من صوره ابداعيه بتعبر عن آثار البلاستيك الخانقة للبيئة - تصوير خالد مرزوق لكفاية بلاستيك 2019




 

التصوير الإبداعي

(الموعد النهائي لتقديم الطلبات: ٢٥ فبراير )


سجل الآن

الصورة بألف كلمة، استخدم قدراتك الإبداعية في عمل جلسة تصوير تهدف لإيصال رسالة أو قصة مرتبطة بأثر النفايات الغير العضوية على البيئة في مصر بمساعدة عارضين أزياء وأكسسوارات. 

 

يمكنك تقديم 6 صور بحد أقصى، ويجب أن تحتوي صورك على عناوين وأن يكون لعملك الفني شرح مبسط من 50 - 100 كلمة. 

الجوائز

المركز الأول 10،000 جنيه مصري

المركز الثاني 5000 جنيه مصري

المركز الثالث 3000 جنيه

الأطفال يتخذون إجراءات ضد بلاستيك المحيط | فيلم قصير يعرض من الناشيونال جيوجرافيك 

تعريف الفيلم: على الرغم من اتساع محيطات الأرض ، فإن الملوثات البلاستيكية تظهر في كل مكان ، من أعماق البحار إلى حزمة الجليد في القطب الشمالي. في هذا الفيلم القصير للمخرج كريس هانسون ، يدرس 17 طالبًا من هاواي تأثير التلوث البلاستيكي على شواطئهم المحلية.


 

فيلم وثائقي قصير

(آخر موعد للتقديم: 30 مارس)


سجل الآن

يعد الفيلم الوثائقي من أكثر الوسائل الحديثة فعاليًة فى ألهام وتحريك الغير. سلط الضوء على مشكلة النفايات الغير عضوية وتأثيرها على البيئة في مصر و انقل لنا ما تراه عينيك من الطبيعة مباشرة.

 

يجب أن لا تزيد مدة الفيلم عن 10 دقائق.

 

الجوائز

المركز الأول 30 ألف

المركز الثاني 15 ألف

المركز الثالث 10 ألف


Screen Shot 2020-12-23 at 5.08.19 PM.png

مثال فيلم ابداعي لجوناس بيناروخ |  قصة الكيس البلاستيك هو فيلم قصير به مزيكا من تأليف و نيك هاوتون. هذه الأكياس حتفضل موجودة لآلاف السنين و تلوث محيطاتنا و بيئتنا و تتاكل من الحيوانات البرية والمائية مع ان ممكن تستبدل بالأكياس التي تستخدم اكتر من مره.



 

فيلم إبداعي قصير

(آخر موعد للتقديم: 15 أبريل)


سجل الآن

استخدم إبداعك في حبك وتصوير قصة فيلم قصير يدور حول مشكلة النفايات الغير عضوية وتأثيرها على ما حولك. يمكنك اللجوء للكوميديا أو الدراما أو حتى الرومانسية ولا تخجل من إضافة بعض اللمسات موسيقية أو المؤثرات والرسوم المتحركة لتوصيل رسالتك.

 

يجب أن لا تزيد مدة الفيلم عن 10 دقائق.

 

الجوائز

المركز الأول 30 ألف

المركز الثاني 15 ألف

المركز الثالث 10 ألف


Screen Shot 2020-11-17 at 12.03.33 PM.pn

مثال لعمل فني ممن فيليب هوداس باستعمال كل من برنامج Cinema 4D, Zbrush, Octane Render, Substance Painter, Substance Designer, RizomUV, Houdini, Adobe Photoshop and Adobe Illustrator تعريف الصوره: كما تري في الصورة لطائرة ال787 مع شفاطة شرب بلاستيك في الموتور. من السهل  أن الشفاطة - التي هي حادة أكثر مما ترى - أن تجرح ماكينة طائرة. علي حسب الدراسات. أكثر من مليون طاءرة في  المناطق الساحلية تموت كل سنة بسبب تحطمتهم في الشفاطات البلاستيك السايبة بسبب ظنها الخطأ أنهم مدرجات الهبوط.


 

العمل الفني الرقمي/الديجيتال

(آخر موعد للتقديم: 14 مارس)


سجل الآن

استخدم مخيلتك لدمج أي عنصر تراه مناسبا، لإيصال فكرة قوية تخص مشكلة النفايات الغير عضوية، يمكنك دمج العناصر التي لا توجد عادة مع بعضها في نفس البيئة، باستخدام برامج دمج الصور، أو برامج الرسم الديجيتال، أيهما مناسب لموهبتك، والأفضل لتجعلنا نرى أفكارك.
 
قم بتسمية عملك الفني وإضافة تعليق بين 50-100كلمة.

الجوائز

المركز الأول 10 آلاف

المركز الثاني 5 آلاف

المركز الثالث 3 آلاف


 

مثال على العمل الفني ، مزيج بين الرسم والكولاج. بقلم نويمي باكي زمالر



 

العمل الفني اليدوي

(آخر موعد للتقديم: 21 مارس)


سجل الآن

استخدم قوة ابداعك لدمج أنواع فن يدوي. يمكن ان يكون العمل لوحة وسائط مختلطة, جرافيتي, كولاج, هيكل طينه, عمل ازياء, لا تخجل في دمج الأنواع الفنية. عملك يجب أن يعبر عن مشكلة النفايات الغير عضوية.
 
قم بتسمية عملك وإضافة تعليق بين 50-100 كلمة
 
الجوائز
المركز الأول 10 آلاف
المركز الثاني 5 آلاف
المركز الثالث 3 آلاف

Translate ترجم إلى أي لغة

بحث Search

عام جديد سعيد 2025

أرشيف المدونة الإلكترونية


شرفتنا بزيارتك أنت اليومَ الزائر رقم